سعود الظاهري
:: إداري سابق ومؤسس ::
كربـــــــــــــــــلاء:
مدينة تقع جنوبي العراق ، وهي عاصمة محافظة كربلاء وإحدى المدن المهمة للمسلمين من اتباع المذهب الشيعي حيث يوجد بها ضريح الإمام الحسين بن علي (ع) ويقصدها آلاف من الزوار المسلمين الشيعة من العراق وأقطار إسلامية أخرى خاصة إيران وأفغانستان وباكستان . تعتبر كربلاء سادسة كبريات مدن العراق فقد بلغ عدد سكانها 100,000 نسمة في إحصاء عام 1977م وزاد إلى اكثر 237,000 نسمة حسب إحصاء 1991م ووصل إلى اكثر من ربع مليون نسمة عام 1993م ، ويشكل هذا العدد حوالي 1,8 من جملة عدد سكان العراق وتشتهر كربلاء إلى جانب أهميتها الدينية بوجود أهم مصانع تعليب الخضروات في العراق .. وحدثت في كربلاء موقعة كربلاء والتي كانت في العاشر من المحرم سنة 61هـ الموافق أكتوبر 680م ووقعت بين جند والي الكوفة من قبل الدولة الأموية والإمام الحسين بن على بن أبى طالب (ع) وجماعة من شيعته وأهل بيته ، بالقرب من مدينة الكوفة العراقية وكان من أسبابها" أن معاوية بن أبي سفيان كان قد عهد إلى ابنه يزيد بالخلافة ،بعد أن استشار في ذلك وفود الأمصار، فبايعه الناس،ولم يتخلف عن البيعة إلا نفر قليل من أهل المدينة ومنهم الحسين بن علي ..." الذي استجاب لطلب شيعته بالعراق بان يأتيهم ، وسار إليهم في نحو الثمانين من أهل بيته وخاصته . والتقت به قوات عبيد الله بن زياد والي يزيد على الكوفة التي لم تقبل منه غير السيف فدارات الحرب فاستشهد الحسين ومن معه ، ما عدا النساء وزين العابدين بن الحسين، تركت هذه الواقعة أثرها في نفوس الشيعة إلى يومنا هذا وأذكت روح العداء ضد الأمويين ، وساعدت في القضاء على دولتهم على أيدي العباسيين ومناصريهم
مراسلة الكوفيين الحسين بن علي:
لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية ،وامتناع الحسين عن البيعة ، "اجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي فلما تكاملوا في منزله قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وعلى أهل بيته ، ثم ذكر أمير المؤمنين على بن أبى طالب فترحم عليه وذكر مناقبه الشريفة ثم قال : يا معشر الشيعة ! أنكم قد علمتم أن معاوية قد صار إلى ربه وقدم على عمله وسيجزيه الله تبارك وتعالى بما قدم من خير أو شر وقد قعد في موضعه ابنه يزيد
– زاده الله جزيا – وهذا الحسين بن على قد خالفه وصار إلى مكة خائفا من طواغيت آل أبى سفيان وانتم شيعته وشيعة أبيه من قبله وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم ، فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه ، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغزوا الرجل من نفسه . فقال القوم بل ننصره ونقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه حتى ينال حاجته فاخذ عليهم سليمان بن صرد بذلك ميثاقا وعهدا انهم لا يغدرون ولا ينكثون . ثم قال : اكتبوا إليه الآن كتابا من جماعتكم أنكم له كما ذكرتم وسلوه القدوم عليكم . قالوا : أفلا تكفينا أنت الكتاب إليه ؟ قال : بل يكتب جماعتكم . قال : فكتب القوم إلى الإمام الحسين بن على ( ع)" .
فكتبوا إليه:"بسم الله الرحمن الرحيم،سلام عليك،فإننا نحمد إليك الله الذي لا اله إلا هو.أما بعد،فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد،الذي انتزى على هذه الأمة ،فابتزها أمرها، وغصبها فيئها،وتأمر عليها بغير رضا منها،ثم قتل خيارها،واستبقى شرارها،وانه ليس علينا إمام،فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير على الإمارة ،لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد،ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إنشاء الله تعالى.والسلام عليك ورحمة الله وبركاته"
ذكر كتاب الإمام الحسين بن على إلى أهل الكوفة:
فكتب لهم الحسين عند اجتماع الكتب عنده:"بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن على إلى الملأ من المؤمنين سلام عليكم أما بعد فان هانئ وسعيد بن عبد الله قدما علي بكتبكم فكانا أخر من قدم علي من عندكم ، وقد فهمت الذي قد قصصتم وذكرتم ولست اقصر عما أجبتم وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل بن أبى طالب رضي الله عنه وقد أمرته أن يكتب إلي بحالكم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم وهو متجه إلى ما قبلكم إن شاء الله تعالى والسلام ولا قوة إلا بالله فان كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فقوموا مع ابن عمي وبايعوه وانصروه ولا تخذلوه فلعمري ! ليس الإمام العادل بالكتاب والعادل بالقسط كالذي يحكم بغير الحق ولا يهدي ولا يهتدي جمعنا الله وإياكم على الهدى والزمنا وإياكمكلمة التقوى انه لطيف لما يشاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.قال: ثم طوى الكتاب وختمه ودعا مسلم بن عقيل رحمه الله فدفع إليه الكتاب وقال له : إني موجهك إلى أهل الكوفة وهذه كتبهم إلي وسيقضى الله من أمرك ما يحب ويرضى وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء فامض على بركة الله حتى تدخل الكوفة فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها وادع الناس إلى طاعتي واخذلهم عن آل أبى سفيان فان رأيت الناس مجتمعين على بيعتي فعجل لي بالخير حتى اعمل على حسب ذلك . إن شاء الله تعالى ثم عانقه وودعه وبكيا جميعا .
فخرج مسلم من مكة في النصف من شهر رمضان حتى قدم الكوفة، فنزل على رجل يقال له عوسجه مستترا، فلما ذاع خبر قدومه ،بايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألف رجل من الكوفة وقيل ثمانية عشر ألف ،فكتب بالخبر الى الحسين,وسأله القدوم اليه .
مسير الحسين إلى الكوفة:
قيل: لما أراد الحسين المسير إلى الكوفة بكتب أهل العراق إليه أتاه عمر ابن عبد الرحمن بن الحارث وهو بمكة فقال له: إني أتيتك لحاجة أريد ذكرها نصيحة لك فان كنت ترى انك مستنصحي قلتها وأديت ما علي من الحق فيها وان ظننت انك لا مستنصحي كففت عن ما أريد . فقال له: فو الله ما أستغشك وما أظنك بشيء من الهوى.قال له: قد بلغني انك تريد العراق وإني مشفق عليك، انك تأتى بلدا فيه عماله وأمراؤه ومعهم بيوت الأموال وإنما الناس عبيد الدنيا والدرهم فلا أمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره ومن أنت أحب إليه ممن يقاتلك معه . فقال الحسين: جزاك الله خيرا يا ابن عم ، فقد علمت انك مشيت بنصح وتكلمت بعقل ، ومها يقض من أمر يكن أخذت برأيك أو تركته فأنت عندي احمد مشير وانصح ناصح . قال: واتاه عبد الله بن عباس فقال له : ارجف الناس انك سائر إلى العراق فبين لي ما أنت صانع ؟ فقال له: قد أجمعت السير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى فقال له ابن عباس : فإني أعيذك بالله من ذلك خبرني رحمك الله أتسير إلى قوم قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوهم ؟ فان كانوا فعلوا ذلك فسر إليهم ، وان كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب ولا أمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك ويخذلوك ويستنفروا إليك فيكونوا اشد الناس عليك ، فقال الحسين : فإني استخير الله وانظر إلى ما يكون. فخرج ابن عباس من عنده واتاه ابن الزبير فحدثه ساعة قال ما أدرى ما تركنا هؤلاء القوم وكفنا عنهم ونحن أبناء المهاجرين وولاة هذا الأمر دونهم فقال الحسين والله لقد حدثت نفسي بإتيان الكوفة ولقد كتب إلي شيعتي بها وأشراف أهلها واستخير الله فقال ابن الزبير أما لو كان لي فيها مثل شيعتك ما عدلت بها ثم قال: انه خشي أن يتهمه فقال أما انك لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر هاهنا ما خولف عليك إن شاء الله.