بقايا من لا شئ
مررت بجوار حديقة الحي الغناء وقد هجرت من الناس
مررت و سكون قاتل حولي فلا صوت إلا صوت أنفاسي
تتردد داخلي مضطربة وينخر في جوف أذني وسواسـي
وخوف من شئ داخلي لا اعلمه أجهله ويجهله إحساسي
وأثناء ذلك نما إلي أذني صوت قادم من داخل الحديقة
وجدتني مدفوعاً إليه وسيطر علي فضولي
وسرت منساقا أتتبع مصدر الصوت
إلي أن وجدت أمرآة تتوشح بوشاح أخفي وجهها وأخفاني
وتمسك بيديها الكمان وتعزف لحناً وقد أيقظ أشجاني
حاولت أن أخاطبها لم تهتم نظرت ثم أكملت عزفها الحاني
خاطبتها أعادت النظر وبريق من عينيها كسهم وقد رماني
تراجعت مرتعدا لا اعلم ما سر البريق الساري في عينيها
لا اعلم أهو شعاع من نـورا آم لهيب من نار موجود لديها
أسرعت خطواتي تبتعد عنها مع فضول يدفعني للنظر إليها
أصابني الرعب ولا أدري أخوف منها ام كان خوف عليها
وفي الليلة التالية
أثناء عودتي سمعت ذات اللحن واليها قد دفعتني خطواتي
وجدتني أمامها وهي لم تزل تعزف ولا تلتفت إلي نظراتي
وجدتني اعترف واحكي لها وهي تعزف لا تبالي بحكاياتي
صرت كل ليلة اذهب أليها اسمع لحنها واخبرها اعترافاتي
واعتدت
أحكي وهي لا تهتم فقط تسمعني وتعزف لي اللحن الباكي
دفعني فضولي سألتها أي أمر جليل في تلك الوحشة رماكِ
وأي حزن دفعك تعزفين اللحن الأليم فلم اسمعه من سواكِ
اكشفي لي عن وجهك فانا أثق بان الله بكل جميل قد حباكِ
التفتت وحدثتني
أخبرتني لا داع لأن تراني فقد تفر بمجرد أن يرتفع الوشاح
ستري بقايا أنثي هجرها الحبيب وقد شوهت وجهها الرياح
كانت تناجيه وكان يفر منها كان تهديه وهي تدميها الجراح
عجزت أن تلقى مكاناً داخله نسى أهملها فلم يسعها البراح
ألحيت وأصررت فاستجابت
بدأت ترفع وشاحها وانا يغلبني فضولي لأعلم ما وراءها
وارتفع الوشاح وبريق في الأفق ظهر ولاح ينطق بسرها
ووجدت أشخاصاً يطعنونها من كل جانب يريدون تمزيقها
نظرت إليهم مذهولا ماذا جنته وما كان في الحياة ذنبها
تفحصت الوجوه
يالهول ما رأيت أنهم حقدي وغروري وسخطي وريائي
ترنحت صاحبة الوشاح وهوت على الأرض يالشقائي
ووجوه تدفعني تنقذها تحاول أن تحقق بعض رجائي
نظرت للوجوه كانت طيبتي وعفتي وإيماني وكبريائي