الفلاحي صاحي
¬°•| عضو مثالي |•°¬
كلمة سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان لدى عودته من إجتماع ملتقى التفاهم بين المذاهب الإسلامية الذي عقد بالجزائر .
قال سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد..
فقد اتيحت لنا فرصة الاجتماع في ملتقى التفاهم بين المذاهب الاسلامية في الجزائر الشقيقة بدعوة من المجلس الاسلامي الاعلى التابع لرئاسة الجمهورية وكان الاجتماع قد ضم لفيفا من علماء الامة ومن مختلف المذاهب الاسلامية والكل بحمد الله ينشد الوحدة وحدة الامة وهذا امر تحكمه اولا العقيدة لان الله تبارك وتعالى فرض على هذه الامة ان تكون امة متحدة كما فرض عليها ان تكون امة موحدة له اذ جمع الله تعالى بين امر عباده بتوحيده وامرهم ان يتحدوا فيما بينهم وان يعتصموا بحبله حيث قال (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فكما انه من الواجب على الانسان ان يحرص على الاسلام وان لا يموت الا على الاسلام فانه من الواجب عليه ان يحرص على وحدته مع اخوانه المسلمين وان لا يشذ عنهم وان لا ينابذهم وان يعتصم بحبل الله المتين ومعظم ما سمعته من الكلمات كانت تصب في هذا المصب وتدور على هذا المحور وهذا مما يبشر بمستقبل سعيد اذ التفاهم ما بين فئات الامة داع الى تعارفها وتآلفها وتلاحمها وتراحمها كما يؤذن بذلك قوله تعالى: (انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين اخويكم) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وقال سماحته: نحن دائما نركز على وحدة الامة وعدم تفرقها واجتماع كلمتها والتقائها على ما تلتقي عليه من العقيدة الواحدة فهنالك قواسم مشتركة ما بين الامة جميعا فالامة من حيث كلية العقيدة لم تختف فيها فالكل يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والركن السادس وهو الايمان بقضاء الله وقدره يؤمن به جمهور الامة ومن الناس من له موقف آخر تجاه هذا الامر ولكن مع ذلك يشترك مع بقية المسلمين بالايمان بالكليات الخمس السابقة ولئن كان هنالك اختلاف فانه لم يكن هذا الاختلاف في نفس هذه الكليات وانما كان اختلافا في الجزئيات ومع ذلك كله ايضا فان مصادر التشريع عند الامة واحدة فهي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واجماع السلف الصالح كذلك تتحد من حيث الايمان بالكتاب الواحد والقبلة التي يتوجه اليها المسلمون هي قبلة واحدة والنبي الذي تتبعه هو نبي واحد واعظم من ذلك كله ان الاله الذي تعبده هو اله واحد ولهذه الاسباب كلها دواعي الوحدة والتآلف بين الامة وعدم التقاطع فيما بينها فعليها ان تأخذ بهذه الدواعي ونحن نركز دائما على ذلك.
وقال سماحته: ان السلطنة تقدمت بورقة عمل عمانية حول هذا المحور نفسه مشيرا الى ان الامل موجود في تكرار هذا اللقاء وان كان لم يبت في الاجتماع حول الاجتماع القادم.
