لارتفاع تكلفة العلاج .. المطالبة ببناء مركز حكومي مختص لمرضى التوحد

الخزامى

¬°•| عضــو مــهــم|•°¬
إنضم
22 فبراير 2012
المشاركات
979
العمر
44
لارتفاع تكلفة العلاج .. المطالبة ببناء مركز حكومي مختص لمرضى التوحد

الاثنين, 16 يوليو 2012
استطلاع: أميرة بنت سعيد الشكيلية -
«خلال الستة اشهر الماضية كنا لا نستطيع النوم قبل الساعة الثالثة فجرا لأنه يقوم بإصدار أصوات وتارة تجده يضحك وتارة أخرى يبكي وأحيانا أخرى تجده يركض بين الغرف» هذا ما قاله أحد أولياء الأمور الذي يعاني من حالة ابنه المصاب بمرض التوحد...عدد الأطفال الذين يصابون بمرض التوحد في السلطنة في ازدياد إذ تصل نسبة الإصابة به إلى 1.4 من كل 10 آلاف طفل وتبلغ عدد حالات التوحد المسجلة في وزارة التنمية الاجتماعية 110 حالات...ونظرا لعدم وجود مراكز حكومية متخصصة لمرضى التوحد فان أولياء الأمور يناشدون ببناء مركز حكومي مختص برعاية وعلاج هذه الفئة من الأطفال ...السطور التالية توضح مدى معاناة أهالي مرضى التوحد في التعامل معهم وما أبرز مطالبهم وما هي جهود وزارة التنمية الاجتماعية في رعايتهم.
التقت $ بعدد من أولياء الأمور الذين يعانون من حالة أبنائهم المصابين بمرض التوحد إذ يقول محمد بن سعيد المزاحمي من ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة: لدي طفل في الرابعة من عمره مصاب بمرض التوحد إذ بدأت تظهر عليه أعراض المرض منذ أن كان يبلغ من العمر سنة وستة أشهر وهو الآن يتلقى علاجه في مركز مسقط للتوحد الذي لا يكاد يكفي لجميع الأطفال المصابين بالتوحد ومن الملاحظ أن عدد الأطفال المصابين بهذا المرض في ازدياد.
ويضيف: ومن هنا فاننا نطالب ببناء مركز حكومي مجاني يشتمل على كل الاختصاصات التي من شأنها أن تسهم في رعاية وعلاج مرضى التوحد لأن مركز مسقط للتوحد إمكانياته قليلة أضف إلى ذلك أنه مركز خاص ويتطلب دفع أموال كثيرة.
ويكمل المزاحمي متحدثا عن الصعوبات التي يواجهها في التعامل مع ابنه المصاب: خلال الستة أشهر الماضية كنا لا نستطيع النوم قبل الساعة الثالثة فجرا لأنه يقوم بإصدار أصوات وتارة تجده يضحك وتارة أخرى يبكي وأحيانا أخرى تجده يركض بين الغرف ولكن بعد أن قمنا بإلحاقه بمركز مسقط للتوحد بدأ الطفل في التحسن قليلا حيث يستطيع الآن النوم ليلا ويخبرنا إذا أراد شيئا ما.
بناء مركز حكومي
وأما صالح بن حمد الشعيبي من ولاية السيب بمحافظة مسقط هو الآخر يطالب ببناء مركز حكومي متخصص في علاج مرضى التوحد فيقول: ان مركز مسقط للتوحد هو مركز خاص وليس حكوميا ومراكز الوفاء الاجتماعية هي مراكز عامة وليست متخصصة وبالتالي ينبغي بناء مركز حكومي متخصص يعمل فيه كادر مختص بعلاج مرض التوحد وأن يتم توفير مركز طبي لفحص الأطفال لأن بعض مرضى التوحد قد يكون لديهم حساسية أو نقص في معدن معين وعندما يتم اكتشاف هذه الحالة فانه بالإمكان أن يتم السيطرة على مرض التوحد أو التخفيف منه.
صعوبة ترويض مريض التوحد
ولدى صالح الشعيبي ابن مصاب بالتوحد في التاسعة من عمره ظهرت عليه أعراض المرض وهو ابن سنة وثلاثة أشهر ويسرد لنا الشعيبي بعض الصعوبات التي يواجهها مع مرض التوحد قائلا: انه مرض غامض وصعب فهناك صعوبة في ترويض مرضى التوحد وتعليمهم فهم بحاجة إلى المزيد من التركيز في رعايتهم سيما بعض الآباء قد يكونون مرتبطين بالعمل خارج المنزل. وهذه الفئة من الأطفال بحاجة دائمة إلى دمجها في المجتمع ولكن للأسف المجتمع غير واع بهذا المرض بالرغم من أن المرض أصبح يزداد في عمان.
