.. لأنها تحسبني صديقا نادرا وصدوقا وامينا فلم تمنع نفسها من الانهيار امامي.. بكت فقاسمتها دموعها.. ونبضات قلبها استقرت في صدري فكنت لها الاخ والطبيب والصديق. ليس سهلا ان اجعلها تبتسم وتتوازن. فما اروع ان يحظى القلب المصدوم بكتف راكز يسند إليه رأس احزانه.
.. اندفعت اليّ كما يندفع رافد مجنون الى سهل منبسط.. انا السهل الفسيح وهي الجدول الشاكي.. اربكني هديرها وعنف امواجها الباكية.
لجأت اليّ حبيبة صديقي فاستقتلت لأن ألملم جراحها.. وكم نجد انفسنا احيانا اطباء وناصحين ومستشارين ونحن اولى بالعلاج وبالنصح والاستشارة وما اجد في ذلك عيبا.. فأنا رجل انغمست في كيانه الشهامة والمجاملة وحب الاصغاء.
كانت رحمتي بلا ابواب، لذا فقد بالغت بإيوائها تحت سقف طيبتي وامانتي. مقتنع انا بموقفي.. مقتنع جدا. فلو خذلتها لعممت نظرتها لغدر كل كائن اسمه الرجل. ولأضافت لصدمتها بالحبيب صدمة بالصديق الذي ادخرته لامتصاص تنهداتها وصرخاتها.
ـ لن أسامحه.
ـ اعذريه.
ـ لن اعذره لن اغسل جرحي بفقاعات تبريراته.
ـ كلنا عرضة للاخفاق.
ـ الاخفاق غير تمثيل الاخفاق والتستر وراء سطوة الظروف، انه يمثل.
ـ لم يكن كذلك تأكدي.. اعرفه كما اعرف نفسي.. لا دفاعا عنه.. انه احبك بقوة.
ـ ألأني كنت البادئة.. ألأني طرقت بابه.. ألأني رصدته وخططت للقاء به؟ يا لي من مضللة.
صديقتي.. تتعشم امانينا احيانا لأننا نشحن انفسنا اكثر من طاقاتها نقول الكثير ونعد بالكثير.. وفي لحظات الحسم نكتشف ضآلة قدراتنا فنقع بين مخالب التردد.. هل نهرب ام ننكسر أم نعترف بضعفنا ونحاول تصحيح المسار؟ للأسف يا صديقتي غالبا ما نتخذ قرارا مناقضا لدواخلنا الطيبة، يقودنا الى ذلك حدس مغرور وفي الحقيقة هو ضرب من ضروب الحماقة لأنه يجعلنا نظلم اخلص الناس الينا.. انفسنا.. ذواتنا التي نهرول بها باسم الحب الى طريق تعج بالاشواك والمنحدرات ووخزات القلب وربما الى نفق الضياع.
ـ رغم ان صراحتك جارحة غير ان لغتك تشعرني بالصحو ومصالحة القلب المثخن بدبابيس مؤلمة.. ما انبلك يا رجل احس بالتجلي وغسل الاسى والاحساس ببراعة الطبيب وبانسانية الصديق.. صديقي يا صديقي انت وبلا مغالاة.. الرجل الرجل انت، التوازن والعقل والعاطفة.. انت بنظري الرجل الفارس.. الرجل القدوة.
ـ هذا كثير عليّ.. انظري الى احمرار وجهي وارتعاشات يديَّ.. قلبي يضطرب وجبيني يتصبب عرقا.. لو للخجل فم لابتلعني الآن فورا.
ابداً.. ليصفق لك الحب ويقبلك الوفاء. فأنا لو قارنتك بمن كان يوما فارس احلامي.. والذي للأسف لا تزال تظنه لك صديقا.. لو قارنت.. لما وجدت للمقارنة وجها ولا رأسا ولا قدما ولا حتى عدلا.
ـ ارجوك يا صديقتي لا داعي ولا حاجة للمقارنة.
ـ ارجوك.. أينه منك ذلك المغلف بالهدوء.. لامع الالفاظ.. تاجر العواطف.. انه الصياد الذي ان افلتت منه فريسته قام بتفجير وكرها الآمن.. أينه منك؟
فأنت الطبيب.. وهو الجرح والداء.
