الهاجس
¬°•| حكاية تميز |•°¬
- إنضم
- 7 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 11,079
الغيرة من مظاهر الرجولة
اخواني واخواتي الكرام ان من يتأمل ما تلوث به الفضاء
من قنوات فضائية لا تعد ولا تحصى للفيديو كلبات والاغاني
والمسلسلات الهابطة سيدرك ان أساسها هو موت الغيرة
على انتهاك محارم الله في النفوس حتى تعودت العين على
رؤية المنكر واصبحت لا تنكره ..
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وفي هذه الكلمات البسيطة سنتحدث عن مكانة وأهمية
الغيرة في الاسلام :
الغيرة تغير القلب وهيجان الغضب بسبب الإحساس بمشاركة
الغير فيما هو حق الإنسان ، وهي خلق كريم جبل عليه
الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله و أشد ما يكون ذلك
بين الزوجين ، وهذه الغريزة يشترك فيها الرجال والنساء
بل قد تكون في النساء أكثر و أشد.
وقد أعلى الإسلام قدرها وأشاد بذكرها ، ورفع شأنها
حتى عد الدفاع عن العرض والغيرة على الحريم جهادا يبذل
من أجله الدم ، ويضحى في سبيله بالنفس ، ويجازى فاعله
بدرجة الشهيد في الجنة ، فعن سعيد بن زيد رضي الله
عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو
شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل
دون أهله فهو شهيد "
الغيرة من مظاهر الرجولة
والغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية
و فيها صيانة للأعراض ، و حفظ للحرمات ، و تعظيم لشعائر
الله و حفظ لحدوده ، و هي مؤشر على قوة الإيمان
و رسوخه في القلب ، ولقد رأينا هذا الخلق يستقر في نفوس
العرب حتى الجاهليين الذين تذوقوا معاني تلك الفضائل ،
فربما قامت الحروب غيرة على المرأة ، وحمية لشرفها ،
واستجابة لاستغاثتها واستنجادها .
ولكن إذا زادت الغيرة عن حدها كانت نقمة على الشخص
و على من حوله .
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول :
( لا تكثر الغيرة على أهلك فترامى بالسوء من أجلك )
غيرة الله سبحانه
وردت النصوص الشرعية بإثبات غيرة الله سبحانه غيرة
حقيقية على ما يليق بجلاله وكماله ، ومن لوازمها كراهية
وقوع العبد في المعاصي وإشراكه غير الله فيما هو حق
للمولي سبحانه وحده من التزام أوامره واجتناب معاصيه .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" إن الله يغار و المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي
المؤمن ما حرم الله "
وقال صلي الله عليه وسلم :
" لا أحد أغير من الله عز وجل ، لذلك حرم الفواحش
ما ظهر وما بطن ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله
عز وجل "
أنواع الغيرة
غيرة محمودة
وهي الغيرة التي يحبها الله ورسوله , كالغيرة على محارم
الله ، وغيرة المسلم على أهله ومحارمه فيغضب إذا انتهكت
المحارم واقترفت الآثام وتُعديت الحدود ، قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله :
( الغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى وهذه الغيرة
هي أن تنتهك محارم الله وهي أن تؤتى الفواحش الباطنة
والظاهرة )
غيرة مذمومة
والتي يكون سببها التنافس والحسد على أغراض شخصية
وأمور دنيوية كالغيرة والتنافس من أهل النعم وأصحاب
المهن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله
فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة ،
وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة "
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
( الغيرة غيرتان ، غيرة حسنة جميلة يصلح بها الرجل
أهله ، وغيرة تدخله النار تحمله على القتل فيقتل )
وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أنواعا للغيرة
منها :
الغيرة الواجبة : وهي ما يتضمنه النهي عن المخزي .
الغيرة المستحبة : وهي ما أوجبت المستحب من الصيانة .
الغيرة المنهي عنها : وهي الغيرة في مباح لا ريبة فيه
فهي مما لا يحبه الله ل ينهى عنه إذا كان فيه ترك ما
أمر الله.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن "
الغيرة الطبعية : كغيرة النساء بعضهن من بعض فتلك ليس
مأمورا بها لكنها من أمور الطباع كالحزن على المصائب .
أسباب ضعف الغيرة
عندما تنحرف النفوس عن طريق ربها ، وتنحرف عن مبادئ
الاخلاق الانسانية فإنها تفقد كرامتها وعزتها ، حتى إنها
لتلحق بالبهائم التي لا تراعي خلقا ولا تؤمن بمبدأ .
ومن مظاهر وأسباب ضعف الغيرة
ضعف الإيمان
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وبقدر إيمان العبد
تكون غيرته وتعظيمه حرمات ربه ، ومثل المعصية والغيرة
كمثل الماء والنار ، فكلما هاجت أمواج المعصية خبت نار
الغيرة في القلب .
قال ابن القيم رحمه الله :
( ومن عقوباتها " أي المعاصي " أنها تطفيء من القلب
نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية
لحياة جميع البدن ، فإن الغيرة حرارته وناره التي تخرج
ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كما يخرج الكير خبث
الذهب والفضة والحديد وأشرف الناس وأعلاهم قدرا وهمة
أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس ولهذا كان
النبي أغير الخلق على الأمة والله سبحانه أشد غيرة منه )
ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي إلا أنها توجب لصاحبها
ضد هذه الصفات وتمنعه ن الاتصاف بها لكفى بها عقوبة .
الغزو الفكري
فقد انخدع كثير من المسلمين بحضارة الغرب فأملى لهم
الشيطان أن لاحضارة ولا تقدم إلا بنقل أنماط الحياة الغربية
على كافة المجالات إلى المجتمعات الإسلامية ، يؤيدهم في
هذا ما تسعى إليه الأمم الكافرة من عولمة المجتمعات على
الطريقة الغربية .
ضعف قوامة الرجل
من اسباب ضعف الغيرة ضعف قوامة الرجل ، والحب المفرط
الذي يضعف سلطته على أهله .
فمن المؤسف حقا ما تشهده بعض بيوت المسلمين من انهيار
مبدأ قوامة الرجل على أهل بيته ، فالأمر والنهي بيد الزوجة
التي لا تسأل عما تفعل ، أما الزوج المحترم فالويل ثم
الويل له إن سأل فضلاً عن أن يأمر أو ينهى .
- الترف والانغماس في شهوات الدنيا و تحول الغيرة
إلى تقاليد وعادات قابلة للتغير لا سيما مع طول الأمد
وتغير أحوال الناس .
اقتراف الفواحش
فإن أهل الفواحش من أضعف الناس غيرة ، وذلك لأن
القلب إذا قبل أمرا زينه لصاحبه يرى مساوئه في قالب
من الحسن ، قال تعالى :
(( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ))
أما أهل الغيرة فهم من أبعد الناس عن الفواحش .
قال بعض حكماء العرب :
( ما فجر غيور قط )
يعني أن الغيور هو الذي يغار على كل أنثى .
غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تفريط المسلمين في شريعة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر مما أدى إلى انتشار الفواحش والمنكرات ،
وتحولها إلى أمر عادي لا غضاضة فيه عند كثير من الناس
حتى إن الغيور ليعد غريبا في بعض المجتمعات .
وكما قيل : كثرة الإمساس تذهب الإحساس .
م/ن