الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
.| مركز البريمي للأخبَار |.
مركز أخبَار وقَضَايَا مُحـَافَظة البـُريمِي
انتحار فتاة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن البريمي" data-source="post: 1124500" data-attributes="member: 1117"><p style="text-align: justify"></p> <p style="text-align: justify"></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">*انتحار مزون*</span></span></span></span></span></span></span><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ي</span>حكى فيما يُحكى من قصص البشرالمختلفة و ما فيها من حكم و عبر عظيمة قصة عن فتاة شابة اسمها مزون تسكن إحدى المدن في جنوب الجزيرة العربية. مزون فتاة جميلة و ذات أخلاق رفيعة و شخصية قوية رحيمة. و لكن لأن الكمال من صفات الخالق وحده سبحانه، فقد كانت مزون فقيرة الحال لا تملك من المال الكثير، كانت تعمل في مشغل صغير لخياطة الملابس النسائية، و قد كانت في مراتٍ عديدة تستدين كي تسد حاجاتها الأساسية من مأكل و مشرب. في أحد الأيام طُرق باب بيت مزون الصغير، و إذا بالطارق هو الطبيب العجوز الذي يملك العيادة المجاورة. قال الطبيب بصوت خافت: "مزون يا صغيرتي كيف حال صحتك؟" فردت عليه بابمتسامتها الساحرة و قالت: "بخير يا عم" فبادرها بسؤاله الثاني "ما رأيك يا بُنيَتي أن تأتي لعيادتي كي أعمل لكِ فحوصاً طبية شاملة، ففي زمننا هذا هي ضرورية من وقت لآخر؟" ثم أردف قائلأ بنبرة سريعة "و لا تهتمي بالمصاريف فإني أعرف حالتكِ المادية و لن أخذ منكِ شيئاً". استغربت مزون هذا العرض و لكن تحت ضغط الطبيب المتواصل وافقت لترافقه للعيادة و تعمل الفحوصات المطلوبة. هناك أجرى الطبيب كل فحوصاته ليجد مزون تتمتع بصحة ممتازة فأجلسها في زاوية غرفة العلاج و جلس هو خلف طاولته الكبيرة و بدأ يُدخل أصابعه وسط شعره الأبيض المجعد و يحك رأسه كأنه يريد أن يقول شيئاً و لكن يرده بعضٌ من استحياء، ثم أصدر صوتاً غريباً من حنجرته و بدأ يتحدث عن غلاء المعيشة و الأسعار التي في تزايد مستمر و من العبارات التي قالها "اليوم يا ابنتي منزلتكِ عند الناس هو بمقدار ما تملكي من مال" ثم أصدر سعالاً هادئا و قال "مزون أنت تتمتعين بصحة ممتازة، و لكنكِ لا تملكين المال الكافي للاستمتاع بهذه الصحة، و التوازن في كل شئ جيد". كانت هذه الكلمات بالنسبة لمزون واضحة و مبهمة في آن واحد، فهي تقر بصحة بعض العبارات التي كان يطلقها الطبيب و لكن لم يكن لديها أدنى فكرة عن مغزى الطبيب من هذه العبارات. دفع الطبيب بجسده إلى مقدمة الكرسي و قال "أنا أعرف مريضاً مصاباً بفشل كلوي و يبحث عن كلية بأي ثمن.... أي ثمن يا مزون، و من النظر إلى فحوصاتك فإنه باستطاعتك أن تعطيه كلية لتنقذي بها حياته و تعيشي حياة أفضل بما ستجنيه من وراء هذا التبادل؟" ساد الصمت الغرفة لثوانٍ، خلالها كانت الأفكار المختلفة تتزاحم في رأس مزون: هل تبيع كليتها؟ الطبيب يقول أن صحتها ممتازة، و المال سيسهل عليها حياتها، و لكن بالمقابل ألن يؤثر هذا على صحتها في المستقبل؟ و هل يجوز أن تبيع جزء من جسمها؟؟ "هاه يا مزون؟" صاح الطبيب كاسراً الصمت، ثم هزت مزون رأسها بالموافقة فأخرج الطبيب مبلغاً من المال ليس بالكبير و أعطاه إياها لتُنفذ عملية استئصال الكلية في اليوم التالي. مرت الأيام و لم يكن تأثير العملية على صحة مزون كبيراً فمازالت تتمتع بصحة جيدة، و لكن المقابل المادي القليل أصلاً مالبث أن نفد. و طُرق باب مزون الصغير مرة أخرى طالباً رئتها الشابة هذه المرة، كان القرار أسهل بالنسبة لها فهي الآن تملك تجربتها الخاصة - التي لم تكن سيئة - كي تقيس عليها فأجرت العملية مقابل مبلغ من المال أكبر هذه المرة. بعد العملية استغرقت مزون شهرين كي تمارس حياتها بشكل طبيعي مجدداً و لكن ظل ضيق في التنفس يرافقها من حين لأخر. لم يكن المبلغ الذي تقاضته مزون كافياً لأن تستثمره و لو في مشروعٍ صغير، و مع مرور الوقت بدأ ينفد مرة أخرى و ظلت هي في منزلها الصغير و على حالها القديم و لكن بصحة أقل. لم يطرق أحد باب مزون لفترة طويلة، و كان شوقها لصوت طرق الباب يزداد يوماً بعد يوم.</span></span></span></span><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">أخيراً طُرق الباب فكان الطارق مندوب الطبيب العجوز هذه المرة و بيده هاتفاً محمولاً ناوله لمزون لتجد الطبيب العجوز على الهاتف يقول لها "هل أنتِ على استعداد بالتبرع بجزء من كبدكِ و أمعائكِ؟ المقابل هذه المرة كبير، إذا كنتِ تريدين المال فتعالي إلى العيادة الآن" و أقفل الطبيب الهاتف دون انتظار الجواب منها. مع أن التبرع بالأعضاء المطلوبة قد يكون له أعراض جانبية خطيرة هذه المرة، لم تتردد مزون و لو لوهلة بالذهاب للعيادة. لم تستغرق العملية وقتاً كثيراً حتى أن مزون لم تلبث في العيادة إلا يومين و عادت إلى بيتها مع حقيبة صغيرة مليئة برزم النقود. في الأسابيع القليلة التي تلت العملية كانت تشغل مزون فكرة واحدة فقط وهي كيف تستثمر المال الذي عندها أفضل استثمار. مع مرور الوقت بدء ضيق التنفس الذي كانت تعاني منه مزون بعد استئصال رئتها يزداد مُصاحباً بإرهاق شبه دائم، مما دعاها أن تزور الطبيب العجوز في عيادته مرات كثيرة و لكن لم تستطع أن تقابله إلّا مرة واحدة في أخر زيارة لها، ليخبرها أن تذهب للمستشفى فهو ليس مختص بمعالجة المرضى و لكن باستئصال و زراعة الأعضاء فقط! راجعت مزون المستشفى و اكتشفت أنها تعاني من كثير من الالتهابات داخل جسمها جراء الطريقة غير المعقمة و غير الصحية التي أُجريت خلالها عمليات الاستئصال، و أيضاً أدى بيع مزون أكثر من عضو من أعضائها إلى ضعفٍ كبير في جسمها و مناعته فصارت الآن تملك بدناً هزيلاً أثر حتى على عقلها و تفكيرها. أبلغت المستشفى الشرطة بحالة مزون و التي بدورها قبضت على الطبيب العجوز بتهمة الاتجار بالأعضاء و اتضح في التحقيق أن الطبيب كان يبيع أعضاء مزون و من هم في شاكلتها بأضعاف ما كان يشتري بها الأعضاء منهم، فصدر بحقه حكماً بالإعدام لخيانته مهنته الداعية للحفاظ على حياة الناس على عكس ما انتهجه من قتل للناس و إن كان بطريقة غير مباشرة. أدانت الشرطة أيضاً مزون و مرضى آخرين لمشاركتهم في عملية الاتجار، و لكنها عادت و أودعتهم المستشفيات لسوء صحتهم. صرفت