strong man
¬°•| عضو مميز |•°¬
( أقوال العلماء في عدم فناء النار))
atch_sante:atch_sante:atch_sante:atch_sante:
--------------------------------------------------------------------------------
((أقوال العلماء في عدم فناء النار))
(قول الإمام أحمد رحمه الله)
قال الإمام أحمد رحمه الله في رواية أحمد بن جعفر الاصطخرى( ) :
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
فذكر قولهم إلى أن قال : وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما لا يفنيان ولا يغنى ما فيها أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه) وبنحو هذا من متشابه القرآن.
قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال:خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل.أهـ المقصود من(طبقات الحنابلة) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى ج 1 ص24.
وقال أيضا في كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة)ص147.
قال بعد أن ذكر الأدلة على بقاء الجنة ودوام أهلها فيها رادا بذلك على الجهمية بقولهم في فناء الجنة والنار وغيرهما قال: وقد ذكر الله أهل النار فقال: ( لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها).
وقال: (أولئك ينسوا من رحمتي ). وقال: ( لا ينالهم الله برحمة ).
وقال: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون).
وقال] سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص ).
وقال : (خالدين فيها أولئك هم شر البرية ).
وقال : (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ).
وقال : ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ).
وقال : ( إنها عليهم مؤصدة)ومثله في القرآن كثير. أهـ كلامه.
((قول الامام الطحاوي رحمه الله ))
.قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله تعالى في (العقيدة الطحاوية): والجنة والنار ومخلوقتان لا تفنيان آبدا ولا تبيدا أن...الخ
((قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى))
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه عن حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سبعة لا تموت ولا تغفي ولا تذوق الغناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟.
فأجاب رحمه الله تعالى : هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات مالا يعدم ولا يغنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بغناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها.. الخ ص 307 ج{18}.
((قول ابن حزم رحمه الله تعالى))
قال ابن حزم رحمه الله في (الفصل في الملل والنحل ) : اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا جهم بن صفوان.
وقال رحمه الله في كتابه ( مراتب الإجماع ) : باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالقه بإجماع. ثم ذكر عدة مسائل ثم قال: وأن النار حق وأنها دار عذاب أبدا لا تفنى ولا يغنى أهلها أبدا بلا نهاية .
ولم يتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية في تعليقه على هذا الكتاب كما تعقبه على غيرها من المسائل وقال المعلق على هذا الكتاب : فدعوى فناء أحديهما بعد دخول أهلها فيها كفر بإجماع ( ) أهـ.
فابن حزم نص على أن النار لا تغنى بالإجماع وكذلك سيأتي أن شاء الله نقل الإجماع عن غيره من العلماء والله الموفق.
((قول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى))
قال القرطبي رحمه الله تعالى في كتابه ( التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة( ):
أجمع أهل السنة على أن أهل النار مخلدون فيها غير خارجين منها كإبليس وفرعون وهامان وقارون وكل من كفر وتكبر وطغى فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي. وقد وعدهم الله عذابا أليما فقال عز وجل : (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ).
وأجمع أهل السنة أيضا على أنه لا يبقى فيها ولا يخلد إلا كافر جاحد فاعلم.
وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر من الكتاب ( ) : لما ساق الأحاديث بنحو ما تقدم من سياقنا ( هذه الأحاديث مع صحتها نص في خلود أهل الدارين فيها لا إلى غاية ولا إلى أمد .مقيمين على الدوام والسرمد من غير موت ولا حياة ولا راحة ولا نجاة بل كما قال في كتابه الكريم وأوضع فيه عن عذاب الكافرين] والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها.. إلى قوله :من نصير ) الآية وقال (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) وقال: (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد .كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) وقد تقدمت هذه المعاني كلها فمن قال أنهم يخرجون منها وأن النار تبقى خالية بجملتها خاوية على عروشها وأنها تغنى وتزول فهو خارج عن مقتض المعقول ومخالف لما جاء به الرسول وما أجمع عليه أهل السنة والأئمة العدول ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) وإنما تخلى جهنم وهى الطبقة العليا التي فيها العصاة من أهل التوحيد. أهـ المقصود من كلامه رحمه الله.
