عتيق بن راشد الفلاسي
¬°•| عضــو شرف |•°¬
- إنضم
- 14 مارس 2012
- المشاركات
- 973
رويدك تمهلي يا معذبتي.. والتفتي قليلا مستأذنةًً شرنقة الصمت الحائلة بيننا ونحن في ظمأ إلينا أشد من ظمأ الهواجر على شح السقيا . وانظري إلى أقدامنا القاطنة على هامش خصامنا الأخير! وكأنها عبرات يتيمة سحتها مدامع العين في قسوة من أبوة ، وشدة من أمومة ، فتبوأتْ ساحات القطيعة منزلا ومأوى، وتفيأت بلاقع التوديع ظلا لا يعرف انقضاءً ، ولا يرد على مستغيث جوابا ..ونحن الاثنان - يا حبيبتي - ههنا تأكلنا غربة بعد غربة ،كلما تشبعت بنا واحدة جدت في طلبنا أخرى ، وبقينا على هذا الهامش مثلا تحكيه الدموع ، وعبرة تتناقلها موجعات الليالي الحزينة.
ألا لا تستعيدي اليوم من مخزون الذكريات لنا همسا ولا وسما ، ولا تسامري في موحشات الليل لنا خيالا أو حديثا سالفا ..فلقد مضت الذكرى بحملها الثقيل المملوء بألوان الحياة وأشكالها ، وامتطت بما فيها قافلة الماضي ، بعد أن ارتدتْ سواد حداده غير مكترثة بموتنا ...بوأد أحلامنا..بدفن أمانينا...بنثر البقية الباقية من ابتساماتنا في جب الحب الكئيب.
وإذا مررت يوما على مرفأ لقائنا فلا ترحمي أنينه أو بكاءه ، ولا يسترقنّك بجؤاره وحنينه، فلم يسلم هو بعد من وقوفه السئم على هامش خصامنا الأخير. وإذا ما ردد قلبك حروف اسمي الباهتة ، وأعاد عزفها على أوتار الخمائل في بلج الصبح الجميل فاحذري أن تردديها معه كما كنت تفعلين ، فلقد تيّمها ثغرك يوما ، كما أماتها هجرك اليوم..
حبيبتي: كم غيّر الخصام من مشيدات الغرام ! وكم أحالها خراباً بعد عمار، وكم أقرّ للحساد والعذال عينا ، وهاهم أهل الحب بين صريع آثاره ، وحبيس ناره ..إلا أنا وأنتِ فما غيّر الخصام منا إلا ما غيّرت حجب الغيم من عين الشمس ، وما أكل من حبنا شيئا إلا وعوضناه حبا يملأ الدنيا جمالا وكمالا ..لكنه حب درج الصمت عليه فغطاه بغلالة من برد وصقيع استشعرتها فيك الآن وهي تطوقك وتلفك من الرأس إلى أخمص القدم ..وأنا أطوي إليك القفار طيا ، وآمل في الصخر ينفجر لي عن عين من الود جارية ، أبحث عنك في طيات الأماكن غير مبالِ بعلامات التعجب والاستفهام ، وكثرة تطويقي بالأقواس وأسوار التنصيص ..حتى أتيت نازلا على مقربة منك ، لا تبعدين عني إلا بمقدار خطوتين يسيرتين ، كلما أرسل القلب لك نبضة هرعت إليه مستطيرة البال، تترجلين إليه في خفة الطائر وسرعة الضوء،تسمعين صوتي ولا تخالطين شفتي بلآليء ناظريك، وتعدين آثار قدمي ولا تحتضنين خطوهما بمراهف مسمعيك ، وأنا- وعلى قربي منك - أصانع الشوق مدافعة ، وأغالب الحب تسكينا حتى لا أصرح باسمك الغالي فأقطع أكباد الحاسدين تقطيعا ، وأفري قلوبهم فري الأديم بمشارف السكين .
