`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
تعذر علي أن آتيكم بجديد ولكني أشرككم في بعض كتاباتي، أنال شرف عرضها عليكم أولا
أحلام وردية كثيرة كانت تحلق بي إلى سماء لا يطالها سواي، وكم كانت تستثير في من القوة ما لو أنني مشيت على جبل لأزلته مما أشعر من الثقة. كم هي جميلة تلك السويعات التي قضيتها أناجي نفسي، وأرويها بأفكار تكون عزائي عندما أكون وحيدا. على ذكر السويعات، مرت علي لحظات لم أدر حينها كيف أفعل. أظلمت علي الدنيا، واستأنست بنفسي، وصرت أشك بكل من حولي بالقريب قبل البعيد. بلغ بي الهم أنني كنت أمشي بين المزارع في الليالي الظلماء، متلذذا بتلك النفسات الروحانية التي غيبت شغاف قلبي في جو من الألفة والحزن معا. إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آحرني في مصيتي واخلف لي خيرا منها.
واليوم، وأنا أخط هذه الحروف بمداد ذكريات مازلت أحتفظ بأسرارها وألغازها عن كثيرين ممن عايشوني ويعرفونني معرفة هادئة ساكنة، يودون أن يفهموا ماذا حدث، ولم وقع ما وقع، فإنني لا أشكك بالذي كتبته لكم، ولكني أشك شكا عميقا في أنني نجحت فيما خططت له. وأظن أن الذي حصل ليلة قلت لأبي ما قلت لا يعدو أن يكون حنان الأبوة، ورأفته بصبيه الصغير الذي أشقاه وأشقى نفسه، وأحب أن يراه ناجحا في معترك حياته، وأن لا ييأس وإن تألبت عليه الدنيا وما فيها. وظني هذا يزداد يقينا يوما إثر يوم في الأيام التي قضيتها إثر تخرجي من الجامعة
تجلدي لرسم حروف تلك الخطة الوضيعة ضد أهلي وأبوي لم يتعد مفعولها أياما إلا واعترتني حيرة شديدة ووقعت في حيص بيص، وكان السؤال: والآن ماذا؟ لا زالت مخيلتي تعيد علي شريطا من حياتي وكنت يومها في حجرة، وأخي أحمد الذي يصغرني سنا قد ساقته المقادير إلى عمل في شركة وبراتب جيد وعنده فقط الثانوية العامة. سألته، وكانت الغيرة منه قد نهشتني نهشا وأنا أرى أبوي منفرجي الأسارير، فرحين به، قلت له: إيش أسوي تو؟ أو بلهجتنا: مو تباني أسوي تو؟ قال لي: افعل كذا وكذا. راقتني الفكرة، وبسبب أنني محل من النقود فقد بعت هاتفي الذي اشتريته جديدا بثمن بخس بعشرين ريالا، وكأنني رأيت تلك العشرين هبة من السماء.
كنت قد ضقت ذرعا بحياتي وأنا أقرأ العيون التي تختال متبخترة وملؤها مشاعر شتى فمنها الحانق الذي يرى أنني أهدرت فرصة لم تسنح له هو أو لغيره من بني جلدته، ومنها المشفق الذي تراه قد أخذ بتلابيب نفسه رحمة لي ورأفة بحالي، وما أشعل لهيب النار في نفسي وذهني وسعرها هي تلك الهمزات التي لا تخطؤها عين الإنسان، وكأنني منبوذ قد اطرحه الناس ينادي لا مساس. أصبحت لا أطيق أن أرى تلك المشاعر من حولي في البيت لا من أب ولا من أم (طرار ويتشرط)
[خارج النص] مشتاقون ولكن عندنا لوعة، قالها الشيخ. وأنا كذلك، مشتاق إلى سعود.
أحلام وردية كثيرة كانت تحلق بي إلى سماء لا يطالها سواي، وكم كانت تستثير في من القوة ما لو أنني مشيت على جبل لأزلته مما أشعر من الثقة. كم هي جميلة تلك السويعات التي قضيتها أناجي نفسي، وأرويها بأفكار تكون عزائي عندما أكون وحيدا. على ذكر السويعات، مرت علي لحظات لم أدر حينها كيف أفعل. أظلمت علي الدنيا، واستأنست بنفسي، وصرت أشك بكل من حولي بالقريب قبل البعيد. بلغ بي الهم أنني كنت أمشي بين المزارع في الليالي الظلماء، متلذذا بتلك النفسات الروحانية التي غيبت شغاف قلبي في جو من الألفة والحزن معا. إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آحرني في مصيتي واخلف لي خيرا منها.
واليوم، وأنا أخط هذه الحروف بمداد ذكريات مازلت أحتفظ بأسرارها وألغازها عن كثيرين ممن عايشوني ويعرفونني معرفة هادئة ساكنة، يودون أن يفهموا ماذا حدث، ولم وقع ما وقع، فإنني لا أشكك بالذي كتبته لكم، ولكني أشك شكا عميقا في أنني نجحت فيما خططت له. وأظن أن الذي حصل ليلة قلت لأبي ما قلت لا يعدو أن يكون حنان الأبوة، ورأفته بصبيه الصغير الذي أشقاه وأشقى نفسه، وأحب أن يراه ناجحا في معترك حياته، وأن لا ييأس وإن تألبت عليه الدنيا وما فيها. وظني هذا يزداد يقينا يوما إثر يوم في الأيام التي قضيتها إثر تخرجي من الجامعة
تجلدي لرسم حروف تلك الخطة الوضيعة ضد أهلي وأبوي لم يتعد مفعولها أياما إلا واعترتني حيرة شديدة ووقعت في حيص بيص، وكان السؤال: والآن ماذا؟ لا زالت مخيلتي تعيد علي شريطا من حياتي وكنت يومها في حجرة، وأخي أحمد الذي يصغرني سنا قد ساقته المقادير إلى عمل في شركة وبراتب جيد وعنده فقط الثانوية العامة. سألته، وكانت الغيرة منه قد نهشتني نهشا وأنا أرى أبوي منفرجي الأسارير، فرحين به، قلت له: إيش أسوي تو؟ أو بلهجتنا: مو تباني أسوي تو؟ قال لي: افعل كذا وكذا. راقتني الفكرة، وبسبب أنني محل من النقود فقد بعت هاتفي الذي اشتريته جديدا بثمن بخس بعشرين ريالا، وكأنني رأيت تلك العشرين هبة من السماء.
كنت قد ضقت ذرعا بحياتي وأنا أقرأ العيون التي تختال متبخترة وملؤها مشاعر شتى فمنها الحانق الذي يرى أنني أهدرت فرصة لم تسنح له هو أو لغيره من بني جلدته، ومنها المشفق الذي تراه قد أخذ بتلابيب نفسه رحمة لي ورأفة بحالي، وما أشعل لهيب النار في نفسي وذهني وسعرها هي تلك الهمزات التي لا تخطؤها عين الإنسان، وكأنني منبوذ قد اطرحه الناس ينادي لا مساس. أصبحت لا أطيق أن أرى تلك المشاعر من حولي في البيت لا من أب ولا من أم (طرار ويتشرط)
[خارج النص] مشتاقون ولكن عندنا لوعة، قالها الشيخ. وأنا كذلك، مشتاق إلى سعود.