فلاسيات !!

[عتيق بن راشد الفلاسي]

يا ليل زد من همهمتك الموحشة، ثم أغرقني في لجج الخوف لأخلد مسرعا في حضنها الوفير كل خطوة إليها تنقطع أنفاسها قبل عناق الخطوة التالية..واحشرني في إهابك الساكن سكون اسمها في نقيع دمي، احشرني وحيدا حتى تخاطبني راحة يدها وأنا بين حنايا أضلاعها أعبر عن وحشتك وحيدا يا ليل السكون .

ياليل زد مسامعي سكونا هادئا لأزداد وأنا عندها حركة جنونية صاخبة النداء، ثائرة الحفيظة ، فإني أتوق إلى حداثة الأطفال في حجرها وهي تسكب ساعتها على مثارات صبوتي كل ما لديها من حب ناعم الملمس، حتى إذا ما استوينا على مسار التبادل العشقي الليلي خاطبتني: أي نجوم الدلال أسقطها الآن في محاجر عينيك يا طفلي البكر المدلل!.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

حينما ينبري قلمي لكتابتك، وصياغة معناك تسكت بقية الأقلام منصتة إلى رجع تغاريد الجنان تبثه حناجر أطيارها عبر صرير قلمي المنتشي بسكرة الخلود في بحار معانيك الزاخرة يا روحي، فلا عجب حينها أن تهجر الطيور أوكارها إلى حيث أنت يا أحاديث الجمال في مسامع من هامات الكمال.

ولا عجب يا إدمان حرفي أن أكتب عن حبك في أقصر عبارة لا يفهمها إلا الأفكار الراقية رقيك، والقلوب القريبة من علوك، وينطلق صداها كأحزمة الضياء تشق الأوساط معلنة أن الضوء كما هو أسرع حبيبات النور فإن أدب معناك أسرع حبيبات السحر تفننا، وتأنقاً، واصطفاء، وتبركاً.

وبمعناك وحده أتحدث عن دقائق اللغة فتجثو معاجم الجمال اللغوي دون صفحتك في أدب الطالب، وذهول المطلوب، وتتسابق المعاني إلى احتضان روعتك تصوغها دروساً من سوالف العشق الأزلي لحاضر الإنسانية ومستقبلها.

لذا أحبك..ولم أفكر في حب غيرك يوما مهما زاحمتني فيك الأنداد، وقربتني إليها نواعم الغيد وهي تعيش حروفي أحلام النوم ، ومعزوفات ما قبل النوم.

أحبك خارج أطر التفكير، لأنك ملاك فكري كله، قائمة فيه قاعدة، سابرة سائرة، لو رآك الرائي لقال إنك الفكر وهو دخيلك ، وإنك الشعور وهو نزيلك، وإنك قلبي وهو متيمك، وقتيلك.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

تعالي فقد نسيت على صدري دموع الوفاء تعذبني لأن كحل عينيك خالطها فعذبتني فوق مابي ، وذكرتني بك ونشيج صوتك يقطعها أشلاء على منصة النزف الحزينة.
واستبق للوراء خطوة لأن ههنا من ريح طيبك ما ضمخ صفحتي وجهي فعذبني لأنه رمزك به تعرفين عندما تضيع في عبيره روحي الولهى.

وعودي قليلا فإن موجات صوتك ما أعتقت مسمعي من حينها لحظة واحدة إلا وقالت إنها هنا...إنها بين أطياف الليل القادم قيثارة السهر، وترنيمة القمر.

تعالي فهذه الليلة بالذات لم يغب عني فيها منك شيء يا روحي ، فحنانك، ولطفك هو هو يلفني حاضنا نفسي المتعبة المنهكة، وبرد قربك هو هو يعانق شبابي المكتهل في ليلة غائبة حاضرة أنت فيها.
يالله لو أن الليالي اختزلت فناء لم يسعها إلا ظلام هذه الليلة ، لأنه لا يبقي لذي روح روحا، ولا لذات أنس أنسا..ولو أن لطول الليالي امتدادا فوق عهد الليالي لما أوغل في الطول كشأن هذه الليلة الطويلة جدا جدا، فمتى سيدرك الصبح ملاحقة قسوة الليل لبراءة وضوحه!!!

