الوطن موال اخضر
¬°•| عضو مميز |•°¬
سيدة فرعونية تحضر عجينة الخبز
" كاني وماني .. بيصوره .. متمس .. حات وبات " انتظر قليلا .. هذه ليست أسماء لمسلسلات تاريخية ولكنها أطعمة أجدادنا القدماء التي جعلت منهم أعظم ملوك في العالم .. وهي للعلم أطعمة مازلنا نتناولها حتي الآن .. وهي الطريق الأمثل للحصول علي صحة أفضل وعمر أطول ..
فأغذية الفراعنة ستظل هى الأمان والضمان والصحة والحيوية وطول العمر .. والرجوع لها هو الحل الأمثل للقضاء علي الأمراض الخطيرة التي تصيبنا يوما بعد يوم ..
هذه الأطعمة وغيرها من النصائح والوصفات كانت موضوع الندوة التي نظمتها ساقية الصاوي الجمعة الماضية تحت عنوان " أغذية الفراعنة .. صحة ومناعة " وألقاها الأستاذ الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ..
قدمت الندوة الكثير من الحلول البسيطة والسهلة لما نطلق عليه الآن " أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار "، حيث قدم الدكتور مجدي بدران روشتة طبيعية تقي من الأمراض وتعالج في نفس الوقت " وباء " ارتفاع الأسعار الذي بات يهدد الجميع ليس في مصر وحدها ولكن في جميع أنحاء العالم ،فقد وصل سعر أردب القمح في مصر إلي 400 جنيه ، والأسباب التي أدت إلي هذا الارتفاع الدائم هي استخدام الذرة لإنتاج الوقود البديل ، و زيادة الولع باللحوم حيث يتطلب إنتاج كجم من اللحم استهلام 8 كجم من الحبوب ، بالإضافة إلي انخفاض إنتاج الحبوب عالميا بسبب الجفاف وارتفاع أسعار البترول.
ودعا بدران في باديء الأمر الي ضرورة العودة إلي الأطعمة المنزلية التي غابت عن حياتنا وأصبحنا نستبدلها بوجبات سريعة مجهولة المصدر .. فأين نحن من الكشري والمهلبية والبطاطا الحلوة المصنوعة في الفرن .. وبقية الحلوي التي كانت تصنع بأيدي أجدادنا .. ؟؟؟
ولأن "أغذية الفراعنة " كلها من الطبيعة فهى تقاوم الميكروبات وتقوى الأجساد ، فمنذ آلاف السنين عرف المصرى القديم أن الكثير من الأغذية تحتوى على عناصر مفيدة جداً لمساعدة المرضى على الشفاء وتحفظ الأصحاء من الإصابة بالأمراض، وأغذية تحارب أقوى الميكروبات .
وفى أزمنة الكوارث والأوبئة كان المصرى القديم من الذكاء حيث علمته التجربة أن هناك أغذية ضرورية لتقوية الجهاز المناعى أمام الجراثيم والميكروبات، ولذلك كانت "مائدة" المصرى القديم عامرة بكل ماهو صحى ومفيد، فمثلاً "الخبز" كان على قمة أطعمته ، حيث كان يعرف نحو 15 صنفا من الخبز والفطائر، زادت بعد ذلك فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة إلى نحو 40 صنفا تختلف تبعا لنوع الدقيق المستخدم، وطريقة الخبز، وشكل الأرغفة أو الفطائر المخبوزة، مع إضافة بعض المواد إلى العجين مثل العسل والدهن والزبد والفاكهة، وكان يصنع الخبز والفطير من دقيق القمح أو الشعير أو الذرة الرفيعة، وقد عرف المصرى القديم القيمة الغذائية المهمة جداً لحبة القمح الكاملة بما فيها من "الردة" الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات وخاصة فيتامين "هـ" الذى يقوى جهاز المناعة ويقاوم الأمراض والشيخوخة .
التمر .. غذاء بناة الأهرام
أما "النخيل" فهو من أهم الأشجار التى عرفها الإنسان المصرى القديم واهتم بزراعتها، بل ويعتبر "النخيل" من أقدم ما زرع فى مصر، وأعتبر "البلح" غذاءً طيباً لعامة الشعب، حتى أن كلمة "أمهات" التى نستعملها الآن بمعنى "بلح رطب " ترجع إلى الكلمة المصرية القديمة "أمت"، كما وجدت كميات لا حصر لها من البلح والعجوة فى مقابر كثير من قدماء المصريين ، وقد أقبل المصرى القديم على تناول البلح فى وقت الأزمات أو الكوارث طازجاً أم مجففاً، كما صنع منه عجوة واستعملها فى حشو بعض أنواع الكعك.
