الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
,, البُريمِي لِـ/ الهَمسَات الإسلَامية ,,
الجمع بين حب الله وحب عباده
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="بنت هلي" data-source="post: 974465" data-attributes="member: 6403"><p><span style="font-size: 18px"><p style="text-align: center">بسم الله الرحمن الرحيمـــــــــ</p></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">والصلاةوالسلام على أشرف المُرسلين</p><p></span><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p style="text-align: center"><img src="http://www.alswalf.com/vb/picture.php?albumid=81&pictureid=565" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></p></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">خلق الله الإنسان وغرس فيه ما غرس من فطرة وشهـوات وغـرائز لا انفـكاك له مـنها ولا خلاص، ومهما حاول ابن آدم الاعتراض والتغيير والتمرد فالله قاهر ـ - جل وعلا - ـ فقد قال ـ - سبحانه - ـ: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [الأنعام: 81]. فمِنْ قهره لهم أن جعل من الغرائز محركاً للإنسان تسير به وَفْقاً لسيرورة الطبيعة وانسجامها الذي أوجده الله - عز وجل - فقد قال - تعالى -: فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر: 34]. فمهما عاكس الإنسان الطبيعة أو سار بعكس التيار فهو بأحد أمرين: إما الدمار والزوال؛ لأن مشيئة الله حاصلة لا محالة، وإما الاستسلام والعودة إلى المسار الطبيعي للحياة. فلا يظن أحد أن في ذلك ظلماً أو قهراً - تعالى -الله عن ذلك علواً كبيراً ـ لكنه نوع من السنة الكونية والنظام الطبيعي الذي به تستمر الحياة وَفْقاً لما قرره الله وشاءه، فهو الخالق المالك، وحق له ذلك، فتلك الغرائز من جهةٍ رحمةٌ ونجاةٌ للإنسان إذا وُظِّفت التوظيف الصحيح، ومن جهةٍ أخرى نقمة وخسارة إذا حادت عن الطريق وجارت.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">ومن هذه الغرائز التي أوجدها الله في بني آدم غريزةُ الحب؛ وهي من أجمل وأرقِّ الغرائز التي يحملها بين جنباته، فبها تنشأ العلاقة بين الأم وطفلها، وبين الزوجين الذكر والأنثى، وبين الأخ وأخيه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">يتعدد الحب وتتعدد أنواعه واتجاهاته، وتركيزي في هذا الطرح سيكون على الحب بين الجنسين الذكر والأنثى، أي: الحب بين الرجل والمرأة على سبيل الإيضاح لا الحصر. هذه الغريزة التي ينجذب بوجودها الذكر إلى الأنثى وبالعكس؛ مؤدياً ذلك إلى الالتقاء ثم التناسل والتكاثر؛ فبانعدامها تنعدم البشرية ويحل محلّها النفور والفراق. فتخيلوا أنها لم تكن موجودة؛ فأيُّ قوة في الكون كانت ستجبرهم على العيش معاً والاستمرار مع وجود الرغبة والإرادة في ذلك؟ في الظاهر لنا إذا رأينا زوجين فلن يخطر ببالنا أن أحداً قد أجبــرهـما على العـيـش مـعـاً؛ كتـهديـد بالسلاح أو بالقـتل أو ما شابه ذلك، لكن القدرة الإلهية أجبرتهم على ذلك بكل رفق وطواعية، وهنا يتجلى لنا القهار ـ جل جلاله ـ ليرينا قدراً من عظمته وصفاته في قهره الزوجين ليعيشا معاً طائعين مريدين وليتكاثرا ولتستمر البشرية.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">قصدت مما ذكرته سابقاً أن أوضِّح أن الحب الذي يقع بين الذكر والأنثى..