المرتاح
موقوف
شارع طويل مُمتد
كان كُل شيء صامت
عُتمةٌ حالكةٌ ..
وسواد الليل يُخيفني
يُفزعني .. اتوجس في
رعبٍ .. لا بأس باقٍ
في جسدي ولا قوة
دماء في عُروقي ..
ألْتفتُ إلى يميني
كأنّ شيء ، يتحرّك
ثم اتبعتها إلتفاتةٌ إلى
شمالي .. ثم أرجع
برقبتي إلى ورائي
كأنّما دافعٌ
يُعيدها إلى حيث ابتدتْ ،
إلى وجهةَ سيرتها الاولى
تتعثّر قدمي ، تصطدم
بحجارة الطريق ..
______________
كانت الطريق مُستوية ..
أدير ظهري إلى
الخلف .
______
تنغلق عيني
تنفتح ، جفنيْها
يتحركان ،
ورموشها ترفرف
كأنّما صارتْ باباً
كهربائياً مُتحركاً .
___
لم استطيع تمالكها
تنفتح تتحرك ،
كُلما شعرتْ ضغطة
أو ظلٍ يغمرها .
فيتلاشى ثقلهُ عنها .
_______
صارتْ عيني كثيرة
الالتفات ..
لكني لا ارى غير
حجارة صامتة ،
شديدة الوثوق
بالمكان ..
جبالٌ راسيات
وأشجار دَهماء ، سوداء
لا افطن ، إن كانتْ
خضراء اويابسة .
______
شيءٌ امتدّ كظل
اسرع ، يُسرع
كان كُل شيء حولي
يُلاحقني .. يتربّص بي ،
ويتلصص عليّ ..
اشتدّتْ إلْتفاتتي ،
لا يبدو أحداً قريباً،
التفت مرّات ومراّت
بحذر وبتتالي كامل
الدّقة .
_________
أترّقب ، بلاطُمأنينة
لا أرى شيء . لا ارى
أحداً ..
قلبي وجسدي فقط ،
هُما اللذان وَريا روحي
فخرجتْ طُمأنينتها
كخرقة
واختفتْ
كأنها تخبر إرادتي ،
وخرجتْ نار مُشتعلة
مكانها..
________
كُل شيء صامتٌ ..
كُل شيء مُظلم ..
كل شيء مُخيف
حولي ..
استدرتُ ناحية
اليمين ، أمعنتُ
النظر جيداً ..
لا شيء حولي ، غير
جبال وأشجار ،
ثم القيتُ نظرة إلى يساري
بحرٌ مُمتد بعمق بعيد،
وساحل طويل ..
يقودني خوفي ، إلى
شارع لانهايةَ له ،
ولا مخرج .. يغص
في نهايته بضيقٍ شديد،
يغضب ، فيضيق بعد
سِعَةٍ من الانشراح .
توجستُ خيفةً ،
تساءلت ..
----------
"دهمةٍ ظِل" تُباغتني ،
تُلاحقني ، اتفاجأْ
بسوادها المعتّم .
أثمّة من يُطاردني ،
ارجل هُو او
إمرأة تتبعني ..
تقتفي أثري..
تطلبني ..
______
ازددتُ كظماً ،
كدث أصرخ وما انا
بصارخ .. شيء يوقف
صُراخي .
________
يوقف اندفاعي ..
تُرى من يتعقّبني في
هذه الليلة
المشؤومة .
أشرٌ هُوَ .. أم
أمرٌ ينتظرني ، يتعقّب
عاقبتي..
أم النهاية .!
______
اهتزّ جسدي ..
ارتعشت قوائمي ..
انتفضتْ أعضائي ..
صُرعتْ روحي ..
أحسستُ بأن أَرْجلٌ ،
وقع اقدامٍ تسير
ناحيتي .,
اقتربَ ، فتاةٌ ،شابٌ
صورة مركبة تتغيّر ،
شيء ملعون يتعقّبني ،
يطلبني. يتقصّدني ..
اندفعتُ إلى اللاوعي
إلى أشياء أراها هُلامية ..
ارتجافٌ يسري
في عروقي ..
________
اهتزازٌ شديد
في مجرى الدم يتصاعد..
شراييني هلكتْ ،تُتلف
في داخلي ، تتقطّع ،
تتمزّق ..
_______
جدارٌ ضخمٌ
اصطدم به ..
حبستٌ أنفاسي ..
صوت الاصطدام عالٍ
جداً ، وقْعه مخيف ..
لكني بخير ، لم أُبْلى ..
لازلتُ أنا ، هو انا .
________
فتحتُ عيني ،أغمضتُها
تحرك رأسي نفياً ،غاضني
مارأيتُ .. مالذي اراهُ هنا ..
سهْلاً مستوياً ، ام جبال تتضخّم
ثم تنبسط .. تتساوى والارض
تماماً .. امرٌ في قمّة الدهشة ..
في قمّة الغرابة ..وانا في قمّة
الخوف .!
_______
احترتُ .. تهشّمتُ ..
رؤيتي ماتتْ ،وشجاعتي
وُئدت .
تتفتّت كمرايا
تتكسّر ..
_________
تسائلتُ بوجهٍ مُنكمش
وبحيلة مبتورة ،
بأي ذنبٌ قتلتْ .
________
عيني ترفّ اهدابها
يهتزَ رأسي دون
سائر جسدي ..
نفضته ..
اضطربتُ وتمايلت ..
كأنّما رأبتْ الارض
من حولي ..
وأخرجتْ نبتتُها
لكنها مجزوزة .
________
تحطّمت ، تهشّمت ،
انكسرتُ وانا ارى
الليل لم يكد يمشي ،
ويمضي ، كيْ
يطلع النهار ..
وفي قرارتي ، هذا
ماتمنّيته ..!
شمس النهار ، لتوّها
تستيقظ ، كأني ارى
الاعمدة المزروعة على
جانبي الطريق المكسوة
بسواد مُدهش ومُخيف ،
يتلاشى مع ابلاج صباح
يتعايش في الناس ،
على اقل بدون عُتمةٍ ساترة
وبدون سوادٍ مُباغتْ،
كأنما الشمس كمال للاشياء
والليل ذي سواد مقرف.!
_____________
عندئذٍ تذكرت سيرة الحِكْمة
الشعرية بتأريخها ،يُكمّل
جملة عبارتها السائرة،
لولا سواد الليل ماطلع البدرُ ..!
أي فلسفة هيَ
وأي حكمة شاعر ،صلحتْ
حتى لوقتنا هذا ،وستبقى ،
ما بقيتْ الشمس والقمر
والنهار والليل .إنهما
جنسان مختلفان ، لكنهما
دائبين متلازمين ،ودائمين
ضماناً لاستمرارية البقاء .!
___________
حين ظهر النهار ،واشرق
ترائ لي ، ان طيرا صيضرب
زجاجة نافذتي بمنقاره،
يُهشّمها بغضبٍ ،كأنه مأمورٌ
بتقطيعها .. إرباً ،إرباً ..
أمسح عيني ، علّها كاذبة ..
كانت السماء كصفاءالماء ..
والحياة تُولد في يوم جديد ،
والليل الذي قطعته في
حُلمي لن يعود .
________________
الخميس 8 صفر 1432هـ 13/01/2011 م
كان كُل شيء صامت
عُتمةٌ حالكةٌ ..
وسواد الليل يُخيفني
يُفزعني .. اتوجس في
رعبٍ .. لا بأس باقٍ
في جسدي ولا قوة
دماء في عُروقي ..
ألْتفتُ إلى يميني
كأنّ شيء ، يتحرّك
ثم اتبعتها إلتفاتةٌ إلى
شمالي .. ثم أرجع
برقبتي إلى ورائي
كأنّما دافعٌ
يُعيدها إلى حيث ابتدتْ ،
إلى وجهةَ سيرتها الاولى
تتعثّر قدمي ، تصطدم
بحجارة الطريق ..
______________
كانت الطريق مُستوية ..
أدير ظهري إلى
الخلف .
______
تنغلق عيني
تنفتح ، جفنيْها
يتحركان ،
ورموشها ترفرف
كأنّما صارتْ باباً
كهربائياً مُتحركاً .
___
لم استطيع تمالكها
تنفتح تتحرك ،
كُلما شعرتْ ضغطة
أو ظلٍ يغمرها .
فيتلاشى ثقلهُ عنها .
_______
صارتْ عيني كثيرة
الالتفات ..
لكني لا ارى غير
حجارة صامتة ،
شديدة الوثوق
بالمكان ..
جبالٌ راسيات
وأشجار دَهماء ، سوداء
لا افطن ، إن كانتْ
خضراء اويابسة .
______
شيءٌ امتدّ كظل
اسرع ، يُسرع
كان كُل شيء حولي
يُلاحقني .. يتربّص بي ،
ويتلصص عليّ ..
اشتدّتْ إلْتفاتتي ،
لا يبدو أحداً قريباً،
التفت مرّات ومراّت
بحذر وبتتالي كامل
الدّقة .
_________
أترّقب ، بلاطُمأنينة
لا أرى شيء . لا ارى
أحداً ..
قلبي وجسدي فقط ،
هُما اللذان وَريا روحي
فخرجتْ طُمأنينتها
كخرقة
واختفتْ
كأنها تخبر إرادتي ،
وخرجتْ نار مُشتعلة
مكانها..
________
كُل شيء صامتٌ ..
كُل شيء مُظلم ..
كل شيء مُخيف
حولي ..
استدرتُ ناحية
اليمين ، أمعنتُ
النظر جيداً ..
لا شيء حولي ، غير
جبال وأشجار ،
ثم القيتُ نظرة إلى يساري
بحرٌ مُمتد بعمق بعيد،
وساحل طويل ..
يقودني خوفي ، إلى
شارع لانهايةَ له ،
ولا مخرج .. يغص
في نهايته بضيقٍ شديد،
يغضب ، فيضيق بعد
سِعَةٍ من الانشراح .
توجستُ خيفةً ،
تساءلت ..
----------
"دهمةٍ ظِل" تُباغتني ،
تُلاحقني ، اتفاجأْ
بسوادها المعتّم .
أثمّة من يُطاردني ،
ارجل هُو او
إمرأة تتبعني ..
تقتفي أثري..
تطلبني ..
______
ازددتُ كظماً ،
كدث أصرخ وما انا
بصارخ .. شيء يوقف
صُراخي .
________
يوقف اندفاعي ..
تُرى من يتعقّبني في
هذه الليلة
المشؤومة .
أشرٌ هُوَ .. أم
أمرٌ ينتظرني ، يتعقّب
عاقبتي..
أم النهاية .!
______
اهتزّ جسدي ..
ارتعشت قوائمي ..
انتفضتْ أعضائي ..
صُرعتْ روحي ..
أحسستُ بأن أَرْجلٌ ،
وقع اقدامٍ تسير
ناحيتي .,
اقتربَ ، فتاةٌ ،شابٌ
صورة مركبة تتغيّر ،
شيء ملعون يتعقّبني ،
يطلبني. يتقصّدني ..
اندفعتُ إلى اللاوعي
إلى أشياء أراها هُلامية ..
ارتجافٌ يسري
في عروقي ..
________
اهتزازٌ شديد
في مجرى الدم يتصاعد..
شراييني هلكتْ ،تُتلف
في داخلي ، تتقطّع ،
تتمزّق ..
_______
جدارٌ ضخمٌ
اصطدم به ..
حبستٌ أنفاسي ..
صوت الاصطدام عالٍ
جداً ، وقْعه مخيف ..
لكني بخير ، لم أُبْلى ..
لازلتُ أنا ، هو انا .
________
فتحتُ عيني ،أغمضتُها
تحرك رأسي نفياً ،غاضني
مارأيتُ .. مالذي اراهُ هنا ..
سهْلاً مستوياً ، ام جبال تتضخّم
ثم تنبسط .. تتساوى والارض
تماماً .. امرٌ في قمّة الدهشة ..
في قمّة الغرابة ..وانا في قمّة
الخوف .!
_______
احترتُ .. تهشّمتُ ..
رؤيتي ماتتْ ،وشجاعتي
وُئدت .
تتفتّت كمرايا
تتكسّر ..
_________
تسائلتُ بوجهٍ مُنكمش
وبحيلة مبتورة ،
بأي ذنبٌ قتلتْ .
________
عيني ترفّ اهدابها
يهتزَ رأسي دون
سائر جسدي ..
نفضته ..
اضطربتُ وتمايلت ..
كأنّما رأبتْ الارض
من حولي ..
وأخرجتْ نبتتُها
لكنها مجزوزة .
________
تحطّمت ، تهشّمت ،
انكسرتُ وانا ارى
الليل لم يكد يمشي ،
ويمضي ، كيْ
يطلع النهار ..
وفي قرارتي ، هذا
ماتمنّيته ..!
شمس النهار ، لتوّها
تستيقظ ، كأني ارى
الاعمدة المزروعة على
جانبي الطريق المكسوة
بسواد مُدهش ومُخيف ،
يتلاشى مع ابلاج صباح
يتعايش في الناس ،
على اقل بدون عُتمةٍ ساترة
وبدون سوادٍ مُباغتْ،
كأنما الشمس كمال للاشياء
والليل ذي سواد مقرف.!
_____________
عندئذٍ تذكرت سيرة الحِكْمة
الشعرية بتأريخها ،يُكمّل
جملة عبارتها السائرة،
لولا سواد الليل ماطلع البدرُ ..!
أي فلسفة هيَ
وأي حكمة شاعر ،صلحتْ
حتى لوقتنا هذا ،وستبقى ،
ما بقيتْ الشمس والقمر
والنهار والليل .إنهما
جنسان مختلفان ، لكنهما
دائبين متلازمين ،ودائمين
ضماناً لاستمرارية البقاء .!
___________
حين ظهر النهار ،واشرق
ترائ لي ، ان طيرا صيضرب
زجاجة نافذتي بمنقاره،
يُهشّمها بغضبٍ ،كأنه مأمورٌ
بتقطيعها .. إرباً ،إرباً ..
أمسح عيني ، علّها كاذبة ..
كانت السماء كصفاءالماء ..
والحياة تُولد في يوم جديد ،
والليل الذي قطعته في
حُلمي لن يعود .
________________
الخميس 8 صفر 1432هـ 13/01/2011 م
التعديل الأخير: