تحداني على البعد وتناسيته
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
- إنضم
- 7 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 2,872
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن التراث ومدلول عبارتي
{(التراث الشعبي) و(الفنون الشعبية)}
التراث) كلمة و(التراث الشعبي والفنون الشعبية كل منهما جملة) وقد اختلفت أراء المهتمين بهذا الموضوع فنمهم من قال أن كلمة (تراث) أعم وأشمل من كلمة(التراث الشعبي)وبمعنى أصح هناك قولان أو رأيان في هذا الموضوع وهما:
أن كلمة (تراث) تشمل جميع ما ورثه جيل من الجيل الذي سبقه أو الأجيال التي سبقته0من علوم وأعمال مهنية وصناعية ونماذج معمارية من منازل ومعابد وثقافة وفنون وتقاليد وعادات ولباس ومعتقدات00000 الخ00
كلمة (التراث الشعبي) أو(الفنون الشعبية)وتقتصر على الفنون الشعبية فقط التي يرثها جيل من الجيل الذي سبقه أو الأجيال التي سبقته مثل:
اللباس والشعر والأناشيد ومسميات الأشياء والألعاب والمهن الحرفية والعادات والتقاليد في الأفراح والأتراح والمناسبات مثل العيدين ومناسبات الأعراس والختان(الطهار)وأدوات الفرح مثل الطبول والمزامير
وكلمة تراث من الفعل وَرِثَ يَرِثُ مِيرَاثَاً أي انتقل إلى ملكه ما كان يملكه أبويه أو من يرثه من قبله فصار ميراثاً
قال الله تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ( الآية 16 سورة النمل)
وقال الله تعالى: وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا(الآية27سورة الأحزاب)
وقال الله تعالى إخباراً عن زكريا ودعائه إياه: يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا(سورة مريم الآية6)أي يبقى بعدي فيصير له ميراثي0
وتُرَاث أصلها وُرَاث فقلبت الواو تاءً كما في قولنا تَقوى وتُقاة من وقى وكثيراً ما تبدل الواو بالتاء نحو تراث وتجاه وتخمة وتقى وتقاة
والتراث هو: ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل ونقول: التراث الإنساني هو التراث الأدبي بمعناه
والتراث الشعبي: يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى وألعاب ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات0
وفي بعض الأمثال الشعبية: من كان وريثك فلا تحاسبه ومن أمثلة الموروثات الشعبية تعليم المرأة ابنتها الخياطة والتطريز والغزل والنسيج والعجن والطبخ وتدريب الرجل لابنه على عادات الفروسية والكرم واستقبال الضيوف وعمل القهوة لهم ومجالسة الرجال والوجهاء ومعرفة أمور القضاء القبلي(العشائري) والقوانين والأعراف القبلية وكذلك معرفة الفلاحة وزراعة الأرض وتربية المواشي من أجل العيش
ومن هنا تأتي أهمية التراث ويتوجب علينا الحفاظ على التراث وتدوينه ونقل كل ما هو جميل من العادات والتقاليد والقيم والأخلاق الحميدة من جيل إلى جيل والحفاظ على التراث هو حفاظ على القومية والهوية الوطنية واللغة والتقاليد الحسنة المفيدة للمجتمع الحاضر والقادم من التلف والضياع وتوثيق كل ذلك ونقلة للأجيال الحالية والأجيال القادمة0
وفي بعض البلاد العربية هناك كلمة(فولكلور)Folklore
مثل الأردن وسوريا ولبنان
وكلمة (فولكلور)هي مصطلح أجنبي غربي يعني( التراث الشعبي) وكل ما يندرج تحت باب التراث من الفنون الشعبية المختلفة والكلمة مكونة من شقينFolk
وتعني قوم وأمة وشعب ومجتمع وأسرة وناس
وlore وتعني( معرفة ومعرفة تقليدية وتقاليد) والعادات والتراث والمعتقدات التقليدية بمجملها تعني التراث الشعبي ولا ينصح المهتمون بالتراث باستعمال مثل هذه الكلمات المستوردة والدخيلة على ثقافتنا ولأن في لغتنا العربية المرنة ما يعبر بعبارات بسيطة لا نجد صعوبة في فهمها وتبيان معناها وما يغنينا عن استعمال غيرها.
ومن المصطلحات التي تستخدم للدلالة على مقومات التراث الشعبي ومدلولاته المختلفة والتي يندرج تحت بابها معظم المواضيع التراثية
مصطلح
العادات
فالعادات: جمعٌ لكلمة عادة، وهي من الفعل تعوّد يتعوّد تعويداً، ومعنى هذه الكلمة ومفهومها الدارج هو تلك الأشياء التي درج الناس على عملها أو القيام بها أو الاتصاف بها، وتكرَّرَ عملها حتى أصبحت شيئاً مألوفاً ومأنوساً، وهي نمطٌ من السلوك أو التصرُّف يُعتادُ حتى يُفعل تكراراً، ولا يجد المرء غرابة في هذه الأشياء لرؤيته لها مرات متعددة في مجتمعه وفي البيئة التي يعيش فيها
والعادة اصطلاحاً هي: ما يعتاده الإنسان أي يعود إليه مراراً متكررة. نقول عاد الشيءُ فلاناً، أي أصابه مرة بعد أخرى، يقال: عاده الشوقُ أو الحنين أي رجع إليه مرة بعد مرة. ونقول: عَوَّدهُ على.. أي جعله يعتاد هذا الشيء حتى يصير عادة له. وسمعتُ شيخاً يذكر مرضاً يعتاده كلّ عام ويقول:" كل معيود مبارك ". وهناك مثل شعبي يقول:" بن آدم عَوَّاد على أثره
وفي لسان العرب في مادة:ع و د: أنشد ابن الأعرابي
لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي***والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ
وقال
تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ إِني*** رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا
والعيد: هو تلك المناسبة التي تكرر في كلّ عام مرتين وفي وقتها المحدّد والعِيدِيّة: هي تلك الهدية النقدية أو المادية أو المعنوية التي يقدمها الرجل لأولاده وبناته وإخوانه ومن له صلة رحم بهم
وحتى كلمة عيادة تعني المكان الذي يرتاده الناس من وقت لآخر من أجل المعالجة
فالعادة إذن: هي ما تكرر فعله حتى أصبح ديدناً وألفته النفوس واعتادت عليه الأبصار لكثرة مشاهدته في حياة الناس
والشعوب تقاوم العادات المستحدثة الجديدة خشية على عاداتهم المتوارثة وخوفاً أن يكون في هذه العادات الجديدة ما يُفقد مجتمعهم بعض المواصفات الكريمة التي يفضلون بقاءها حية فيه ويقولون في ذلك: أبطل عَادة ولا تنشئ عَادة والمقصود من العبارة هو(أبطل عادة سيئة ولا تستحدث
التقاليد والتقليد
التقاليد:
جمع لكلمة تقليد وهي: من الفعل قلَّدَ يُقلِّدُ تقليداً ومعناها أن يُقلِّد جيلٌ أساليب الجيل الذي سبقه ويسير عليها سواء كان ذلك في الملبس أو في السلوك والتصرفات أو في العقائد والأعمال المختلفة التي يرثها الخَلَف عن السَّلَف وفي المنجد التقليد: تقاليد وهو ما انتقل إلى الإنسان من آبائه ومعلميه ومجتمعه من العقائد والعادات والعلوم والأعمال
ويقال قَلَّدَ فلاناً: أي اتبَعَهُ وحاكاهُ فيما يقول أو يفعل من غير حجة ولا دليل0
وفي تراثنا وحياتنا الاجتماعية عندما نرى فتاة تتعلم الطبخ وتنظف وترتب المنزل وغير ذلك فهي تكتسب تلك المهارات من والدتها وتقلدها أو أختها الكبرى متخذة إياها قدوة لها تسير على نهجها وتتبع خطواتها وتسلك
وكذلك الطفل عندما يبدأ النطق فهو يقلد والديه ويحاكيهما في لفظهما وتصرفاتهما حتى يستقيم لسانه ويهتدي إلى اللفظ
ونرى الشاب يتعلم الكثير من العادات والتقاليد من والده أو ممن يعجب بتصرفاته وأفعاله أو من أقرانه0
وكذلك نرى البعض يتعلم من البعض الآخر بعض المهن والحرف والعادات والأخلاق والتصرفات0
وكذلك في السلوكيات فإن للبيت أثره البارز على تنشئة الأولاد والبنات وتربيتهم على الأسس السليمة فمن ينشأ ويتربى في أسرة محافظة ملتزمة بدينها وأخلاقها يسير على نهج هذه الأسرة ومن يتربى في أسرة فاسدة والعياذ بالله فالنتيجة معروفة إلا من رحم ربي
وذلك ينطبق على المجتمع أيضا0
وكثيراً ما نرى ترادفاً ظاهراً بين كلمتي عادات وتقاليد فنرى الناس يقولون: من عاداتنا وتقاليدنا فعل كذا وكذا
أو إننا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا فالعادات والتقاليد ومثالاً على ذلك من يقول أن عاداتنا وتقاليدنا تقضي بأن لا تزوّج عائلة ابنها أو ابنتها من عائلة أخرى وليس في تلك العائلة ما يعيبها ولكنهم ساروا في أثر آبائهم وقلدوهم في عاداتهم وتصرفاتهم ولم يغيروا أو يبدلوا شيئاً0
وكثيراً ما نرى بعض الصفات التي تدلّ على القِدَم والجهل والعمى تلتصق بكلمة التقليد مثل: تقليد أعمى وتقاليد بالية وغيرها من الألفاظ والعبارات التي يستعملها المفلسون في أغلب الأحيان0
والحقيقة أن العادات والتقاليد ليست جميعها صالحة وليست جميعها ضارة
لكل شرائح المجتمع بل فيها الصالح الذي يجب المحافظة عليه وفيها الضار الذي يجب التخلص منه0
نبذة عن التراث ومدلول عبارتي
{(التراث الشعبي) و(الفنون الشعبية)}
التراث) كلمة و(التراث الشعبي والفنون الشعبية كل منهما جملة) وقد اختلفت أراء المهتمين بهذا الموضوع فنمهم من قال أن كلمة (تراث) أعم وأشمل من كلمة(التراث الشعبي)وبمعنى أصح هناك قولان أو رأيان في هذا الموضوع وهما:
أن كلمة (تراث) تشمل جميع ما ورثه جيل من الجيل الذي سبقه أو الأجيال التي سبقته0من علوم وأعمال مهنية وصناعية ونماذج معمارية من منازل ومعابد وثقافة وفنون وتقاليد وعادات ولباس ومعتقدات00000 الخ00
كلمة (التراث الشعبي) أو(الفنون الشعبية)وتقتصر على الفنون الشعبية فقط التي يرثها جيل من الجيل الذي سبقه أو الأجيال التي سبقته مثل:
اللباس والشعر والأناشيد ومسميات الأشياء والألعاب والمهن الحرفية والعادات والتقاليد في الأفراح والأتراح والمناسبات مثل العيدين ومناسبات الأعراس والختان(الطهار)وأدوات الفرح مثل الطبول والمزامير
وكلمة تراث من الفعل وَرِثَ يَرِثُ مِيرَاثَاً أي انتقل إلى ملكه ما كان يملكه أبويه أو من يرثه من قبله فصار ميراثاً
قال الله تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ( الآية 16 سورة النمل)
وقال الله تعالى: وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا(الآية27سورة الأحزاب)
وقال الله تعالى إخباراً عن زكريا ودعائه إياه: يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا(سورة مريم الآية6)أي يبقى بعدي فيصير له ميراثي0
وتُرَاث أصلها وُرَاث فقلبت الواو تاءً كما في قولنا تَقوى وتُقاة من وقى وكثيراً ما تبدل الواو بالتاء نحو تراث وتجاه وتخمة وتقى وتقاة
والتراث هو: ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل ونقول: التراث الإنساني هو التراث الأدبي بمعناه
والتراث الشعبي: يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى وألعاب ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات0
وفي بعض الأمثال الشعبية: من كان وريثك فلا تحاسبه ومن أمثلة الموروثات الشعبية تعليم المرأة ابنتها الخياطة والتطريز والغزل والنسيج والعجن والطبخ وتدريب الرجل لابنه على عادات الفروسية والكرم واستقبال الضيوف وعمل القهوة لهم ومجالسة الرجال والوجهاء ومعرفة أمور القضاء القبلي(العشائري) والقوانين والأعراف القبلية وكذلك معرفة الفلاحة وزراعة الأرض وتربية المواشي من أجل العيش
ومن هنا تأتي أهمية التراث ويتوجب علينا الحفاظ على التراث وتدوينه ونقل كل ما هو جميل من العادات والتقاليد والقيم والأخلاق الحميدة من جيل إلى جيل والحفاظ على التراث هو حفاظ على القومية والهوية الوطنية واللغة والتقاليد الحسنة المفيدة للمجتمع الحاضر والقادم من التلف والضياع وتوثيق كل ذلك ونقلة للأجيال الحالية والأجيال القادمة0
وفي بعض البلاد العربية هناك كلمة(فولكلور)Folklore
مثل الأردن وسوريا ولبنان
وكلمة (فولكلور)هي مصطلح أجنبي غربي يعني( التراث الشعبي) وكل ما يندرج تحت باب التراث من الفنون الشعبية المختلفة والكلمة مكونة من شقينFolk
وتعني قوم وأمة وشعب ومجتمع وأسرة وناس
وlore وتعني( معرفة ومعرفة تقليدية وتقاليد) والعادات والتراث والمعتقدات التقليدية بمجملها تعني التراث الشعبي ولا ينصح المهتمون بالتراث باستعمال مثل هذه الكلمات المستوردة والدخيلة على ثقافتنا ولأن في لغتنا العربية المرنة ما يعبر بعبارات بسيطة لا نجد صعوبة في فهمها وتبيان معناها وما يغنينا عن استعمال غيرها.
ومن المصطلحات التي تستخدم للدلالة على مقومات التراث الشعبي ومدلولاته المختلفة والتي يندرج تحت بابها معظم المواضيع التراثية
مصطلح
العادات
فالعادات: جمعٌ لكلمة عادة، وهي من الفعل تعوّد يتعوّد تعويداً، ومعنى هذه الكلمة ومفهومها الدارج هو تلك الأشياء التي درج الناس على عملها أو القيام بها أو الاتصاف بها، وتكرَّرَ عملها حتى أصبحت شيئاً مألوفاً ومأنوساً، وهي نمطٌ من السلوك أو التصرُّف يُعتادُ حتى يُفعل تكراراً، ولا يجد المرء غرابة في هذه الأشياء لرؤيته لها مرات متعددة في مجتمعه وفي البيئة التي يعيش فيها
والعادة اصطلاحاً هي: ما يعتاده الإنسان أي يعود إليه مراراً متكررة. نقول عاد الشيءُ فلاناً، أي أصابه مرة بعد أخرى، يقال: عاده الشوقُ أو الحنين أي رجع إليه مرة بعد مرة. ونقول: عَوَّدهُ على.. أي جعله يعتاد هذا الشيء حتى يصير عادة له. وسمعتُ شيخاً يذكر مرضاً يعتاده كلّ عام ويقول:" كل معيود مبارك ". وهناك مثل شعبي يقول:" بن آدم عَوَّاد على أثره
وفي لسان العرب في مادة:ع و د: أنشد ابن الأعرابي
لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي***والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ
وقال
تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ إِني*** رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا
والعيد: هو تلك المناسبة التي تكرر في كلّ عام مرتين وفي وقتها المحدّد والعِيدِيّة: هي تلك الهدية النقدية أو المادية أو المعنوية التي يقدمها الرجل لأولاده وبناته وإخوانه ومن له صلة رحم بهم
وحتى كلمة عيادة تعني المكان الذي يرتاده الناس من وقت لآخر من أجل المعالجة
فالعادة إذن: هي ما تكرر فعله حتى أصبح ديدناً وألفته النفوس واعتادت عليه الأبصار لكثرة مشاهدته في حياة الناس
والشعوب تقاوم العادات المستحدثة الجديدة خشية على عاداتهم المتوارثة وخوفاً أن يكون في هذه العادات الجديدة ما يُفقد مجتمعهم بعض المواصفات الكريمة التي يفضلون بقاءها حية فيه ويقولون في ذلك: أبطل عَادة ولا تنشئ عَادة والمقصود من العبارة هو(أبطل عادة سيئة ولا تستحدث
التقاليد والتقليد
التقاليد:
جمع لكلمة تقليد وهي: من الفعل قلَّدَ يُقلِّدُ تقليداً ومعناها أن يُقلِّد جيلٌ أساليب الجيل الذي سبقه ويسير عليها سواء كان ذلك في الملبس أو في السلوك والتصرفات أو في العقائد والأعمال المختلفة التي يرثها الخَلَف عن السَّلَف وفي المنجد التقليد: تقاليد وهو ما انتقل إلى الإنسان من آبائه ومعلميه ومجتمعه من العقائد والعادات والعلوم والأعمال
ويقال قَلَّدَ فلاناً: أي اتبَعَهُ وحاكاهُ فيما يقول أو يفعل من غير حجة ولا دليل0
وفي تراثنا وحياتنا الاجتماعية عندما نرى فتاة تتعلم الطبخ وتنظف وترتب المنزل وغير ذلك فهي تكتسب تلك المهارات من والدتها وتقلدها أو أختها الكبرى متخذة إياها قدوة لها تسير على نهجها وتتبع خطواتها وتسلك
وكذلك الطفل عندما يبدأ النطق فهو يقلد والديه ويحاكيهما في لفظهما وتصرفاتهما حتى يستقيم لسانه ويهتدي إلى اللفظ
ونرى الشاب يتعلم الكثير من العادات والتقاليد من والده أو ممن يعجب بتصرفاته وأفعاله أو من أقرانه0
وكذلك نرى البعض يتعلم من البعض الآخر بعض المهن والحرف والعادات والأخلاق والتصرفات0
وكذلك في السلوكيات فإن للبيت أثره البارز على تنشئة الأولاد والبنات وتربيتهم على الأسس السليمة فمن ينشأ ويتربى في أسرة محافظة ملتزمة بدينها وأخلاقها يسير على نهج هذه الأسرة ومن يتربى في أسرة فاسدة والعياذ بالله فالنتيجة معروفة إلا من رحم ربي
وذلك ينطبق على المجتمع أيضا0
وكثيراً ما نرى ترادفاً ظاهراً بين كلمتي عادات وتقاليد فنرى الناس يقولون: من عاداتنا وتقاليدنا فعل كذا وكذا
أو إننا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا فالعادات والتقاليد ومثالاً على ذلك من يقول أن عاداتنا وتقاليدنا تقضي بأن لا تزوّج عائلة ابنها أو ابنتها من عائلة أخرى وليس في تلك العائلة ما يعيبها ولكنهم ساروا في أثر آبائهم وقلدوهم في عاداتهم وتصرفاتهم ولم يغيروا أو يبدلوا شيئاً0
وكثيراً ما نرى بعض الصفات التي تدلّ على القِدَم والجهل والعمى تلتصق بكلمة التقليد مثل: تقليد أعمى وتقاليد بالية وغيرها من الألفاظ والعبارات التي يستعملها المفلسون في أغلب الأحيان0
والحقيقة أن العادات والتقاليد ليست جميعها صالحة وليست جميعها ضارة
لكل شرائح المجتمع بل فيها الصالح الذي يجب المحافظة عليه وفيها الضار الذي يجب التخلص منه0