" الحفاظ على الهوية العمانية "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
112
الإقامة
?!?!
0A420B9E-4BCF-40B7-987F-C6A191A50D7D.jpeg

في زيارة قام بها أحد الأخوة الأشقاء الخليجين لأرض السلطنة ، يقول صديقنا الزائر تعتبر هذه الزيارة الأولى لي لهذا البلد الشقيق ، ولكنني كنت أسمع عن شعبها كل الخير من خلال إخواننا اللذين قدموا إلى سلطنة عمان سواء للسياحة أو اللذين عملوا مسبقا بسلك التدريس بمدارس السلطنة ، وجميعهم أشار إلى أن الشعب العماني يتميز بالطيب والتواضع والكرم والتسامح الديني والمذهبي ، وبجمال ونظافة الطبيعة العمانية ، ولتمسك مجتمعه بالعادات والتقاليد الأصيلة ، واليوم ازداد إعجابي بهذا البلد وهذا الشعب ، الجميع يرحب ويبتسم لك أينما ذهبت ، واحترام الكبير سمة واضحة للعيان سواء في مساجدهم أو مجالسهم ، انتظام مروري عجيب في الشوارع واحترام قواعد السير ثقافة واضحة لدى السائق العماني والمقيم ، كما أن الجمال والنظافة لم يقتصر على المنتزهات والمدن فحتى الصحاري والبراري تجبر الزائر على الإعجاب بنظافتها ، مجتمع مثالي في الحفاظ على عاداته وتقاليده وأزيائه ، فبرغم التمدن والتحضر إلا أن الزي العماني هو الذي يطغي على لباس شبابه وشيابه ، وأجمل درس يعلمه هذا الشعب لبقية شعوب العالم الأخرى هو مدى التجانس والتسامح الديني والمذهبي الملموس في حياة هذا المجتمع الكريم والمعطاء في حب وطنه وقائده ، ولذلك فلا عجب أن تشعر بنعمة الأمن والأمان التي أكرم الله بها هذه البلاد.
في الحقيقة إن الهدف من سرد مشاعر أخونا الضيف وهو يحل بين أهله وأحبائه ، إنما القصد منه معرفة كيف استطاع مجتمعنا العماني المحافظة على هويته سواء الثقافية أو الاجتماعية أو..الخ ، وكذلك كيف يمكن له الاستمرار في المحافظة على هذا الإرث الثمين في ظل التقلبات الكبيرة التي شهدتها الحياة العصرية المتمثلة بالغزو الثقافي والإعلامي القادم من كل حدب وصوب ، لذلك علينا أن نشكر ونحمد المولى عزوجل بأن أكرمنا بهذه النعمة ، ومن ثم نشكر أولئك الآباء والأجداد اللذين ورثوا لنا هذه الخزينة الثمينة من العادات والتقاليد التي تميز بها هذا الوطن العزيز ، كما أن استمرار هذه الهوية الخاصة بهذا المجتمع ما كانت لتنجح لو لا وجود متابعة دؤوبة للمحافظة عليها من قبل خطط وسياسة الحكومة الرشيدة ، والعامل الآخر الذي ساهم على ثبات هذه الهوية هو العنصر الشبابي ، فعلى الرغم من وجود بعض الفئات من الشباب الذين تأثروا بالثقافات الواردة من الخارج ، مما أنتج عنه مظاهر سلبية نسمع عنها في علوم المجالس أو من خلال وسائل الإعلام بإقدام البعض منهم في ممارسة بعض السلوكيات والأعمال التي تخرج عن إطار تعاليم الدين وعادات وتقاليد المجتمع ، إلا أننا نقول أنه لا يجب علينا أن ننظر إلى الجزء الفارغ من الزجاجة ، بل علينا النظر إلى الجزء الممتلىء وهو الأكثر ، وما نقصده هنا هو أن غالبية الشباب في هذا المجتمع لهم كثير من الفضل في محافظة مجتمعنا على قيمه وعاداته المتوارثة من قديم الأجداد ، لذلك فإن الملموس عن الشباب العماني في هذه المرحلة أنه يعتبر من خيرة شباب مجتمعات العالم ، وهو معروف عنه بتميز أفراده بالوقار والسلوك الحسن وجديته في العمل والعلم ، محافظة لا تخرجه عن مواكبة العصر في الإستفادة من التطور العلمي والمعرفي والتقني ، لذلك نأمل أن يكون هذا الجيل خير خلف لخير سلف في استمراره للمحافظة على هوية هذا الشعب وهذا الوطن ، تلك الهوية التي تعنى بتراكم المعارف والثقافات والتجارب والأفكار التي تشكل في النهاية المرجعية الأساسية للشعوب والأمم ، ومنها الهوية العمانية المجيدة التي تتطلب من كل مواطن المساهمة الجادة في المحافظة عليها بحس ووعي وطني صادق ، و23 يوليو مناسبة عظيمة لدى كل مواطن عماني ، وهي فرصة لتذكير بعضنا البعض للمساهمة في خدمة الوطن والحفاظ على منجزاته التاريخية والحضارية ، في ظل القيادة الحكيمة لباني هذه النهضة المباركة ، مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - آمين .

حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
 
أعلى