قول الامام محممد بن عبد الوهاب رحمه الله
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
تعالى في عقيدته التي سأله أهل القصيم عنها قال في أولها : أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة ثم قال: وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لا يفنيان.
((قول العلامة صديق خان رحمه الله))
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه (يقطة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار).
باب (في أن النار لا تفنى ثم ساق الأحاديث في أبدية النار ثم قال : وثبت بما ذكر من الآيات الصريحة والأخبار الصيحة خلود أهل الدارين خلودا مؤبدا كل بما هو فيه من نعيم وعذاب أليم وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة ودليل ذلك من الكتاب والسنة وزعمت الجهمية أن الجنة والنار تفنيان قال هذا جهم بن صفوان إمام المعطلة وليس له في ذلك سلف قط لا من الصحابة ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الدين ولا قال به أحد من أهل السنة .نعم حكى بعض العلماء في أبدية النار قولين وحاصل ذلك كله سبعة أقوال فساقها ( توفيق الفريقين على خلود أهل الدارين ) وفي الباب رسالة ( ) للسيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير. ورسالة للقاضي العلامة المجتهد محمد بن علي الشوكاني حاصلهما بقاء الجنة والنار وخلود أهلهما فيهما وهو الحق الذي دلت عليه أدلة الكتاب والسنة وإجماع الأئمة والأمة والله أعلم أهـ كلامه.
وقال رحمه الله في كتابه (قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر) .
والجنة والنار مخلوقتان اليوم باقيتان ولا يغنى أهلها لقوله تعالى في حق الفريقين (خالدين فيه أبدا ) الآية فمن أراد الوقوف عليه فليراجعه ص137 وص 138.
((قول الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى))
قال الإمام العلامة محمد الأمين بن محمد رحمه الله تعالى في كتابه (معارج الصعود إلى تفسير سورة هود) الذي كتبه تلميذه عنه عبد الله بن أحمد قادري قال: الجواب الحق أن أهل النار الكفرة خالدون فيها خلود الانقطاع له البتة والاستثناء بالمشيئة كما صرح به في أهل النار صرح به كذلك في أهل الجنة( ) مع أنه لا يقول أحد ممن يقول بانقطاع النار بانقطاع الجنة كما قال تعالى هنا في سورة هود ? خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ?.
وهذه المشيئة مجملة لم نعرف ما أخرجته والأدلة المنفصلة وضحت أن المشيئة اقتضت الخلود الأبدي كما قال تعالى في أهل الجنة ? إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ?( ) ... وقال تعالى ? مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ? ( ) وقال تعالى: ? إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 74 لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ?( ).. وقال تعالى: ? وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ?( ).. وقال تعالى: ? خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ?( ).. وقال تعالى: ? مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ?( ).
والفعل بعد (كلما) يتكرر بتكررها فمن ادعى خبوة للنار نهائية تفنى بها ليس بعده سعير يرد عليه بهذه الآية.
ولو قيل للعبد: كلما جاء أحدهم أكرمه الله لزمه ذلك ولا حق له أن يعتذر بأنه لم يفهم التكرار.
وقد زعم ابن القيم رحمه الله أن النار تفنى( ) عندما ناقش الأدلة في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) وأيد رأيه بأن الله تعالى لا يخلف الميعاد بخلاف الوعيد فإنه لم يأت ما يدل على أنه لا يخلفه وخلف الوعيد من الصفات المحمودة كما قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وكان ابن القيم في أثناء كلامه يتحدى من يقول: إن الله أخبر أنه لا يخلف وعيده وما قاله مردود من وجوه.
