شعور هادئ
¬°•| عضو فعّال |•°¬
.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياتُنا وحياتُهُم
نعيشُ حياتُنا في هذهِ الدّنيا مُترَفِينَ مُنَعّمِين
ننعَمُ بخَيراتٍ ونعمٍ أنعمَها اللهُ علينَا
وفِي غمرَةِ النّعم ، ننسَى إخواناً لنَا فِي الدّين
أصابتهُم المِحَنُ والزَلازِلُ والفيضَانات والحُرُوب
نهشَهُم الجُوعُ .. و أعرَاهُم الفقر ..
سكَنَ الحُزنُ عُيُونُهُم واستوطنَ البردُ أجسَادُهُم
يعيشُونَ حياةً لا تليقُ حتّى بالحيَوانَات !!
تسلّطَ عليهِم أعدَاءُ الله يُعطُونَهُم الخُبز ولكن ..
مُقابلَ تركِهِم لدِينِهِم ودُخُولِهِم فِي النّصرَانِيّة
فهلْ من وقفةٍ نُقارنُ بين حياتِنا وحياتِهم ؟
ونستشعرُ عظيمَ نِعَمِ اللهِ علينا ونشكرهُ عليها ؟
:
حياتُنا :
تستَيقظُ منْ نومِها فِي الصّباح
تتخيّر إفطَارَها منْ نِعَمِ الله
هذَا يُعجِبُها وهذا لا يُعجِبُها
وهذا ملّتْ منهُ .. كلّ يومٍ تراهُ أمامَها
يصيحُ طِفلُها بها : لا أريدُ هذا الطّعام ، أريدُ نوعاً آخر
تأكلُ وتأكلُ حتّى تقومُ متخمةٌ من الطّعام
وهي تُفكّر متى ستبدأُ في نظامٍ غذائِي لإنقاصِ وزنِها ؟
:
حياتُهم :
يستيقظُونَ فِي الصّباح ..
أو لعلّهُم لمْ يذُوقُوا طعمَ النّومِ من شدّةِ البردِ والجُوع
يبحثُونَ عن لقمةِ يسدّونَ بها الرّمق
أو كِسرَةِ خُبزٍ جافّةٍ قد تكونُ هُنا أو هُناك
يصيحُ طفلُهُم بأمّه : أريدُ شربةَ ماء
أريدُ كِسرةَ خُبز ، جااااائع يا أمّي !**
تجمعُ الأمّ الحجارةَ وتُحاولُ أن تُشاغِلَ صغيرَها عن طلبِ الطّعام
فترمِي لهُ بحجرٍ وتقول : هاتِه !
فهل سينسَى الصّغير؟!
:
وهناك صوت حزين يُدندن :
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يرتسمُ الحُزنُ على وجهِ الطّفُولة ..
عندما تُذرفُ دمعاتٌ على أمٍّ قتِيلة ..
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
:
حياتُنا :
تفتحُ خِزانةَ الملابس ..
ماذا سترتدِي اليوم ؟
هذا الطّقمُ أم ذَاك ؟ هذا الثّوبُ أم ذَاك ؟
هذا ارتدتهُ قبلَ شهر .. وهذا منذُ شهرَين
أي حذاءٍ يُناسِبُ ثوبهَا ؟ وأيّ حقيبةٍ تُناسِبُه ؟
وتذكّر نفسَها : يجبُ أن لا أنسَى أن آخذَ رِدَائِي الصّوف
أو الفرو الثّمين ، فقدْ سمعتُ أنّ اليومَ بارد !
ويجبُ أن لا أنسى إطفاءَ المدفأةِ الكهربائيةِ فِي غُرفتِي قبلَ خُرُوجِي
حياتُهم :
تلملِمُ الأمّ أشلاءَ ثوبٍ مُمَزقٍ تستُرُ بهِ عورَتَها ..
وتربطُ خِرقةً بأخرَى تضعهَا على صَغِيرها ..
وتحتَضِنُهُ مُحَاوِلةً أن تقِيهِ هجماتِ البردِ القَارِص
وأطرافُها باردةٌ كالثّلج ..
كيفَ تُدفّئُ الصّغير وهيَ بِحاجَةٍ إلى الدّفء ؟!
ففاقِدُ الشّيءِ لا يُعطِيه !!
:
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يرتسمُ الحُزنُ على وجهِ الطّفُولة ..
عندما تُذرفُ دمعاتٌ على أمٍّ قتِيلة ..
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
:
حياتُنا :
تعدّل تسريحةَ شعرِها ..
تضعُ فِي حقيبتِها بعضَ النّقُود ..
فقدْ طلبتْ مِن صَدِيقتِها إحضارَ العددِ الجديدِ منَ المجلّة
ويجبُ أن تعطِيهَا ثمنَها ..
إنّها غاليةٌ بعضَ الشّيء ولكنْ لا يهُمّ
المُهِم ما هِي آخرُ الصّيحاتِ فِي الأزياءِ فِي هذهِ المجلّة ..
تحدّثُ نفسَها : يجبُ أن أبحثَ عن ( مودِيلٍ ) مُناسبٍ لحفلةِ شبكةِ زميلتِي
فِي الشّهرِ القادِم
تُوصِي الخادمةَ بالعنايةِ بطفلِها وتجهيزِ الغداء
وتدفئةِ غُرفتِها قبلَ حُضُورها
تخرجُ مُتدثّرةً بثيابٍ ثقيلةٍ دافِئة
مُتوجّهةً إلى عملِها
:
حياتُهم :
تجلِسُ الأمّ مُستندةً إلى عمودٍ وربّما حجر وربّما شجر !
تلتفتُ حولَها هُنا وهُناك ..
ماذا سنأكلُ اليوم ؟ أم ماذا سنشرَب ؟
هل سيمرُّ علينا مثلَ الأمس .. لا ماءَ ولا طعَام ؟!
- سمعتُ أنّ هُناك أحدٌ قادمٌ اليومَ يحملُ الثّيابَ والطّعام
فهلْ سننالُ حفنةَ قمحٍ أو قبضةَ أرزٍ أو شربةَ ماء ؟
تنظُرُ حولهَا .. هُنا وهُناك الكثيراتُ مِثلها ..
وكلهنّ ينتظرنْ ..
فهلْ مِنْ قادِم ؟!
:
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يرتسمُ الحُزنُ على وجهِ الطّفُولة ..
عندما تُذرفُ دمعاتٌ على أمٍّ قتِيلة ..
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
حياتُنا :
تدخلُ منزلهَا وفي يدهَا الحلوَى لِصغِيرِها :
لا تأكُلها يا حبِيبِي إلا بعدَ تناولِ الغداء ، مفهُوم ؟
تُنادِي الخادِمة : هل الغداءُ جَاهِز ؟
ضعيهِ على المَائِدة ..
سأقومُ بتغييرِ مَلابِسِي أثناءَ ذلك ..
لن يأتِي زوجُها اليومَ للغداء ..
فهو مُسافرٌ فِي رِحلةِ عملٍ إلى بارِيس
لقدْ أوصتهُ أن يُحضِرَ لها فُستاناً جميلاً رأتهُ فِي المجلّة مُنذُ يومَين
وتتمنّى أن يجدُه ..
تجلسُ إلى المائدة .. وهيَ تُفكّر ..
ماذا ستُهدِي لجارتِها فِي سابِعِ ولدِها
الذّي ستُقِيمُهُ بعدَ يومين ؟!
:
حياتُهم :
تسمعُ منْ بعيدٍ أصواتاً مُتفرّقة ..
بوادرُ القادِمِين .. لقدْ جاءَ الفرجُ أخيراً بحمدِ الله
تجرِي مُهروِلةً وقدْ تركت صغيرَها ورَاءهَا يبكِي ..
تُحاولُ أن تحصلَ على حِفنةِ قمحٍ أو قطرةِ ماء
تمدّ يدهَا بإناءٍ صغِير .. علّها تصلُ إلى مُبتغَاها
تدفعُها الأيدِي والأجسادُ المُتهالِكة فِي معمَعةِ الزّحَام
فتندفعُ يميناً ويساراً وتكادُ أن تسقطَ بينَهُم
ينفضُّ الجَمْعُ بعدَ وقتٍ قصِير !
تخرجُ صفراءَ اليدَين ..
فلا نالتْ طعَاماً ولا نالتْ شرَاباً !!
:
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يرتسمُ الحُزنُ على وجهِ الطّفُولة ..
عندما تُذرفُ دمعاتٌ على أمٍّ قتِيلة ..
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
حياتُنا :
تنهَضُ عن المائِدة ..
