المرتاح
موقوف
يسرني أن أنقل لكم موضوعاً أكتبه في كل مرة بعيد التفاهم او عيد الحب أو فالنتين . هذا العيد الذي خَصّص له العالم ملاييين الدولارات بينما هناك أناس يموتون جوعاً .. الحُب الذي لا يفقه ثقافته ، غير ذاك الهَوْس المُستعصي على النفوس .. راجياً منكم تكرماً أن تكتبوا ما تُتيحه أفهامكم على هذه الصفحة التي أتمنى ان تشاركوني فيها بأقصى ما عندكم وحسب مفهومكم . ورأيكم مقبول وإن أختلفتم مَعي جزئياً أوكلياً .. لأني أجزم باني اكتب لكم .
بسم الله
إن فهم الآخر أو ما يُسمى بالتفاهم قبل أو بَعد الحياة الزوجية قد يَطْلق عليه المُغْرمون به بأنه هو الحُب الحقيقي بل الحُب الأول الذي يشعر به الرجل من خلاله بالحب . وكذا الانثى التي تُدرك معانيه من أول نظرة أو من أول تحوّل عاطفي لها . والحب في الحقيقة هو أسمى المطالب في حياتنا العاطفية .. والحب هو المحرك الفاعل في نظام الحياة .. وبدونه لا نُساوي شيئاً .. فتصوّر انك في عُمق البحر ولديك قارب وقد انقلب على ظهره .. فبماذا سوف تشعر .. بالتأكيد سوف تشعر بعظمة حُب الله لك أو حُبك لله خالصاً لا تشوبها أية سريرة غير نقية . أو أية شائبة أخرى ، صادمة او غير صادمة ، قد تُدهشك حتى تصطدم مَعها .. ذلك لأنها لا تقبل الشك في معانيها وسُموّها ، فهناك دفع حثيث لحب متأصل في داخلك ، لا يأتي إلا في مِثل هذه المواقف الصعبة بل والأندر .أيضاً . فإذا ما وجدت النجاة .. كأنك رأيت الله من خلال قَدرك ذاك الذي أجبرك أو جعلك تشعر أن الله يُحبك وأنك تُحب الله .. فالحب إذاً هو سِر الوجود .. وهو أيضاً سِر الحياة .!!
فالكثيرون مِنّا من لا يفهم الحُب ولا يَفْقه فيه شيئاً سِوى التحوّل العاطفي او الغريزي فقط .. ونحن ـ نرى ، ليس قَطْعاً ـ أنه من خلال معاني الاتصال الغرائزي أو الشهواني يُدرك الشخص الذيِ يحمل هذا التحوّل صُورة قوية ، صُورة الانجرار نحو ملذاته وغُروره .. فأنت أيضاً تفهم بأنّ الحب شيء ممتع في داخل النفس وحتى في خارجها .. وقد نُقَسّم هذا التداخل ،بما نُسميه عاطفةً بـ الحب ، إلى نوعان .. حُب مُطلق وحُب مُشروط أو موقوف على حالة مُعيّنة .. ؟!
فالحب المطلق هو أن تحب الآخرين بلا حدود وبدون شروط مُسبقة وهذه الحالة غير مشروطة القبول بحالة معينه .. وأن تحبهم وتتقبلهم كما هُم .. ليس كما تُريد أن يكونوا .. أما الحب الأخر المشروط أو الموقوف على حالة . هو أن تقول لصديقتك .. أنا أُ حِبّك لو فعلتِ كذا أو قُمتِ بـ كذا ..! أو اجبتيني فيما طلبته منكِ ..! أو العكس المرأة تضع شرطها من أجل / التقارب / التفاهم / الزواج ـ مثلاً .. كأن تقول أنا سوف اكون معكَ أو سأتزوجكَ لو قبلت العيش في بيت أمي .!! أو سمحت لي بالخروج إلى العمل ليلاً أو نهاراً بمفردي .. دون رقيب أو مُساءلة مِنك ، فالثقة يجب ان تكون مفتوحة أو مُطلقة بيننا ، ودائمة بلا شوائب رجوليه ..الخ ..!
كذلك فالحب الحقيقي .. يُعطي بلا مُقابل .. بينما المشروط موقوف على حالته .. فإذا انتفتْ صِفة الشَرطيّة انتفتْ صلاحيّة القبول والرضى والحب .. فلو أخذنا قاعدة قرآنية .. الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات .. ماذا سوف تفهم من خلالها . أكيد سوف تفهم من خلالها الحكمة أو القاعدة المتعارف عليها محلياً .. ( الطيور على أشكالها تقع .. ) بالطبع قد يكون المثلَ سلبي بخلاف الاية ، ولكنْ المعنى التقديري في إطاره الداخلي مُتقارب جداً . .. أي كل شيء مِثْله يقع فيه ، والتضاد لا يتقارب ، هكذا يكون الطيبات للطيبين وليس العكس الطيبون للخبيثات .. أما التقدير الايجابي ، فقد تقول فلان يستحق فلانه .. وكذلك ربما هذه قد تلتقي مع القاعدة الروحانية ( أن الأرواح المتشابهة تلتقي .. ). والحصيلة التي يجب أن تقولها .. لتكون قوياً في ذات الحب الحقيقي .. أنا أحب زوجتي وكذلك هي تُحبني .. أو مثلاً تقول ، يا عزيزتي انتِ حُبي الابدي .. هذا مبدأ عاطفي مُشبع بقيمة معنوية .. حِسّية أكثر من أن تكون بصرية التوجه .. فتؤدي بكلا المُتحابّين وبقدرة هذه الكلمات إلى التجاذب .. وهذا ما نطلبه في الحياة .. الذي مَعناه الحُب ..!
