سمو الشيخه
¬ رائعة جداً ¬
الحيوانات لا تستطيع " فلسفة أحزانها " و لا حتى أن تكتب فيها قصيدة !!
أجمل ما في الحزن أنه يشعرني أنني بشر و أنني قادر على أن أبني من جراحاتي قصورا من المعاني المغايرة لكل شيء عادي و الخيالات و الأساطير الشاعرية الخفية , فالذئب و الأسد و حتى الكلب عندما يصاب أحدهم بجرح في جسده يجلس ثم يلعق جراحه فتنتهي " قصة الجرح " هنا , لن يفكر بأن هناك ثمة " ظلم و قسوة و صراع و مؤامرة و خبث و خديعة و خيبة و لعنه و نحس … و كل الأشياء المثيرة لجنون هاجس إعادة فهم العالم من جديد " . عندما يقتحمك الحزن فيغص حلقك بدمعة تشبه دمعة طفل مخنوق على يد مجرم حرب معتوه لا يرحم و هو يتساءل في قرارة نفسه : لماذا مع أن له نفس وجه أبي و أمي و أخوتي , عينان و فم و لسان و وجه بشري , يفعل اشياءا لا تشبه التي يفعلها كل البشر الطيبين الذين عرفتهم ؟ لماذا يصيبني بالألم ؟؟ .
عندما تجثم عليك الخيبة و تشعر بأن حتى الحجارة تقف في طريقك لتتعثر بها و حتى الريح تمر لتملأ عينيك و فمك بالتراب و أن كل شيء في هذا العالم صار يتنكر لك , حتى اصوات أزيز باب قلبك الخاوي بات يحاول أن يخيفك بأعلى درجة ممكنة , عندها ستعلم أن الحزن " نبع كبير " تدفقت منه أكثر الأشياء التي تكون مشاعرنا و أفكارنا و أنه كان يزور قلوبنا ذات لا وعي ليؤسس لنفسه كهوفا يأرز إليها عندما نكبر و نصبح قادرين على ملاحظة فيضانه على ارواحنا من حين لآخر !!.
الحزن يصنع الرغبة في التحرر , التحرر من الجرح و الجارح , التحرر من الأشياء التي تقتحمنا دون إذن منا لتفسد علينا أنفسنا , التحرر من عناصر الحتمية و الإرغام , فتسمو الأنفس و ينتشر الخيال و تبرز على شفاه الحزانى مصطلحات راقية مثل : الحرية , النجاة , الخلاص , الماورائية و كلما زاد الحزن زادت نزعة السمو على " القيد و الحتمي " حتى يبلغ ببعضهم أن يعلق المشنقة لنفسه في سقف منزله أو يطلق الرصاص على رأسه ليتحرر من اقرب الأشياء لديه , جسده و قلبه و حواسه الخمس ! .
لهذا نجد أن الأغبياء لا يحزنون كثيرا لأنهم لا يستطيعون " فلسفة أحزانهم " فيكتفون بدرجة " التألم الحيواني " القائم على الصبر اللامبرر و الفبول البليد لأن الحزن محوره الأصلي الشعور القوي بمعنى " الذات " و أنها مستقلة و أن لها حقوقا أكبر مما ترمي به الحياة من فتات على قارعتها المتسخة بأحذية العابرين . و لأجل ذلك كله تجد أن في شخصية " الإنسان الحزين " بعد إنساني خفي و هالة من المعاني العائمة في بحر كبير من " الآدمية " و الشعور و الحس و المبدأ , تجد له جاذبية غريبة لو تمعنت لوجدت أنها جاذبية " النكهة الإنسانية " في شخصية و ملامح ذلك الحزين !. و لهذا عندما فسر الفلاسفة الأوائل " لذة نشوة الجنس " قالوا بأنها حالة من الوصول إلى ذروة " الفناء في الألم " و بلوغ النقطة التي بعدها لا يكون في مقدور الإنسان إلا التلذذ , و لو نظرت إلى نفسك في قمة الألم ستجد أن هناك بصيص خافت من اللذة في أقصى أفق روحك يطل و يخفت فتشعر بلذة غبية ليس هذا مكانها و لكنها تخفف عليك ما أنت فيه مع أنك لا تعرف سببها و لا سر خروجها في هذه اللحظة بالذات و لكنها رحمة من الله تنتابنا كلما اقتربنا من نقطة " ذروة الألم " فكل شيء له حد ينتهي عنده حتى الألم ذاته !.
أجمل ما في الحزن أنه يشعرني أنني بشر و أنني قادر على أن أبني من جراحاتي قصورا من المعاني المغايرة لكل شيء عادي و الخيالات و الأساطير الشاعرية الخفية , فالذئب و الأسد و حتى الكلب عندما يصاب أحدهم بجرح في جسده يجلس ثم يلعق جراحه فتنتهي " قصة الجرح " هنا , لن يفكر بأن هناك ثمة " ظلم و قسوة و صراع و مؤامرة و خبث و خديعة و خيبة و لعنه و نحس … و كل الأشياء المثيرة لجنون هاجس إعادة فهم العالم من جديد " . عندما يقتحمك الحزن فيغص حلقك بدمعة تشبه دمعة طفل مخنوق على يد مجرم حرب معتوه لا يرحم و هو يتساءل في قرارة نفسه : لماذا مع أن له نفس وجه أبي و أمي و أخوتي , عينان و فم و لسان و وجه بشري , يفعل اشياءا لا تشبه التي يفعلها كل البشر الطيبين الذين عرفتهم ؟ لماذا يصيبني بالألم ؟؟ .
عندما تجثم عليك الخيبة و تشعر بأن حتى الحجارة تقف في طريقك لتتعثر بها و حتى الريح تمر لتملأ عينيك و فمك بالتراب و أن كل شيء في هذا العالم صار يتنكر لك , حتى اصوات أزيز باب قلبك الخاوي بات يحاول أن يخيفك بأعلى درجة ممكنة , عندها ستعلم أن الحزن " نبع كبير " تدفقت منه أكثر الأشياء التي تكون مشاعرنا و أفكارنا و أنه كان يزور قلوبنا ذات لا وعي ليؤسس لنفسه كهوفا يأرز إليها عندما نكبر و نصبح قادرين على ملاحظة فيضانه على ارواحنا من حين لآخر !!.
الحزن يصنع الرغبة في التحرر , التحرر من الجرح و الجارح , التحرر من الأشياء التي تقتحمنا دون إذن منا لتفسد علينا أنفسنا , التحرر من عناصر الحتمية و الإرغام , فتسمو الأنفس و ينتشر الخيال و تبرز على شفاه الحزانى مصطلحات راقية مثل : الحرية , النجاة , الخلاص , الماورائية و كلما زاد الحزن زادت نزعة السمو على " القيد و الحتمي " حتى يبلغ ببعضهم أن يعلق المشنقة لنفسه في سقف منزله أو يطلق الرصاص على رأسه ليتحرر من اقرب الأشياء لديه , جسده و قلبه و حواسه الخمس ! .
لهذا نجد أن الأغبياء لا يحزنون كثيرا لأنهم لا يستطيعون " فلسفة أحزانهم " فيكتفون بدرجة " التألم الحيواني " القائم على الصبر اللامبرر و الفبول البليد لأن الحزن محوره الأصلي الشعور القوي بمعنى " الذات " و أنها مستقلة و أن لها حقوقا أكبر مما ترمي به الحياة من فتات على قارعتها المتسخة بأحذية العابرين . و لأجل ذلك كله تجد أن في شخصية " الإنسان الحزين " بعد إنساني خفي و هالة من المعاني العائمة في بحر كبير من " الآدمية " و الشعور و الحس و المبدأ , تجد له جاذبية غريبة لو تمعنت لوجدت أنها جاذبية " النكهة الإنسانية " في شخصية و ملامح ذلك الحزين !. و لهذا عندما فسر الفلاسفة الأوائل " لذة نشوة الجنس " قالوا بأنها حالة من الوصول إلى ذروة " الفناء في الألم " و بلوغ النقطة التي بعدها لا يكون في مقدور الإنسان إلا التلذذ , و لو نظرت إلى نفسك في قمة الألم ستجد أن هناك بصيص خافت من اللذة في أقصى أفق روحك يطل و يخفت فتشعر بلذة غبية ليس هذا مكانها و لكنها تخفف عليك ما أنت فيه مع أنك لا تعرف سببها و لا سر خروجها في هذه اللحظة بالذات و لكنها رحمة من الله تنتابنا كلما اقتربنا من نقطة " ذروة الألم " فكل شيء له حد ينتهي عنده حتى الألم ذاته !.