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

بعيد هذه اللحظات ستكون آخر اللحظات التي تجمعني بأنفاسك ..سأهجر كل شيء لك، وأولها مداد القلم، وسأودع جميع الذكريات التي بيننا في مخزن آمن لا أكشف الغطاء عنه أبداً ..
ربما كانت هذه الصفحة آخر ما تخطه يميني لك ؛ فقد أوشكت فكرة الرحيل تراودني هذه الليلة ، وتطن في أذني بضرورة التوقف عند هذه النقطة. ..
كان لي أمل العودة إلى خيمتك الوارفة ولكن بصحبتك، وألا أدخلها إلا ويدي في يدك..لكن تمادت قسوة الأيام منك حتى غطت كوني المولع بك، وأهداني منك أنك مني بمنزلة حائل الصدى كلما ناديتك رجع صوتي إلي إذ لم يجد منك موضع سمع.

أصحيح يا حبيبتي سنفترق؟؟ ..وآه حينها يوم أن تكشفي عن خطواتي المتوجهة نحوك فتجدين الريح قد سفتْها، ثم محتْها وهي التي كتبتْ اسمك في كل أفق اتجهت إليه..

سأرحل وفي أفياء دارك بقية مني تركتها منثورة على صدرك يوما من الأيام، استحلفتك بساعات الوفاء حينها أن تعجلي بإحراقها كما أحرقت عصفورها الشادي بها على غصنك يوماً..

وما هن بالخوافي على كل بصر قرأها أن في اكتحاله بها جلاء يحمل صفاتك، ويحكي للعيون جميل خلالك وأنت الجمال كله لا يقبل الاستثناء هنا بابا من أبواب النحو الغرامي فيك.
وهن سطور غفت عيناك يوما على وسادتها فأصبحت بها ولها بلورة لها من اسمك شبه لا تقهقره الليالي مهما اشتد سوادها..وهن معاني الجمال سطع عليهن نورك فحار الأدباء فيها وفيك، وضاعت بهم عقولهم بينك وبينها، فكأنها أنتِ عند انبلاج الفجر، وكأنك هي عند إشفاق الأصيل من مخاوف الغياب..

ألا ليتك تودعينها أقرب حفرة لديك علّ الدهر ينبتها شجرة تنطق يوما بما عجزنا عن البوح به، وتشرح حينا ما لم يسعفنا به عيُّ ألسنتنا أن نقوله كما خلق في رحم الحب تلك البذرة الأولى..
وليتك وبما أنا به طامع تحاذين بها فرجة الباب الذي أخرجتني منه ، لتدفعيها دفعة القالي المبغض لأصل وفرعه، وجسد وظله، وخيال وحقيقته..فمالك ولها، وهي لم تكن لأحد غيرك، وليس من الضروري أن يطلع عليها أحد سواك، وأنت منها براء براءتك من صاحبها صبيحة هذا اليوم الذي ملأت بكفيك مني مقدار ما فرغت من كفيك مني..

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

ليلة البارحة ..ولأول مرة يبلج الوجود عن لقائنا المنتظر، وأنا على مشارف الرحيل القاسي ..تقبلين عليّ وفي جيوب الليل حوالينا آهات طالما حركها الشوق، وأرسى فوق شواطئها جسدينا الناحلين من الشوق، وآه من شوق المحب إذا فترت ناره لتبدأ طورا جديدا في حياته، وقد لا تفتر إلا بامتثال إحدى الحسنيين.
يا ملاكي الساهر على سهد جفني ليلة البارحة! ويا أنتِ يا كل النساء أشرفن على حدائق الجمال الكوني فغرسن نباته، وأجرين أنهاره، وفجرن أنوار بدره، وأنا الصامت الناطق أمامك ليلة البارحة صمت الأماني، ونطق التدلل ..أحبك من مبدأ الآهات ليلة البارحة حتى آخر زفرة شوق وليس للحب من آخر!!
يا ملاكي الساهر بين صمتي، وبوحي ..خبريني كم طوت ليلة البارحة بيننا من مفاوز الآهات حتى طلع الصبح وأحدنا يمسك شمس النهار في يده، والآخر يطوعها جنة في عين محبوبه..آه كم أحبك!! ​

يا ملاك ليلة البارحة لأول مرة أدرك كنْه قصائدي المجنونة بك، الشاذة عن رسم الأشعار بسببك..قصائد صيغت من خطيئة حبنا النافر عن حقائق الوجود.حاكتها أناملي على مقاسات دروب الغواية السائرة فيها، بحيث لا تسترشد بنصح، ولا يتأتى منها استقامة ورشد لأنها بحبك وحدك اكتسبت صفة التفرد يا واحدة لا شبيه لها إلا التماس الجمال موضع قدم بجانبها.​

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

وضمنا الليل ، فنادانا الغسق ، وأقسمت أن تراك الليلة مني جميع العيون ، فأنتِ الليلة على جمال مختلف ، جمال تزيده لهفة الشوق توهجا ، وتوقدا ، وأنا أمشي إليه لأصطلي بنار توهجه ، أنا قادم من بعيد يا حبيبتي ، مروع الحشا لا يسكنني إلا مسحة حنانك والليل صديق العشاق ، شاهد على مهج تحترق في بريق الدمعة .

ماذا أقول لك الليلة يا حياتي ؟؟ وها أنت أمامي يكذب ناظري فيك جميع الظنون، ويعصي العواذل وأهل الحسد والحقد الدفين....أنت أمامي تقفذف بك أنوثتك الصرفة على مراحل ...ففي المرحلة الأولى ترسمك في عيني ضيفاً ملائكيا يحل على العالم الأرضي في أول ليلة بعد طول غياب..

وفي المرحلة الثانية تستخف بك عصارة الشباب فتقربك مني كقاب قوسين لأقرأ عن قرب فلسفة تمرد الشفق على حمرة الخدين بصولته القانية .

وفي المرحلة الثالثة تكتبني الليلة في سواد عينيك ، فتطبقين علي بين مهد وفير، ونفَس أثير...حتى إذا ما صحوت من سكرة اللقاء كتبني القدر ثانية في سواد عينيك بحروف يتحدى مدادها جميع حدود الفناء.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

حبك نسخ ماضيا كنت أظنه فجر أيامي المقبلة،فإذا به يغيب ليقدم بحالكات الليالي..و بنفرة الروح من وجه شانيها.

فأقبلي يا سعد الأيام ،ويا مرفأ الأحلام ،لي في جنباتك مورد الظمان الصادي ،ومقيل المقطوع البادي،لو جربت الشرب على الظمأ فتلك هي حياتي بين واحاتك الوارفة.

وما الحب إلا أنتِ أخذته كمّا لا يتجزأ ولا يتبدد ..وعشته اليوم كما لو أنني لم أعرف الحب يوما،ولم أقرأه إلا في بريق عينيك الذابلتين من احورار الدعج ،المثقلتين بخواطر الشوق ،القاتلتين فلول المها غيرة وحسدا.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

في صوتك هدوء يتموج بي فوق إدراكات الحس، ودون سبحات الخيال، وفوق مجريات العادة، ودون حد الخرافة..لكأنك تنفثين في موجات همسه من سحرك الفاتن ما يجعلني أتوزع في استقباله ألف جهة استقبال، لكل جهة مراسمها فوق مراسيها الهادئة الهادئة..​

أنا أعشق صوتك الهاديء لأنه يتفنن في تنويع مشتهاي حتى إني لأعانقك من خلال ندائك لي "يا حبيبي" عناق سكر، واحتضان ثمالة لأجد صوتك في مسمعي يحبب إلي كل صوت في الوجود أبعد فترة محتملة .​

أنا أذوب في صوتك فيتحول كونا يسكنني وأسكنه، وما زلت حائرا بأي لغات السكر تحدثينني، وبأي لغات السحر تمرضينني بك مرضا هو مكمن شفائي من داء الالتفات إلى محيط الإنسانية بأكمله حينما لا أجد لك شبيها فيه فأقدسك بكلمة واحدة.." يا إنسانة خصتها الإنسانية بقداسة الغيرية ضمن محيط الإنسانية".​

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

ما أدركت معنى السكون يوما إلا ساعة كان رأسي فيها بين كفيك تُمرين راحتيهما فوق شعري الثائر وفي كفيك تيار السكون الهادئ يسري في أوصالي فينسيني أن ثمة كوناً يحيط بي، وينسيني أن ثمة بشرا يشاغلني رغم أنه عنك لا يشغلني!..