مزون كل ما أخذته من بيع أعضائها على العلاج دون فائدة كبيرة بل إنها اضطرت أن تعتمد على المحسنين كي تشتري مسكنات الألم و المضادات الحيوية بعد نفاد مالها، ماتت مزون بعد أربع سنوات من المعاناة النفسية و المرض. </span></span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">لقد استبدلت مزون الذي هو أدنى بالذي هو خير بل استبدلت الخير بشر، صحيح أن مردود وظيفتها كان ضعيفاً و لكنها كانت تملك ثروة طائلة و هي صحتها التي بلا مبالة أهدرتها شيئاً فشيئاً. و لو أنها انتظرت سنة الله في التدرج و عدم تضيع أجر العاملين لكان خيراً لها، إن مزون شجعت بطريقة أو بأخرى الاتجار بالأعضاء البشرية. أما الطبيب العجوز فقد قلب موازين مهنته و المتوقع منه فصار تاجراً يتاجر بتعاسة الآخرين. و إن قيل أنه وفر أعضاء بشرية لمن يحتاجها و يستطيع أن يشتريها فإن هذه التجارة أثرت على صحة آخرين كثر خصوصاً أن الطبيب لم يراعي أبسط شروط مهنته و هي تعقيم أدواته الطبية، و كل هذا من أجل تضخيم ثروته الشخصية. </span></span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">هناك شبه كبير بين هذه القصة و قصة ما يجري في عُمان أثناء موسم انتخابات مجلس الشورى من شراء و بيع لأصوات الناخبين لاسيما الفقراء منهم. فإن الذين يبيعون أصواتهم هم صورة من صور مزون، حيث أن حرية اختيار المرشحين تعتبر بمثابة جزء من أي إنسان حتى أنّ هذا الحق يعرف بإعطاء صوتك للمرشح، و الصوت جزء من أي إنسان و إن كان غير مرئي و ملموس، فبالتالي بيع هذا الصوت هو كبيع أي عضو من الأعضاء البشرية الأخرى كالرئة أو الكلية أو الكبد. بل إن الآثار المترتبة على بيع الصوت الانتخابي أبلغ في الأثر و أضر من بيع أعضاء الجسد الأخرى كالكلية مثلاً، فبيع الكلية يؤثر على صحة صاحبها فقط أما بيع الصوت الانتخابي و إيصال غير الأكفاء إلى مناصبٍ تحتاج إلى الأقوياء و الأمناء لا يضر فقط من باع صوته و لكن أيضاً يضر كثيراً مِن الناس الذين كانوا سيستفيدون من انتخاب أشخاص آخرين على قدرٍ عال من الكفأة، بل إن الأشخاص غير الأكفاء قد يعودوا بالشعب الذي يمثلوه خطوات إلى الوراء من حيث جودة العيش و يؤخروا تنمية الوطن و تنافسيته أمام البلدان الأخرى لاسيما مع تراكم انتخاب الأشخاص غير المناسبين مع مرور الزمن. من المعلوم أنه من أهم أسباب هذا السلوك الخاطئ هو ظروف الحياة الصعبة و غلاء المعيشة، و لكن ألم يكن من الأفضل لمزون أن تستمر في عملها المتواضع و تجتهد وهي بكامل صحتها من أجل حياة أفضل؟ كذلك بيع الأصوات الانتخابية يخلق جواً من المرض في المجتمع و ضعف حيث تقل المساوة بين المواطنين و فرص الارتقاء بالمستوى المعيشي، أما وصول الأكفاء فيصنع جواً ملئ بالصحة و التعافي مما يخلق فرصاً أكبر لأصحاب الدخول المحدودة لإبتغاء حياة أفضل و لو أخذت العملية وقتاً أكبر، و لكنه بحق استبدال للشر بالخير. من جهة أخرى إن دافعي الرشى و مشتري الأصوات الانتخابية هم صورة من صور الطبيب العجوز، فقد نسوا أو تناسوا المتوقع منهم و من المنصب الذي يترشحون لملئه ألا و هو إيصال أصوات الناس للحكومة و السعي من أجل ارتقاء الشعب و