تغادرُ إلى غُرفتِها .. تتدثّرُ بغِطاءٍ ثقِيل
تنامُ مِلءَ جُفُونِها .. تنهَضُ بعدَ نومٍ هانِئ
ترتّب أوراقَ عملِها .. تُداعِبُ صغيرَها قلِيلاً
تُحادِثُ زميلَتَها فِي الهَاتِفِ قلِيلاً ..
تجلسُ أمامَ التّلفازِ حتّى يحينُ موعِدُ العشَاء
تتناولُ الطّعامَ وفِي رأسِها أفكاراً كثيرَة :
متّى سأذهبُ للسّوق ؟
ماذا سنطبُخُ غَداً ؟
متّى سأذهبُ لِزيارةِ صدِيقَتِي ؟
مَاذا .. ومَاذا ؟
تقومُ مرّةً أخرى إلى غُرفتِها ..
وتخلُدُ للنّومِ مُبكرةً بكلّ هُدُوءءء !
:
حياتُهم :
يئنُ صغيرُها منَ البردِ والجُوع ..
يمتدّ الأنينُ إليهَا ..
تنثنِي على بطنِهَا مُحاولةً أن تُخفّفَ ألمَ الجُوع ؟
لقدْ وضعَ النّصَارى إعلاناً هُنا :
وضعُوا الصّليبَ مُقابِلَ الخُبز ..
لقدْ ماتَ زوجُها منذُ زمنٍ .. قتلَهُ الأعداء
قٌتِلَ زوجُها وقُتِلَ الرّجَال ..
ثمّ جاؤُوا بعدَ أن قتلُوهُم .. يعرِضُونَ عليهِم النّصرَانِيّة !
هل أتنصّر ؟ .. لاااااا .. لن أبيعَ دِينِي مُقابِلَ طعامِي
سأصبرُ وأحتسِبُ .. عسَى أن يكونَ هُناكَ مخرَج !
تتكوّرُ على نفسِهَا .. تضُمّ صغيرَها إليها مُحاولةً إسكَاته
يغلبهُما النّوم فينامَان !
:
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يرتسمُ الحُزنُ على وجهِ الطّفُولة ..
عندما تُذرفُ دمعاتٌ على أمٍّ قتِيلة ..
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
حياتُنا :
تستيقظُ مُبكّرةً .. تتمطّى فِي سرِيرِها ..
تنظُر إلى ساعةِ يدِهَا .. لازالَ الوقتُ مُبكّراً جدّاً
تفكّرُ فِي جدوَلِ يومِها ..
لديهَا ضُيوفٌ اليومَ بعدَ العصر ..
ماذا ستُقدّمُ لهُم ؟ .. تمسِكُ ورقةً وقلماً ..
تكتُب أسماءَ أصنافٍ عدّة ..
تنهَضُ مُتثاقلةً لتبدأَ يومَها مِن جدِيد
:
حياتُهُم :
تُشرِقُ شمسُ يومٍ جديدٍ على كومةٍ صغِيرة ..
جمعتْ أُمّاً وطِفلاً ..
تلسعهُما الشّمسُ بأشعّتها بعدَ ليلٍ باردٍ طويل ..
ولكن !!
تبقَى الكَومَةُ دُونَ حِراك ..
لقدْ ودّعَا هذِهِ الدُّنيَا فِي ليلةٍ بارِدَة ..
بعدَ أنْ لمْ يبقَ منهُما سِوَى هيكَلانِ عظمِيان ..
تكسُوهُما جِلدَةٌ رقِيقِة ..
ورحَلا عنْ هَذا العالم .. بغيرِ ودَاع !!
:
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يرتسمُ الحُزنُ على وجهِ الطّفُولة ..
عندما تُذرفُ دمعاتٌ على أمٍّ قتِيلة ..
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
أيّ خيرٍ بعدمَا يذوِي الرّبِيع ؟!
عندمَا يُهدَمُ مِحرَابٌ ومِئذنةٌ وسُور ..
عندمَا يُنبَشُ أمواتٌ وتُجتَاحُ القُبُور ..
عندمَا نُمسِي لنُصبِحُ والمُعانَاةُ شُرور ..
ويلَفُّ الصّمتُ دُنيَانا فَلا يصحُو شُعُور ..
أي خيرٍ أيّها العالمُ يبقَى ؟!
عندمَا يخلُو مِنَ الإنسانِ أو يغفُو الضّمِير !!
:::
منقول للأمانه
منقول للأمانه