ارتفاع تكلفة العلاج
وفي لقاء آخر مع سالم بن عبدالله الجرداني من ولاية قريات بمحافظة مسقط فيشتكي من ارتفاع تكلفة علاج ابنه في مركز مسقط للتوحد فيقول: ان تكلفة العلاج بمركز مسقط للتوحد مرتفعة جدا ولا أستطيع أن أبعث ابني عبدالله للعلاج خارج السلطنة فأنا من ذوي الدخل المحدود وأوجه شكري إلى وزارة التنمية الاجتماعية التي تقوم بمساعدتنا في دفع تكاليف العلاج بالمركز إذ تقوم بدفع 4500 ريال سنويا للمركز.
وأضاف: نحن نطالب بافتتاح مركز حكومي متخصص لمرضى التوحد فليست كل الأسر تستطيع أن تبعث أبناءها للعلاج بالخارج وبعضها لا تمتلك مبالغ لدفع تكاليف العلاج بمركز مسقط للتوحد.
إحراج
ويعاني الجرداني من نظرة المجتمع إلى ابنه المصاب بالتوحد فيقول: نحن كأولياء أمور نتكيف مع حالة ابننا المصاب ولكن المجتمع ليس لديه المعرفة بماهية هذا المرض وأعراضه إذ تلجأ بعض الأسر إلى إخفاء أبنائهم المصابين بالتوحد في البيت منعا للإحراج وأكثر ما يشعرني بالإحراج عندما نذهب للتسوق مع ابننا تجد معظم الناس تنظر إلينا عندما يقوم بعمل حركات معينة حتى كبار السن يوجهون أبصارهم إلينا وهذا بالـتأكيد ناجم عن عدم إدراكهم لهذا المرض.
التعب والإرهاق
وتحدثنا مريم بنت علي الرحبية والدة الطفل عبدالله المذكور أعلاه بأن ابنها لا يعاني من التوحد فقط بل يعاني أيضا من فرط الحركة والاضطراب في النوم فلا يستطيعون تركه لحظة واحدة لأنه يذهب مسرعا إلى الشارع وتجده معظم الأيام لا ينام الليل إلا بعد أعطائه حبة منوم وأحيانا تلك الحبة لا تبدي أي مفعول وهذا سبب لها الكثير من التعب والإرهاق.
وأضافت: قمنا بمناشدة وزارة التنمية الاجتماعية لتوفير خادمة تعمل على رعاية عبدالله فقامت الوزارة بالتنسيق مع وزارة القوى العاملة فحالتنا المادية لا تسمح بدفع تكاليف الخادمة أضف إلى ذلك بأني مصابة بمرض الضغط والسكري والربو ومرض في العظام أي أنني ليست لدي القدرة على رعاية ابني وتدبير شؤون المنزل في الوقت نفسه ولكن للأسف لم يتم توفيرها لنا فقمنا بجلبها بجهود ذاتية ولكن الخادمة لم تدم معنا طويلا فهي الأخرى تعبت كثيرا من رعاية عبدالله.
طعام خاص
وتختم حديثها: كنا لا نعلم بأن طعام البيت وشرب الغازيات تزيد من حدة مرض التوحد إلا بعد أن أبلغنا الطبيب بأن مصابي التوحد بحاجة إلى طعام خاص وتكلفة هذا الطعام مرتفعة في ظل ارتفاع الأسعار في هذه الآونة...فاننا نطالب بالفعل أن يتم بناء مركز حكومي مجاني لمرضى التوحد فهناك الكثير من الأسر تعاني من هذه الحالة ولكن البعض لا يدركون بأنه مرض التوحد.
ندرة مراكز التأهيل
ويشتكي عيسى بن علي الجرداني من ولاية السيب بمحافظة مسقط من ندرة مراكز تأهيل مرضى التوحد فيقول: لا توجد في مسقط سوى ثلاثة مراكز لرعاية هؤلاء المرضى وجمعيها مراكز خاصة وتتمركز في محافظة مسقط وهذا يشكل صعوبة لأهالي الولايات الأخرى في السلطنة أضف إلى ذلك ارتفاع تكلفة العلاج بهذه المراكز إذ تبلغ تكلفة أرخص مركز 2000 ريال سنويا وتكلفة الجلسة الواحدة فيه لمدة ساعة 8 ريالات وباقي المراكز الاحترافية تبلغ الجلسة الواحدة فيها50 ريالا.
عدم وعي المجتمع
وحول الصعوبات التي يواجهها عيسى الجرداني مع حالة ابنه المصاب بالمرض البالغ من العمر ثلاث سنوات فيقول: ان بعض حالات مرضى التوحد يحتاجون إلى حمية غذائية ذات مواصفات معينة قد لا تتوفر في جميع الأسواق بالإضافة إلى أن المجتمع ليس له وعي بهذا المرض فكنت لا أعرف عن هذا المرض قبل أن أرزق بهذا الطفل ولكن بعد ظهور الأعراض عليه كتأخر في النطق وتصرفات غير طبيعية في طريقة اللعب وعدم التركيز في العينين عندما تنظر إليه وبعد أن أجرينا له الفحوصات اتضح أنه يعاني من التوحد.
وأشار الجرداني الى أن ابنه بحاجة إلى التأهيل حتى يكون قادرا على العمل مستقبلا فيقول: أنا قد لا أستطيع خلال السنوات القادمة دفع تكاليف العلاج لابني ولا أن أذهب به إلى مراكز التأهيل الاحترافية فأنا قلق بشأن مصيره عندما يصبح مراهقا وشابا وماذا سيكون مستقبله عندما يصبح عمره عشرين سنة فهو الآن يذهب إلى مركز رواء للتأهيل وهو مركز ذو إمكانيات متواضعة ومحدودة.
110 حالات مسجلة
ولمعرفة عدد حالات المصابين بمرض التوحد في السلطنة كان لنا حوار مع حمود بن مرداد الشبيبي مدير دائرة الرعاية الخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية فيقول: في الحقيقة لا يوجد عدد فعلي لحالات التوحد في السلطنة ولكن تشير الإحصائيات التي قامت بها جامعة السلطان قابوس بإن نسبة الإصابة به تصل إلى 1.4 من كل 10 آلاف طفل. وأضاف: بأن عدد حالات التوحد المسجلة بنظام بطاقة شخص معاق بوزارة التنمية الاجتماعية بلغ 110 حالات.
جهود وزارة التنمية الاجتماعية
وتطرق حمود الشبيبي للحديث عن أبرز جهود وزارة التنمية الاجتماعية في رعاية مرضى التوحد قائلا: الوزارة حاليا تسعى إلى تطوير خدمات التأهيل لهذه الحالات من خلال التعاون مع مركز الكويت للتوحد بتنظيم برنامج تدريبي في مجال التوحد لـ 25 عاملة بمراكز الوفاء الاجتماعي لنيل شهادة دبلوم المهني في مجال التوحد بعدما يجتزن المرحلة السادسة للبرنامج الذي بدأ في أواخر شهر فبراير من العام الجاري وسينتهي خلال الأشهر القادمة.
وأضاف: وبالتالي سيكون لدينا مجموعة من الفتيات العمانيات المؤهلات للعمل في هذا المجال في23 مركزا في مختلف مراكز السلطنة وهذا بدوره سيسهم في انتشار خدمات التأهيل لمختلف ولايات السلطنة المحتاجة إلى هذا النوع من الخدمات.
دعم بعض الحالات
ويكمل:إلى جانب ذلك فان الوزارة رخصت لقيام مركز خاص يعنى بتقديم خدمة التأهيل لهذه الحالات وهناك مجموعة من الحالات الملتحقة بهذا المركز التي يتم تمويلها ودعمها من قبل الوزارة بالإضافة إلى ذلك توجد بعض الحالات تعذر إلحاقها في مؤسسات داخل السلطنة وتم ابتعاثها خارج السلطنة.
مركز جديد خاص
ويختم حديثه: وخلال الأشهر القادمة سيتم افتتاح مركز جديد خاص الذي سيوفر فرص تأهيل أكبر لمجموعة كبيرة من حالات التوحد فقد تكون هناك بعض الحالات بحاجة إلى هذه الخدمة ولكنها غير قادرة على دفع تكاليف المركز ومن هنا ارتأت الوزارة دراسة بعض هذه الحالات غير القادرة والنظر في إمكانية دعمها وهذا يعد نوعا من أنواع الشراكة بين الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص في نشر مظلة خدمات التأهيل لحالات إعاقة التوحد وخاصة الخدمات التخصصية التي ما زالت السلطنة بحاجة إلى انتشارها بشكل أوسع.
تزايد حالات التوحد
وخلال المؤتمر الدولي الأول للتوحد «تقبل الآخر» الذي أقيم بجامعة السلطان قابوس مارس الماضي تم الإشارة إلى إن الإحصائيات تشير إلى أن هناك تزايدا في حالات التوحد على مستوى العالم وأيضا على المستوى المحلي في السلطنة وبالتالي فانها بحاجة في المستقبل لإعداد مراكز متخصصة لعلاج مرضى التوحد فهذه الفئة مهمة في المجتمع وليست مهمشة.
ما هو التوحد؟
هو إحدى حالات الإعاقة التي تعوق استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الجهاز التطوري للطفل. يظهر مرض التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويستمر مدى الحياة. ومن المعروف ان إعاقة التوحد تصيب الذكور أكثر من الإناث بمعدل 4 إلى 1.
أبرز أعراضه
ومن بين أعراض مرض التوحد: الإصرار على الروتين والقيام بالأشياء المتشابهة، ومقاومة التغيير، وصعوبة في التعبير عن الحاجات، استخدام الإيماءات أو التأشير بدلاً من الكلمات، ويفضل أن يكون لوحده، الضحك، البكاء والتعبير عن الاستياء بدون أسباب واضحة، صعوبة في التواصل البصري أو عدم وجود تواصل بصري، صعوبة في الاختلاط مع الآخرين، اللعب بطريقة غريبة، تدوير الأشياء، مهارات حركية دقيقة وكبيرة غير منتظمة، عدم الاستجابة للتلميحات اللفظية، فهو يبدو كالأصم بالرغم من أن اختبارات السمع تؤكد العكس
 
أعلى