بين الشاب والفتاة هو حب لا إرادي ينتج عن غريـزة وضـعها الله في الإنـسان مـنذ خَلْقه لا يدَ له فيها، بمعـنى: أن الحب حين يُقذَف في قلبه أو قلبها فهذا أمر لا إرادي؛ فلا أحد يمكنه أن يجبر نفسه على حـــب شخــــصٍ ما، مثله في ذلك كسائر الغرائز الأخرى؛ كأن يجبر نفسه على الجوع أو النعاس وغير ذلك.قال الشاعر:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">وما الحب إلا شعلة قدحت بها *** عيون المها باللحظ بين الجوانحِ</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">لكن ما يُعدّ اختيارياً وإرادياً ويندرج تحت إرادة الإنسان وفعله هو الأسباب التي أدَّت إلى حدوث هذا الحب وغرسه في القلب.ومن هذه الأسباب: التمادي في الاختلاط والتعامل غير المحدود بين الرجل والمرأة ممــا نــراه فــي الوظــائف أو الجامعات وغيرها مما قد يؤدي إلى نشوء علاقات حب قد تنتهي بالزواج في بعض الأحيان إن لم تتجه اتجاهاً خاطئاً، وقد قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «لا تخلونَّ بامرأة وإن كنت تعلِّمها القرآن»، فحذَّر من هذا النوع من الاختلاط وإن كان تحت مظلة شرعية أو حتى أجلِّ الأعمال كتعليم القرآن. وسبب آخر يدفع ضريبـته مستخـدمـو التكـنولوجيا الحديثة كالإنترنت الذي لا تستطيع أن تحصي عدد المشاكل والقصص العجيبة والنتائج الوخيمة التي قد يؤدي إليها الاستخدام السيِّئ لهذه التقنية، فكم وكم من قصص الحب التي تكوَّنت من خلاله مع ما تحمله من خداع وكذب في أغلب الأحيان؛ فتكون النتيجة أن نسمع بقصص تجعل الولدان شيباً! فمثل هذه الأسباب وغيرها هي مما يُعدّ إرادياً في السير خلف الشهوات وتتبُّع خطوات الشيــطان إلى أن يصـلوا إلى الحـب الذي هو شعور وغريزة لا إرادية نتجت عن تساهل في بداية الأمر، فيقع على الإنسان ذنب بسبب اتِّباعه الهوى وترك المجال للشيطان وللغرائز بالاستثارة؛ فيا لهذا القلب إذا وافق قول الشاعر:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلباً خالياً فتمكَّنا</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">وقد قال بعضهم: لم أرَ حقاً أشبه بباطل ولا باطلاً أشبه بحقٍّ من العشق، هزلُه جِدٌّ وجِدُّه هزلٌ، وأوله لعب وآخره عطب. فهذا الأمر لا يُستهان به حين نطلق العنان والقيود للرجل والمرأة أن يقتربا ويتعاملا في كثير من جوانب الحياة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">أما المشكلة الأساس في كل هذا فهو ما يتعرَّض له الشباب المتديِّن والملتزم من شعور بالتناقض والصراع النفسي والضياع، وأحياناً قد يؤدي إلى ردّة فعل عكسية تبعدهم عن الدين؛ لجـهل أو لغـياب الـمُعـين والمرشـد. وهـذا الصراع سببه تعرُّضهم للحب؛ فالشباب المتديِّن ليس حَجَراً أو ملاكاً منزَّهاً عن الشـهوات وإثـارة الغرائز، ففي حال وقع شاب متديِّن في الحـب ـ كأن يكـون زلَّ وراء شهـوة أو تدرَّج في أمر أوصله إلى الحب من غير قصد ـ فالعبد الصالح ليس هو العبد المعصوم عن الخطأ والذنب، بل هو العبد التواب الذي يذنب ويتوب مـهمـا بلـغ هذا الذنـب فَيَصـل إلى مرتبة حب الله له كما قال - تعالى -: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْـمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">فهذا الشاب في مقتبل عمره وعدم نضوج تديُّنه وعلمه يكون قد كرَّس نفسه وقلبه ومشاعره لحب الله وحده، وتراه يحاول جاهداً البحث والعمل بكل ما يرضي الله؛ ليصل إلى درجة حب الله له وتقليد سابقيه من الصحابة والعظماء. وفي خضمِّ هذا الشعور الرائع من الحب والطاعة والارتقاء الروحاني والنفسي يصطدم هذا الشاب في يوم من الأيام بما خبأه القدر له لسبب أراده الله - تعالى - فيقع في قلبه حب آخر من نوع جديد ومختلف يحرك الساكن فيه ويفتح ما أغلقه من قبل ويرسم أمامه أفقاً واسعاً لا يعرف كنهه ولا يدرك خيره من شره، فيشغل هذا الطارقُ الجديد عقلَه وفكره وحواسَّه وحتى قلبه الذي قد كان حجزه لله، جل جـلاله. ولكـن ما هـذا؟! ما هـذه المـشاعر التي دمَّرت كل ما تمَّ بناؤه في شهور وربما في سنين؟! على من يقع الخطأ في هذا التحول المفاجئ؟ والكثير الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن هذا الشاب المسكين الذي هداه الله إلى طريقه المستقيم، لكن هـــذا هو قدر اللـــه في كونه هداية ثم ابتلاءً ثم تمحيصاً، قال - تعالى -: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت: 2].</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">فهــــــذا الشاب أو الفتاة هما الآن في فترة من الصراع الداخلي الشديد بين حب الله الذي جاهدا في غرسه وتنمـيتـه، وبـين حـب مـن نوع جديد، حب بين ذكر وأنثى. وما يحير الشـباب في هذه المحـنة هو الشعور بالذنب: أهذا الحب الجـديد محــرَّم؟ أم أن قلــبه لا يستحق، وليس مؤهَّلاً لحمل حب الله في أحـشائه؟ كيف له أن يجمـع بـين الحبَّـين؟ فلنخرُج من هذه الأزمة التي قد تحـيِّر كثـيراً من الشباب الملتزم ولو بحلٍّ جزئي يضفي قليلاً من الراحة النفسية والشرعية على أفعاله؛ فكل ما عليه فعله هو أن يأمر قلبه برفع شعـار (الله أكبر) وأن يشمِّر للجهاد تحت راية: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإنَّ الْـجَنَّةَ هِيَ الْـمَأْوَى [النازعات: 04 - 14]، فيعلن الحرب ضد نفسه حرباً مفتوحة يرجو فيها النصر؛ فالنفس هي من ألدِّ الأعداء للإنسان ومن مسبِّبات المعاصي والزلات التي تنتج عن اتِّباعها، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من شر نفسه فيقول: «أعوذ بك من شر نفسي».</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">ولإيضاح أهم سبب في هذه الحـرب وأحكامها فلننظر إلى هذين الشعورين المتضاربين من حبٍّ لله وحبٍّ لعباد الله؛ سواء في ذلك الذكر أو الأنثى؛ فحب الله - تعالى - يختلف تمام الاختلاف عن حب المخلوق؛ فلكلٍّ اتجاهاته ورغباته ومتطلباته؛ فحـب الله موجـود ومعروف شرعاً لا شك في ذلك؛ فقد قال - تعالى - في الحـديث القدسـي: «لا يزال عـبـدي يتـقرب إليَّ بالنـوافل حـتى أحـبـه»، فأثبـت - سبحانه - لنفسه حبه لعبده، وقد قال - تعالى -: قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: 13]، وأثبت أيضاً حب عـباده لـه الذي ينتـج عنه طـاعتـهم له وحرصهم على كل ما يقرِّبهم منه؛ رغبـةً في رضـاه وحـباً بجـلاله وما يمدّهم به من النعم؛ فـقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «أحِبوا الله لما يغـذوكم به مـن نعمه» (رواه الترمذي). فنرى هـنا جـمال استقـرار حـب الله في قلـب العـبد والتعـبُّد تـبعاً له، ونرى كيفـية هذا الحـب بما يفـرضه من اتِّباع تـام واستــسلام مطـلق وتفـضــيل لا مـنـازع لـه، فـهــو لله ومع الله وبـالله، فـالله لا يـرضى الشـريـك في عـبادة ولا حـب ولا إخلاص، فهو المتفرد بقلوب عباده وأفعالهم، يأبى الشريك، جل جلاله؛ فمن أحب غيره على حبه وفضله عليه فقد هلك ووضع أفعاله ومشاعره في غير موضعها وبخس الله حقه وخسر الكثير؛ بالمقارنة مع من أحب الله حباً خالصاً. ومن هنا ندخل إلى المشكلة التي تنشأ عند طروء حب جديد على القلب من نوع آخر قد يتعارض مع حب الله مما يسبب الارتباك والخوف عند الشاب.