الوطن موال اخضر
¬°•| عضو مميز |•°¬
من أحلى الدروس ...
--------------------------------------------------------------------------------
المكان باريس ......
خرجنا متأخرين من تلك الحفلة الصاخبة أنا ومجموعة كبيرة من أصدقائي .. وكنا نحمل بأيدينا بواقي المكسرات .. وحلويات مغلفة بمناديل ورقية .. ومأكولات خفيفة ...
انتشرنا في شارع ( الشانزليزية ) .. الجميل
كنا نرمي المكسرات على الارض واعقاب السجائر والمناديل وكل مايلقى من اليد
وقد لاحظت بأحدى ألتفاتاتي .. ان سيدة فرنسية عجوز كانت تمشي خلفنا بهدوء
وتجمع كل مانلقية في كيس صغير تحملةُ بيديها ...اعقاب سكائر قشور.. مناديل
زهور ذابلة وغيرها ....بكل تأني وتؤدة واصرار ..
طلبت من اصدقائي أن لايلتفتوا خلفهم .. وان يبطئوا في السير قدر استطاعتهم ..
وفعلا وجدت السيدة العجوز نفسها بيننا بعد قليل دون أن تنتبة وذلك بعد ان رفعت عينيها
عن الارض .. لتلتقط انفاسها ... غير ان عيناها ألتقت بعيناي لأول وهلة
... ثم بقينا شاخصين بوجوة بعضنا البعض لثواني معدودة ... حينما بادرتني
بتحية فرنسية دافئة :
اتمنى ان تقضوا أجازة ممتعة في باريس ؟!
( لقد عرفتنا غرباء عن المدينة )
سألتها: سيدتي لماذا هذا العناء ... ألا يوجد في بلدية باريس من يقوم بأعمال
التنظيف ؟
قالت بايحاء لطيف وابتسامة لايلحظها العابر : بلى ... ولكن أمي الجميلة باريس التي
تحتويني بكل دفئ ... وتحملني في رحمها كجنين
قرابة سبعون عاما الى اليوم ... ألا تستحق مني ان أمسح عن خديها الورديين
مناديل الغرباء ...... وقشور البندق ... ؟؟
ثم عانقتني بقبلة حانية فيها روح أمومة وأشفاق حينما لمحت في عيناي بريق عبرة رقراقة ..
لاحت في أفق الجفن من بعيد ...
كنت قد تذكرت اشخاص من امتي يدمرون امهم بغداد الحنونة .. بكل اسلحة الدمار الفتاكة ... ويجلبون أليها كل أشرار الارض لتقطيعها وتمزيقها ,,
كأنها لم تنجبهم ....
كأنها لم تلعب معهم حينما كانو اطفالاً.... يمرحون ويركضون بين ذراعيها .. و في كل شوارعها الجميلة ... ...
لم انتبة على نفسي الا بعد أن رحلت السيدة بعيدا عنا ...
وهي مطمئنة ....
وواثقة بأننا بعد الان
سننظف احذيتنا حينما نسير مرة أخرى
في مدينة النور ....... باريس الناعمه ... ,,
--------------------------------------------------------------------------------
المكان باريس ......
خرجنا متأخرين من تلك الحفلة الصاخبة أنا ومجموعة كبيرة من أصدقائي .. وكنا نحمل بأيدينا بواقي المكسرات .. وحلويات مغلفة بمناديل ورقية .. ومأكولات خفيفة ...
انتشرنا في شارع ( الشانزليزية ) .. الجميل
كنا نرمي المكسرات على الارض واعقاب السجائر والمناديل وكل مايلقى من اليد
وقد لاحظت بأحدى ألتفاتاتي .. ان سيدة فرنسية عجوز كانت تمشي خلفنا بهدوء
وتجمع كل مانلقية في كيس صغير تحملةُ بيديها ...اعقاب سكائر قشور.. مناديل
زهور ذابلة وغيرها ....بكل تأني وتؤدة واصرار ..
طلبت من اصدقائي أن لايلتفتوا خلفهم .. وان يبطئوا في السير قدر استطاعتهم ..
وفعلا وجدت السيدة العجوز نفسها بيننا بعد قليل دون أن تنتبة وذلك بعد ان رفعت عينيها
عن الارض .. لتلتقط انفاسها ... غير ان عيناها ألتقت بعيناي لأول وهلة
... ثم بقينا شاخصين بوجوة بعضنا البعض لثواني معدودة ... حينما بادرتني
بتحية فرنسية دافئة :
اتمنى ان تقضوا أجازة ممتعة في باريس ؟!
( لقد عرفتنا غرباء عن المدينة )
سألتها: سيدتي لماذا هذا العناء ... ألا يوجد في بلدية باريس من يقوم بأعمال
التنظيف ؟
قالت بايحاء لطيف وابتسامة لايلحظها العابر : بلى ... ولكن أمي الجميلة باريس التي
تحتويني بكل دفئ ... وتحملني في رحمها كجنين
قرابة سبعون عاما الى اليوم ... ألا تستحق مني ان أمسح عن خديها الورديين
مناديل الغرباء ...... وقشور البندق ... ؟؟
ثم عانقتني بقبلة حانية فيها روح أمومة وأشفاق حينما لمحت في عيناي بريق عبرة رقراقة ..
لاحت في أفق الجفن من بعيد ...
كنت قد تذكرت اشخاص من امتي يدمرون امهم بغداد الحنونة .. بكل اسلحة الدمار الفتاكة ... ويجلبون أليها كل أشرار الارض لتقطيعها وتمزيقها ,,
كأنها لم تنجبهم ....
كأنها لم تلعب معهم حينما كانو اطفالاً.... يمرحون ويركضون بين ذراعيها .. و في كل شوارعها الجميلة ... ...
لم انتبة على نفسي الا بعد أن رحلت السيدة بعيدا عنا ...
وهي مطمئنة ....
وواثقة بأننا بعد الان
سننظف احذيتنا حينما نسير مرة أخرى
في مدينة النور ....... باريس الناعمه ... ,,