`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
ملامح وجهه يعتريها حزن ممض، منكسا خديه على راحتي يده، وجوم يسود على قلبي، والفراغ من حولي يضغط علي شيئا فشيئا، أنظر إليه فأرى مكانينا يتباعدان، وهو لا ينبس بشفة. تتراءى لي بريق عينيه، هكذا خلتهما، ولكن لا. يفصل بيننا قليل، ولكن كم هو هذا القليل؟ (أي رب، ماذا أفعل؟) وكأني لصقت بالأرض، ويداي تيبستا، وعيناي متسمرتان، ( أي رب ماذا أفعل؟) تراءى الفراغ أسود وكلانا فيه، ثم الفراغ أسود يضغط شيئا فشيئا. لا شيء في بالي، هو ممسك وجهه بيديه، ليت أنه يبكي، فأربت بيدي على يديه، ليته أن يبوح بذات نفسه، فأبوح له ولو كذبا، ليته يفرج عن نفسه فألتقط له أنفاسي، ولكن لا.
ظل غير قليل، وأنا معه، (آه، أممم، دعني أخبرك)، حروف رتيبة، انسلت أخيرا من بين شفتي، ويدي على يديه أخيرا، ولعلها تعويذة علي بابا والأربعين حرامي، ولكن اهتزت يداه.
هناك، لما قال لي، قسوت على ذاتي، فلم أندم، ولكني بكيت، هنا، وحينها، هانت علي، المادة، هانت علي حتى نفسي، فليت أني لم أعرف
كلانا آسيان، غير أن أسانا ليس يشبه بعضه البعض، أساي أني كليل، وعاجز، وآسف، حزني أنني كنت مثل الطريق يرى به الأمل، كمدي أن وجودي فاشل له ، هل أضحك، أم أبكي، أم هما كلاهما؟ صحيح، جلجلت ضحكتي في وجهه (حبيبي) ثم تقطعت أنفاسي، هل هو حزن؟ أم هي خيبة بال؟ ومن هو المحزون، ومن هو الخائب؟ صحيح، لا تخبرني
أنا آسف، آسف، آسف، (لأي شيء تعتذر، قالها؟) صحيح، هي، إذا الخيبة، خيبة البال، خيبة الرجاء، خيبة الأمل، خيبات وخيبات، وانقلب الحال، ممسك وجهي براحتي يدي، وعار من الأحاسيس جثم علي، ليتني أختفي، أو يختفي هو، ليتني لم أعرف، وليتني لم أسمع، (أي رب خبرني، ماذا أفعل)
ثم، (فالك طيب، لا تهتم، هيا لا تهتم، وعد مني وأنا أخوك)، كم مر منذ أن قلتها؟ ثوان! لا أبعد من ذلك، واليوم وأنا أتجرع كأسي التي أعددتها له، بلا لون، أو طعم، دقائق! كلا، أطول، أيام، شهور؟ قد.
لا، اليوم، لا يهم أي سبيل أسلك، ولا أي حيلة أـكيد، ولا أي قناع أستعير، لن أسمح له بأن يحزن بعد اليوم، مهما كلفني، ولو كلفني (....) لا وعد بعد الآن، بل (....)، ثم قمنا، ولما أقل له، بل جذبت يدهـ، وأخذتها معي.