(الكعبي)
¬°•| مُِشْرٍفَ سابق|•°¬
قبل أن تنحرف
اذا جن الليل وأقبل الظلام فان للآباء والأمهات مواقف عدة مع أبنائهم وبناتهم ذاك البيت المؤمن الملئ بالسعادة والطمأنينة اذا أسدل الليل ستاره ضوى ابنهم الى داره يخاف من هوام الليل وطوامه ويأنس بقرب من والديه.. ثم اذا دنا ثلث الليل الاخير قام على صوت والده يقرأ القرآن وعلى صوت والدته تتهجد بآيات عظيمة! لم يهنأ بنوم ولا تقر له عين..نهض من فراشه الوثير وصف قدميه واقفا يصلي ثم اذا خر ساجدا غلبته الدمعة وارتفع بكاؤه فيسارع الى اخفائه! أجمل به من بيت فيه السكينة والرحمة. وصوت القرآن يرتفع وآيات الله تتلى وأحسب أنهم ممن تتجافي جنوبهم عن المضاجع..! أما الفتاة فهي صوامة قوامة لا ترد صوتا لأمها.. غلبها البر حتى أصبحت كالمملوكة بين يدي والدتها تنهض قبل أن تؤمر وتقوم قبل أن يصل الصوت حياتها عفاف وليلها دعاء ثم هي حنون عطوف على والدها.. تحكى له وتحدثه بهمومها وآمالها. تتلهف بشوق متى يعود ليقبلها! واذا أخذ مكانه واستوى في جلسته دنت منه تسمع كلماته وتطرب لقصصه وأحاديثه.
ونعمة لا نقمة! فماأجمل بيتا يقال فيه للابن: كم حفظت اليوم يابني وتنادي الفتاة: كم جزءا راجعتي اليوم يا بنيتي؟
وان سالت عن السبب ولماذا هذا البيت تصدع وتفرق وجدت ان سوء التربية مربط الفرس! فالاب لا يحادث أبنه ولا يتفقد صحبته ولم يسر به الى المسجد ولم يوجهه الى حلق التحفيظ لينهل من كتاب الله عز وجل فسارع هو وسارع اليه شباب الفراغ يجمعهم أهمال الآباء وقصور التربية. فخرج هذا الابن المسكين الذي يزجي ليله في استراحة أو مقهى أو في الشارع وسوق يجوبه ساعات طوال وربما انحدر به الطريق الى الهاوية.
أما الفتاة فقد استوحشها الشيطان وفقدت صوت الاب وحنان الام ولم تؤمر بعفة ولم تصن عن حرام فماأسرع الذئاب اليها كل يتلون بصوت ويصب في أذنها سما عازفا حتى خلا قلبها عن ذكر الله عز وجل فأصبح همها متى تسمع صوته ومتى تراه!
غالب البيوت لا يخرج حالها عن حال مايعرف الجميع والاساس في هذا التباين هو التربية الصحيحة ليفوز المربي بأجري الدنيا والاخرة.. يكون ابنه وابنته فرحا لا هما وسعادة لا شقاء
ومن شقاوة المرء أن يتعب ويكد ليتابع بناء منزل ! ويكد ويتعب لمراقبة التنفيذ والتأثيث! وهومع هذا يضيع أعظم بناء وأكبر استثمار! وليته يترك دون سؤال وحساب بل السؤال وارد والجواب مطلوب " كلكم راع ومسؤول عن رعيته".
أما البيت الاخر اذا غربت الشمس وأرخى الليل سدوله سارع الأب الى الزملاء والاحباب وترك الرعية فالاستراحات تنتظره والصحب يستبطئون مجيئه ولا تطيب السهرة الا بهم ومعه! والأم بدت لها الحاجة في السوق..وهي كل يوم هكذا خراجة ولاجة لايقر لها قرار في بيتها! واذا بقي نصف الليل اجتمع الاب والام بعد فراق ليتفقدوا أبنائهم.. فهذه بيده سماعة الهاتف مغلقة الابواب تهمس همسا! والشاب غائب لايعود الا بعد قدوم الثلث الاخير من الليل يترنح غواية وضلالا.. فيكون ليلهم ترقبا وحسرة.. وخوف وقلق! لايهنئون بعيش ولا يعرفون للسعادة معنى.
اذا جن الليل وأقبل الظلام فان للآباء والأمهات مواقف عدة مع أبنائهم وبناتهم ذاك البيت المؤمن الملئ بالسعادة والطمأنينة اذا أسدل الليل ستاره ضوى ابنهم الى داره يخاف من هوام الليل وطوامه ويأنس بقرب من والديه.. ثم اذا دنا ثلث الليل الاخير قام على صوت والده يقرأ القرآن وعلى صوت والدته تتهجد بآيات عظيمة! لم يهنأ بنوم ولا تقر له عين..نهض من فراشه الوثير وصف قدميه واقفا يصلي ثم اذا خر ساجدا غلبته الدمعة وارتفع بكاؤه فيسارع الى اخفائه! أجمل به من بيت فيه السكينة والرحمة. وصوت القرآن يرتفع وآيات الله تتلى وأحسب أنهم ممن تتجافي جنوبهم عن المضاجع..! أما الفتاة فهي صوامة قوامة لا ترد صوتا لأمها.. غلبها البر حتى أصبحت كالمملوكة بين يدي والدتها تنهض قبل أن تؤمر وتقوم قبل أن يصل الصوت حياتها عفاف وليلها دعاء ثم هي حنون عطوف على والدها.. تحكى له وتحدثه بهمومها وآمالها. تتلهف بشوق متى يعود ليقبلها! واذا أخذ مكانه واستوى في جلسته دنت منه تسمع كلماته وتطرب لقصصه وأحاديثه.
ونعمة لا نقمة! فماأجمل بيتا يقال فيه للابن: كم حفظت اليوم يابني وتنادي الفتاة: كم جزءا راجعتي اليوم يا بنيتي؟
وان سالت عن السبب ولماذا هذا البيت تصدع وتفرق وجدت ان سوء التربية مربط الفرس! فالاب لا يحادث أبنه ولا يتفقد صحبته ولم يسر به الى المسجد ولم يوجهه الى حلق التحفيظ لينهل من كتاب الله عز وجل فسارع هو وسارع اليه شباب الفراغ يجمعهم أهمال الآباء وقصور التربية. فخرج هذا الابن المسكين الذي يزجي ليله في استراحة أو مقهى أو في الشارع وسوق يجوبه ساعات طوال وربما انحدر به الطريق الى الهاوية.
أما الفتاة فقد استوحشها الشيطان وفقدت صوت الاب وحنان الام ولم تؤمر بعفة ولم تصن عن حرام فماأسرع الذئاب اليها كل يتلون بصوت ويصب في أذنها سما عازفا حتى خلا قلبها عن ذكر الله عز وجل فأصبح همها متى تسمع صوته ومتى تراه!
غالب البيوت لا يخرج حالها عن حال مايعرف الجميع والاساس في هذا التباين هو التربية الصحيحة ليفوز المربي بأجري الدنيا والاخرة.. يكون ابنه وابنته فرحا لا هما وسعادة لا شقاء
ومن شقاوة المرء أن يتعب ويكد ليتابع بناء منزل ! ويكد ويتعب لمراقبة التنفيذ والتأثيث! وهومع هذا يضيع أعظم بناء وأكبر استثمار! وليته يترك دون سؤال وحساب بل السؤال وارد والجواب مطلوب " كلكم راع ومسؤول عن رعيته".
أما البيت الاخر اذا غربت الشمس وأرخى الليل سدوله سارع الأب الى الزملاء والاحباب وترك الرعية فالاستراحات تنتظره والصحب يستبطئون مجيئه ولا تطيب السهرة الا بهم ومعه! والأم بدت لها الحاجة في السوق..وهي كل يوم هكذا خراجة ولاجة لايقر لها قرار في بيتها! واذا بقي نصف الليل اجتمع الاب والام بعد فراق ليتفقدوا أبنائهم.. فهذه بيده سماعة الهاتف مغلقة الابواب تهمس همسا! والشاب غائب لايعود الا بعد قدوم الثلث الاخير من الليل يترنح غواية وضلالا.. فيكون ليلهم ترقبا وحسرة.. وخوف وقلق! لايهنئون بعيش ولا يعرفون للسعادة معنى.