ويعتبر "التمر" منجما غذائيا لاحتوائه على العديد من المعادن والسكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات، حيث يتميز بأن الكثير من عناصره الغذائية لا تحتاج إلى الهضم، فالسكريات الموجودة به تمد الجسم بالقوة والمناعة والطاقة الحرارية فى وقت قصير مقارنة "باللحوم" مثلا والتى تحتاج إلى وقت أكثر لإمداد الجسم بالطاقة، كما يتميز التمر باحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الأمينية اللازمة لبناء خلايا الجسم وإصلاح ماتلف منها وتكوين أجسام مضادة للميكروبات .
والتمر غنى بالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفوسفور والزنك والنحاس والكبريت وكلها عناصر لازمة لتكوين خلايا الدم وتنشيط الأعصاب ووظائف المخ والقلب، كما يحتوى على فيتامين "ب المركب" الذى يهدىء الأعصاب خاصة بعد الإجهاد، وفيتامين "ج" الذى يزيد من حيوية الجسم ومناعته ضد الأمراض وفيتامين "أ" الذى يساعد على الإبصار فى الليل ويقوى جهاز المناعة ويزيد من الوقاية للجسم من الأمراض..
البقوليات فرعونية الأصل
" نحن أحوج الآن إلي الأغذية الفرعونية " .. هكذا بدأ الدكتور مجدي بدران حديثه عن البقوليات وأهميتها في حياتنا .. حيث تتمثل هذه الأغذية والتى برع المصرى القديم فى زراعتها في " الفول ـ العدس ـ الحمص ـ الترمس ـ البسلة ـ اللوبيا ـ الحلبة ـ … الخ" ..
فالفول هو أحد الأطعمة الشعبية منذ بداية العصر الفرعونى حيث كان يؤكل بعد طهيه بواسطة طمره فى تراب الفرن الساخن، لذا عرف باسم "متمس" ثم حورت الكلمة بعد ذلك إلى "مدمس"، ويشاهد على جدران المقابر رسومات للحاصلات الزراعية التى كانت تقدم للإله آمون ومنها زكائب الفول، كما كان المصريون القدماء يطهون الفول ويسمونه "بيصورو" وهى نفسها "البيصارة" التى نعرفها الآن ويقبل عليها عامة المصريين.
أما "العدس" فقد استخدم بوفرة كغذاء للمصريين القدماء، وكان من أهم الأغذية التى تقدم كطعام لبناة الأهرام من العمال والفنيين وغيرهم ، حيث كان يصرف الملوك الفراعنة للعمال وجبة غذائية متكاملة من العدس والبصل والثوم والتمر وهي توليفة يفطرون بها يوميا ، والمعروف أن 300 جرام من العدس تعادل حوالي 500 جرام من اللحم الأحمر ، ولهذا فهو يشتهر في الأحياء الشعبية البسيطة باسم " لحم الفقراء".
كما أن العدس يؤكل كبديل للحوم حيث يساهم في خفض معدلات الكوليسترول وأمراض القلب والضغط المرتفع ، بالإضافة إلي أنه يحتوي علي نسبة عالية من حمض الفوليك الذي يقلل احتمالات إصابة الجنين بتشوهتا العمود الفقري .
الفول المدمس غذاء فرعوني أصيل
كما استخدم "الحمص" كطعام بعد تمليحه وهو مايعرف الآن باسم "الملانة"، وكذلك الحال مع "الترمس" الذى كان يؤكل بعد نقعه فى الماء وتمليحه وكانت له أهمية كبيرة فى كثير من الأغراض الطبية لفائدته فى علاج الإمساك، ومرضى السكري وغير ذلك..
كما أقبل المصريون القدماء على تناول اللوبيا والبسلة لفوائدهما الغذائية والصحية، لذلك أصبحت "البقول" من الأغذية الرئيسية لقدماء المصريين، حتى أن قوم موسى عليه السلام اشتاقوا إليها بعد خروجهم من مصر كما ورد فى القرآن الكريم.
وأضاف الدكتور مجدي بدران أن المطاعم الراقية والشهيرة فى مختلف دول العالم والدول المتقدمة تقدم الفاصوليا والبسلة واللوبيا الجافة والفول والعدس فى أطباق متنوعة من سلطات وفاتحات شهية ووجبات مطبوخة، وهذا لم يأت من فراغ وإنما لأن كبار علماء الغذاء فى العالم يؤكدون على أن البقول غنية بعناصر غذائية ضرورية جداً لجسم الإنسان ولصحته ولجهازه المناعى مثل الكربوهيدرات والبروتين والألياف الغذائية، ونسبة معقولة من الفوسفور والحديد وفيتامينات "ب1، ب2" ، كما تتميز البقول بمحتواها العالى من معدن البوتاسيوم، فاللوبيا مثلاً تعتبر من أهم البقول الغذائية لأنها تمد الجسم بكميات من البروتين والفيتامينات والمعادن، كما أنها تحتوى على عنصر "السيلينيوم" الذى يمنح الحيوية والنشاط ويقاوم الإجهاد والتعب ويبطئ من ظهور أعراض الشيخوخة ويقاوم الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة..
ترياق الفقراء
أما الثوم فحكايته لا تنتهي .. فالعمال كانوا يضربون عن العمل في حالة عدم تقديم الثوم لهم في الوجبة اليومية ، وكان معدل تناول الثوم يصل إلي 10 حبات يوميا مع بقية مكونات الوجبة .. وتشير النقوش الموجودة على جدران المعابد الفرعونية أن " للثوم" مكانة عظيمة عند المصريين القدماء فهو يزيد من مقاومة الإنسان للأمراض ويقوى الجهاز المناعى ويطيل العمر ، وكانوا يطلقون عليه " ترياق الفقراء" ، حيث كان أجدادنا يصنعون منه قلائد للاطفال للحماية من الأمراض المعدية ، وكان يؤكل مع الفجل ليمنح العمال النشاط والقوة .
الأسماك.. والفراعنة
الأسماك.. كانت دائما غذاء شهيا على موائد المصريين القدماء، وكان مصدرها مياه النيل وفروعه والترع والمصارف القريبة من الحقول، وكان معروفا فى ذلك الوقت الأسماك النيلية مثل البلطى والبورى والبياض والشيلان والقراميط، ويحكى التاريخ وجود أحجار من الجرانيت تمثل رجلين ضخمى الجسم غزيرى شعر الرأس والذقن يسيران جنبا إلى جنب فى خطوة واحدة ويحملان مائدة يتدلى منها نوع فاخر من السمك "البياض"، وتسجل بردية "هاريس" كميات وفيرة من الأسماك من بين ما يوزع من الطعام فى معابد طيبة وأون ومنف، من أنواع مختلفة من البورى والقراميط والشال وهى من الأسماك المتوسطة الحجم، أما السمك البلطى فكان كبير الحجم وكانت سمكة واحدة كبيرة تكفى وحدها لإطعام أسرة بأكملها.
وينصح الأطباء بتناول الأسماك فى وجبة أسبوعية أو وجبتين، لأن الأسماك تحتوى على أحماض دهنية مميزة تساعد فى الوقاية من أمراض القلب والشرايين، ومعروف أن أكلى الأسماك تقل فيهم نسبة الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب، كما ينصح خبراء التغذية بتناول أسماك السردين والتونا والماكريل والسالمون والرنجة والأنشوجة لأنها غنية بالأحماض الدهنية "أوميجا -3" وهى مواد ثبتت فعاليتها فى العلاج والوقاية من أمراض عديدة مثل ارتفاع الكوليسترول الضار وأمراض القلب والشرايين والجلطات القلبية وضغط الدم المرتفع ومضاعفات مرض السكري.
البصل قاهر الموت.. والخس غذاء الملوك
البصل .. قاهر الموت
يعتبر البصل من أقدم أنواع النباتات التي زرعها الإنسان منذ العصور التاريخية القديمة، حيث زُرع واستعمل كغذاء ودواء قبل الميلاد بمئات السنين، وتعددت الروايات التي تحدثت عن تاريخه وموطنه، والثابت منها أنه كان موجوداً في أكثر أراضي قارات العالم، وقد عرفه الفراعنة في مصر وقدسوه وكانوا يحلفون به، وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد على التنفس عندما تعود إليهم الحياة ، وهذا ما حدث عندما تم العثور علي مقبرة رمسيس الثالث ، عندما وجد الخبراء بصلتين في عيون الملك رمسيس ، واحدة كانت موضوعة في تجويف العين والأخرى تحت الإبط الأيسر ، لاعتقادهم أن البصل يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة،
كما كانوا يحرّمون تناول البصل في أيام الأعياد لئلا تسيل دموعهم، فأيام الأعياد للفرح وليس للبكاء ..
ووضع أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول.
أما الخس فهو غذاء الملوك وطعام الحكماء ، لأنه غني بالكالسيوم والفسفور والحديد وبه مواد مانعة للسرطان كما يحتوي علي البيتاكاروتين وحمض الفوليك ، وهو قليل السعرات ، غني بالماء ومضاد للأكسدة ومهديء للأعصاب ومنوم طبيعي ، وكان الرومان عند معاركهم وعند اتخاذ أي قرار يقومون بحرق أوراق الخس ويلتفون حولها لاستنشاقها حتي تهدئ أعصابهم !!!!
الغذاء والمناعة 5×1
شدد الدكتور مجدي بدران في حديثه علي ضرورة توافر خمسة ألوان أساسية في وجبتنا اليومية، تتمثل هذه الألوان في الأحمر كالطماطم علي سبيل المثال ، الأصفر في الجزر، الأخضر في الجرجير أو البروكلي ، الأبيض في البصل أو رأس الفجل أو عيدان الخس ، البنفسجي في الكرنب الأحمر النيء أو البنجر الصيني أو الجزر البنفسجي ، مشيرا إلي الدور الذي تلعبه هذه الأطعمة الطبيعية في تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض التي تصيبه ، حيث تقف كحائط منيع ضد غزو الفيروسات والأوبئة التي قد تصيب جسم الإنسان من فترة لأخري .
كلمات فرعونية نستخدمها حتي الآن
وأشار الدكتور مجدي بدران في سياق حديثه عن أهمية أغذية الفراعنة في حياتنا إلي بعض الكلمات التي مازلنا نستخدمها حتي الآن في لغتنا اليومية ، فمن أوائل الكلمات التى يستعملها الطفل المصرى كلمة "أمبو" والتى تعنى ماء أى أريد أن أشرب ماء ، وعندما تعلم الأم أبنها المشى فتغنى له "تاتا - خطى العتبة" ويعتقد أن هذه الأغنية نشأت عند تعلم الأقباط اللغة العربية لأنها تحتوى على اللغتين القبطية والفرعونية فى أغنية واحدة .
وإذا جرح الطفل أو شعر بالألم فيشير إلى الموضع ويقول "واوا" وعندما تلاعب الأم أبنها تقول له "بخ" أى عفريت أو شيطان أما إذا أرادت الأم تخويف طفلها فتقول له فى الظلام يوجد "بعبع" وهو شيطان كان يستعمله القدماء فى أعمال السحر أسمه "بوبو" ..
وكثيراً ما يبتهج الأطفال بسقوط الأمطار فيتغنون تحتها قائلين : يا نطرة رخى رخى ... " وفى بعض الأماكن الأخرى يقولون : " رخيها رخيها.. خلي البط يعوم فيها" ، فإذا اتسخت ملابس الطفل حذرته أمه من 'السخام' أي النجاسة، وتحذره من مد يده للقذراة وتقول له كلمة "كخ" ..
وعرف المصرى القديم اسم اللحمة بأسم "حات"، والعظم اسمه "بات"، والجزار اسمه "حاتي" والتى ما زالت تطلق حتى اليوم على صانع الكباب والكفتة، ومن يأكل الطعام كله نقول "حتتك بتتك" أي أنه لم يفرق بين اللحم والعظم، وقد نطلق علي هزيل الجسم "حاتا باتا" أي أنه جلد علي عظم.
ألوان طبيعية لصحة أفضل
ولايزال القرويون حين يلعبون الكرة الشراب في الجرن.. يستخدمون مفردات فرعونية مثل "الميس" الذي يصد الكرة ، ويستعملون الأعداد القديمة وأولها "سنو" ، ويصفون الشخص مفتول العضلات بأنه "عنتيل" وأصلها "عنتوري"بمعني قوي ، ويقولون عن ريح الشمال الباردة "طياب" وريح الجنوب الدافئة "مريس" ومنها أغنية : ياهوا يامريس.. نشف لي قميص .
ومن الأمثلة اليومية التى يقولها المصريين : " أخويا هايص وأنا لايص " والليص هو الطين ، ويعني أن أحواله مطينة ، وما زال يستعمل عمال البناء اليوم فى أغانيهم عندما يعملون "هوب ليصا".
ومن الكلمات الشائعة حتي الآن أننا نقول عن أول ضوء النهار أن الفجر "شأشأ" وعندما يتراجع الشخص عن عهوده نصفه بأنه "حمرأ" ، فإذا كان خفيف العقل نقول أن عقلة "تراللي" ..
وعندما تجلس المرأة القروية أمام الفرن فإنها تستخدم " الشاروقة" وهي كلمة فرعونية مكونة من لفظين هما "شي * رقة " ومعناها الحريق ، والشراق اسم نوع من الخشب الدهني الذي يساعد علي الاشتعال ، وهي تستخدم "البشكور" في دفع أرغفة العجين إلي الشاروقة ، ولانزال تستخدم "الماجور" النحاس كوعاء.
ونحن لانزال نقول "بشبش الطوبة اللى تحت دماغه" وهو الطوب بعد صب الماء عليه ليكون لينا، ومن أسماء المكاييل التي لاتزال سائدة الأردب وأصله " أرطبة" و"الويبة" و"التليس" بمعني الزكيبة.
ومن الكلمات التي تستخدم في السب والتحقير كلمة "بقف" وهو جلد النعجة، ونصف الشخص التافه بأنه "مهياص" وهي مكونة من لفظين: "مه" بمعني يملأ و"يص" بمعني التسرع والشطط، وقد تقول الفتاة لصديقتها علي سبيل المداعبة "جاتك أوا" ، وهو الوجع ..
ونقول عن الطماع أنه "يكوش"، أي يستولي علي كل شيء.. وحين يصرخ الرجل مستنجدا يقول "جاي" بمعني إلحقوني.
ولانزال نصف اليوم الحار بأنه "صهد" فإذا اشتد الحر قلنا "نقره الشمس"، وأصلها "نج" بمعني شديد و"ره" أي " رع إله الشمس ".
ونقول عن المرأة المشغولة عن ضيوفها بأنها "مطهومة" فإذا بالغت في تكريم ضيوفها قدمت لهم "كاني" و"ماني" أي السمن والعسل، أما دكان "الزلباني" فهو صانع الفطير .
" كاني وماني .. بيصوره .. متمس .. حات وبات " انتظر قليلا .. هذه ليست أسماء لمسلسلات تاريخية ولكنها أطعمة أجدادنا القدماء التي جعلت منهم أعظم ملوك في العالم .. وهي للعلم أطعمة مازلنا نتناولها حتي الآن .. وهي الطريق الأمثل للحصول علي صحة أفضل وعمر أطول ..
فأغذية الفراعنة ستظل هى الأمان والضمان والصحة والحيوية وطول العمر .. والرجوع لها هو الحل الأمثل للقضاء علي الأمراض الخطيرة التي تصيبنا يوما بعد يوم ..
هذه الأطعمة وغيرها من النصائح والوصفات كانت موضوع الندوة التي نظمتها ساقية الصاوي الجمعة الماضية تحت عنوان " أغذية الفراعنة .. صحة ومناعة " وألقاها الأستاذ الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ..
قدمت الندوة الكثير من الحلول البسيطة والسهلة لما نطلق عليه الآن " أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار "، حيث قدم الدكتور مجدي بدران روشتة طبيعية تقي من الأمراض وتعالج في نفس الوقت " وباء " ارتفاع الأسعار الذي بات يهدد الجميع ليس في مصر وحدها ولكن في جميع أنحاء العالم ،فقد وصل سعر أردب القمح في مصر إلي 400 جنيه ، والأسباب التي أدت إلي هذا الارتفاع الدائم هي استخدام الذرة لإنتاج الوقود البديل ، و زيادة الولع باللحوم حيث يتطلب إنتاج كجم من اللحم استهلام 8 كجم من الحبوب ، بالإضافة إلي انخفاض إنتاج الحبوب عالميا بسبب الجفاف وارتفاع أسعار البترول.
ودعا بدران في باديء الأمر الي ضرورة العودة إلي الأطعمة المنزلية التي غابت عن حياتنا وأصبحنا نستبدلها بوجبات سريعة مجهولة المصدر .. فأين نحن من الكشري والمهلبية والبطاطا الحلوة المصنوعة في الفرن .. وبقية الحلوي التي كانت تصنع بأيدي أجدادنا .. ؟؟؟
ولأن "أغذية الفراعنة " كلها من الطبيعة فهى تقاوم الميكروبات وتقوى الأجساد ، فمنذ آلاف السنين عرف المصرى القديم أن الكثير من الأغذية تحتوى على عناصر مفيدة جداً لمساعدة المرضى على الشفاء وتحفظ الأصحاء من الإصابة بالأمراض، وأغذية تحارب أقوى الميكروبات .
وفى أزمنة الكوارث والأوبئة كان المصرى القديم من الذكاء حيث علمته التجربة أن هناك أغذية ضرورية لتقوية الجهاز المناعى أمام الجراثيم والميكروبات، ولذلك كانت "مائدة" المصرى القديم عامرة بكل ماهو صحى ومفيد، فمثلاً "الخبز" كان على قمة أطعمته ، حيث كان يعرف نحو 15 صنفا من الخبز والفطائر، زادت بعد ذلك فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة إلى نحو 40 صنفا تختلف تبعا لنوع الدقيق المستخدم، وطريقة الخبز، وشكل الأرغفة أو الفطائر المخبوزة، مع إضافة بعض المواد إلى العجين مثل العسل والدهن والزبد والفاكهة، وكان يصنع الخبز والفطير من دقيق القمح أو الشعير أو الذرة الرفيعة، وقد عرف المصرى القديم القيمة الغذائية المهمة جداً لحبة القمح الكاملة بما فيها من "الردة" الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات وخاصة فيتامين "هـ" الذى يقوى جهاز المناعة ويقاوم الأمراض والشيخوخة .
التمر .. غذاء بناة الأهرام
أما "النخيل" فهو من أهم الأشجار التى عرفها الإنسان المصرى القديم واهتم بزراعتها، بل ويعتبر "النخيل" من أقدم ما زرع فى مصر، وأعتبر "البلح" غذاءً طيباً لعامة الشعب، حتى أن كلمة "أمهات" التى نستعملها الآن بمعنى "بلح رطب " ترجع إلى الكلمة المصرية القديمة "أمت"، كما وجدت كميات لا حصر لها من البلح والعجوة فى مقابر كثير من قدماء المصريين ، وقد أقبل المصرى القديم على تناول البلح فى وقت الأزمات أو الكوارث طازجاً أم مجففاً، كما صنع منه عجوة واستعملها فى حشو بعض أنواع الكعك.
ويعتبر "التمر" منجما غذائيا لاحتوائه على العديد من المعادن والسكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات، حيث يتميز بأن الكثير من عناصره الغذائية لا تحتاج إلى الهضم، فالسكريات الموجودة به تمد الجسم بالقوة والمناعة والطاقة الحرارية فى وقت قصير مقارنة "باللحوم" مثلا والتى تحتاج إلى وقت أكثر لإمداد الجسم بالطاقة، كما يتميز التمر باحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الأمينية اللازمة لبناء خلايا الجسم وإصلاح ماتلف منها وتكوين أجسام مضادة للميكروبات .
والتمر غنى بالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفوسفور والزنك والنحاس والكبريت وكلها عناصر لازمة لتكوين خلايا الدم وتنشيط الأعصاب ووظائف المخ والقلب، كما يحتوى على فيتامين "ب المركب" الذى يهدىء الأعصاب خاصة بعد الإجهاد، وفيتامين "ج" الذى يزيد من حيوية الجسم ومناعته ضد الأمراض وفيتامين "أ" الذى يساعد على الإبصار فى الليل ويقوى جهاز المناعة ويزيد من الوقاية للجسم من الأمراض..
البقوليات فرعونية الأصل
" نحن أحوج الآن إلي الأغذية الفرعونية " .. هكذا بدأ الدكتور مجدي بدران حديثه عن البقوليات وأهميتها في حياتنا .. حيث تتمثل هذه الأغذية والتى برع المصرى القديم فى زراعتها في " الفول ـ العدس ـ الحمص ـ الترمس ـ البسلة ـ اللوبيا ـ الحلبة ـ … الخ" ..
فالفول هو أحد الأطعمة الشعبية منذ بداية العصر الفرعونى حيث كان يؤكل بعد طهيه بواسطة طمره فى تراب الفرن الساخن، لذا عرف باسم "متمس" ثم حورت الكلمة بعد ذلك إلى "مدمس"، ويشاهد على جدران المقابر رسومات للحاصلات الزراعية التى كانت تقدم للإله آمون ومنها زكائب الفول، كما كان المصريون القدماء يطهون الفول ويسمونه "بيصورو" وهى نفسها "البيصارة" التى نعرفها الآن ويقبل عليها عامة المصريين.
أما "العدس" فقد استخدم بوفرة كغذاء للمصريين القدماء، وكان من أهم الأغذية التى تقدم كطعام لبناة الأهرام من العمال والفنيين وغيرهم ، حيث كان يصرف الملوك الفراعنة للعمال وجبة غذائية متكاملة من العدس والبصل والثوم والتمر وهي توليفة يفطرون بها يوميا ، والمعروف أن 300 جرام من العدس تعادل حوالي 500 جرام من اللحم الأحمر ، ولهذا فهو يشتهر في الأحياء الشعبية البسيطة باسم " لحم الفقراء".
كما أن العدس يؤكل كبديل للحوم حيث يساهم في خفض معدلات الكوليسترول وأمراض القلب والضغط المرتفع ، بالإضافة إلي أنه يحتوي علي نسبة عالية من حمض الفوليك الذي يقلل احتمالات إصابة الجنين بتشوهتا العمود الفقري .
الفول المدمس غذاء فرعوني أصيل
كما استخدم "الحمص" كطعام بعد تمليحه وهو مايعرف الآن باسم "الملانة"، وكذلك الحال مع "الترمس" الذى كان يؤكل بعد نقعه فى الماء وتمليحه وكانت له أهمية كبيرة فى كثير من الأغراض الطبية لفائدته فى علاج الإمساك، ومرضى السكري وغير ذلك..
كما أقبل المصريون القدماء على تناول اللوبيا والبسلة لفوائدهما الغذائية والصحية، لذلك أصبحت "البقول" من الأغذية الرئيسية لقدماء المصريين، حتى أن قوم موسى عليه السلام اشتاقوا إليها بعد خروجهم من مصر كما ورد فى القرآن الكريم.
وأضاف الدكتور مجدي بدران أن المطاعم الراقية والشهيرة فى مختلف دول العالم والدول المتقدمة تقدم الفاصوليا والبسلة واللوبيا الجافة والفول والعدس فى أطباق متنوعة من سلطات وفاتحات شهية ووجبات مطبوخة، وهذا لم يأت من فراغ وإنما لأن كبار علماء الغذاء فى العالم يؤكدون على أن البقول غنية بعناصر غذائية ضرورية جداً لجسم الإنسان ولصحته ولجهازه المناعى مثل الكربوهيدرات والبروتين والألياف الغذائية، ونسبة معقولة من الفوسفور والحديد وفيتامينات "ب1، ب2" ، كما تتميز البقول بمحتواها العالى من معدن البوتاسيوم، فاللوبيا مثلاً تعتبر من أهم البقول الغذائية لأنها تمد الجسم بكميات من البروتين والفيتامينات والمعادن، كما أنها تحتوى على عنصر "السيلينيوم" الذى يمنح الحيوية والنشاط ويقاوم الإجهاد والتعب ويبطئ من ظهور أعراض الشيخوخة ويقاوم الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة..