الوجه الأول:
أنا لو تمسكنا بما ذكر لجاز أن يقال: لا يدخل النار كافر لجواز إخلاف الإيعاد وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص وما فهمه العلماء.
الثاني:
إننا لا نسلم أنه ليس في كتاب الله ما يدل على أنه لا يخلف وعيده بالنسبة للكفار بل صرحت الأدلة بلزومه كما قال تعالى: ? قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ?( ) فقد صرح أنه لا يبدل قوله وذلك هو وعيده كما هو ظاهر.
وقال تعالى: ? كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ?( ) أي ثبت ووجب والفاء للتعليل فكل مكذب لا بد أن يحق عليه ذلك وقال تعالى: ? إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ?( ) والوعيد الذي يجوز إخلافه هو وعيد عصاة المؤمنين المذنبين.. كما قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ? أهـ المقصود منه.
((قول الإمام الصابوني رحمه الله))
قال الصابوني رحمه الله المتوفى سنة (449) في عقيدة السلف وأصحاب الحديث. قال بعد كلام سبق (أما الكفار فإنهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها أبداً ولا يترك الله فيها من عصاة أهل الإيمان أحداً).
وقال (ويشهد أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما باقيتان لا يفنيان أبداً وأن أهل الجنة لا يخرجون منها أبداً وكذلك أهل النار الذين هم أهلها خلقوا لها لا يخرجون أبدا. وأن المنادي ينادي يومئذ يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهـ ص123 من الجزء الأول من مجموعة الرسائل المنيرية.
((قول الإمام الآجري رحمه الله))
قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة رحمه الله تعالى قال: (كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم أهل الجنة لا ينقطع عن أهلها أبداً وأن عذاب النار لا ينقطع عن أهلها الكفار أبداً ثم ساق الآيات والأحاديث في ذلك بمثل ما تقدم فراجعه إن شئت ص387 ثم قال ص398 (باب ذكر الإيمان بأن أهل الجنة خالدون فيها أبداً وأن أهل النار من الكفار والمنافقين خالدون فيها أبدا) ثم ساق الآيات والأحاديث.
((قول العلامة الآلوسي رحمه الله))
قال نعمان خير الدين الآلوسي في جلاء العينين كلاماً إليك أيها القارئ نصه (نقل الوالد قدس الله روحه في تفسيره عن الفهامة ابن الجوزي أنه ضعف بعض الآثار الواردة في ذلك كخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص ((يأتي على جهنم يوم ما فيها من ابن آدم أحد تصفق أبوابها كأنها أبوبا الموحدين)) وأول البعض أيضاً بعضها قال: وأن تعلم أن خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون ولا عبرة بالمخالف والقواطع أكثر من أن تحصى ولا يقاوم واحد واحداً منها كثير من هذه الأخبار) أهـ المقصود.
((قول الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله))
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد ج{2} ص279.
فصل فيما ورد في الجنة والنار:
والنار والجنة حق وهما
موجودتان لا فناء لهما
أي ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار والبحث فيه ينحصر في ثلاثة أمور:
البحث الأول: كونهما حقا لا ريب فيهما ولا شك وأن النار دار أعداء الله والجنة دار أوليائه إلخ.
البحث الثاني: اعتقاد وجودهما الآن ثم ذكر الآيات والأحاديث ثم قال.
البحث الثالث: في دوامهما وبقائهما بإبقاء الله لهما وأنهما لا تفنيان أبداً ولا يفني من فيهما ثم ساق الآيات، أن النار لا تفنى ثم قال فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها وأنهم خالدون فيها أبدا الآبدين ودهر الداهرين لا فكاك لهم منها ولا خلاص ولات حين مناص. فأخبر تعالى عن أبديتهم فيها بقوله ?خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا?. ونفى تعالى خروجهم منها بقوله تعالى ? وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ?. انقطاعها عنهم بقوله عز وجل ? ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى ?. وقوله
? كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ? ثم ساق الأحاديث في أن النار لا تفنى ثم قال (نعم جاءت الأحاديث الصريحة بإخراج عصاة الموحدين الذين تمسهم النار بقدر جنايتهم وأنهم يخرجون منها برحمة الله تعالى ثم بشفاعة الشافعين كما سيأتي إن شاء الله قريباً وأن هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم.