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">ذكرنا سابقاً أن الحب غريزة ثابتة حتمية لا مفرَّ منها تقع بغير إرادة العبد؛ لذلك يستحيل علينا أن نأمر إنساناً بأن لا يحب؛ لذلك نقول: إن الحب بين الجنسين يكون حباً حلالاً إذا وُضع في إطاره الصحيح وَفْقاً لشروط ومعايير شرعية، وكذلك يصبح الحب محرَّماً إذا وُضع في إطار خاطئ شيطاني مثله مثل سائر الغرائز التـي قد تُـفرَّغ في الحلال أو في الحرام.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">وللجمع بين هذيـن الحـبين على الشـاب أن يرفع شعار (الله أكبر) ونعني بذلك: أن يكون الله وطاعته وإرضاؤه واتِّباعه أكبر من كل صـغير وكبـير من أمور الدنيا ومن ذلك الحب. فحب الذكر للأنثى والعكس يجب أن لا يؤثِّر على تعبُّده وطاعته لله - تعالى - فليحب بعضهم بعضاً كيفما شاؤوا وبالقـدر الذي يشاؤون ولكنْ داخـل الإطـار الشرعي من خطـبـة أو زواج، لا على حسـاب الدين أو الإخلال بحق الله. فهـذا سـيـد الخلق - صلى الله عليه وسلم - كان يحب عائشة - رضي الله عنها - حباً عظيماً، وفي سيرته الكثير مما يدل عليه، ومـع ذلك وازن - صلى الله عليه وسلم - بين حب الله - تعالى - في قلبه ـ وهو خليل الرحمن ـ وبين حبه لزوجته؛ حيث سُئلت عائشة - رضي الله عنها -: «ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في البيت؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج». فتلبية نداءِ اللهِ أكبرُ عنده - صلى الله عليه وسلم - من حب أهله.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">فإذا عرض للإنسان ذِكْرُ الحبيب في كل وقت فأصبح ذكره لا يفارق قلبه ولا عقله وجب عليه هنا أن يجبر نفسه على التقليل من هذا التفكير وشغل مكانه بذكر الله والاستغفار، فيكون الله في قلبه أكبر من حبه لمحبوبه، كمثل سامع نداء المؤذن (الله أكبر) يلبي للّقاء برب السماء، وكمثل مكبِّر في الصلاة نابذ للدنيا وراء ظهره. وقِسْ على ذلك جميع العبادات. قال - تعالى -: قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 42].</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">فدلَّت الآية على تفضيل حب الله وطاعته على كل ما ذُكر من تلك الأصناف المباحة، وبهذا يستطيع الجمع. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">لكن القـول سهل والفعل صعب، إلا على من كان الله في عونه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">فَلِيحققَ الشاب هذه الدرجة من التفضيل والاختيار عليه أن يتسلَّح ويعدّ العدة للجهاد ألا وهو جهاد النفس فيكون سلاحه قوله - تعالى -: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإنَّ الْـجَنَّةَ هِيَ الْـمَأْوَى [النازعات: 04 - 14]، فهو بين عملين جليلين يضمن بهما دخول الجنة، فأحدهما أن يخاف مقام ربه بما يتضمنه ذلك من خشية الله والخوف من عقابه وغضبه وناره، وحتى الخوف من نزع البركة والتوفيق والمعية من العبد في الدنيا؛ فيتجلى له الخوف من رب الأرباب عند كل ذنب يكاد أن يقترفه أو حتى قد اقترفه فجَبَرَ ذلك بالتوبة النصوح. فبوجود هذا الخوف واستحضاره في حياته يصل بعده إلى درجة أن ينهى نفسه عن الهوى؛ نتيجة لخوفه من الوقوف بين يدي الله يوم الحساب، فيجتهد ويجاهد نفسه عن كل هـوى واتِّباع شـهوات تؤدي إلى معاصي الله ـ حتى ولو كان هذا الهوى هو انشغاله بالمباحات وتفضيلها على طاعة الله ـ والقيام بواجباته حق القيام؛ فيرى نصب عينيه هذه السلسلة المتلازمة من شهوة، ثم ذنب، ثم عقاب، فيقف عند ذلك ويعود إلى رشده، وقد قيل:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">اقْدَعِ النفسَ بالكفاف وإلا *** طلبتْ منك فوق ما يكفيها</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: Purple"><span style="font-size: 18px">فالنفس إن لم تكفّها وتعفّها وتحدَّ من جماحها هاجت وقادت إلى الخسران الأكيد، وإنك إن عذبتها وأتعبتها أرحتها في الآخرة؛ فكما يُداوى المريض بالدواء العَلْقم ليصحَّ، كذلك النفس تُعالج بالكبح والعذاب لتستقيمَ وتطيبَ؛ فتصل إلى درجة النفس المطمئنة؛ فتحشر مع عباد الله المرضيين إلى جنة النعيم.</span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="بنت هلي, post: 974465, member: 6403"] [SIZE="5"][CENTER]بسم الله الرحمن الرحيمـــــــــ والصلاةوالسلام على أشرف المُرسلين[/CENTER][/SIZE][CENTER] [CENTER][IMG]http://www.alswalf.com/vb/picture.php?albumid=81&pictureid=565[/IMG][/CENTER] [COLOR="Purple"][SIZE="5"]خلق الله الإنسان وغرس فيه ما غرس من فطرة وشهـوات وغـرائز لا انفـكاك له مـنها ولا خلاص، ومهما حاول ابن آدم الاعتراض والتغيير والتمرد فالله قاهر ـ - جل وعلا - ـ فقد قال ـ - سبحانه - ـ: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [الأنعام: 81]. فمِنْ قهره لهم أن جعل من الغرائز محركاً للإنسان تسير به وَفْقاً لسيرورة الطبيعة وانسجامها الذي أوجده الله - عز وجل - فقد قال - تعالى -: فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر: 34]. فمهما عاكس الإنسان الطبيعة أو سار بعكس التيار فهو بأحد أمرين: إما الدمار والزوال؛ لأن مشيئة الله حاصلة لا محالة، وإما الاستسلام والعودة إلى المسار الطبيعي للحياة. فلا يظن أحد أن في ذلك ظلماً أو قهراً - تعالى -الله عن ذلك علواً كبيراً ـ لكنه نوع من السنة الكونية والنظام الطبيعي الذي به تستمر الحياة وَفْقاً لما قرره الله وشاءه، فهو الخالق المالك، وحق له ذلك، فتلك الغرائز من جهةٍ رحمةٌ ونجاةٌ للإنسان إذا وُظِّفت التوظيف الصحيح، ومن جهةٍ أخرى نقمة وخسارة إذا حادت عن الطريق وجارت. ومن هذه الغرائز التي أوجدها الله في بني آدم غريزةُ الحب؛ وهي من أجمل وأرقِّ الغرائز التي يحملها بين جنباته، فبها تنشأ العلاقة بين الأم وطفلها، وبين الزوجين الذكر والأنثى، وبين الأخ وأخيه. يتعدد الحب وتتعدد أنواعه واتجاهاته، وتركيزي في هذا الطرح سيكون على الحب بين الجنسين الذكر والأنثى، أي: الحب بين الرجل والمرأة على سبيل الإيضاح لا الحصر. هذه الغريزة التي ينجذب بوجودها الذكر إلى الأنثى وبالعكس؛ مؤدياً ذلك إلى الالتقاء ثم التناسل والتكاثر؛ فبانعدامها تنعدم البشرية ويحل محلّها النفور والفراق. فتخيلوا أنها لم تكن موجودة؛ فأيُّ قوة في الكون كانت ستجبرهم على العيش معاً والاستمرار مع وجود الرغبة والإرادة في ذلك؟ في الظاهر لنا إذا رأينا زوجين فلن يخطر ببالنا أن أحداً قد أجبــرهـما على العـيـش مـعـاً؛ كتـهديـد بالسلاح أو بالقـتل أو ما شابه ذلك، لكن القدرة الإلهية أجبرتهم على ذلك بكل رفق وطواعية، وهنا يتجلى لنا القهار ـ جل جلاله ـ ليرينا قدراً من عظمته وصفاته في قهره الزوجين ليعيشا معاً طائعين مريدين وليتكاثرا ولتستمر البشرية. قصدت مما ذكرته سابقاً أن أوضِّح أن الحب الذي يقع بين الذكر والأنثى..بين الشاب والفتاة هو حب لا إرادي ينتج عن غريـزة وضـعها الله في الإنـسان مـنذ خَلْقه لا يدَ له فيها، بمعـنى: أن الحب حين يُقذَف في قلبه أو قلبها فهذا أمر لا إرادي؛ فلا أحد يمكنه أن يجبر نفسه على حـــب شخــــصٍ ما، مثله في ذلك كسائر الغرائز الأخرى؛ كأن يجبر نفسه على الجوع أو النعاس وغير ذلك.قال الشاعر: وما الحب إلا شعلة قدحت بها *** عيون المها باللحظ بين الجوانحِ لكن ما يُعدّ اختيارياً وإرادياً ويندرج تحت إرادة الإنسان وفعله هو الأسباب التي أدَّت إلى حدوث هذا الحب وغرسه في القلب.ومن هذه الأسباب: التمادي في الاختلاط والتعامل غير المحدود بين الرجل والمرأة ممــا نــراه فــي الوظــائف أو الجامعات وغيرها مما قد يؤدي إلى نشوء علاقات حب قد تنتهي بالزواج في بعض الأحيان إن لم تتجه اتجاهاً خاطئاً، وقد قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «لا تخلونَّ بامرأة وإن كنت تعلِّمها القرآن»، فحذَّر من هذا النوع من الاختلاط وإن كان تحت مظلة شرعية أو حتى أجلِّ الأعمال كتعليم القرآن. وسبب آخر يدفع ضريبـته مستخـدمـو التكـنولوجيا الحديثة كالإنترنت الذي لا تستطيع أن تحصي عدد المشاكل والقصص العجيبة والنتائج الوخيمة التي قد يؤدي إليها الاستخدام السيِّئ لهذه التقنية، فكم وكم من قصص الحب التي تكوَّنت من خلاله مع ما تحمله من خداع وكذب في أغلب الأحيان؛ فتكون النتيجة أن نسمع بقصص تجعل الولدان شيباً! فمثل هذه الأسباب وغيرها هي مما يُعدّ إرادياً في السير خلف الشهوات وتتبُّع خطوات الشيــطان إلى أن يصـلوا إلى الحـب الذي هو شعور وغريزة لا إرادية نتجت عن تساهل في بداية الأمر، فيقع على الإنسان ذنب بسبب اتِّباعه الهوى وترك المجال للشيطان وللغرائز بالاستثارة؛ فيا لهذا القلب إذا وافق قول الشاعر: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلباً خالياً فتمكَّنا وقد قال بعضهم: لم أرَ حقاً أشبه بباطل ولا باطلاً أشبه بحقٍّ من العشق، هزلُه جِدٌّ وجِدُّه هزلٌ، وأوله لعب وآخره عطب. فهذا الأمر لا يُستهان به حين نطلق العنان والقيود للرجل والمرأة أن يقتربا ويتعاملا في كثير من جوانب الحياة. أما المشكلة الأساس في كل هذا فهو ما يتعرَّض له الشباب المتديِّن والملتزم من شعور بالتناقض والصراع النفسي والضياع، وأحياناً قد يؤدي إلى ردّة فعل عكسية تبعدهم عن الدين؛ لجـهل أو لغـياب الـمُعـين والمرشـد. وهـذا الصراع سببه تعرُّضهم للحب؛ فالشباب المتديِّن ليس حَجَراً أو ملاكاً منزَّهاً عن الشـهوات وإثـارة الغرائز، ففي حال وقع شاب متديِّن في الحـب ـ كأن يكـون زلَّ وراء شهـوة أو تدرَّج في أمر أوصله إلى الحب من غير قصد ـ فالعبد الصالح ليس هو العبد المعصوم عن الخطأ والذنب، بل هو العبد التواب الذي يذنب ويتوب مـهمـا بلـغ هذا الذنـب فَيَصـل إلى مرتبة حب الله له كما قال - تعالى -: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْـمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]. فهذا الشاب في مقتبل عمره وعدم نضوج تديُّنه وعلمه يكون قد كرَّس نفسه وقلبه ومشاعره لحب الله وحده، وتراه يحاول جاهداً البحث والعمل بكل ما يرضي الله؛ ليصل إلى درجة حب الله له وتقليد سابقيه من الصحابة والعظماء. وفي خضمِّ هذا الشعور الرائع من الحب والطاعة والارتقاء الروحاني والنفسي يصطدم هذا الشاب في يوم من الأيام بما خبأه القدر له لسبب أراده الله - تعالى - فيقع في قلبه حب آخر من نوع جديد ومختلف يحرك الساكن فيه ويفتح ما أغلقه من قبل ويرسم أمامه أفقاً واسعاً لا يعرف كنهه ولا يدرك خيره من شره، فيشغل هذا الطارقُ الجديد عقلَه وفكره وحواسَّه وحتى قلبه الذي قد كان حجزه لله، جل جـلاله. ولكـن ما هـذا؟! ما هـذه المـشاعر التي دمَّرت كل ما تمَّ بناؤه في شهور وربما في سنين؟! على من يقع الخطأ في هذا التحول المفاجئ؟ والكثير الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن هذا الشاب المسكين الذي هداه الله إلى طريقه المستقيم، لكن هـــذا هو قدر اللـــه في كونه هداية ثم ابتلاءً ثم تمحيصاً، قال - تعالى -: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت: 2]. فهــــــذا الشاب أو الفتاة هما الآن في فترة من الصراع الداخلي الشديد بين حب الله الذي جاهدا في غرسه وتنمـيتـه، وبـين حـب مـن نوع جديد، حب بين ذكر وأنثى. وما يحير الشـباب في هذه المحـنة هو الشعور بالذنب: أهذا الحب الجـديد محــرَّم؟ أم أن قلــبه لا يستحق، وليس مؤهَّلاً لحمل حب الله في أحـشائه؟ كيف له أن يجمـع بـين الحبَّـين؟ فلنخرُج من هذه الأزمة التي قد تحـيِّر كثـيراً من الشباب الملتزم ولو بحلٍّ جزئي يضفي قليلاً من الراحة النفسية والشرعية على أفعاله؛ فكل ما عليه فعله هو أن يأمر قلبه برفع شعـار (الله أكبر) وأن يشمِّر للجهاد تحت راية: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإنَّ الْـجَنَّةَ هِيَ الْـمَأْوَى [النازعات: 04 - 14]، فيعلن الحرب ضد نفسه حرباً مفتوحة يرجو فيها النصر؛ فالنفس هي من ألدِّ الأعداء للإنسان ومن مسبِّبات المعاصي والزلات التي تنتج عن اتِّباعها، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من شر نفسه فيقول: «أعوذ بك من شر نفسي». ولإيضاح أهم سبب في هذه الحـرب وأحكامها فلننظر إلى هذين الشعورين المتضاربين من حبٍّ لله وحبٍّ لعباد الله؛ سواء في ذلك الذكر أو الأنثى؛ فحب الله - تعالى - يختلف تمام الاختلاف عن حب المخلوق؛ فلكلٍّ اتجاهاته ورغباته ومتطلباته؛ فحـب الله موجـود ومعروف شرعاً لا شك في ذلك؛ فقد قال - تعالى - في الحـديث القدسـي: «لا يزال عـبـدي يتـقرب إليَّ بالنـوافل حـتى أحـبـه»، فأثبـت - سبحانه - لنفسه حبه لعبده، وقد قال - تعالى -: قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: 13]، وأثبت أيضاً حب عـباده لـه الذي ينتـج عنه طـاعتـهم له وحرصهم على كل ما يقرِّبهم منه؛ رغبـةً في رضـاه وحـباً بجـلاله وما يمدّهم به من النعم؛ فـقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «أحِبوا الله لما يغـذوكم به مـن نعمه» (رواه الترمذي). فنرى هـنا جـمال استقـرار حـب الله في قلـب العـبد والتعـبُّد تـبعاً له، ونرى كيفـية هذا الحـب بما يفـرضه من اتِّباع تـام واستــسلام مطـلق وتفـضــيل لا مـنـازع لـه، فـهــو لله ومع الله وبـالله، فـالله لا يـرضى الشـريـك في عـبادة ولا حـب ولا إخلاص، فهو المتفرد بقلوب عباده وأفعالهم، يأبى الشريك، جل جلاله؛ فمن أحب غيره على حبه وفضله عليه فقد هلك ووضع أفعاله ومشاعره في غير موضعها وبخس الله حقه وخسر الكثير؛ بالمقارنة مع من أحب الله حباً خالصاً. ومن هنا ندخل إلى المشكلة التي تنشأ عند طروء حب جديد على القلب من نوع آخر قد يتعارض مع حب الله مما يسبب الارتباك والخوف عند الشاب. ذكرنا سابقاً أن الحب غريزة ثابتة حتمية لا مفرَّ منها تقع بغير إرادة العبد؛ لذلك يستحيل علينا أن نأمر إنساناً بأن لا يحب؛ لذلك نقول: إن الحب بين الجنسين يكون حباً حلالاً إذا وُضع في إطاره الصحيح وَفْقاً لشروط ومعايير شرعية، وكذلك يصبح الحب محرَّماً إذا وُضع في إطار خاطئ شيطاني مثله مثل سائر الغرائز التـي قد تُـفرَّغ في الحلال أو في الحرام. وللجمع بين هذيـن الحـبين على الشـاب أن يرفع شعار (الله أكبر) ونعني بذلك: أن يكون الله وطاعته وإرضاؤه واتِّباعه أكبر من كل صـغير وكبـير من أمور الدنيا ومن ذلك الحب. فحب الذكر للأنثى والعكس يجب أن لا يؤثِّر على تعبُّده وطاعته لله - تعالى - فليحب بعضهم بعضاً كيفما شاؤوا وبالقـدر الذي يشاؤون ولكنْ داخـل الإطـار الشرعي من خطـبـة أو زواج، لا على حسـاب الدين أو الإخلال بحق الله. فهـذا سـيـد الخلق - صلى الله عليه وسلم - كان يحب عائشة - رضي الله عنها - حباً عظيماً، وفي سيرته الكثير مما يدل عليه، ومـع ذلك وازن - صلى الله عليه وسلم - بين حب الله - تعالى - في قلبه ـ وهو خليل الرحمن ـ وبين حبه لزوجته؛ حيث سُئلت عائشة - رضي الله عنها -: «ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في البيت؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج». فتلبية نداءِ اللهِ أكبرُ عنده - صلى الله عليه وسلم - من حب أهله. فإذا عرض للإنسان ذِكْرُ الحبيب في كل وقت فأصبح ذكره لا يفارق قلبه ولا عقله وجب عليه هنا أن يجبر نفسه على التقليل من هذا التفكير وشغل مكانه بذكر الله والاستغفار، فيكون الله في قلبه أكبر من حبه لمحبوبه، كمثل سامع نداء المؤذن (الله أكبر) يلبي للّقاء برب السماء، وكمثل مكبِّر في الصلاة نابذ للدنيا وراء ظهره. وقِسْ على ذلك جميع العبادات. قال - تعالى -: قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 42]. فدلَّت الآية على تفضيل حب الله وطاعته على كل ما ذُكر من تلك الأصناف المباحة، وبهذا يستطيع الجمع. لكن القـول سهل والفعل صعب، إلا على من كان الله في عونه. فَلِيحققَ الشاب هذه الدرجة من التفضيل والاختيار عليه أن يتسلَّح ويعدّ العدة للجهاد ألا وهو جهاد النفس فيكون سلاحه قوله - تعالى -: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإنَّ الْـجَنَّةَ هِيَ الْـمَأْوَى [النازعات: 04 - 14]، فهو بين عملين جليلين يضمن بهما دخول الجنة، فأحدهما أن يخاف مقام ربه بما يتضمنه ذلك من خشية الله والخوف من عقابه وغضبه وناره، وحتى الخوف من نزع البركة والتوفيق والمعية من العبد في الدنيا؛ فيتجلى له الخوف من رب الأرباب عند كل ذنب يكاد أن يقترفه أو حتى قد اقترفه فجَبَرَ ذلك بالتوبة النصوح. فبوجود هذا الخوف واستحضاره في حياته يصل بعده إلى درجة أن ينهى نفسه عن الهوى؛ نتيجة لخوفه من الوقوف بين يدي الله يوم الحساب، فيجتهد ويجاهد نفسه عن كل هـوى واتِّباع شـهوات تؤدي إلى معاصي الله ـ حتى ولو كان هذا الهوى هو انشغاله بالمباحات وتفضيلها على طاعة الله ـ والقيام بواجباته حق القيام؛ فيرى نصب عينيه هذه السلسلة المتلازمة من شهوة، ثم ذنب، ثم عقاب، فيقف عند ذلك ويعود إلى رشده، وقد قيل: اقْدَعِ النفسَ بالكفاف وإلا *** طلبتْ منك فوق ما يكفيها فالنفس إن لم تكفّها وتعفّها وتحدَّ من جماحها هاجت وقادت إلى الخسران الأكيد، وإنك إن عذبتها وأتعبتها أرحتها في الآخرة؛ فكما يُداوى المريض بالدواء العَلْقم ليصحَّ، كذلك النفس تُعالج بالكبح والعذاب لتستقيمَ وتطيبَ؛ فتصل إلى درجة النفس المطمئنة؛ فتحشر مع عباد الله المرضيين إلى جنة النعيم.[/SIZE][/COLOR][/CENTER][COLOR="Purple"][SIZE="5"][/SIZE][/COLOR] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
,, البُريمِي لِـ/ الهَمسَات الإسلَامية ,,
الجمع بين حب الله وحب عباده
أعلى