ترياق الفقراء
أما الثوم فحكايته لا تنتهي .. فالعمال كانوا يضربون عن العمل في حالة عدم تقديم الثوم لهم في الوجبة اليومية ، وكان معدل تناول الثوم يصل إلي 10 حبات يوميا مع بقية مكونات الوجبة .. وتشير النقوش الموجودة على جدران المعابد الفرعونية أن " للثوم" مكانة عظيمة عند المصريين القدماء فهو يزيد من مقاومة الإنسان للأمراض ويقوى الجهاز المناعى ويطيل العمر ، وكانوا يطلقون عليه " ترياق الفقراء" ، حيث كان أجدادنا يصنعون منه قلائد للاطفال للحماية من الأمراض المعدية ، وكان يؤكل مع الفجل ليمنح العمال النشاط والقوة .
الأسماك.. والفراعنة
الأسماك.. كانت دائما غذاء شهيا على موائد المصريين القدماء، وكان مصدرها مياه النيل وفروعه والترع والمصارف القريبة من الحقول، وكان معروفا فى ذلك الوقت الأسماك النيلية مثل البلطى والبورى والبياض والشيلان والقراميط، ويحكى التاريخ وجود أحجار من الجرانيت تمثل رجلين ضخمى الجسم غزيرى شعر الرأس والذقن يسيران جنبا إلى جنب فى خطوة واحدة ويحملان مائدة يتدلى منها نوع فاخر من السمك "البياض"، وتسجل بردية "هاريس" كميات وفيرة من الأسماك من بين ما يوزع من الطعام فى معابد طيبة وأون ومنف، من أنواع مختلفة من البورى والقراميط والشال وهى من الأسماك المتوسطة الحجم، أما السمك البلطى فكان كبير الحجم وكانت سمكة واحدة كبيرة تكفى وحدها لإطعام أسرة بأكملها.
وينصح الأطباء بتناول الأسماك فى وجبة أسبوعية أو وجبتين، لأن الأسماك تحتوى على أحماض دهنية مميزة تساعد فى الوقاية من أمراض القلب والشرايين، ومعروف أن أكلى الأسماك تقل فيهم نسبة الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب، كما ينصح خبراء التغذية بتناول أسماك السردين والتونا والماكريل والسالمون والرنجة والأنشوجة لأنها غنية بالأحماض الدهنية "أوميجا -3" وهى مواد ثبتت فعاليتها فى العلاج والوقاية من أمراض عديدة مثل ارتفاع الكوليسترول الضار وأمراض القلب والشرايين والجلطات القلبية وضغط الدم المرتفع ومضاعفات مرض السكري.
البصل قاهر الموت.. والخس غذاء الملوك
البصل .. قاهر الموت
يعتبر البصل من أقدم أنواع النباتات التي زرعها الإنسان منذ العصور التاريخية القديمة، حيث زُرع واستعمل كغذاء ودواء قبل الميلاد بمئات السنين، وتعددت الروايات التي تحدثت عن تاريخه وموطنه، والثابت منها أنه كان موجوداً في أكثر أراضي قارات العالم، وقد عرفه الفراعنة في مصر وقدسوه وكانوا يحلفون به، وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد على التنفس عندما تعود إليهم الحياة ، وهذا ما حدث عندما تم العثور علي مقبرة رمسيس الثالث ، عندما وجد الخبراء بصلتين في عيون الملك رمسيس ، واحدة كانت موضوعة في تجويف العين والأخرى تحت الإبط الأيسر ، لاعتقادهم أن البصل يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة،
كما كانوا يحرّمون تناول البصل في أيام الأعياد لئلا تسيل دموعهم، فأيام الأعياد للفرح وليس للبكاء ..
ووضع أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول.
أما الخس فهو غذاء الملوك وطعام الحكماء ، لأنه غني بالكالسيوم والفسفور والحديد وبه مواد مانعة للسرطان كما يحتوي علي البيتاكاروتين وحمض الفوليك ، وهو قليل السعرات ، غني بالماء ومضاد للأكسدة ومهديء للأعصاب ومنوم طبيعي ، وكان الرومان عند معاركهم وعند اتخاذ أي قرار يقومون بحرق أوراق الخس ويلتفون حولها لاستنشاقها حتي تهدئ أعصابهم !!!!
الغذاء والمناعة 5×1
شدد الدكتور مجدي بدران في حديثه علي ضرورة توافر خمسة ألوان أساسية في وجبتنا اليومية، تتمثل هذه الألوان في الأحمر كالطماطم علي سبيل المثال ، الأصفر في الجزر، الأخضر في الجرجير أو البروكلي ، الأبيض في البصل أو رأس الفجل أو عيدان الخس ، البنفسجي في الكرنب الأحمر النيء أو البنجر الصيني أو الجزر البنفسجي ، مشيرا إلي الدور الذي تلعبه هذه الأطعمة الطبيعية في تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض التي تصيبه ، حيث تقف كحائط منيع ضد غزو الفيروسات والأوبئة التي قد تصيب جسم الإنسان من فترة لأخري .