حبيبتي:
وعلى رغم قربك مني تمر بي ساعات الخصام مرور الجبال الرواسي ، كل ساعة تمد جذورها من بدء الخليقة إلى آخر يوم في دنيا الناس ، ولو قدر لي انتظار مرورها لطلبت على تقدير العمر عمرا آخر ،فما أطولها على قلب امتزجت مادة حياته بحضور محبوبه لديه ! ..ومع كل ذلك فاسمعيها واقرئيها ،وقفي أمام حروفها الآن في صمت يسير ..أحبك
ألا لا تستعيدي اليوم من مخزون الذكريات لنا همسا ولا وسما ، ولا تسامري في موحشات الليل لنا خيالا أو حديثا سالفا ..فلقد مضت الذكرى بحملها الثقيل المملوء بألوان الحياة وأشكالها ، وامتطت بما فيها قافلة الماضي ، بعد أن ارتدتْ سواد حداده غير مكترثة بموتنا ...بوأد أحلامنا..بدفن أمانينا...بنثر البقية الباقية من ابتساماتنا في جب الحب الكئيب.
وإذا مررت يوما على مرفأ لقائنا فلا ترحمي أنينه أو بكاءه ، ولا يسترقنّك بجؤاره وحنينه، فلم يسلم هو بعد من وقوفه السئم على هامش خصامنا الأخير. وإذا ما ردد قلبك حروف اسمي الباهتة ، وأعاد عزفها على أوتار الخمائل في بلج الصبح الجميل فاحذري أن تردديها معه كما كنت تفعلين ، فلقد تيّمها ثغرك يوما ، كما أماتها هجرك اليوم..
حبيبتي: كم غيّر الخصام من مشيدات الغرام ! وكم أحالها خراباً بعد عمار، وكم أقرّ للحساد والعذال عينا ، وهاهم أهل الحب بين صريع آثاره ، وحبيس ناره ..إلا أنا وأنتِ فما غيّر الخصام منا إلا ما غيّرت حجب الغيم من عين الشمس ، وما أكل من حبنا شيئا إلا وعوضناه حبا يملأ الدنيا جمالا وكمالا ..لكنه حب درج الصمت عليه فغطاه بغلالة من برد وصقيع استشعرتها فيك الآن وهي تطوقك وتلفك من الرأس إلى أخمص القدم ..وأنا أطوي إليك القفار طيا ، وآمل في الصخر ينفجر لي عن عين من الود جارية ، أبحث عنك في طيات الأماكن غير مبالِ بعلامات التعجب والاستفهام ، وكثرة تطويقي بالأقواس وأسوار التنصيص ..حتى أتيت نازلا على مقربة منك ، لا تبعدين عني إلا بمقدار خطوتين يسيرتين ، كلما أرسل القلب لك نبضة هرعت إليه مستطيرة البال، تترجلين إليه في خفة الطائر وسرعة الضوء،تسمعين صوتي ولا تخالطين شفتي بلآليء ناظريك، وتعدين آثار قدمي ولا تحتضنين خطوهما بمراهف مسمعيك ، وأنا- وعلى قربي منك - أصانع الشوق مدافعة ، وأغالب الحب تسكينا حتى لا أصرح باسمك الغالي فأقطع أكباد الحاسدين تقطيعا ، وأفري قلوبهم فري الأديم بمشارف السكين .
حبيبتي:
وعلى رغم قربك مني تمر بي ساعات الخصام مرور الجبال الرواسي ، كل ساعة تمد جذورها من بدء الخليقة إلى آخر يوم في دنيا الناس ، ولو قدر لي انتظار مرورها لطلبت على تقدير العمر عمرا آخر ،فما أطولها على قلب امتزجت مادة حياته بحضور محبوبه لديه ! ..ومع كل ذلك فاسمعيها واقرئيها ،وقفي أمام حروفها الآن في صمت يسير ..أحبك
التعديل الأخير: