عيناوي بجنون
¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
تعوّد الناس قديما وحديثا قضاء إجازاتهم خارج منازلهم و بعيدا عن المألوف، فكان البعض يشد رحاله ويسافر إلى خارج وطنه ليجدد نشاطه والبعض الآخر يفضل قضاء إجازته في بلده لطالما هذا يؤدي إلى الهدف ذاته من المتعة والراحة النفسية. فالإجازة ضرورية بالنسبة لحياتنا المعاصرة ولها دور كبير في تجديد نشاطاتنا اليومية شرط أن تكون بعيدة عن الروتين سواء داخل البلد أو خارجها . فهناك شعوب كثيرة تفضل قضاء إجازاتها الصيفية داخل بلدانهم ولهم طقوس يمارسونها خلال فترة إجازاتهم. هكذا هو الحال عندنا في محافظة ظفار حيث يترقب أهالي المحافظة فصل الخريف ليحضروا أمتعتهم وخيامهم متوجهين إلى سهل أتين لينصبوا مخيماتهم على أرضه الخضراء المنبسطة الواسعة الباردة طول فترة الموسم وذلك بعد الحصول على تصريح من بلدية ظفار مقابل رسوم رمزية تدفع كتأمين بهدف المحافظة على نظافة المكان وإزالة تلك المخيمات بنهاية الفترة المخصصة للتخييم. وفي غضون أيام قلائل منذ بداية الموسم تشاهد أغلبية سكان المحافظة قد حلوا في سهل أتين وفجأة يعج المكان بالحركة والنشاط وتبدأ مرحلة ولادة مدينة جديدة في هذا السهل وإن كانت مؤقتة مشكلة منظرا بديعا من خلال تنسيق مواقع الخيام بأشكال هندسية مرتبة. يتكون المخيم من عدة خيام منها للسكن والنوم وخيمة تسمى الشراع للأكل والتجمع والتسامر ومكان للطبخ وأخر لدورات المياه. كل هذا مع المحافظة على مسافة محددة فاصلة بين مخيم وآخر حتى يستمتع الجميع ويأخذون حريتهم. يسكن المخيم أحيانا أفراد أسرة واحده وأحيانا يتكون من أفراد قبيلة واحدة ويشكل ذلك نموذجا للتلاحم الاجتماعي وفرصة لزيادة اللحمة القرابية مما يؤدي إلى الوئام والألفة فيما بينهم.
أثناء موسم الخريف تكون الحركة في سهل أتين تدب في كل بقعة وهو بمثابة المنتفش الأبرز لأهالي محافظة ظفار وزائريها وسواحلها وهو معروف بفضاء مساحته المحاذية للجبال بعرض عشرة كيلومترات تقريبا حيث اكتسب شهرته الواسعة من خلال احتضانه مهرجان صلالة السياحي الذي يقام على أرضه سنويا والمطاعم السياحية والتقليدية. فإذا كنت من أهالي المحافظة أو زوارها أو سياحها فلا بد لك من زيارة سهل أتين وتتجول على أرضه الخضراء الجميلة فهو يعتبر قبلة الجميع.
و يعتبر سهل أتين الشريط الفاصل بين مدينة صلالة وضواحيها وهو الرئة التي تتنفس منها و المساحة المتبقية من جملة مساحات المحافظة التي نجت من الزحف العمراني والسكاني وإذا ما تقلصت أو انتهت تلك المساحة لن يبقى لمدينة صلالة التي تقع محصورة بين البحر جنوبا والجبل شمالا ما تتنفس منه فهو بمثابة الرئة. لذا فانه يجب المحافظة عل هذا السهل وعدم إقامة أي مشاريع عمرانية أو سكنية فيه. فالواجب يقتضى أن تبقى هذه المساحة الفريدة من نوعها على طبيعتها البكر خدمة للصالح العام