الوطن موال اخضر
¬°•| عضو مميز |•°¬
وفاء البلوش (1 - 4)
بقلم :عمار السنجري
قرأت في الحقيقة بعض الإشارات والروايات المتناقلة عن وفاء البلوش، واشتهارهم بالبأس والشجاعة التي عرفوا بها متناثرة في كتب التاريخ وبعض كتب الرحلات التي دونها العديد من المستكشفين والرحالة الأجانب، سواء الذين جاب منهم أنحاء الجزيرة العربية والخليج.
وخاصة مناطق متفرقة من سلطنة عمان، أو الذين جابوا مناطق جنوب إيران، أتمنى أن تجمع ذات يوم في كتاب، ولعل من أجمل ما قرأت هو ما دونه الرحالة والمفكر المسلم محمد أسد، وهو المستشرق والصحفي النمساوي ليوبولد فايس، وقد دون هذه الحكاية - التجربة التي حدثت معه إبان رحلة قام بها في مناطق جنوب إيران منطلقا من مدينة ( بم ) سنة 1925 م.
يعتبر كتاب «الطريق إلى مكة» The Road to Mecca الذي دون فيه تفاصيل تلك الرحلة هو درة أعمال المستشرق والرحالة النمساوي المبدع ليوبولد فايس أو محمد أسد كما سيعرف فيما بعد. فعندما صدر هذا الكتاب الدرة عام 1954م احتفلت به الأوساط الأدبية والنقدية في الغرب وكتبت عنه جريدة «التايمز» البريطانية في ملحقها الأدبي تقول: «يحكي لنا التاريخ عن كثير من الأوروبيين الذين تحولوا إلى الإسلام ومنهم من ارتقى أرفع المناصب والسلطة في البلاد التي هاجروا إليها..
لكن قلما تجد واحدا من هؤلاء المتحولين وقد عكف على رصد مراحل هذا التحول خطوة من بعد خطوة.. بل واستطاع ـ وهذا هو الأهم ـ أن يفعل ذلك بقدر عظيم من جزالة المعنى وجمال الإبداع». وفي نيويورك حيث نشر، رحبت به صحف مرموقة هنالك مثل The New York Herald Tribune Book Review وصحيفة The New York Times ووصفته صحيفة «كرستيان ساينس مونيتور» الأميركية قائلة: »إن هذا الكتاب لينفذ إلى أعماق الحياة العربية والإسلامية؛ مما يعين على فهم أدق للعرب وللأرض التي يعيشون فيها«.
وبعد عقود تقول عنه الكاتبة الروائية إيمانويل هدلاند: «إن هذا الكتاب سرعان ما يحملني على جناح المودة نحو العالم الإسلامي». ومن جهة أخرى فقد قيل إن محمد أسد في كتاب الطريق إلى مكة لا يعدو أن يكون صحفيًا، يسجل الأحداث الآنية التي سرعان ما تصير قديمة لا تستحق القراءة. وقيل إن كتابًا بقلم صحفي لابد أن يتسم بالسطحية، وما من رد على هذه الآراء سوى الدعوة إلى قراءة الكتاب ذاته؛ فإنه خير مجادل عن صاحبه.
وبسبب تأثير الكتاب فيمن يقرؤه، فإن الهجوم عليه لا يتوقف. ولعل من حسن حظنا كقراء عرب ان مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية قد أصدرت الطبعة الكاملة ( 1425 هجرية ) لهذا السفر الجميل وبطبعة غاية في الأناقة مع الصور التاريخية التي وردت في النسخة الأصلية، كما تمت إضافة مجموعة من الصور من تصوير المؤلف أخذت من مجموعة السيدة بولا أسد من الأرشيف الوطني للصور التاريخية بمكتبة الملك فهد الوطنية.
وهي طبعة منقحة ومزيدة، تتميز ترجمة هذا الكتاب الذي ترجم عن طبعة SIMON AND SCHUSTER الصادرة عام 1954 م، بأنها استكمال لأجزاء ناقصة في الأعمال المترجمة سابقا (وأهمها طبعة وترجمة دار العلم للملايين ببيروت التي حذفت أجزاء من الكتاب منها فصل كامل بعنوان: رسالة فارسية، ارتأى ناشر الطبعة اللبنانية.
ربما أنها لا تمت للموضوع بصلة حيث العنوان هو الطريق إلى مكة - نشر بعنوان آخر هو الطريق إلى الإسلام - لذلك اقتصرت الترجمة الأولى التي قام بها عفيف البعلبكي على المقدمة والرحلات التي قام بها المؤلف داخل حدود الجزيرة العربية وفي هذا الفصل الذي ترجم وورد في طبعة مكتبة الملك عبدالعزيز تجربة المؤلف مع مجموعة من رفاقه وأدلائه من البلوش الأوفياء خلال أسفاره في مناطق جنوب إيران. وللحديث صلة.
بقلم :عمار السنجري
قرأت في الحقيقة بعض الإشارات والروايات المتناقلة عن وفاء البلوش، واشتهارهم بالبأس والشجاعة التي عرفوا بها متناثرة في كتب التاريخ وبعض كتب الرحلات التي دونها العديد من المستكشفين والرحالة الأجانب، سواء الذين جاب منهم أنحاء الجزيرة العربية والخليج.
وخاصة مناطق متفرقة من سلطنة عمان، أو الذين جابوا مناطق جنوب إيران، أتمنى أن تجمع ذات يوم في كتاب، ولعل من أجمل ما قرأت هو ما دونه الرحالة والمفكر المسلم محمد أسد، وهو المستشرق والصحفي النمساوي ليوبولد فايس، وقد دون هذه الحكاية - التجربة التي حدثت معه إبان رحلة قام بها في مناطق جنوب إيران منطلقا من مدينة ( بم ) سنة 1925 م.
يعتبر كتاب «الطريق إلى مكة» The Road to Mecca الذي دون فيه تفاصيل تلك الرحلة هو درة أعمال المستشرق والرحالة النمساوي المبدع ليوبولد فايس أو محمد أسد كما سيعرف فيما بعد. فعندما صدر هذا الكتاب الدرة عام 1954م احتفلت به الأوساط الأدبية والنقدية في الغرب وكتبت عنه جريدة «التايمز» البريطانية في ملحقها الأدبي تقول: «يحكي لنا التاريخ عن كثير من الأوروبيين الذين تحولوا إلى الإسلام ومنهم من ارتقى أرفع المناصب والسلطة في البلاد التي هاجروا إليها..
لكن قلما تجد واحدا من هؤلاء المتحولين وقد عكف على رصد مراحل هذا التحول خطوة من بعد خطوة.. بل واستطاع ـ وهذا هو الأهم ـ أن يفعل ذلك بقدر عظيم من جزالة المعنى وجمال الإبداع». وفي نيويورك حيث نشر، رحبت به صحف مرموقة هنالك مثل The New York Herald Tribune Book Review وصحيفة The New York Times ووصفته صحيفة «كرستيان ساينس مونيتور» الأميركية قائلة: »إن هذا الكتاب لينفذ إلى أعماق الحياة العربية والإسلامية؛ مما يعين على فهم أدق للعرب وللأرض التي يعيشون فيها«.
وبعد عقود تقول عنه الكاتبة الروائية إيمانويل هدلاند: «إن هذا الكتاب سرعان ما يحملني على جناح المودة نحو العالم الإسلامي». ومن جهة أخرى فقد قيل إن محمد أسد في كتاب الطريق إلى مكة لا يعدو أن يكون صحفيًا، يسجل الأحداث الآنية التي سرعان ما تصير قديمة لا تستحق القراءة. وقيل إن كتابًا بقلم صحفي لابد أن يتسم بالسطحية، وما من رد على هذه الآراء سوى الدعوة إلى قراءة الكتاب ذاته؛ فإنه خير مجادل عن صاحبه.
وبسبب تأثير الكتاب فيمن يقرؤه، فإن الهجوم عليه لا يتوقف. ولعل من حسن حظنا كقراء عرب ان مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية قد أصدرت الطبعة الكاملة ( 1425 هجرية ) لهذا السفر الجميل وبطبعة غاية في الأناقة مع الصور التاريخية التي وردت في النسخة الأصلية، كما تمت إضافة مجموعة من الصور من تصوير المؤلف أخذت من مجموعة السيدة بولا أسد من الأرشيف الوطني للصور التاريخية بمكتبة الملك فهد الوطنية.
وهي طبعة منقحة ومزيدة، تتميز ترجمة هذا الكتاب الذي ترجم عن طبعة SIMON AND SCHUSTER الصادرة عام 1954 م، بأنها استكمال لأجزاء ناقصة في الأعمال المترجمة سابقا (وأهمها طبعة وترجمة دار العلم للملايين ببيروت التي حذفت أجزاء من الكتاب منها فصل كامل بعنوان: رسالة فارسية، ارتأى ناشر الطبعة اللبنانية.
ربما أنها لا تمت للموضوع بصلة حيث العنوان هو الطريق إلى مكة - نشر بعنوان آخر هو الطريق إلى الإسلام - لذلك اقتصرت الترجمة الأولى التي قام بها عفيف البعلبكي على المقدمة والرحلات التي قام بها المؤلف داخل حدود الجزيرة العربية وفي هذا الفصل الذي ترجم وورد في طبعة مكتبة الملك عبدالعزيز تجربة المؤلف مع مجموعة من رفاقه وأدلائه من البلوش الأوفياء خلال أسفاره في مناطق جنوب إيران. وللحديث صلة.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: