مقباااليه ولع
موقوف
أخطاء يقع فيها الصائمون
أن الله يُحب من عبده إذا عمل عملاً أن يتقنه ويحسنه, ألا وإن من إتقان صوم شهر رمضان المبارك أن يصومه المسلم فق ما أمر الله ورسوله مقتدياً في صومه بالنبي عليه السلام مبتعداً عن كل ما يفسد صومه أو ينقص أجره, ولكن للأسف الشديد فإن كثيراً من المسلمين لا ينتبهون لذلك ولا يعيرون هذه الفريضة المباركة اهتمامهم بل يقعون في أخطاء كثيرة في صومهم بسبب الجهل وقلة التفقه بالدين.
فمن هذه الأخطاء: أن بعض المسلمين يستقبلون شهر رمضان بالضجر والتبرم والاستياء. وما هكذا يستقبل المؤمن شهر الله المبارك الذي تُعد أيامه أحلى الأيام ولياليه أبرك الليالي وساعاته أجمل الساعات, بل يستقبله بالفرحة والابتهاج والسرور والدعاء أن يبلغه الله رمضان كما كان يفعل السلف الصالح - رضي الله عنهم – وقد كان النبي عليه السلام يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان وكان السلف الصالح – رضي الله عنهم – ينتظرونه بفارغ الصبر ويفرحون لقدومه ويعظمونه ويهتمون به ويتفرغون فيه للعبادة والطاعة.
ومن هذه الأخطاء أيضا: ترك طعام السحور مع انه قد جاء الترغيب عن النبي عليه السلام فيه, فقال عليه السلام (( تسحروا ففي السحور بركة)) ومنهم من يُعجل السحور, ففي الحديث (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور)).
ومن هذه الأخطاء كذلك: الغفلة عن حكم الصيام وأسراره فالصوم له معان متعددة ومقاصد كثيرة ينبغي للمسلم أن يتعرف عليها فمن غايته إعداد النفوس للتقوى وتعويدها على الصبر والعبودية لله تعالى. ومن أسراره أيضاً غرس المراقبة لله تعالى والعطف والرحمة على الفقراء والمساكين وفيه مجاهدة للنفس وتهذيب للغريزة وصحة الأبدان, إلى غير ذلك من حكم الصوم ومقاصده, ومن ذلك أن كثير اً من الصائمين يقضون ليالي رمضان في القيل والقال واللهو واللعب إلى غير ذلك مع أن ليالي رمضان مباركة يحسن بالمسلم أن يقضيها في الصلاة والقيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن وفيها يقول عليه السلام (( من صام رمضان إيماناً واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه)).
ومن هذه الأخطاء أيضا: التهاون في جميع الصلوات وخاصة صلاة التراويح أو أدائها بشيء من العجلة وكأنها حمل ثقيل, قال تعالى (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) حتى صاروا يتسابقون إلى المساجد التي يُسرع فيها الأئمةُ في أداء صلاة التراويح بينما ترى المساجد الأُخرى التي تطال فيها القراءة قليلاً مقفرة من المصلين.
ومن هذه الأخطاء كذلك: الإسراف في إعداد الموائد وأنواع المأكولات وكأن شهر رمضان شهر أكل وشرب, وكثيراً ما يكون هذا على حساب الصلوات فقد يتأخر بعضهم عن صلاة المغرب بسبب تناوله لطعام الإفطار وقد يأتي لصلاة العشاء وبطنه ممتلئ فلا يستطيع أن يصلي صلاة التراويح إلا بمشقة شديدة ومن ذلك إفطار بعض الصائمين على ما حرم الله تعالى كالدخان ونحوه من المأكولات المحرمة والرسول عليه السلام يقول (( لا يدخل الجنة لحم نبت من سُحت)) وكأنهم كانوا في سجن أثناء الصوم فما أن تغرب الشمس حتى يتخلصوا من قُيودهم ويطلقوا لأنفسهم العنان للخوض في محرمات الله تعالى.
ومن هذه الأخطاء أيضا: أن بعض النساء يأتين للمسجد وهن متطيبات أو في ملابسهن زينة وهذا مخالف للهدى النبوي, فالرسول الكريم عليه السلام يقول (( أيَّما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء)) فيجب على من أرادت الخروج من بيتها لصلاة التراويح أو غيرها من الأمور أن تخرج ساترة لبدنها مبتعدة عن الزينة والطيب وكل ما يُثير الرجال.
ومن الأخطاء أيضا: التي يقع فيها الصائمين هداهم الله تعالى أن يكونوا في بداية رمضان في همة ونشاط للعبادة ولكنهم مع تقدم الأيام يفترون العبادة شيئاً فشيئاً حتى تكون في آخر رمضان في أقل حالاتها وربما اشتغلوا في آخر رمضان عن العبادة بكثرة التردد إلى الأسواق بينما لو نظرنا إلى سيرة النبي علية السلام لرايناه يضاعف الاجتهاد عند دخول العشر الأواخر فقد كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ويجتهد في العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها.
ومن ذلك الأخطاء أيضا: أن بعض النساء قد تطهر من حيضها أو نفاسها في بعض ليالي رمضان فتتهاون في الاغتسال حتى يصبح عليها الصباح وبعضهن ربما طهرت من حيضها بعد خمسة أيام فلا تغتسل انتظاراً منها لمرور عشرة أيام على بداية الحيض أو تطهر من النفاس قبل مرور أربعين يوماً فلا تغتسل انتظاراً للأربعين وهذا كله غير جائز بل على المرأة إذا رأت الطهر أن تسارع إلى الغُسل وتواصل الصوم ولا يجوز لها تأخير الغُسل بعد رؤيتها للطهر.
فاتقوا الله أيها المسلمون وتوبوا إلى إليه من جميع الذنوب والخطايا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا الله إن الله غفوراٌ رحيمٌ.
أسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وان يغفر جميع ذنوبنا وخطايانا.
همسه/
تلك الكلمات كانت خلاصة ما باح به عقلي وخطة قلمي عند سماعي لخطبة أول جمعة في رمضان والتي أعجبت بها, فأحببت لكم ما دار في ذهني من أفكار بعد سماعي لها.
أن الله يُحب من عبده إذا عمل عملاً أن يتقنه ويحسنه, ألا وإن من إتقان صوم شهر رمضان المبارك أن يصومه المسلم فق ما أمر الله ورسوله مقتدياً في صومه بالنبي عليه السلام مبتعداً عن كل ما يفسد صومه أو ينقص أجره, ولكن للأسف الشديد فإن كثيراً من المسلمين لا ينتبهون لذلك ولا يعيرون هذه الفريضة المباركة اهتمامهم بل يقعون في أخطاء كثيرة في صومهم بسبب الجهل وقلة التفقه بالدين.
فمن هذه الأخطاء: أن بعض المسلمين يستقبلون شهر رمضان بالضجر والتبرم والاستياء. وما هكذا يستقبل المؤمن شهر الله المبارك الذي تُعد أيامه أحلى الأيام ولياليه أبرك الليالي وساعاته أجمل الساعات, بل يستقبله بالفرحة والابتهاج والسرور والدعاء أن يبلغه الله رمضان كما كان يفعل السلف الصالح - رضي الله عنهم – وقد كان النبي عليه السلام يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان وكان السلف الصالح – رضي الله عنهم – ينتظرونه بفارغ الصبر ويفرحون لقدومه ويعظمونه ويهتمون به ويتفرغون فيه للعبادة والطاعة.
ومن هذه الأخطاء أيضا: ترك طعام السحور مع انه قد جاء الترغيب عن النبي عليه السلام فيه, فقال عليه السلام (( تسحروا ففي السحور بركة)) ومنهم من يُعجل السحور, ففي الحديث (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور)).
ومن هذه الأخطاء كذلك: الغفلة عن حكم الصيام وأسراره فالصوم له معان متعددة ومقاصد كثيرة ينبغي للمسلم أن يتعرف عليها فمن غايته إعداد النفوس للتقوى وتعويدها على الصبر والعبودية لله تعالى. ومن أسراره أيضاً غرس المراقبة لله تعالى والعطف والرحمة على الفقراء والمساكين وفيه مجاهدة للنفس وتهذيب للغريزة وصحة الأبدان, إلى غير ذلك من حكم الصوم ومقاصده, ومن ذلك أن كثير اً من الصائمين يقضون ليالي رمضان في القيل والقال واللهو واللعب إلى غير ذلك مع أن ليالي رمضان مباركة يحسن بالمسلم أن يقضيها في الصلاة والقيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن وفيها يقول عليه السلام (( من صام رمضان إيماناً واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه)).
ومن هذه الأخطاء أيضا: التهاون في جميع الصلوات وخاصة صلاة التراويح أو أدائها بشيء من العجلة وكأنها حمل ثقيل, قال تعالى (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) حتى صاروا يتسابقون إلى المساجد التي يُسرع فيها الأئمةُ في أداء صلاة التراويح بينما ترى المساجد الأُخرى التي تطال فيها القراءة قليلاً مقفرة من المصلين.
ومن هذه الأخطاء كذلك: الإسراف في إعداد الموائد وأنواع المأكولات وكأن شهر رمضان شهر أكل وشرب, وكثيراً ما يكون هذا على حساب الصلوات فقد يتأخر بعضهم عن صلاة المغرب بسبب تناوله لطعام الإفطار وقد يأتي لصلاة العشاء وبطنه ممتلئ فلا يستطيع أن يصلي صلاة التراويح إلا بمشقة شديدة ومن ذلك إفطار بعض الصائمين على ما حرم الله تعالى كالدخان ونحوه من المأكولات المحرمة والرسول عليه السلام يقول (( لا يدخل الجنة لحم نبت من سُحت)) وكأنهم كانوا في سجن أثناء الصوم فما أن تغرب الشمس حتى يتخلصوا من قُيودهم ويطلقوا لأنفسهم العنان للخوض في محرمات الله تعالى.
ومن هذه الأخطاء أيضا: أن بعض النساء يأتين للمسجد وهن متطيبات أو في ملابسهن زينة وهذا مخالف للهدى النبوي, فالرسول الكريم عليه السلام يقول (( أيَّما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء)) فيجب على من أرادت الخروج من بيتها لصلاة التراويح أو غيرها من الأمور أن تخرج ساترة لبدنها مبتعدة عن الزينة والطيب وكل ما يُثير الرجال.
ومن الأخطاء أيضا: التي يقع فيها الصائمين هداهم الله تعالى أن يكونوا في بداية رمضان في همة ونشاط للعبادة ولكنهم مع تقدم الأيام يفترون العبادة شيئاً فشيئاً حتى تكون في آخر رمضان في أقل حالاتها وربما اشتغلوا في آخر رمضان عن العبادة بكثرة التردد إلى الأسواق بينما لو نظرنا إلى سيرة النبي علية السلام لرايناه يضاعف الاجتهاد عند دخول العشر الأواخر فقد كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ويجتهد في العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها.
ومن ذلك الأخطاء أيضا: أن بعض النساء قد تطهر من حيضها أو نفاسها في بعض ليالي رمضان فتتهاون في الاغتسال حتى يصبح عليها الصباح وبعضهن ربما طهرت من حيضها بعد خمسة أيام فلا تغتسل انتظاراً منها لمرور عشرة أيام على بداية الحيض أو تطهر من النفاس قبل مرور أربعين يوماً فلا تغتسل انتظاراً للأربعين وهذا كله غير جائز بل على المرأة إذا رأت الطهر أن تسارع إلى الغُسل وتواصل الصوم ولا يجوز لها تأخير الغُسل بعد رؤيتها للطهر.
فاتقوا الله أيها المسلمون وتوبوا إلى إليه من جميع الذنوب والخطايا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا الله إن الله غفوراٌ رحيمٌ.
أسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وان يغفر جميع ذنوبنا وخطايانا.
همسه/
تلك الكلمات كانت خلاصة ما باح به عقلي وخطة قلمي عند سماعي لخطبة أول جمعة في رمضان والتي أعجبت بها, فأحببت لكم ما دار في ذهني من أفكار بعد سماعي لها.