كلكامش
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
وأصبح الإبريق قاضيا
لجدتي شخصية عنيدة قويةفقد أصرت أن لا تفارق البيت الذي ولدت فيه ولم تستجب لدعوة بناتها وأبنائها للسكن معهم في بيوتهم الحديثة وأصبحت بعد رحيل جدي لا تلفظ كلمة نعم واحتفظت بالشابة "جميلة" لتخدمها وهي وحيدة صديقتها الراحلة وأمينة أسرارها.
جدتي وفي هذا العمر لا تزال أنيقة تعشق الحياة ولم تهمل غرامها بالخرافات وحكايات الجن.
وذات يوم اتصلت بالجميع للحضور الى منزلها فورا بعضنا ظنها تود أن تملي علينا وصيتها الأخيرة بينما ظن البعض الآخر انها تريد عريسا وخاب ظن الجميع عندما رفعت عصاها وهي ترتجف:
- جميلة المشردة سرقت كل مجوهراتي.
واستغرب ابنها الكبير وقال:
- جميلة عمرها ما سرقت.
وقالت ابنتها الكبرى:
- انها تربية يدك هي وأمها.
وانتحبت جميلة
جميلة عمرها ما سرقت.
وقالت ابنتها الكبرى:
- انها تربية يدك هي وأمها.
وانتحبت جميلة:
- قطعت اليد التي تسرقك يا حاجة.. أنا بريئة.
وقلدت الحاجة نحيب جميلة .. أنا بريئة.. لاتصدقوها.
وسأل إبنها الصغير وهو في الثلاثين من عمره:
- وهل يزورك أحد في البيت؟
- لا يزورني أحد.. اللهم الا جارتي أم وفاء.
- ألا تشكين بأحد؟
- أشك؟.. أنا على يقين من ان السارقة جميلة.
- وما دليلك؟
- هذا هو الدليل.
وأخرجت من تحت فراشها إبريقا عتيقا وحاول الجميع السيطرة على أنفسهم كي لا تنفجر ضحكاتهم أمام الجدة الغاضبة.
- هذا الإبريق سيقول لكم من السارق.
وصفق الأطفال وفرحوا لإعتقادهم انهم سيشاهدون فيلما حيا للرسوم المتحركة.
واصطفوا حول الإبريق:
- هي هي هي إحك إحك يا إبريق.
وهشتهم الجدة وهي تطوح بعصاها في الهواء:
- إخرسوا.
قال الإبن الأوسط:
- ومتى سيتكلم الإبريق يا أمي؟
- عندما أطلب منه أنا.. وإذا كنت على عجلة من أمرك فأخرج واجلب لنا شاهدا من خارج العائلة.
- ولماذا لا ندعو جارتك أم وفاء؟
- صحيح.. يا جمبلة يا لصة أسرعي وقولي لأم وفاء أن تحضر بسرعة.
- أمرك يا حاجة.
وهنا تدخلت الإبنة الوسطى:
- أمي العزيزة.. أعتقد ان جميلة بريئة.
- الإبريق سيثبت لنا ذلك.
- ولو كانت سرقتك بالفعل لإنتهزت الفرصة وهربت بدلا من الذهاب الى أم وفاء.
- ومن قال لك انها ستعود؟
وطرق الباب ودخلت أم وفاء تتبعها جميلة.
واستغربت أم وفاء هذا الكم البشري وحيتنا واجمة الا ان الجدة طمأنتها:
- تفضلي بالجلوس يا أم وفاء انها جلسة عائلية ومحكمة وقاضي ولصوص.. أرجو أن لا تؤاخذيني فأنت أكثر من أخت لي ومعاذ الله أن أشك فيك ولكني أردتك شاهدة على هذه اللصة.
- لم أفهم شيئا يا أختي.
- ستفهمين حالا.
ورفعت الجدة العصا:
- ليكتب كل منكم اسمه واسم أمه على ورقة ويضعها في الإبريق.
وانكب الجميع على أوراقهم وهم يقهقهون كأنهم تلاميذ في قاعة الإمتحان أسعدهم الحظ بأسئلة بسيطة الحل وكان الإبن الأوسط وهو عمي يبدو مشاكسا فقد اتفق مع الجميع ان يتركوا الأوراق بيضاء واتجهوا واحدا واحدا لوضع أوراقهم الإنتخابية داخل الإبريق.
- وأنت ياجميلة.. هل كتبت إسمك بخط واضح؟
- نعم يا حاجة.
- والآن اجلسوا في أماكنكم وسأقرأ الآيات المخصصة والطلاسم السرية.
وبدأت تتمتم بصوت مبهم وتغمض عينيها وصوتها يعلو وينخفض ووضعت سبابة يدها اليمنى على مقبض الإبريق قائلة:
- يا أم وفاء شدي معي هكذا ليدور الإبريق ويرمي الورقة التي تحمل إسم السارق.
وجلست أم وفاء وهي لا تقل عن جدتي أناقة وتصابيا فهي تشع عطرا ومكياجا وتمضغ قطعة لبان وتتحدث بصوت ناعس لتبدو أصغر من عمرها.
وراح الإبريق يدور بين أصابع العجوزتين ولا من ورقة تظهر فجن جنون الجدة وأخرجت عصاها وضربت الإبريق فصفق الأطفال وطارت ورقة فصرخت الجدة:
- إقرؤوها بسرعة.
وتناولها عمي الكبير:
- انها فارغة لا إسم عليها.
- لا شك انها جميلة لم تكتب إسمها.
واحتجت جميلة:
- كتبته أمام الجميع.
قال عمي الصغير:
- إذن اضربي الإبريق مرة أخرى يا أمي العزيزة.
بعصبية ضربت جدتي الإبريق فانقطعت يده وطارت الأوراق كلها وضج الجميع بضحكة مباغتة فنهضت الجدة تطارد بعصاها جميلة المتوارية خلف عمي الكبير.
- لقد عطلت عمل الإبريق يا ساحرة يا جاحدة يا لصة.
- أنا لا أعرف كيف يعمل الإبرق يا حاجة.
_ إن من يسرق مجوهراتي يستطيع عمل كل شيء.
وضحكت أم وفاء:
- مجوهراتك؟
- نعم مجوهراتي كلها يا أم وفاء سرقتها دون أن تكسر قفلا.
- أنسيتي يا حاجة؟ لقد تسلفتهن منك كي أحضر عرس إبنة أخي يوم الخميس.. إن مجوهراتك عندي يا حاجة.. إذن فأنا أصغر منك بكثير بدليل النسيان الذي بدأ يغزوك.
وقال عمي المشاكس:
- وبدليل الإبريق الذي نصبته قاضيا علينا.
وبينما أصبح الإبريق كرة قدم بين أرجل الأطفال كانت الجدة تمسح الدموع من عيون جميلة.
وإستأذنت "الشابة" أم وفاء وهي تدندن:
- أنا قلبي دليلي بيقولي ح تحبي
لجدتي شخصية عنيدة قويةفقد أصرت أن لا تفارق البيت الذي ولدت فيه ولم تستجب لدعوة بناتها وأبنائها للسكن معهم في بيوتهم الحديثة وأصبحت بعد رحيل جدي لا تلفظ كلمة نعم واحتفظت بالشابة "جميلة" لتخدمها وهي وحيدة صديقتها الراحلة وأمينة أسرارها.
جدتي وفي هذا العمر لا تزال أنيقة تعشق الحياة ولم تهمل غرامها بالخرافات وحكايات الجن.
وذات يوم اتصلت بالجميع للحضور الى منزلها فورا بعضنا ظنها تود أن تملي علينا وصيتها الأخيرة بينما ظن البعض الآخر انها تريد عريسا وخاب ظن الجميع عندما رفعت عصاها وهي ترتجف:
- جميلة المشردة سرقت كل مجوهراتي.
واستغرب ابنها الكبير وقال:
- جميلة عمرها ما سرقت.
وقالت ابنتها الكبرى:
- انها تربية يدك هي وأمها.
وانتحبت جميلة
جميلة عمرها ما سرقت.
وقالت ابنتها الكبرى:
- انها تربية يدك هي وأمها.
وانتحبت جميلة:
- قطعت اليد التي تسرقك يا حاجة.. أنا بريئة.
وقلدت الحاجة نحيب جميلة .. أنا بريئة.. لاتصدقوها.
وسأل إبنها الصغير وهو في الثلاثين من عمره:
- وهل يزورك أحد في البيت؟
- لا يزورني أحد.. اللهم الا جارتي أم وفاء.
- ألا تشكين بأحد؟
- أشك؟.. أنا على يقين من ان السارقة جميلة.
- وما دليلك؟
- هذا هو الدليل.
وأخرجت من تحت فراشها إبريقا عتيقا وحاول الجميع السيطرة على أنفسهم كي لا تنفجر ضحكاتهم أمام الجدة الغاضبة.
- هذا الإبريق سيقول لكم من السارق.
وصفق الأطفال وفرحوا لإعتقادهم انهم سيشاهدون فيلما حيا للرسوم المتحركة.
واصطفوا حول الإبريق:
- هي هي هي إحك إحك يا إبريق.
وهشتهم الجدة وهي تطوح بعصاها في الهواء:
- إخرسوا.
قال الإبن الأوسط:
- ومتى سيتكلم الإبريق يا أمي؟
- عندما أطلب منه أنا.. وإذا كنت على عجلة من أمرك فأخرج واجلب لنا شاهدا من خارج العائلة.
- ولماذا لا ندعو جارتك أم وفاء؟
- صحيح.. يا جمبلة يا لصة أسرعي وقولي لأم وفاء أن تحضر بسرعة.
- أمرك يا حاجة.
وهنا تدخلت الإبنة الوسطى:
- أمي العزيزة.. أعتقد ان جميلة بريئة.
- الإبريق سيثبت لنا ذلك.
- ولو كانت سرقتك بالفعل لإنتهزت الفرصة وهربت بدلا من الذهاب الى أم وفاء.
- ومن قال لك انها ستعود؟
وطرق الباب ودخلت أم وفاء تتبعها جميلة.
واستغربت أم وفاء هذا الكم البشري وحيتنا واجمة الا ان الجدة طمأنتها:
- تفضلي بالجلوس يا أم وفاء انها جلسة عائلية ومحكمة وقاضي ولصوص.. أرجو أن لا تؤاخذيني فأنت أكثر من أخت لي ومعاذ الله أن أشك فيك ولكني أردتك شاهدة على هذه اللصة.
- لم أفهم شيئا يا أختي.
- ستفهمين حالا.
ورفعت الجدة العصا:
- ليكتب كل منكم اسمه واسم أمه على ورقة ويضعها في الإبريق.
وانكب الجميع على أوراقهم وهم يقهقهون كأنهم تلاميذ في قاعة الإمتحان أسعدهم الحظ بأسئلة بسيطة الحل وكان الإبن الأوسط وهو عمي يبدو مشاكسا فقد اتفق مع الجميع ان يتركوا الأوراق بيضاء واتجهوا واحدا واحدا لوضع أوراقهم الإنتخابية داخل الإبريق.
- وأنت ياجميلة.. هل كتبت إسمك بخط واضح؟
- نعم يا حاجة.
- والآن اجلسوا في أماكنكم وسأقرأ الآيات المخصصة والطلاسم السرية.
وبدأت تتمتم بصوت مبهم وتغمض عينيها وصوتها يعلو وينخفض ووضعت سبابة يدها اليمنى على مقبض الإبريق قائلة:
- يا أم وفاء شدي معي هكذا ليدور الإبريق ويرمي الورقة التي تحمل إسم السارق.
وجلست أم وفاء وهي لا تقل عن جدتي أناقة وتصابيا فهي تشع عطرا ومكياجا وتمضغ قطعة لبان وتتحدث بصوت ناعس لتبدو أصغر من عمرها.
وراح الإبريق يدور بين أصابع العجوزتين ولا من ورقة تظهر فجن جنون الجدة وأخرجت عصاها وضربت الإبريق فصفق الأطفال وطارت ورقة فصرخت الجدة:
- إقرؤوها بسرعة.
وتناولها عمي الكبير:
- انها فارغة لا إسم عليها.
- لا شك انها جميلة لم تكتب إسمها.
واحتجت جميلة:
- كتبته أمام الجميع.
قال عمي الصغير:
- إذن اضربي الإبريق مرة أخرى يا أمي العزيزة.
بعصبية ضربت جدتي الإبريق فانقطعت يده وطارت الأوراق كلها وضج الجميع بضحكة مباغتة فنهضت الجدة تطارد بعصاها جميلة المتوارية خلف عمي الكبير.
- لقد عطلت عمل الإبريق يا ساحرة يا جاحدة يا لصة.
- أنا لا أعرف كيف يعمل الإبرق يا حاجة.
_ إن من يسرق مجوهراتي يستطيع عمل كل شيء.
وضحكت أم وفاء:
- مجوهراتك؟
- نعم مجوهراتي كلها يا أم وفاء سرقتها دون أن تكسر قفلا.
- أنسيتي يا حاجة؟ لقد تسلفتهن منك كي أحضر عرس إبنة أخي يوم الخميس.. إن مجوهراتك عندي يا حاجة.. إذن فأنا أصغر منك بكثير بدليل النسيان الذي بدأ يغزوك.
وقال عمي المشاكس:
- وبدليل الإبريق الذي نصبته قاضيا علينا.
وبينما أصبح الإبريق كرة قدم بين أرجل الأطفال كانت الجدة تمسح الدموع من عيون جميلة.
وإستأذنت "الشابة" أم وفاء وهي تدندن:
- أنا قلبي دليلي بيقولي ح تحبي