وجاء فيها آثار أن هذه الطبقة تفنى بعدهم إذا أخرجوا منها وأدخلوا الجنة وأنها ليأتين عليها يوم وهي تصفق في أبوابها ليس بها أحد وعلى ذلك حمل جمهور المفسرين الاستثناء في وقله تعالى: ? إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ? الآية وعلى ذلك يحمل ما ورد من آثار الصحابة وما أحسن ما قاله ابن القيم في كتابه (الوابل الصيب) ثم ساق وقد قدمناه في أول الكتاب فليرجع عليه.
((قول العلامة محمد العثيمين رحمه الله ))
قال الشيخ محمد في شرحه لزاد المستنقع على قول المؤلف (ويستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر) قال بعد كلام سبق البحث فيها من وجوه:
الوجه الأول:
هل هي موجودة الآن أو ليست موجودة ؟ ثم ذكر الجواب ثم قال: الوجه الثاني: هل هي مؤبدة أو مؤمدة يعنى هل تفنى أو هي دائمة آبد الآبدين؟ والجواب الثاني هو المتعين قطعا أنها مؤبدة ولا يكاد يعرف عند السلف سوى هذا القول ولهذا جعله العلماء من عقائدهم بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبدة ابد ا الآبدين وهذا أمر لاشك فيه لأن الله تعالى ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من القرآن في سورة النساء في قوله تعالى: (أن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا).
الثالث: في سورة الجن? وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا? ولو ذكر الله عز وجل التأبيد في موضع واحد لكفى فكيف وهو قد ذكره في ثلاثة مواضع ومن العجب أم فئة قليلة من العلماء ذهبوا إلى أنها تغنى بنا على علل عليلة لمخالفتهما لمقتضى الكتاب والسنة وحرفوا من أجلها الكتاب والسنة فقالوا: أن خالدين فيها أبدا ما دامت موجودة فكيف هذا؟؟
إذا كانوا خالدين فيها أبدا لزم أن تكون هي مؤبدة(( فيها)) هم كائنون فيها وإذا كان الإنسان مؤبدا تخليده لزم أن يكون مكان الخلود مؤبدا لأنه لو فني مكان الخلق وما صح تأبيد الخلود والآية واضحة جدا.
والتعليلات الباردة المخالفة للنص مردودة على صاحبها وهذا الخلاف الذي ذكر عن فئة قليلة من أهل العلم خلاف مطرح لأنه مخالف للنص الصريح الذي يجب على كل مؤمن أن يعتقده ومن خالفه لشبهة قامت عنده فيعذر عند الله لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة عرف أنها مؤبدة والحكمة تقتضي ذلك ( ) لأن هذا الكافر أفنى عمره في محاربة الله عز وجل ومعصية الله والكفر به وتكذيب رسله كل عمره مع أنه جاءه النذير وأعذر وبين له الحق ودعي إليه وقوتل عليه وأصر على الكفر والباطل فكيف نقول أن هذا لا يؤبد عذابه الآيات في هذا صريحة أ هـ.
وهذا القدر يكفي من نقل أقوال العلماء وطالب الحق يكفيه عشر ذلك فالمسألة واضحة لا لبس فيها وعلى هذا إجماع أهل العلم ولم يخالف أحد أن يأتي بشيء صريح عنهما بالقول بغناء النار فلذي نعتقده وندين الله به أنهما لا يريان ذلك لمخالفته مقتضى العقول وصريح المنقول والله الموفق.
منقول بتصرف
atch_sante:atch_sante:atch_sante:atch_sante:
--------------------------------------------------------------------------------
((أقوال العلماء في عدم فناء النار))
(قول الإمام أحمد رحمه الله)
قال الإمام أحمد رحمه الله في رواية أحمد بن جعفر الاصطخرى( ) :
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
فذكر قولهم إلى أن قال : وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما لا يفنيان ولا يغنى ما فيها أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه) وبنحو هذا من متشابه القرآن.
قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال:خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل.أهـ المقصود من(طبقات الحنابلة) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى ج 1 ص24.
وقال أيضا في كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة)ص147.
قال بعد أن ذكر الأدلة على بقاء الجنة ودوام أهلها فيها رادا بذلك على الجهمية بقولهم في فناء الجنة والنار وغيرهما قال: وقد ذكر الله أهل النار فقال: ( لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها).
وقال: (أولئك ينسوا من رحمتي ). وقال: ( لا ينالهم الله برحمة ).
وقال: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون).
وقال] سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص ).
وقال : (خالدين فيها أولئك هم شر البرية ).
وقال : (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ).
وقال : ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ).
وقال : ( إنها عليهم مؤصدة)ومثله في القرآن كثير. أهـ كلامه.
((قول الامام الطحاوي رحمه الله ))
.قال الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله تعالى في (العقيدة الطحاوية): والجنة والنار ومخلوقتان لا تفنيان آبدا ولا تبيدا أن...الخ
((قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى))
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه عن حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سبعة لا تموت ولا تغفي ولا تذوق الغناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟.
فأجاب رحمه الله تعالى : هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات مالا يعدم ولا يغنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بغناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها.. الخ ص 307 ج{18}.
((قول ابن حزم رحمه الله تعالى))
قال ابن حزم رحمه الله في (الفصل في الملل والنحل ) : اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا جهم بن صفوان.
وقال رحمه الله في كتابه ( مراتب الإجماع ) : باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالقه بإجماع. ثم ذكر عدة مسائل ثم قال: وأن النار حق وأنها دار عذاب أبدا لا تفنى ولا يغنى أهلها أبدا بلا نهاية .
ولم يتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية في تعليقه على هذا الكتاب كما تعقبه على غيرها من المسائل وقال المعلق على هذا الكتاب : فدعوى فناء أحديهما بعد دخول أهلها فيها كفر بإجماع ( ) أهـ.
فابن حزم نص على أن النار لا تغنى بالإجماع وكذلك سيأتي أن شاء الله نقل الإجماع عن غيره من العلماء والله الموفق.
((قول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى))
قال القرطبي رحمه الله تعالى في كتابه ( التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة( ):
أجمع أهل السنة على أن أهل النار مخلدون فيها غير خارجين منها كإبليس وفرعون وهامان وقارون وكل من كفر وتكبر وطغى فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي. وقد وعدهم الله عذابا أليما فقال عز وجل : (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ).
وأجمع أهل السنة أيضا على أنه لا يبقى فيها ولا يخلد إلا كافر جاحد فاعلم.
وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر من الكتاب ( ) : لما ساق الأحاديث بنحو ما تقدم من سياقنا ( هذه الأحاديث مع صحتها نص في خلود أهل الدارين فيها لا إلى غاية ولا إلى أمد .مقيمين على الدوام والسرمد من غير موت ولا حياة ولا راحة ولا نجاة بل كما قال في كتابه الكريم وأوضع فيه عن عذاب الكافرين] والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها.. إلى قوله :من نصير ) الآية وقال (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) وقال: (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد .كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) وقد تقدمت هذه المعاني كلها فمن قال أنهم يخرجون منها وأن النار تبقى خالية بجملتها خاوية على عروشها وأنها تغنى وتزول فهو خارج عن مقتض المعقول ومخالف لما جاء به الرسول وما أجمع عليه أهل السنة والأئمة العدول ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) وإنما تخلى جهنم وهى الطبقة العليا التي فيها العصاة من أهل التوحيد. أهـ المقصود من كلامه رحمه الله.
قول الامام محممد بن عبد الوهاب رحمه الله
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
تعالى في عقيدته التي سأله أهل القصيم عنها قال في أولها : أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة ثم قال: وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لا يفنيان.
((قول العلامة صديق خان رحمه الله))
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه (يقطة أولى الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار).
باب (في أن النار لا تفنى ثم ساق الأحاديث في أبدية النار ثم قال : وثبت بما ذكر من الآيات الصريحة والأخبار الصيحة خلود أهل الدارين خلودا مؤبدا كل بما هو فيه من نعيم وعذاب أليم وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة ودليل ذلك من الكتاب والسنة وزعمت الجهمية أن الجنة والنار تفنيان قال هذا جهم بن صفوان إمام المعطلة وليس له في ذلك سلف قط لا من الصحابة ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الدين ولا قال به أحد من أهل السنة .نعم حكى بعض العلماء في أبدية النار قولين وحاصل ذلك كله سبعة أقوال فساقها ( توفيق الفريقين على خلود أهل الدارين ) وفي الباب رسالة ( ) للسيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير. ورسالة للقاضي العلامة المجتهد محمد بن علي الشوكاني حاصلهما بقاء الجنة والنار وخلود أهلهما فيهما وهو الحق الذي دلت عليه أدلة الكتاب والسنة وإجماع الأئمة والأمة والله أعلم أهـ كلامه.
وقال رحمه الله في كتابه (قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر) .
والجنة والنار مخلوقتان اليوم باقيتان ولا يغنى أهلها لقوله تعالى في حق الفريقين (خالدين فيه أبدا ) الآية فمن أراد الوقوف عليه فليراجعه ص137 وص 138.
((قول الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى))
قال الإمام العلامة محمد الأمين بن محمد رحمه الله تعالى في كتابه (معارج الصعود إلى تفسير سورة هود) الذي كتبه تلميذه عنه عبد الله بن أحمد قادري قال: الجواب الحق أن أهل النار الكفرة خالدون فيها خلود الانقطاع له البتة والاستثناء بالمشيئة كما صرح به في أهل النار صرح به كذلك في أهل الجنة( ) مع أنه لا يقول أحد ممن يقول بانقطاع النار بانقطاع الجنة كما قال تعالى هنا في سورة هود ? خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ?.
وهذه المشيئة مجملة لم نعرف ما أخرجته والأدلة المنفصلة وضحت أن المشيئة اقتضت الخلود الأبدي كما قال تعالى في أهل الجنة ? إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ?( ) ... وقال تعالى ? مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ? ( ) وقال تعالى: ? إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 74 لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ?( ).. وقال تعالى: ? وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ?( ).. وقال تعالى: ? خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ?( ).. وقال تعالى: ? مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ?( ).
والفعل بعد (كلما) يتكرر بتكررها فمن ادعى خبوة للنار نهائية تفنى بها ليس بعده سعير يرد عليه بهذه الآية.
ولو قيل للعبد: كلما جاء أحدهم أكرمه الله لزمه ذلك ولا حق له أن يعتذر بأنه لم يفهم التكرار.
وقد زعم ابن القيم رحمه الله أن النار تفنى( ) عندما ناقش الأدلة في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) وأيد رأيه بأن الله تعالى لا يخلف الميعاد بخلاف الوعيد فإنه لم يأت ما يدل على أنه لا يخلفه وخلف الوعيد من الصفات المحمودة كما قال الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وكان ابن القيم في أثناء كلامه يتحدى من يقول: إن الله أخبر أنه لا يخلف وعيده وما قاله مردود من وجوه.
الوجه الأول:
أنا لو تمسكنا بما ذكر لجاز أن يقال: لا يدخل النار كافر لجواز إخلاف الإيعاد وهذا خلاف ما دلت عليه النصوص وما فهمه العلماء.
الثاني:
إننا لا نسلم أنه ليس في كتاب الله ما يدل على أنه لا يخلف وعيده بالنسبة للكفار بل صرحت الأدلة بلزومه كما قال تعالى: ? قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ?( ) فقد صرح أنه لا يبدل قوله وذلك هو وعيده كما هو ظاهر.
وقال تعالى: ? كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ?( ) أي ثبت ووجب والفاء للتعليل فكل مكذب لا بد أن يحق عليه ذلك وقال تعالى: ? إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ?( ) والوعيد الذي يجوز إخلافه هو وعيد عصاة المؤمنين المذنبين.. كما قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ? أهـ المقصود منه.
((قول الإمام الصابوني رحمه الله))
قال الصابوني رحمه الله المتوفى سنة (449) في عقيدة السلف وأصحاب الحديث. قال بعد كلام سبق (أما الكفار فإنهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها أبداً ولا يترك الله فيها من عصاة أهل الإيمان أحداً).
وقال (ويشهد أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما باقيتان لا يفنيان أبداً وأن أهل الجنة لا يخرجون منها أبداً وكذلك أهل النار الذين هم أهلها خلقوا لها لا يخرجون أبدا. وأن المنادي ينادي يومئذ يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهـ ص123 من الجزء الأول من مجموعة الرسائل المنيرية.
((قول الإمام الآجري رحمه الله))
قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة رحمه الله تعالى قال: (كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن نعيم أهل الجنة لا ينقطع عن أهلها أبداً وأن عذاب النار لا ينقطع عن أهلها الكفار أبداً ثم ساق الآيات والأحاديث في ذلك بمثل ما تقدم فراجعه إن شئت ص387 ثم قال ص398 (باب ذكر الإيمان بأن أهل الجنة خالدون فيها أبداً وأن أهل النار من الكفار والمنافقين خالدون فيها أبدا) ثم ساق الآيات والأحاديث.
((قول العلامة الآلوسي رحمه الله))
قال نعمان خير الدين الآلوسي في جلاء العينين كلاماً إليك أيها القارئ نصه (نقل الوالد قدس الله روحه في تفسيره عن الفهامة ابن الجوزي أنه ضعف بعض الآثار الواردة في ذلك كخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص ((يأتي على جهنم يوم ما فيها من ابن آدم أحد تصفق أبوابها كأنها أبوبا الموحدين)) وأول البعض أيضاً بعضها قال: وأن تعلم أن خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون ولا عبرة بالمخالف والقواطع أكثر من أن تحصى ولا يقاوم واحد واحداً منها كثير من هذه الأخبار) أهـ المقصود.
((قول الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله))
قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد ج{2} ص279.
فصل فيما ورد في الجنة والنار:
والنار والجنة حق وهما
موجودتان لا فناء لهما
أي ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار والبحث فيه ينحصر في ثلاثة أمور:
البحث الأول: كونهما حقا لا ريب فيهما ولا شك وأن النار دار أعداء الله والجنة دار أوليائه إلخ.
البحث الثاني: اعتقاد وجودهما الآن ثم ذكر الآيات والأحاديث ثم قال.
البحث الثالث: في دوامهما وبقائهما بإبقاء الله لهما وأنهما لا تفنيان أبداً ولا يفني من فيهما ثم ساق الآيات، أن النار لا تفنى ثم قال فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها وأنهم خالدون فيها أبدا الآبدين ودهر الداهرين لا فكاك لهم منها ولا خلاص ولات حين مناص. فأخبر تعالى عن أبديتهم فيها بقوله ?خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا?. ونفى تعالى خروجهم منها بقوله تعالى ? وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ?. انقطاعها عنهم بقوله عز وجل ? ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى ?. وقوله
? كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ? ثم ساق الأحاديث في أن النار لا تفنى ثم قال (نعم جاءت الأحاديث الصريحة بإخراج عصاة الموحدين الذين تمسهم النار بقدر جنايتهم وأنهم يخرجون منها برحمة الله تعالى ثم بشفاعة الشافعين كما سيأتي إن شاء الله قريباً وأن هؤلاء العصاة يسكنون الطبقة العليا من النار على تفاوتهم في مقدار ما تأخذ منهم.
وجاء فيها آثار أن هذه الطبقة تفنى بعدهم إذا أخرجوا منها وأدخلوا الجنة وأنها ليأتين عليها يوم وهي تصفق في أبوابها ليس بها أحد وعلى ذلك حمل جمهور المفسرين الاستثناء في وقله تعالى: ? إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ? الآية وعلى ذلك يحمل ما ورد من آثار الصحابة وما أحسن ما قاله ابن القيم في كتابه (الوابل الصيب) ثم ساق وقد قدمناه في أول الكتاب فليرجع عليه.
((قول العلامة محمد العثيمين رحمه الله ))
قال الشيخ محمد في شرحه لزاد المستنقع على قول المؤلف (ويستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر) قال بعد كلام سبق البحث فيها من وجوه:
الوجه الأول:
هل هي موجودة الآن أو ليست موجودة ؟ ثم ذكر الجواب ثم قال: الوجه الثاني: هل هي مؤبدة أو مؤمدة يعنى هل تفنى أو هي دائمة آبد الآبدين؟ والجواب الثاني هو المتعين قطعا أنها مؤبدة ولا يكاد يعرف عند السلف سوى هذا القول ولهذا جعله العلماء من عقائدهم بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبدة ابد ا الآبدين وهذا أمر لاشك فيه لأن الله تعالى ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من القرآن في سورة النساء في قوله تعالى: (أن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا).
الثالث: في سورة الجن? وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا? ولو ذكر الله عز وجل التأبيد في موضع واحد لكفى فكيف وهو قد ذكره في ثلاثة مواضع ومن العجب أم فئة قليلة من العلماء ذهبوا إلى أنها تغنى بنا على علل عليلة لمخالفتهما لمقتضى الكتاب والسنة وحرفوا من أجلها الكتاب والسنة فقالوا: أن خالدين فيها أبدا ما دامت موجودة فكيف هذا؟؟
إذا كانوا خالدين فيها أبدا لزم أن تكون هي مؤبدة(( فيها)) هم كائنون فيها وإذا كان الإنسان مؤبدا تخليده لزم أن يكون مكان الخلود مؤبدا لأنه لو فني مكان الخلق وما صح تأبيد الخلود والآية واضحة جدا.
والتعليلات الباردة المخالفة للنص مردودة على صاحبها وهذا الخلاف الذي ذكر عن فئة قليلة من أهل العلم خلاف مطرح لأنه مخالف للنص الصريح الذي يجب على كل مؤمن أن يعتقده ومن خالفه لشبهة قامت عنده فيعذر عند الله لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة عرف أنها مؤبدة والحكمة تقتضي ذلك ( ) لأن هذا الكافر أفنى عمره في محاربة الله عز وجل ومعصية الله والكفر به وتكذيب رسله كل عمره مع أنه جاءه النذير وأعذر وبين له الحق ودعي إليه وقوتل عليه وأصر على الكفر والباطل فكيف نقول أن هذا لا يؤبد عذابه الآيات في هذا صريحة أ هـ.
وهذا القدر يكفي من نقل أقوال العلماء وطالب الحق يكفيه عشر ذلك فالمسألة واضحة لا لبس فيها وعلى هذا إجماع أهل العلم ولم يخالف أحد أن يأتي بشيء صريح عنهما بالقول بغناء النار فلذي نعتقده وندين الله به أنهما لا يريان ذلك لمخالفته مقتضى العقول وصريح المنقول والله الموفق.
منقول بتصرف