وتتمادى راحتاك في ضخ تيار السكون، وحينما يغيب الشفق، وتهدأ جحيم وهجه الأحمر ، ويبدأ السكون في مغازلة النجوم...حينها فقط ألغي من قائمة شغلي كل حركة أتأثر في الكون بها، فهنا أنت فقط! أدير وجهي ساعة الظمأ إلى ري جمالك لألقي نظرة إلى عينيك ثم أعاود الاسترخاء بين كفيك ذلك الحرير المنسوجة خيوطه من سكون ، وليل، وعطر، وشمعة..

وقلتِ لي يا حبيبتي ونحن في قبضة الحب الحاكمة الجبارة: " أحبك معنى يشرحه هذا السكون الليلي".
قلت لك:" أحبك معنى تشرحه حركة بنانك وهي تختزل السكون فتحيله هيئة أخذت من الحركة ألطف ما فيها، وأخذت من السكون أهدأ ما فيه، فطفقت بك أتقلب في حضن من سكون وحركة.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

ما أقسى الذاكرة المستعصية على سيف النسيان لا تستدعي لي منك إلا أجمل ما فيك، وأمتع اللحظات التي ملأنا الدنيا فيها ضحكا ولهوا، واعتدالا وشذوذا..على أنك كنت أجرم الخلق في تعذيبي، وأكثرهم تفننا في حيرتي النافذة إلى دواخلي الملآى بك.أنت من كنت لا تصلح لي حياة أنت فيها، ولا تصلح إن لم تكوني فيها، وما أكثر البقع الداكنة في صفحتك المطوية عني رغم أن صفحات الناس لا تشرق في وجهي مالم تسطع عليها دواكن صفحتك تلك يا معذبتي بذنب الذاكرة، وظلم النسيان.
تعالي للحظات تنصفينني فيها من ذكرياتك المؤلمة وهي تحول بيني وبين الإحساس بمتع الحياة ، تعالي فما أحوجني إلى جرعة نسيان لساعة أتعرف فيها على ذاتي بعيدا عن مشوشات هذه الذاكرة اللعينة..تعالي لتفصلي في هذه القضية فإن فيها محو ماض وحياة موت!!

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

ما أحلاكِ في الصبح خاصة، وبسمتك تملأ رحابة وجهك حينما تتحرك شفتاك بترنيمة الصباح التي نذرت أن تقبل مبسمك وأنت تغالبين بعينيك الذابلتين بقايا النوم فاتحة كل صباح..
وما أنا بما أفيض به كل صباح من رحمانية الحب إلا لك وحدك ، فلك شعري وشعوري، وكأسي وعبيري، لك أنتِ وحدك يا حبيبتي ..وكيف تكون لغيرك وحركة دورتها الدموية مناطة بك، تضخك كل آونة وحين ، تضخك حالة رضاك، وحالة غضبك ، حالة جدك وهزلك ..تضخك كلك يا كل كلي . تلقاك ساعة الرضا فتطرب طرب البلابل على معزوفة الأفنان المتواجدة ..ويالرضاك وهو يبرق من حروفك الغالية يناديني أنْ هلمَّ إليّ أُغرِ بوجدك المسطور قلب السحابة فتمطرك ربيعاً لا يكون سيبه لغيري ..وأحدّثْ بوصفك النسيم فيصاب بوسوستك الشاغلة ليداعب بعطرك شعيرات رئتيّ المتنفستين بحرفك ...

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

متى أستريح من مكر هذا المارد المتربع على عرش تفكيري يلقي بي في مستقر حضنك ﻷتعذب بك مرتين..إحداهما عذاب العيش معك والثانية قص أثرك في كل بقعة تلونا فيها آيات الحب اﻷول وقدر استعبادك لي لم يزل في ألفبائية الحبو.
أنت امرأة ﻻ تستحق شيئا مما بي حتى أصرف إلى قبلتها جميع قبل شفتي..وﻻ تستحق من زفرات الليل زفرة واحدة أنفس بها عني من وطأة الشوق إلى جمال لم يخلق الرحمن مثله في سواد عيني.وأنت امرأة لو عددت النساء كانت في خانة الصفر لدى قاضي العقل لوﻻ أنها أذاقتني من سلسبيل ريقها كل ما غاب عن التصور الإنساني من النعيم الساحر الساحر....
يالله كم أود أن أقرأ فيك كلمة عيب واحدة تكون افتتاحية نفرتي منك فلا أجد، وكم لكم أطمع أن تشاركي الإنسانية في مبدأ النقص بغية أن أحرر خاطري من قيد عبوديتك فلا أجدك إﻻ كتحدي الشمس لمصابيح الإنارة لتظل الشمس معبودة كل المصابيح تحديا وإثبات وجود.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

خبريني كيف أستطيع فصلك عن مماسات كوني ﻷرى الكون مخضر اﻷوراق خارج حدود بستانك اﻷخضر
الوارف!
وكيف لي بتنفس هذا الهواء المتاح المباح ولو مرة خارج زفير وشهيق رئتيك!..ألست تلك التي أبكتني يوما من إحساس نشوة حبها حتى ظننتني أبكي رهبا فإذا بي أنتحب رغبا، وكم بين الرهب والرغب من خﻻيا تحيا على أنقاض أخرى بنشوة الحب تموت...
ألست تلك المفزعة من وعيد حبي خوفا من مغبة الحب ﻻسيما وأنا باعثه ﻻ يصيب أدنى من سويداء قلبك ليمثلك بين يدي ذليلة في عزة من جمال له أحقية التفرد بين بنات حواء. وما ذاق شهد اﻷنوثة ممن يعشقها حتى يقررها بمدى حاجتها لحضن الرجولة كهف أمان، وحضن احتواء.
أﻻ ما أروعك وأنت تبحثين في محضني عن أنوثتك الشاردة صبوة لتجديها تكبر كل يوم لكن ليس إﻻ على مدارج مهد حضتي.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

قصتنا مع المطر أحلى قصة أصابت مشاعرنا ببللها المفرط فرقصت كما رقص جسدانا الصغيران تحت المطر يوما ونحن يا حبيبتي لا وزن لنا إلا وزن المطر، وﻻ جرم يميز جسدينا إﻻ سيﻻن قطرات المطر فوق ذراعينا المتﻻزمين المتعانقين المتﻻشيين تحت وابل زخات المطر.
وتمسكين بيدي في يدك تحررينها من أغﻻل الحياة الكذوب لتحس في يدك بالمطر..وكم كان المطر صادقا في إحساسنا به لوﻻ لغة التصحر والجفاف التي ﻻ تبقي من المطر إﻻ ذكراه، وشيئا من قصيد يردد أغنيةالمطر في زمن التصحر والجدب .
آه يا تلك التي مضت مع آخر قطرات المطر فلم تعد كما غاب المطر..تعالي نكمل معا قصة جنوننا ، وعثرات صبانا، ونشاز تحركاتنا تحت نثار زخات المطر،

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

وذات مرة شاح بنا القدر إلى تلة في قمة ذات رابية خضراء سجلت فجاجها وطرقها أندر لهو كفرنا فيه بالعقل، وتخطينا حدوده، ولم نبك على فقده! وكيف ندرك فقده ونحن من رأيناه سبة إنسانيتنا، وشذوذ
مسارنا السوي بلا عقل يرسم، أو رشد ينذر.
وكانت السماء تبض عن بياض أشبه ببياض وجنتيك المشربتين بحمرة الخجل، وفي لبد السحاب شيء من امتلاء شفتيك باكتناز دﻻل الشباب المثقل ببعض من كبرياء، وبعض من طفولة تكاد تحيل قوامي عرشا متهاويا متساقطا بين تلك اللمى المعنونة بشبابك حينها يا جارة السحاب تعليا، وجارة الورد تخددا، ثم
جارة النسيم تدللا وتمايلا.
وتخطينا بعدونا جنبات ذاك الوادي ..ونزل المطر!! وتقاذفنا رشاش الماء أينا أسبق إلى هزيمة صاحبه، وجره إلى اﻻعتراف بشيطنة اﻵخر..ونزل المطر أكثر، وصرخنا ﻷول مرة يا حبيبتي بنداء حبنا، وجهرنا ليسمعنا كل شيء مع المطر..وبصوت واحد..أحبك..أحبك..أحبك يا هذا ، أحبك يا هذه بسحر الهمزة، وطلسم الحاء، وجنون الكاف.وﻷول مرة يا حياتي يتندى نداء حبنا بنداوة المطر، وبسحر جمال المطر مع صفاء اﻷفق يصفو حبنا كالماء القراح النازل على معطفينا تلك اللحظات الليلية الماطرة يا أجمل نداءات الكون في دهليز مسمعي المتبتل في محراب منطق فمك.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

وها هو شعر رأسي مبلل بالمطر ، لم تمض ليلتنا لا لم تمض في حساب مجريات الفلك، ولم يطلع الصبح مبددا أماني الليل يا حبيبتي ..ومع مرور اﻷيام كل يوم بألف عام لا لم يطلع علينا الفجر بعد، صدقيني لم تزل راحة يدي تعيش دفء ضمة يديك، وما زال المطر ينزل في ليلة لم تنقض، ونظرة بيننا سارية لم
يغمض جفنها، وضمة حضنك الظمآن كنا هي تنقلني عبر موجات المطر إلى ما شئت لي من جنان الله الخيالية الساحرة...
ﻻ ﻻ تقولي توقف المطر! ﻻ تقولي جفت معاطفنا من بلل المطر، بالله عليك ﻻ تقولي تحركت أرقام التاريخ لتحيل اليوم أمسا حسب تصاوير الورق .
أستعطفتك بحق ذياك المطر ﻻ تصدقي أكذوبة الليل ..لم يعرف حبنا يوما نقطة نهاية أو منحنى تحول...نحن يا حبيبتي لم نعش إﻻ لمطر ليلتنا تلك الغارقة في أوحال ذاك الطريق والدنيا من حوالينا منقادة لتراتيل ذياك المطر.

 

[عزي شموخي]

كلام راااااااائع

 

[عزي شموخي]

كلام ررررررررررائع

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

وفي ليلة المطر أبحت لي كل ما تمنيت وأتمناه، وما كان أغلى علي من قبلة شفتيك المرسومتين وفق تموج زفيرك وشهيقك، لكأنما تشكلت أنفاسك على افترار شفتيك إذا جمعا معاني الفتنة في ابتسام، أو
جمعاها في تعقل بعيدا عن فتنة المباسم..وهو هو قتلك بسيف الشفاه ﻻ فرق في تأصل فتنة الحسن إذا غضبت وإذا رضيت وحلمت.
وللحق أقول ﻻ يبلغ بياني منتهى الشعور بشرح أبعاد قبلة شفتيك ليلة المطر لما فيها من جمع رضابك الشهدي مع طعم المطر، ولما في رائحة فمك المسكية مع رائحة المطر، وأبعد منهما غورا كرم قلبك أن يمنحني قبلة العمر مع رذاذ المطر وهو يجري بين شفتينا فأحتسيه بك يا طعم النعيم الخالد في شفتي.

 

[عتيق بن راشد الفلاسي]

وأطلنا تحت المطر قبلة ممزوجة بماء المطر ، مستورة بعباءة الليل، مشمولة بقلم الذكرى يؤرخها للأيام يا حبيبتي أجمل قصة ﻷحلى قبلة ولدت في خيمة المطر..
كنت طفلة في قبلتك أمام عنفوان طمعي المفرط، وما أحﻻها ساعة يعلمك المطر فيها كيف نعيش مستقبل أيامنا نقتات على قبلة، وندين لقبلة، ثم ننام العمر الكئيب على أنفاس قبلة.
أين يمضي بنا مركب الحرمان يا حبيبتي وبين شفتينا قبلة، وفي عيوننا نظرة، وبين أجنحة الخافق شوق وحنين.ولم الحرمان وخطانا هناك تحت المطر ما زالت تنادينا.