دانة غزر
صاحبة الروح الطيّبة
غريب هو أمري .. لست إمرأةً غيور
لكني لا أقبل أن تشاركني بك أياً من النساء
غريب هو أمري أطلق لك منتهى الحرية
لكني أرفض أن أكون آخر من يعلم عنك الأنباء
أقنع نفسي أنك لا تهمني وأنك عندي كـ غيرك
لكني أرفض أن يمر اليوم دون أن تـُشعرني بالإنتماء
أدرك أن ما أنا فيه ليس بالحب .ولا بالتملك.
فعشقي للحرية هو أهم وأول الأشياء
لكني أتعجب حالي لما أرفض بعدك
وأرفض قربك ..
وأرفض حتى إظهار الإهتمام ولا حتى الإخفاء ..
أتعجب حالي لما دوماً أسعى لأكون لك إمرأة ً عادية
ولكن ليس بالعادي أن أدمن يا هذا رؤياك
غريب هو أمري ما بين أريد ولا أريد
كمن يسعى للدفء.. لكنه يخشى إدمان الأشواق
أتعجب حالك يا قلبي لما تزرع الورد أياماً وسنين
وبثوانٍ تجني الحيرة و الأشواك
أو حائر ٌ أنت أم تاهت عن أرضك مبانيك
وتحول بستانك الأخضر صحراء
يا ظلمة الليل سألتك بالله لا تكتبي
فوق أسطري بالخط الأسود أحرف الهجاء
أمامي ولا أراه ..
وبعيد في قلبي محياه ..
يديه بــ يديّ لكنه بعيد ..
والدف الذي في كفيه لا أحياه ..
صوته إن تكلم يدق في أجوائي ..
لكني لا أستطيع الرد ..فـــالحرف بفمي لا يصل منتهاه
يسكُــنني لكني أتجرد منه حين ألقاه
أطرده من أرضي .. من موطني .. من السماء
أخــاف منه عليه .. أخاف أن أكون له تجربة
لعبة ...
تمناها .. قبل أن يعرف محتواها ..
أخشى أن أكون مجرد مغامرة .. بينه وبين الحياة... أتى إليّ ليحياها
لكن خوفي بلا منطق .. تماماً كــ خوفه حين يحاول أن ينطق ..
حين يحاول أن يقول ..
حين يصمت ..
حين يتجرد من جرأته ..
حين يعود طفلاً ..
لا يستطيع لما يريد الوصول ..
أنا مثله تماماً ..
كلانا يخاف ..
والخوف موت ..
والموت يستنزف العمر ..
يهد من الإحساس بيوت ..
أتعجب حالك يا قلبي لما أتيت اليوم ..
لتقول ما تقول ..
أتعجب لما بعد كل هذا العمر من البعد ..
لما استيقظت ..
أبعد الموت تــُدق الطبول..
عد لخوفك ... عد لقوقعتك ...
عد لمكانٍ لا يمكن إليه الوصول ..
ما عاد يجدي نفعاً...فـــ الحرف الثمل
لا يمكنه الوضوء .. ولا ينفعه الغسول ..
عد لخوفك .. لحيرة الصمت .. لظلامك ..
عد حيث كنت ...و لا داعي لما تقول ...
..