أنت الصوت العميق الواضح.. وهو الطنين المشوس الغامض.
ـ أرجوك يا صديقتي.. لا اود ان تستمري بهذا الاتجاه.. دعينا بصحتك نحتفل، وللنظر الى الزهور بعمق ولنسأل انفسنا لماذا جاءت الزهور وحدها هنا الى سريرك ولم تجئ معها الاشواك؟
هكذا يجب ان ننظر للتجربة الصعبة.. نقطف زهورها وعبيرها وعبرتها.. أليس كذلك أيتها الصديقة الطيبة؟
ـ أتود ان انهض من سرير مرضي فورا؟
ـ طبعا، وبكل تأكيد.
ـ هل لا ترد لي طلبا؟
ـ قدر ما استطيع.
ـ كن أملي.. اعطني الحق بذلك.. اسمح لي ان اعلن حبنا.. بوفائي لك سأهوي بغروره الى مستنقع الندم.. لا اخجل ان أقف معك امام ناظريه في حفل عام يجمعنا بأصحابك وبمئات الناس.. انت أملي الجديد.. البديل.. أجب تكلم..
اما انا فقد انشطرت الى شخصين.. الاول صمت كالاخرس اشفاقا على حالتها النفسية. فابتسم وحزن.. واما الشخص الثاني فقد هتف بصدق شجاع:
ـ صديقتي.. نحن ثلاثة طيور لنا اجنحة ومناقير ولكنا نختلف بالنوع.. كل منا يحلق باتجاه ولكن تحت نفس السماء الزرقاء تلك.. والسماء اوسع مما نتصور نحن الثلاثة.
انني يا صديقتي.. انبل مما تتصورين.. احترمك وأقدرك.. وارفض بحجم احترامي لك.. ارفض حبا يرتدي حلة الانتقام.. واكره ان اكون ظلا او بديلا. فأنا لا اشعر بالزهو ولا اهتز بسبب تفضيلك اياي على صاحبي فلا منافسة بيننا.. ويا لي من طبيب فاشل ان كنت داويت جرحك وفتحت جرحا في صدر صاحبي.. انا لا استبدل جرحا بجرح.. ولكنني اتحمل عبء قلب اسطوري، صاغ ابدا، طيب ابدا، منصف مخلص انقرض ابناء جنسه من القلوب من على وجه تلك الارض منذ اغتيال قيس بن الملوح.
.. اندفعت اليّ كما يندفع رافد مجنون الى سهل منبسط.. انا السهل الفسيح وهي الجدول الشاكي.. اربكني هديرها وعنف امواجها الباكية.
لجأت اليّ حبيبة صديقي فاستقتلت لأن ألملم جراحها.. وكم نجد انفسنا احيانا اطباء وناصحين ومستشارين ونحن اولى بالعلاج وبالنصح والاستشارة وما اجد في ذلك عيبا.. فأنا رجل انغمست في كيانه الشهامة والمجاملة وحب الاصغاء.
كانت رحمتي بلا ابواب، لذا فقد بالغت بإيوائها تحت سقف طيبتي وامانتي. مقتنع انا بموقفي.. مقتنع جدا. فلو خذلتها لعممت نظرتها لغدر كل كائن اسمه الرجل. ولأضافت لصدمتها بالحبيب صدمة بالصديق الذي ادخرته لامتصاص تنهداتها وصرخاتها.
ـ لن أسامحه.
ـ اعذريه.
ـ لن اعذره لن اغسل جرحي بفقاعات تبريراته.
ـ كلنا عرضة للاخفاق.
ـ الاخفاق غير تمثيل الاخفاق والتستر وراء سطوة الظروف، انه يمثل.
ـ لم يكن كذلك تأكدي.. اعرفه كما اعرف نفسي.. لا دفاعا عنه.. انه احبك بقوة.
ـ ألأني كنت البادئة.. ألأني طرقت بابه.. ألأني رصدته وخططت للقاء به؟ يا لي من مضللة.
