وهبنا الله كثير من الأرزاق و النعم التي لا تحصى و لا تعد منها :
نعمة العقل فكل شخص فينا له مستوى مختلف عن الاخر في التفكير،
فهذا متميز في المجال الفني و الاخر في المجال الأدبي و هكذا ،
و ان لهذا التقسيم لحكمة اراد بها الله عز و جل ، و ايضاً هناك نعمة المال ،
و نعمة العمر و الوقت ، و نعمة الصحة .. و ما إلى ذلك .
قال تعالي : {وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلاَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3) } (سورة العصر )
،
لقد اقسم الله تعالى بالعصر و هو احد الاوقات المعروفة في حياتنا اليومية ،
ليبين لنا اهميته هذه النعمة الثمينة و التي يجهلنا كثيرا من الناس في هذه الايام ،
فمنهم من يضيع وقته في مشاهدة البرامج التافهه ، و منهم من يضيع وقته في العاب
الكمبيوتر و منهم من يضيعه بالسهر و الضحك و عصيان الله عز و جل.
بعدها قال عز و جل
( ان الانسان لفي خسر ) يعني الانسان الذي خسر وقته ، هو انسان مضيع لحياته في اشياء
بلا قيمه او هدف معين ، لانه محاسب محاسبة تامة على كل دقيقة تمر من عمره ماذا فعل و ماذا قدم ؟
و من ثم جاءت أداة استثناء في قوله تعالى
( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ) ،
فهنئما لمن آمن بالله و عمل صالح من الذكر او الانثى و رضى الله عز و جل و كان صابرا على همه و غمه .
كيف لا فبعض الناس – هداهم الله – اذا اضابهم مرض قنطوا و تضجروا ، فلو استغلوا وقت مرضهم و ضعفهم في
الدعاء و الاكثار من ذكره جل جلاله ، لفازوا فوزا عظيمة .
يتبع --<