كلمات فرعونية نستخدمها حتي الآن
وأشار الدكتور مجدي بدران في سياق حديثه عن أهمية أغذية الفراعنة في حياتنا إلي بعض الكلمات التي مازلنا نستخدمها حتي الآن في لغتنا اليومية ، فمن أوائل الكلمات التى يستعملها الطفل المصرى كلمة "أمبو" والتى تعنى ماء أى أريد أن أشرب ماء ، وعندما تعلم الأم أبنها المشى فتغنى له "تاتا - خطى العتبة" ويعتقد أن هذه الأغنية نشأت عند تعلم الأقباط اللغة العربية لأنها تحتوى على اللغتين القبطية والفرعونية فى أغنية واحدة .
وإذا جرح الطفل أو شعر بالألم فيشير إلى الموضع ويقول "واوا" وعندما تلاعب الأم أبنها تقول له "بخ" أى عفريت أو شيطان أما إذا أرادت الأم تخويف طفلها فتقول له فى الظلام يوجد "بعبع" وهو شيطان كان يستعمله القدماء فى أعمال السحر أسمه "بوبو" ..
وكثيراً ما يبتهج الأطفال بسقوط الأمطار فيتغنون تحتها قائلين : يا نطرة رخى رخى ... " وفى بعض الأماكن الأخرى يقولون : " رخيها رخيها.. خلي البط يعوم فيها" ، فإذا اتسخت ملابس الطفل حذرته أمه من 'السخام' أي النجاسة، وتحذره من مد يده للقذراة وتقول له كلمة "كخ" ..
وعرف المصرى القديم اسم اللحمة بأسم "حات"، والعظم اسمه "بات"، والجزار اسمه "حاتي" والتى ما زالت تطلق حتى اليوم على صانع الكباب والكفتة، ومن يأكل الطعام كله نقول "حتتك بتتك" أي أنه لم يفرق بين اللحم والعظم، وقد نطلق علي هزيل الجسم "حاتا باتا" أي أنه جلد علي عظم.
ألوان طبيعية لصحة أفضل
ولايزال القرويون حين يلعبون الكرة الشراب في الجرن.. يستخدمون مفردات فرعونية مثل "الميس" الذي يصد الكرة ، ويستعملون الأعداد القديمة وأولها "سنو" ، ويصفون الشخص مفتول العضلات بأنه "عنتيل" وأصلها "عنتوري"بمعني قوي ، ويقولون عن ريح الشمال الباردة "طياب" وريح الجنوب الدافئة "مريس" ومنها أغنية : ياهوا يامريس.. نشف لي قميص .
ومن الأمثلة اليومية التى يقولها المصريين : " أخويا هايص وأنا لايص " والليص هو الطين ، ويعني أن أحواله مطينة ، وما زال يستعمل عمال البناء اليوم فى أغانيهم عندما يعملون "هوب ليصا".
ومن الكلمات الشائعة حتي الآن أننا نقول عن أول ضوء النهار أن الفجر "شأشأ" وعندما يتراجع الشخص عن عهوده نصفه بأنه "حمرأ" ، فإذا كان خفيف العقل نقول أن عقلة "تراللي" ..
وعندما تجلس المرأة القروية أمام الفرن فإنها تستخدم " الشاروقة" وهي كلمة فرعونية مكونة من لفظين هما "شي * رقة " ومعناها الحريق ، والشراق اسم نوع من الخشب الدهني الذي يساعد علي الاشتعال ، وهي تستخدم "البشكور" في دفع أرغفة العجين إلي الشاروقة ، ولانزال تستخدم "الماجور" النحاس كوعاء.
ونحن لانزال نقول "بشبش الطوبة اللى تحت دماغه" وهو الطوب بعد صب الماء عليه ليكون لينا، ومن أسماء المكاييل التي لاتزال سائدة الأردب وأصله " أرطبة" و"الويبة" و"التليس" بمعني الزكيبة.
ومن الكلمات التي تستخدم في السب والتحقير كلمة "بقف" وهو جلد النعجة، ونصف الشخص التافه بأنه "مهياص" وهي مكونة من لفظين: "مه" بمعني يملأ و"يص" بمعني التسرع والشطط، وقد تقول الفتاة لصديقتها علي سبيل المداعبة "جاتك أوا" ، وهو الوجع ..
ونقول عن الطماع أنه "يكوش"، أي يستولي علي كل شيء.. وحين يصرخ الرجل مستنجدا يقول "جاي" بمعني إلحقوني.
ولانزال نصف اليوم الحار بأنه "صهد" فإذا اشتد الحر قلنا "نقره الشمس"، وأصلها "نج" بمعني شديد و"ره" أي " رع إله الشمس ".
ونقول عن المرأة المشغولة عن ضيوفها بأنها "مطهومة" فإذا بالغت في تكريم ضيوفها قدمت لهم "كاني" و"ماني" أي السمن والعسل، أما دكان "الزلباني" فهو صانع الفطير .