الوطن من كافة النواحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. لقد كان الطبيب العجوز يدفع لمزون و من هم بشاكلتها مبالغ لشراء أعضائهم و من ثم يتقاضى مبالغ أكبر بكثير من بيع الأعضاء على آخرين، فالعملية كانت إذن عملية تجارية بعيدة عن الواجبات و الأخلاق. كذلك الساعين لملئ مقاعد مجلس الشورى من خلال شراء الأصوات فالعملية بالنسبة لهم تجارة في تجارة، يرشون الشعب اليوم بفتات المال لينهلوا من ماله الذي في مخازن الدولة المليئة غداً، إن الموضوع كله في نظرهم مشروع تجاري يتوقعون منه مردوداً أكبر مما دفعوا في المقام الأول بعيداً عن الواجبات و الرقي بالوطن. و إذا عرفنا أن كثيراً من المترشحين لمجلس الشورى من ذوي الخلفيات التجارية عرفنا حجم المؤامرة التي تحيط بسلطنتنا الغالية. لا يُفهم من هذه الكلمات أن فئة التجار غير مرغوبٍ بهم بين المترشحين لمجلس الشورى، فالمال الصالح قوة لصاحبه و دليل على كثير من الملكَات التي يملكها صاحب المال من حسن تخطيط و إدارة، و لكنه لا يجوز قطعاً النظر لمجلس الشورى على أنه مشروع تجاري ربحي. </span></span></span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">إن الاتجار بأصوات الناخبين شبيه بالاتجار بأعضاء البشر خصوصاً في النتائج المضرة على الجميع و التي تؤدي إلى موت كثير من الأبدان في الحالة الأولى و موت كثير من خصائص المجتمعات الراقية في الحالة الثانية. لقد ماتت مزون مريضة و تعيسة بعد أن باعت عدد من أعضائها مرة تلو مرة، و إن تُرك المجال للمتاجرين بمجلس الشورى دورة انتخابية بعد أُخرى ستموت عُمان و تذبل فأمثال مزون في السلطنة سيزدادون فقراً بالظروف المريضة التي سيخلقها المتاجرون، و أمثال الطبيب العجوز سيزدادوا ظلماً دون حساب و رقيب. لذا فيجب علينا التكاتف كي لا يصل عن طريقنا إلى مجلس الشورى إلّا الأكفاء و أن لا نرضى أن نبيع أصواتنا الانتخابية اليوم بأثمانٍ بخسة كي تُسرق أموالنا نحن و ذرياتنا غداً فنكون كالذين قال فيهم الخالق عزّ و جلّ: "اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير". إن مجلس شورى ضعيف هو انعكاس لناخبون ضعافاً و غير جادين أوصلوا نواباً ضعافاً و غير جادين أيضاً. فلنكن صادقين مع ذواتنا في يوم الانتخابات في النصف الثاني من أكتوبر،2011 لنصرخ معاً: عُمان ليست للبيع.</span></span></span></span></span></span></p></p> <p style="text-align: justify"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></span></span></p> <p style="text-align: justify"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">*مزون هو اسم قديم لعُمان</span></span></p></p> <p style="text-align: justify"></span></span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px">منقوووووووول</span></span></p></p> <p style="text-align: justify"></span></span></span></span></p> <p style="text-align: justify"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></span></span></p> <p style="text-align: justify"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></p><p><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></span></p><p><span style="font-family: 'Arabic Typesetting'"></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن البريمي, post: 1124500, member: 1117"] [justify] [CENTER][FONT=Arabic Typesetting][SIZE=5][FONT=Arabic Typesetting][FONT=Arabic Typesetting][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=red]*انتحار مزون*[/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=Arabic Typesetting][FONT=Arabic Typesetting] [SIZE=5][FONT=Arabic Typesetting][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=black]ي[/COLOR]حكى فيما يُحكى من قصص البشرالمختلفة و ما فيها من حكم و عبر عظيمة قصة عن فتاة شابة اسمها مزون تسكن إحدى المدن في جنوب الجزيرة العربية. مزون فتاة جميلة و ذات أخلاق رفيعة و شخصية قوية رحيمة. و لكن لأن الكمال من صفات الخالق وحده سبحانه، فقد كانت مزون فقيرة الحال لا تملك من المال الكثير، كانت تعمل في مشغل صغير لخياطة الملابس النسائية، و قد كانت في مراتٍ عديدة تستدين كي تسد حاجاتها الأساسية من مأكل و مشرب. في أحد الأيام طُرق باب بيت مزون الصغير، و إذا بالطارق هو الطبيب العجوز الذي يملك العيادة المجاورة. قال الطبيب بصوت خافت: "مزون يا صغيرتي كيف حال صحتك؟" فردت عليه بابمتسامتها الساحرة و قالت: "بخير يا عم" فبادرها بسؤاله الثاني "ما رأيك يا بُنيَتي أن تأتي لعيادتي كي أعمل لكِ فحوصاً طبية شاملة، ففي زمننا هذا هي ضرورية من وقت لآخر؟" ثم أردف قائلأ بنبرة سريعة "و لا تهتمي بالمصاريف فإني أعرف حالتكِ المادية و لن أخذ منكِ شيئاً". استغربت مزون هذا العرض و لكن تحت ضغط الطبيب المتواصل وافقت لترافقه للعيادة و تعمل الفحوصات المطلوبة. هناك أجرى الطبيب كل فحوصاته ليجد مزون تتمتع بصحة ممتازة فأجلسها في زاوية غرفة العلاج و جلس هو خلف طاولته الكبيرة و بدأ يُدخل أصابعه وسط شعره الأبيض المجعد و يحك رأسه كأنه يريد أن يقول شيئاً و لكن يرده بعضٌ من استحياء، ثم أصدر صوتاً غريباً من حنجرته و بدأ يتحدث عن غلاء المعيشة و الأسعار التي في تزايد مستمر و من العبارات التي قالها "اليوم يا ابنتي منزلتكِ عند الناس هو بمقدار ما تملكي من مال" ثم أصدر سعالاً هادئا و قال "مزون أنت تتمتعين بصحة ممتازة، و لكنكِ لا تملكين المال الكافي للاستمتاع بهذه الصحة، و التوازن في كل شئ جيد". كانت هذه الكلمات بالنسبة لمزون واضحة و مبهمة في آن واحد، فهي تقر بصحة بعض العبارات التي كان يطلقها الطبيب و لكن لم يكن لديها أدنى فكرة عن مغزى الطبيب من هذه العبارات. دفع الطبيب بجسده إلى مقدمة الكرسي و قال "أنا أعرف مريضاً مصاباً بفشل كلوي و يبحث عن كلية بأي ثمن.... أي ثمن يا مزون، و من النظر إلى فحوصاتك فإنه باستطاعتك أن تعطيه كلية لتنقذي بها حياته و تعيشي حياة أفضل بما ستجنيه من وراء هذا التبادل؟" ساد الصمت الغرفة لثوانٍ، خلالها كانت الأفكار المختلفة تتزاحم في رأس مزون: هل تبيع كليتها؟ الطبيب يقول أن صحتها ممتازة، و المال سيسهل عليها حياتها، و لكن بالمقابل ألن يؤثر هذا على صحتها في المستقبل؟ و هل يجوز أن تبيع جزء من جسمها؟؟ "هاه يا مزون؟" صاح الطبيب كاسراً الصمت، ثم هزت مزون رأسها بالموافقة فأخرج الطبيب مبلغاً من المال ليس بالكبير و أعطاه إياها لتُنفذ عملية استئصال الكلية في اليوم التالي. مرت الأيام و لم يكن تأثير العملية على صحة مزون كبيراً فمازالت تتمتع بصحة جيدة، و لكن المقابل المادي القليل أصلاً مالبث أن نفد. و طُرق باب مزون الصغير مرة أخرى طالباً رئتها الشابة هذه المرة، كان القرار أسهل بالنسبة لها فهي الآن تملك تجربتها الخاصة - التي لم تكن سيئة - كي تقيس عليها فأجرت العملية مقابل مبلغ من المال أكبر هذه المرة. بعد العملية استغرقت مزون شهرين كي تمارس حياتها بشكل طبيعي مجدداً و لكن ظل ضيق في التنفس يرافقها من حين لأخر. لم يكن المبلغ الذي تقاضته مزون كافياً لأن تستثمره و لو في مشروعٍ صغير، و مع مرور الوقت بدأ ينفد مرة أخرى و ظلت هي في منزلها الصغير و على حالها القديم و لكن بصحة أقل. لم يطرق أحد باب مزون لفترة طويلة، و كان شوقها لصوت طرق الباب يزداد يوماً بعد يوم.[/SIZE][/FONT][/FONT][/SIZE][SIZE=5][FONT=Arabic Typesetting] [FONT=Arial Black][SIZE=5]أخيراً طُرق الباب فكان الطارق مندوب الطبيب العجوز هذه المرة و بيده هاتفاً محمولاً ناوله لمزون لتجد الطبيب العجوز على الهاتف يقول لها "هل أنتِ على استعداد بالتبرع بجزء من كبدكِ و أمعائكِ؟ المقابل هذه المرة كبير، إذا كنتِ تريدين المال فتعالي إلى العيادة الآن" و أقفل الطبيب الهاتف دون انتظار الجواب منها. مع أن التبرع بالأعضاء المطلوبة قد يكون له أعراض جانبية خطيرة هذه المرة، لم تتردد مزون و لو لوهلة بالذهاب للعيادة. لم تستغرق العملية وقتاً كثيراً حتى أن مزون لم تلبث في العيادة إلا يومين و عادت إلى بيتها مع حقيبة صغيرة مليئة برزم النقود. في الأسابيع القليلة التي تلت العملية كانت تشغل مزون فكرة واحدة فقط وهي كيف تستثمر المال الذي عندها أفضل استثمار. مع مرور الوقت بدء ضيق التنفس الذي كانت تعاني منه مزون بعد استئصال رئتها يزداد مُصاحباً بإرهاق شبه دائم، مما دعاها أن تزور الطبيب العجوز في عيادته مرات كثيرة و لكن لم تستطع أن تقابله إلّا مرة واحدة في أخر زيارة لها، ليخبرها أن تذهب للمستشفى فهو ليس مختص بمعالجة المرضى و لكن باستئصال و زراعة الأعضاء فقط! راجعت مزون المستشفى و اكتشفت أنها تعاني من كثير من الالتهابات داخل جسمها جراء الطريقة غير المعقمة و غير الصحية التي أُجريت خلالها عمليات الاستئصال، و أيضاً أدى بيع مزون أكثر من عضو من أعضائها إلى ضعفٍ كبير في جسمها و مناعته فصارت الآن تملك بدناً هزيلاً أثر حتى على عقلها و تفكيرها. أبلغت المستشفى الشرطة بحالة مزون و التي بدورها قبضت على الطبيب العجوز بتهمة الاتجار بالأعضاء و اتضح في التحقيق أن الطبيب كان يبيع أعضاء مزون و من هم في شاكلتها بأضعاف ما كان يشتري بها الأعضاء منهم، فصدر بحقه حكماً بالإعدام لخيانته مهنته الداعية للحفاظ على حياة الناس على عكس ما انتهجه من قتل للناس و إن كان بطريقة غير مباشرة. أدانت الشرطة أيضاً مزون و مرضى آخرين لمشاركتهم في عملية الاتجار، و لكنها عادت و أودعتهم المستشفيات لسوء صحتهم. صرفت مزون كل ما أخذته من بيع أعضائها على العلاج دون فائدة كبيرة بل إنها اضطرت أن تعتمد على المحسنين كي تشتري مسكنات الألم و المضادات الحيوية بعد نفاد مالها، ماتت مزون بعد أربع سنوات من المعاناة النفسية و المرض. [/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]لقد استبدلت مزون الذي هو أدنى بالذي هو خير بل استبدلت الخير بشر، صحيح أن مردود وظيفتها كان ضعيفاً و لكنها كانت تملك ثروة طائلة و هي صحتها التي بلا مبالة أهدرتها شيئاً فشيئاً. و لو أنها انتظرت سنة الله في التدرج و عدم تضيع أجر العاملين لكان خيراً لها، إن مزون شجعت بطريقة أو بأخرى الاتجار بالأعضاء البشرية. أما الطبيب العجوز فقد قلب موازين مهنته و المتوقع منه فصار تاجراً يتاجر بتعاسة الآخرين. و إن قيل أنه وفر أعضاء بشرية لمن يحتاجها و يستطيع أن يشتريها فإن هذه التجارة أثرت على صحة آخرين كثر خصوصاً أن الطبيب لم يراعي أبسط شروط مهنته و هي تعقيم أدواته الطبية، و كل هذا من أجل تضخيم ثروته الشخصية. [/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]هناك شبه كبير بين هذه القصة و قصة ما يجري في عُمان أثناء موسم انتخابات مجلس الشورى من شراء و بيع لأصوات الناخبين لاسيما الفقراء منهم. فإن الذين يبيعون أصواتهم هم صورة من صور مزون، حيث أن حرية اختيار المرشحين تعتبر بمثابة جزء من أي إنسان حتى أنّ هذا الحق يعرف بإعطاء صوتك للمرشح، و الصوت جزء من أي إنسان و إن كان غير مرئي و ملموس، فبالتالي بيع هذا الصوت هو كبيع أي عضو من الأعضاء البشرية الأخرى كالرئة أو الكلية أو الكبد. بل إن الآثار المترتبة على بيع الصوت الانتخابي أبلغ في الأثر و أضر من بيع أعضاء الجسد الأخرى كالكلية مثلاً، فبيع الكلية يؤثر على صحة صاحبها فقط أما بيع الصوت الانتخابي و إيصال غير الأكفاء إلى مناصبٍ تحتاج إلى الأقوياء و الأمناء لا يضر فقط من باع صوته و لكن أيضاً يضر كثيراً مِن الناس الذين كانوا سيستفيدون من انتخاب أشخاص آخرين على قدرٍ عال من الكفأة، بل إن الأشخاص غير الأكفاء قد يعودوا بالشعب الذي يمثلوه خطوات إلى الوراء من حيث جودة العيش و يؤخروا تنمية الوطن و تنافسيته أمام البلدان الأخرى لاسيما مع تراكم انتخاب الأشخاص غير المناسبين مع مرور الزمن. من المعلوم أنه من أهم أسباب هذا السلوك الخاطئ هو ظروف الحياة الصعبة و غلاء المعيشة، و لكن ألم يكن من الأفضل لمزون أن تستمر في عملها المتواضع و تجتهد وهي بكامل صحتها من أجل حياة أفضل؟ كذلك بيع الأصوات الانتخابية يخلق جواً من المرض في المجتمع و ضعف حيث تقل المساوة بين المواطنين و فرص الارتقاء بالمستوى المعيشي، أما وصول الأكفاء فيصنع جواً ملئ بالصحة و التعافي مما يخلق فرصاً أكبر لأصحاب الدخول المحدودة لإبتغاء حياة أفضل و لو أخذت العملية وقتاً أكبر، و لكنه بحق استبدال للشر بالخير. من جهة أخرى إن دافعي الرشى و مشتري الأصوات الانتخابية هم صورة من صور الطبيب العجوز، فقد نسوا أو تناسوا المتوقع منهم و من المنصب الذي يترشحون لملئه ألا و هو إيصال أصوات الناس للحكومة و السعي من أجل ارتقاء الشعب و الوطن من كافة النواحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. لقد كان الطبيب العجوز يدفع لمزون و من هم بشاكلتها مبالغ لشراء أعضائهم و من ثم يتقاضى مبالغ أكبر بكثير من بيع الأعضاء على آخرين، فالعملية كانت إذن عملية تجارية بعيدة عن الواجبات و الأخلاق. كذلك الساعين لملئ مقاعد مجلس الشورى من خلال شراء الأصوات فالعملية بالنسبة لهم تجارة في تجارة، يرشون الشعب اليوم بفتات المال لينهلوا من ماله الذي في مخازن الدولة المليئة غداً، إن الموضوع كله في نظرهم مشروع تجاري يتوقعون منه مردوداً أكبر مما دفعوا في المقام الأول بعيداً عن الواجبات و الرقي بالوطن. و إذا عرفنا أن كثيراً من المترشحين لمجلس الشورى من ذوي الخلفيات التجارية عرفنا حجم المؤامرة التي تحيط بسلطنتنا الغالية. لا يُفهم من هذه الكلمات أن فئة التجار غير مرغوبٍ بهم بين المترشحين لمجلس الشورى، فالمال الصالح قوة لصاحبه و دليل على كثير من الملكَات التي يملكها صاحب المال من حسن تخطيط و إدارة، و لكنه لا يجوز قطعاً النظر لمجلس الشورى على أنه مشروع تجاري ربحي. [/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=5]إن الاتجار بأصوات الناخبين شبيه بالاتجار بأعضاء البشر خصوصاً في النتائج المضرة على الجميع و التي تؤدي إلى موت كثير من الأبدان في الحالة الأولى و موت كثير من خصائص المجتمعات الراقية في الحالة الثانية. لقد ماتت مزون مريضة و تعيسة بعد أن باعت عدد من أعضائها مرة تلو مرة، و إن تُرك المجال للمتاجرين بمجلس الشورى دورة انتخابية بعد أُخرى ستموت عُمان و تذبل فأمثال مزون في السلطنة سيزدادون فقراً بالظروف المريضة التي سيخلقها المتاجرون، و أمثال الطبيب العجوز سيزدادوا ظلماً دون حساب و رقيب. لذا فيجب علينا التكاتف كي لا يصل عن طريقنا إلى مجلس الشورى إلّا الأكفاء و أن لا نرضى أن نبيع أصواتنا الانتخابية اليوم بأثمانٍ بخسة كي تُسرق أموالنا نحن و ذرياتنا غداً فنكون كالذين قال فيهم الخالق عزّ و جلّ: "اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير". إن مجلس شورى ضعيف هو انعكاس لناخبون ضعافاً و غير جادين أوصلوا نواباً ضعافاً و غير جادين أيضاً. فلنكن صادقين مع ذواتنا في يوم الانتخابات في النصف الثاني من أكتوبر،2011 لنصرخ معاً: عُمان ليست للبيع.[/SIZE][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][/FONT][/CENTER][FONT=Arabic Typesetting][FONT=Arabic Typesetting][SIZE=5][FONT=Arabic Typesetting] [CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=5]*مزون هو اسم قديم لعُمان[/SIZE][/FONT][/CENTER] [CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=5]منقوووووووول[/SIZE][/FONT][/CENTER] [/FONT][/SIZE][/FONT][/FONT][/justify][FONT=Arabic Typesetting][FONT=Arabic Typesetting] [/FONT] [/FONT] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
.| مركز البريمي للأخبَار |.
مركز أخبَار وقَضَايَا مُحـَافَظة البـُريمِي
انتحار فتاة
أعلى