يجوّز البعض الاخر القول هذا .. أو يقول به العارفون بأهمية الحب وحصره في حديقته المثالية وهي إجتماع الطرفين بعد مرور كثير من الوقت ، فـ الفترات القصيرة لم تساعدها الظروف في مشوار حياة المُتحابّيْن ، لأي سبب كان .. عدم رغبة .. الحس النفسي ، المتأثر بسبب موقف قريب . فيحدث في المجتمع بما يسمى او يُطلق عليه / عانس او عانسه . ولنأخذ مثلا ، العانسات فهن كُثُرْ .. بل حدّثْ ولا حرجٌ عليك ..! قد يقول قائل منكم ، ونؤكده نحن معكم ، بأنّ الزواج قِسْمة ونصيب وإرادة وعزيمة واستعداد .. وليس تحامل وتكاسل واتكالية ورقاد على انهار الفضائيات أو وتريّات انغام وسائل الاتصال بمختلفها .. وليستْ هي بالطبع تأكيد مجد عاطفي لقراءات قصص الحب والغراميات .
فالزواج عبادة وسنّة كونية .. وحياة فيها الهناء والسعادة والعيش السعيد .. وقليلٌ من يكترث لهذه الأمور .. ويصحو في وقت الغبش .. وقتٌ لا يسمح لنا بالرؤية الصحيحة .. فمن أختار أن يصحو في وقت الغبش .. بالتأكيد يتحمّل وِزْره بنفسه .. إذنْ نحن مسئولون عن أنفسنا طالما ارتضينا أن نصحو في وقت الغبش وقت لا رُؤية فيها ..!! مثال فتاة شابة طموحة ومُتعلمة ومُثقفة رائعة ومن بيت ، وع خُلق وأدب ، ولديها من المال والحياة المترفهة التي تُغنيها إلى حد بعيد وبعيد جداً عن زج نفسها في شأن مَسؤوليات ومُساءلات لا طائل من ورائها .. فعليها التمتع بحياتها كما أختارت لنفسها ..بالطبع قد يكون ذلك في بدايات مراحل عنفوان الشباب أو المراهقاتية . وكذا الحالات النفسية العاطفية وفَقْدها تُولّد نفس المشكلة في الداخل بإحْجام الفرد من المحاولة الجادة ، فقد يرى نفسه بأن عليه واجب ان يَذر نفسه لمن أحبه فقط . وكذا إذا كان الفرد فقيراً .. فهو يقول دعني اتمتّع بحياتي فأنا وسيم ومقبول ومُستعد أُغري فتيات كثيرات ، فلماذا ( أَعْصب راسي وهو صحيح ) ومعناها لماذا أجعل من حلقة راسي صُداعاً وأنا في غنى عن ذلك .!
وهنا قد يقول قائل .. وحسب المرادفات المحلية ( انه ماجاها النصيب .. ويش بتروح في الشارع ، تصرخ ، يا ناس تعالوا أنا أبغي زوج .. ) نحن لا نقول هكذا كلاماً ، فهذه من جمُلة المُنغَصَات ، فالذين صحوا وقت الغبش في وقت لا يسمح لنا بالرؤية فيها ..! عليهم ان يبحثو في النور ، فالنور بيّن وكذا الضلام ، فإذا أردت أن تدخل النور .. فماذا تفعل .. سوف تحمل المصباح لترى جيداً ، وترى الحقائق بعينك .. أليس كذلك ..! بالطبع الحياة مثل نور المصباح ..والاصرار او الكيْد ، أو التعالي من جملة ظلام هذه الحياة . فقد يَرمي أحدنا على غيره ، تأخره او يرميه جُزافاً على القدر .. اليس كذلك ..؟ نعم قد يكون هذا ؟ وقد يحصل كثيراً .. ألا توافقوني ..! ولكن لا عُذر لمن اراد المحبّة ، فالله جعلها سكينة في مودّة ايامها ، حِفْظاً للنوازع الاخرى .!! ( لا اتكلّم فيها ) .
إذن نقول لك سيدي أو سيدتي .. لو تركتٍ / تَ نفسكَ/ كِ هكذا على الاتكالية ولوم القدر .. وهو بريء عن تصرفاتك التي لا تُعير لها أية اهتمام من السعادة التي منّ الله لك بها في هذه الحياة . فإن لمْ تبادر أنت كرجل أو إمراة في اتخاذ قرار مُناسب من أجل حياتك . فلن تتغيّر أبداً ولن تحصل / ين على زوج / ة حسب المقاييس أو المواصفات التي تحسبها أنها هي الكفؤ كما جاء في الشرع أو في اعتقاداتك وعاداتك المتوارثة البالية .. لنْ تتغير طالما لم تُغيّر ما في نفسك ( إن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ) إذن المستوى المطلوب في تكافؤ الحياة .. هو ( النُّضج من ناحية العاطفة والشعور بالمسؤولية ..) ثم تأتي أساليب التكيف مع الوضع الحياتي وتحسين مُستوى التفاهم والتعامل مع الطرف الأخر أي كان هو وعلينا العمل مع بعضنا البعض من أجل حياة مُشتركة قائمة على التفاهم والحب والمودة الرائعة التي تقربنا زُلفى إلى قلوب بعض .
تحياتي لكم لأنكم تستحقوها .. فانتم كفؤ لها أينما تكونوا .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: