بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن قصب السبق قد فاتني في مضمار انسياب. لا ضير! لاحقون إن شاء الله!
هذه من سخرية الأقدار فالأب بدوي منسلخ من بداوته التي ما بقي منها إلا اسمال باليه لا تقي من برد ولا تدفع من حر! وليس أجد من تشبيه يفي بحال مقام هذه الأسرة إلا قول الشاعر: إذا كان رب البيت بالدف ضارب فما شيمت أهل البيت إلا الرقص
وهل يرتجى الصلاح ممن عمرت قلبه الدياثه وترك ابنته سائبة بين معشر كذب
وهل يرتجى صلاح مجتمع ممن ربيت بناته على الخلاعة! هلا إذا رغبت في الترفيه كان أولى لها أن تكون في معشر من بنات جنسها حيث لا اختلاط!
يخطر على بالي شيء: هل لو أنها التزمت كانت لتلقى التثبيت ممن يقال لها: أبوها أو من تلك التي يقال لها: أم!
لا أظن! أظن أن القوم إذ هم غارقون في وحل الضياع لا يستهويهم نجاء آخرين
الأمر هنا أكبر من مسألة سائق أجنبي يأخذها إلى مكان الاختلاط بل وأفدح! إنه ضياع جيل فتي ناشئ! لم يطالب ذلك الديوث أو تلك المتبرجة أن يخرجوا لنا جيلا خارقا للعادة! لم يطالبهم أحد أن يبدعوا لنا جينات تنقذ الأرض من شرور الطغاة! ما طولبوا فيه أن يخرجوا نشأًَ محافظا في أقل درجاته! نشء يغارّ ! نشء لا يخوض مع الخائضين! نشء ملتزم في أقل درجة
أنا أطالب أن يجرم هذا المريض النفسي الذي يترك عرضه سائبة من غير حسيب ولا رقيب! وأطالب أن يحجر عليه ماله ويمنع من عياله لأن الله عزوجل قال: وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً.[النساء : 5]
نحن نحارب آفات في المجتمع والدولة تبذل الأموال الطائلة في سبيل إصلاح أحداث خرجوا من نطاق الصلاح! ولكن أين هي تلك الأجهزة التي تصول وتجول عمياء عن مثل هؤلاء المفسدين في الأرض!
آسف حقا عظيم الأسف على حالنا في الحضيض! لا غرو أن تتضاحك علينا الأقوام ملء الفم
وأما أولئك البنات في حافلة يسوقها شاب غير محرم! فليس الأمر سواء بسواء. ليس من يجني عبير العلم في وضح النهار كمن يتجرع سموم الضياع ليل نهار! لا تحشريهم معا ولا تقارني العفيفات بمن تتعلق بدادي أن يسمح لها بالإختلاط! ليسوا سواء أبدا!
نعم العفيفات فأنا لا أعد ممن خرجت للضياع عفيفة أبدا لا أنا ولا الصيع من الأولاد!
ثم إذا هي احتست السم وذاقت وبال امرها تأتي بتلك الإسطوانة المشروخة التي ألفناها من كل فاشل أو فاشلة: أهلي هم السبب! أهلي رموني للضياع! أهلي وأهلي وأهلي
تبا لها وتبا لأهلها
كنت أعدالصياعة في الأبناء فقط حتى رمت بي الأيام في عمل مختلط! كنت أظن أن البنت إذا عملت تعمل لتقيم أودها ولتقي نفسها مذلة الأب والأخ والقريب والبعيد! كنت أظن وأظن حتى رأيت سفه ظني ذاك بأم عيني! بنات لا خلاق لهن في الدنيا! ولولا الله ثم بقية من عقل لكان لي ولهن شأن ولكني جعلت التصامم حبل نجاتي وتخيلت أني أعيش في كوكب لوحدي سواي لئلا أرى ما الله به عليم