صديقتي.. تتعشم امانينا احيانا لأننا نشحن انفسنا اكثر من طاقاتها نقول الكثير ونعد بالكثير.. وفي لحظات الحسم نكتشف ضآلة قدراتنا فنقع بين مخالب التردد.. هل نهرب ام ننكسر أم نعترف بضعفنا ونحاول تصحيح المسار؟ للأسف يا صديقتي غالبا ما نتخذ قرارا مناقضا لدواخلنا الطيبة، يقودنا الى ذلك حدس مغرور وفي الحقيقة هو ضرب من ضروب الحماقة لأنه يجعلنا نظلم اخلص الناس الينا.. انفسنا.. ذواتنا التي نهرول بها باسم الحب الى طريق تعج بالاشواك والمنحدرات ووخزات القلب وربما الى نفق الضياع.
ـ رغم ان صراحتك جارحة غير ان لغتك تشعرني بالصحو ومصالحة القلب المثخن بدبابيس مؤلمة.. ما انبلك يا رجل احس بالتجلي وغسل الاسى والاحساس ببراعة الطبيب وبانسانية الصديق.. صديقي يا صديقي انت وبلا مغالاة.. الرجل الرجل انت، التوازن والعقل والعاطفة.. انت بنظري الرجل الفارس.. الرجل القدوة.
ـ هذا كثير عليّ.. انظري الى احمرار وجهي وارتعاشات يديَّ.. قلبي يضطرب وجبيني يتصبب عرقا.. لو للخجل فم لابتلعني الآن فورا.
ابداً.. ليصفق لك الحب ويقبلك الوفاء. فأنا لو قارنتك بمن كان يوما فارس احلامي.. والذي للأسف لا تزال تظنه لك صديقا.. لو قارنت.. لما وجدت للمقارنة وجها ولا رأسا ولا قدما ولا حتى عدلا.
ـ ارجوك يا صديقتي لا داعي ولا حاجة للمقارنة.
ـ ارجوك.. أينه منك ذلك المغلف بالهدوء.. لامع الالفاظ.. تاجر العواطف.. انه الصياد الذي ان افلتت منه فريسته قام بتفجير وكرها الآمن.. أينه منك؟
فأنت الطبيب.. وهو الجرح والداء.
أنت الصوت العميق الواضح.. وهو الطنين المشوس الغامض.
ـ أرجوك يا صديقتي.. لا اود ان تستمري بهذا الاتجاه.. دعينا بصحتك نحتفل، وللنظر الى الزهور بعمق ولنسأل انفسنا لماذا جاءت الزهور وحدها هنا الى سريرك ولم تجئ معها الاشواك؟
هكذا يجب ان ننظر للتجربة الصعبة.. نقطف زهورها وعبيرها وعبرتها.. أليس كذلك أيتها الصديقة الطيبة؟
ـ أتود ان انهض من سرير مرضي فورا؟
ـ طبعا، وبكل تأكيد.
ـ هل لا ترد لي طلبا؟
ـ قدر ما استطيع.
ـ كن أملي.. اعطني الحق بذلك.. اسمح لي ان اعلن حبنا.. بوفائي لك سأهوي بغروره الى مستنقع الندم.. لا اخجل ان أقف معك امام ناظريه في حفل عام يجمعنا بأصحابك وبمئات الناس.. انت أملي الجديد.. البديل.. أجب تكلم..
اما انا فقد انشطرت الى شخصين.. الاول صمت كالاخرس اشفاقا على حالتها النفسية. فابتسم وحزن.. واما الشخص الثاني فقد هتف بصدق شجاع:
ـ صديقتي.. نحن ثلاثة طيور لنا اجنحة ومناقير ولكنا نختلف بالنوع.. كل منا يحلق باتجاه ولكن تحت نفس السماء الزرقاء تلك.. والسماء اوسع مما نتصور نحن الثلاثة.
انني يا صديقتي.. انبل مما تتصورين.. احترمك وأقدرك.. وارفض بحجم احترامي لك.. ارفض حبا يرتدي حلة الانتقام.. واكره ان اكون ظلا او بديلا. فأنا لا اشعر بالزهو ولا اهتز بسبب تفضيلك اياي على صاحبي فلا منافسة بيننا.. ويا لي من طبيب فاشل ان كنت داويت جرحك وفتحت جرحا في صدر صاحبي.. انا لا استبدل جرحا بجرح.. ولكنني اتحمل عبء قلب اسطوري، صاغ ابدا، طيب ابدا، منصف مخلص انقرض ابناء جنسه من القلوب من على وجه تلك الارض منذ اغتيال قيس بن الملوح.