وحول الواقع الذي تعيشه الامة العربية والاسلامية في وقتنا الحاضر قال سماحة الشيخ العلامة احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: في حقيقة الامر ان هذا الامر يدعو الى الحسرة والاسى والالم فان الامة لو انها اخذت بالاعتصام بحبل الله المتين واتبعت نوره المبين وسلكت صراطه المستقيم لكان لها شأن غير هذا الشأن فان اسباب القوة موجودة في الامة هي وكما قلت بأنها امة واحدة من حيث انها تجمعها عقيدة واحدة وهي امة واحدة من حيث انها يجمعها كتاب واحد وهي امة واحدة حيث انها تقتدي بنبي واحد وهي امة واحدة من حيث انها وقبل كل شيء تعبد الها واحدا ولهذه الاسباب كلها يجب عليها ان تجتمع وان لا تتفرق وان تتألف ولا تختلف وان تتوحد ولا تتشتت والايمان يفرض على المؤمنين جميعا ان يحسوا بالآلام الواحدة كما انهم يشعرون بآمال واحدة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ترى المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) فعندما تكون الامة على هذا النحو وتسير على هذا النهج تكون كلمتها عالية وتكون شوكتها مهيبة ويكون جانبها مخوفا ولكن مع وقوع التشتت والتشرذم والخلاف وايثار كل احد هواه يؤدي الامر الى الضياع ويؤدي الى زوال الريح اي القوة والله تبارك وتعالى يقول: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) والمسلمون جميعا عوامل الوحدة فيما بينهم متوافرة والعرب فيما بينهم عوامل الوحدة فيما بينهم اكثر توافرا فمن اجل ذلك كان المفروض على العرب وقد اكرمهم الله تعالى بالاسلام وشرفهم بدعوة نبيهم محمد عليه افضل الصلاة والسلام اذ كانوا اول من حمل لوائها وقام بنشر صيتها في الآفاق ان يكونوا احرص الناس على الاستمساك بالهدي النبوي واتباع هذا المنهج الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عليه الخلفاء الراشدون ونحن نعلم ان السلف الصالح عندما فتحوا الامصار ونشروا هذا النور في اصقاع الارض انما كانوا قلة ولكنهم كانوا يشكلون قوة في ايمانهم لا بعتادهم وبعزيمتهم لا بعددهم فلذلك هيأ الله تعالى لهم الاسباب وآتاهم ما آتاهم من الخير لقد افتتحوا هذا العالم الواسع وواجهوا دولتين كانتا تمثلان قوتين كبريين في العالم آنذاك وكانت مواجهتهم لهما في وقت واحد لم يسندوا ظهورهم الى احدى الدولتين ليواجهوا الدولة الاخرى وانما واجهوا الدولتين في وقت واحد ولم يكونوا متفرغين لمواجهة احدى الدولتين في وقت واحد ومع ذلك فتح الله تعالى لهم آفاق الارض وهذا على اي حال انما يؤول الى معرفتهم برسالتهم التي يحملونها وبواجبهم الذي يهدفون الى تحقيقه وغايتهم التي يسعون اليها فهم كانوا يحبون الشهادة في سبيل الله ويؤثرونها على انفسهم فقد حرصوا على الموت فوهب الله تعالى لهم الحياة وكانوا يرون عدتهم تقوى الله وبقدر ما يتزودون من زاد التقوى تكون شوكتهم وضاءة وتكون هيبتهم فاعلة في نفوس اعدائهم فكانوا يتوصون بذلك فأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عندما جند الاجناد لمحاربة امبراطورية فارس زود جنده ممثلين في قائد الجند وصية جاء فيها:
اوصيك ومن معك من الاجناد بتقوى الله على كل حال فان تقوى الله افضل العدة في الحياة واقوى المكيدة على العدو واوصيك ومن معك من الاجناد بأن تكونوا اشد احترازا من المعاصي منكم من عدوكم فان ذنوب الجند اخوف عليهم من عدوهم وانما ينصر المسلمون بمعصيةعدوهم لله فان عددنا ليس كعددهم فان استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا بالقوة والا ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا واعلم ان في سيركم عليكم من الله حق يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وانتم في سبيل الله ولا تقولوا ان عدونا شر منا فلن يسلط علينا فرب قوم سلط عليهم من هو شر منهم كما سلط على بني اسرائيل اذ عملوا بمعاصي الله فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا واسألوا الله العون على انفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم اسأل الله ذلك لي ولكم.. وقال سماحته: هذه الوصية البالغة الجامعة المانعة كانت هي القوة الفاعلة وكانت هي المنهاج الذي سار عليه ذلك الجند والنور الذي استبصر به ذلك الجند ولذلك كتب الله لهم النصر والتأييد.
وحول فتح باب الجهاد في سبيل الله في هذه الاوقات بالذات قال سماحته: ما ترك الجهاد قوم الا ذلوا هكذا وترك الجهاد والميل الى الدعة والراحة ورغبتهم في الاستخذاء والذل هو الذي جعل طغيان عدوهم يتزايد باستمرار وجعلوا استخفاف العدو بهم يبلغ هذا المبلغ.
وقال سماحته: ان اعظم دعم قبل كل شيء هو اتحاد الامة معهم بحيث يكون هذا العبء يحملونه في انفسهم وانما يجب على الكل ان يشاركهم فيه بحيث يجاهد الجميع معهم وتفتح الحدود للجهاد ويسارع الناس في تقديم العون بالنفس ونسأل الله تعالى ان يهدي القلوب حتى تدرك الواجب الذي عليها.
وقال سماحته : نحن واثقون من ان اليهود ان شاء الله الى زوال وهذا وعد من الله عز وجل وانما علينا ان نكيف انفسنا مع المنهج الصحيح والمنهج الحق فتقوى الله تعالى هي التي تفتح الابواب المغلقة وتعبد الطرق الوعرة وتيسر الاسباب الصعبة.
وحول العمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون في فلسطين وفي ظل اختلاف علماء المسلمين في هذا الامر قال سماحته: ان الانتحار هو ان يتبرم الانسان من الحياة ويؤثر على ان يقتل نفسه وهؤلاء المجاهدين في فلسطين ما تبرموا من الحياة ولم يؤثرا قتل انفسهم وانما ارادوا النكاية بعدوهم.
وفي الختام فاننا ندعو الامة الى تقوى الله والعمل لطاعته واتباع سبيله فان تيسر ذلك فتح الله لهم الابواب المغلقة ويسر لهم ما كان عسيرا وسهل لهم ما كان صعبا ومع هذا كله ندعو الامة الى الرغبة في الاستشهاد في سبيل الله والمضي قدما لاعلاء كلمة الله تعالى.
قال سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد..
فقد اتيحت لنا فرصة الاجتماع في ملتقى التفاهم بين المذاهب الاسلامية في الجزائر الشقيقة بدعوة من المجلس الاسلامي الاعلى التابع لرئاسة الجمهورية وكان الاجتماع قد ضم لفيفا من علماء الامة ومن مختلف المذاهب الاسلامية والكل بحمد الله ينشد الوحدة وحدة الامة وهذا امر تحكمه اولا العقيدة لان الله تبارك وتعالى فرض على هذه الامة ان تكون امة متحدة كما فرض عليها ان تكون امة موحدة له اذ جمع الله تعالى بين امر عباده بتوحيده وامرهم ان يتحدوا فيما بينهم وان يعتصموا بحبله حيث قال (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فكما انه من الواجب على الانسان ان يحرص على الاسلام وان لا يموت الا على الاسلام فانه من الواجب عليه ان يحرص على وحدته مع اخوانه المسلمين وان لا يشذ عنهم وان لا ينابذهم وان يعتصم بحبل الله المتين ومعظم ما سمعته من الكلمات كانت تصب في هذا المصب وتدور على هذا المحور وهذا مما يبشر بمستقبل سعيد اذ التفاهم ما بين فئات الامة داع الى تعارفها وتآلفها وتلاحمها وتراحمها كما يؤذن بذلك قوله تعالى: (انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين اخويكم) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وقال سماحته: نحن دائما نركز على وحدة الامة وعدم تفرقها واجتماع كلمتها والتقائها على ما تلتقي عليه من العقيدة الواحدة فهنالك قواسم مشتركة ما بين الامة جميعا فالامة من حيث كلية العقيدة لم تختف فيها فالكل يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والركن السادس وهو الايمان بقضاء الله وقدره يؤمن به جمهور الامة ومن الناس من له موقف آخر تجاه هذا الامر ولكن مع ذلك يشترك مع بقية المسلمين بالايمان بالكليات الخمس السابقة ولئن كان هنالك اختلاف فانه لم يكن هذا الاختلاف في نفس هذه الكليات وانما كان اختلافا في الجزئيات ومع ذلك كله ايضا فان مصادر التشريع عند الامة واحدة فهي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واجماع السلف الصالح كذلك تتحد من حيث الايمان بالكتاب الواحد والقبلة التي يتوجه اليها المسلمون هي قبلة واحدة والنبي الذي تتبعه هو نبي واحد واعظم من ذلك كله ان الاله الذي تعبده هو اله واحد ولهذه الاسباب كلها دواعي الوحدة والتآلف بين الامة وعدم التقاطع فيما بينها فعليها ان تأخذ بهذه الدواعي ونحن نركز دائما على ذلك.
وقال سماحته: ان السلطنة تقدمت بورقة عمل عمانية حول هذا المحور نفسه مشيرا الى ان الامل موجود في تكرار هذا اللقاء وان كان لم يبت في الاجتماع حول الاجتماع القادم.
وحول الواقع الذي تعيشه الامة العربية والاسلامية في وقتنا الحاضر قال سماحة الشيخ العلامة احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: في حقيقة الامر ان هذا الامر يدعو الى الحسرة والاسى والالم فان الامة لو انها اخذت بالاعتصام بحبل الله المتين واتبعت نوره المبين وسلكت صراطه المستقيم لكان لها شأن غير هذا الشأن فان اسباب القوة موجودة في الامة هي وكما قلت بأنها امة واحدة من حيث انها تجمعها عقيدة واحدة وهي امة واحدة من حيث انها يجمعها كتاب واحد وهي امة واحدة حيث انها تقتدي بنبي واحد وهي امة واحدة من حيث انها وقبل كل شيء تعبد الها واحدا ولهذه الاسباب كلها يجب عليها ان تجتمع وان لا تتفرق وان تتألف ولا تختلف وان تتوحد ولا تتشتت والايمان يفرض على المؤمنين جميعا ان يحسوا بالآلام الواحدة كما انهم يشعرون بآمال واحدة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ترى المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) فعندما تكون الامة على هذا النحو وتسير على هذا النهج تكون كلمتها عالية وتكون شوكتها مهيبة ويكون جانبها مخوفا ولكن مع وقوع التشتت والتشرذم والخلاف وايثار كل احد هواه يؤدي الامر الى الضياع ويؤدي الى زوال الريح اي القوة والله تبارك وتعالى يقول: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) والمسلمون جميعا عوامل الوحدة فيما بينهم متوافرة والعرب فيما بينهم عوامل الوحدة فيما بينهم اكثر توافرا فمن اجل ذلك كان المفروض على العرب وقد اكرمهم الله تعالى بالاسلام وشرفهم بدعوة نبيهم محمد عليه افضل الصلاة والسلام اذ كانوا اول من حمل لوائها وقام بنشر صيتها في الآفاق ان يكونوا احرص الناس على الاستمساك بالهدي النبوي واتباع هذا المنهج الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عليه الخلفاء الراشدون ونحن نعلم ان السلف الصالح عندما فتحوا الامصار ونشروا هذا النور في اصقاع الارض انما كانوا قلة ولكنهم كانوا يشكلون قوة في ايمانهم لا بعتادهم وبعزيمتهم لا بعددهم فلذلك هيأ الله تعالى لهم الاسباب وآتاهم ما آتاهم من الخير لقد افتتحوا هذا العالم الواسع وواجهوا دولتين كانتا تمثلان قوتين كبريين في العالم آنذاك وكانت مواجهتهم لهما في وقت واحد لم يسندوا ظهورهم الى احدى الدولتين ليواجهوا الدولة الاخرى وانما واجهوا الدولتين في وقت واحد ولم يكونوا متفرغين لمواجهة احدى الدولتين في وقت واحد ومع ذلك فتح الله تعالى لهم آفاق الارض وهذا على اي حال انما يؤول الى معرفتهم برسالتهم التي يحملونها وبواجبهم الذي يهدفون الى تحقيقه وغايتهم التي يسعون اليها فهم كانوا يحبون الشهادة في سبيل الله ويؤثرونها على انفسهم فقد حرصوا على الموت فوهب الله تعالى لهم الحياة وكانوا يرون عدتهم تقوى الله وبقدر ما يتزودون من زاد التقوى تكون شوكتهم وضاءة وتكون هيبتهم فاعلة في نفوس اعدائهم فكانوا يتوصون بذلك فأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عندما جند الاجناد لمحاربة امبراطورية فارس زود جنده ممثلين في قائد الجند وصية جاء فيها:
اوصيك ومن معك من الاجناد بتقوى الله على كل حال فان تقوى الله افضل العدة في الحياة واقوى المكيدة على العدو واوصيك ومن معك من الاجناد بأن تكونوا اشد احترازا من المعاصي منكم من عدوكم فان ذنوب الجند اخوف عليهم من عدوهم وانما ينصر المسلمون بمعصيةعدوهم لله فان عددنا ليس كعددهم فان استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا بالقوة والا ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا واعلم ان في سيركم عليكم من الله حق يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وانتم في سبيل الله ولا تقولوا ان عدونا شر منا فلن يسلط علينا فرب قوم سلط عليهم من هو شر منهم كما سلط على بني اسرائيل اذ عملوا بمعاصي الله فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا واسألوا الله العون على انفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم اسأل الله ذلك لي ولكم.. وقال سماحته: هذه الوصية البالغة الجامعة المانعة كانت هي القوة الفاعلة وكانت هي المنهاج الذي سار عليه ذلك الجند والنور الذي استبصر به ذلك الجند ولذلك كتب الله لهم النصر والتأييد.
وحول فتح باب الجهاد في سبيل الله في هذه الاوقات بالذات قال سماحته: ما ترك الجهاد قوم الا ذلوا هكذا وترك الجهاد والميل الى الدعة والراحة ورغبتهم في الاستخذاء والذل هو الذي جعل طغيان عدوهم يتزايد باستمرار وجعلوا استخفاف العدو بهم يبلغ هذا المبلغ.
وقال سماحته: ان اعظم دعم قبل كل شيء هو اتحاد الامة معهم بحيث يكون هذا العبء يحملونه في انفسهم وانما يجب على الكل ان يشاركهم فيه بحيث يجاهد الجميع معهم وتفتح الحدود للجهاد ويسارع الناس في تقديم العون بالنفس ونسأل الله تعالى ان يهدي القلوب حتى تدرك الواجب الذي عليها.
وقال سماحته : نحن واثقون من ان اليهود ان شاء الله الى زوال وهذا وعد من الله عز وجل وانما علينا ان نكيف انفسنا مع المنهج الصحيح والمنهج الحق فتقوى الله تعالى هي التي تفتح الابواب المغلقة وتعبد الطرق الوعرة وتيسر الاسباب الصعبة.
وحول العمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون في فلسطين وفي ظل اختلاف علماء المسلمين في هذا الامر قال سماحته: ان الانتحار هو ان يتبرم الانسان من الحياة ويؤثر على ان يقتل نفسه وهؤلاء المجاهدين في فلسطين ما تبرموا من الحياة ولم يؤثرا قتل انفسهم وانما ارادوا النكاية بعدوهم.
وفي الختام فاننا ندعو الامة الى تقوى الله والعمل لطاعته واتباع سبيله فان تيسر ذلك فتح الله لهم الابواب المغلقة ويسر لهم ما كان عسيرا وسهل لهم ما كان صعبا ومع هذا كله ندعو الامة الى الرغبة في الاستشهاد في سبيل الله والمضي قدما لاعلاء كلمة الله تعالى.