[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إن سلطنة عمان تزخر ، بالعديد من الكهوف ، كما هو الحال في الدول الأوخرى ولكن الفرق هو :
- إن عمان جعلت من بعض كهوفها مزارا سياحيا ، تقصد جميع الفئات العمرية ومقصداً للسياحة العائلية
- أما البعض الأخر من الكهوف ففتح به المجال أمام المغامرة الدروسة لمن يحب المغامرة والمجازفة
وسوف نتطرق في موضوعنا هذا لكهف من كهوف السياحة العائلية الا وهو
كــهــف الــهــوتــة
كــهــف الــهــوتــة هبة الله لسلطنة عُمان
يعد أحد المعالم السياحية المهمة في سلطنة عُمان ويقع بين الهضاب الجبلية في أجواف جبال ولاية الحمراء في المنطقة الداخلية
ويعتبر ثاني أكبر كهف في السلطنة بعد كهف الهوتة هو مجلس الجن في ولاية قريات وسمي الكهف نسبة لقرية الهوتة الموجودة بالقرب منه
وهو يبعد عن مركز الولاية بحوالي 10 كيلو مترات وعن نزوى حوالي 30 كيلو متر
حداثى الموقع كما هو متوافق مع اجهزه كارمن GARMIN 276C
"N 23° 04' 53
"E 057° 21' 01
وحتى وقت قريب ، كان الدخول إلى الكهف ممكناً من خلال مدخلين هما :
- مدخل الفلاح المميز بفتحته الكبـيرة ، والتي يمكن رؤيتها بوضوح من الطريق الواصل بين الحـمراء وتنوف
- ومدخل الهـوته الذي كان استخدامه ينطوي على مغامرة محفوفة المخاطر لغير الهواة المتمرسين ، ولا بد من الأدوات المناسبة
أما الآن ، فقد تم تحويل الكهف إلى مزار سياحي يضم كافة المرافق الخدمية من مطعم ومتحف مصغر وقاعة عرض أفلام تسجيلية ، وأصبح الدخول إلى الكهف ميسراً
ومن مبنى الزوار والإدارة تبدأ رحلة دخول الكهف ، حيث يوجد ممر أو طريق للمشاة غير مغطى بطول 675 متر
حتى الفتحة الصناعية التي تم فتحها في الجبل ، ثم المرور بنفق داخل الجبل لمسافة 153 مترا قبل الوصول الفعلي للكهف وفي نهاية النفق بوابة يتم التأكد من خلالها بعدد الزوار المرافقين للمرشد ، وإعطائهم التعليمات والإرشادات
ويتم دخول الكهف والمسير خلاله عبر مسارات وجسور وممرات حديدية واسمنتية ، ومن قاعة إلى قاعة حتى الوصول إلى منبع الماء عبر طريق آمن مبعد الغبار والأوساخ الموجودة على الصخور عن الزوار ، ومن خلال طريق يستمر دون الرجوع إلى نفس النقطة مرة أخرى حتى الوصول إلى نقطة النهاية ، وهي البوابة التي تم الدخول منها سابقاً ، حيث يكون طول المسار الدائري الذي تم قطعه 850 مترا
وقد تمت إنارة الكهف إنارة كاملة بحيث يشعر الزائر أنه بداخل متحف طبيعي للهوابط والصواعد المتكونة عبر مئات السنين
نتيجة قطرات الماء الهابطة من أعلى والتي أثرت في تركيبة أرضية الكهف فتكونت الأحواض المائية المنتشرة في الكهف
كما يوجد جداول ماء صخرية نحتتها المياه خلال فترة زمنية تقدر بالآف السنين التي تدل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
وصف الكهف
يمكن وصف الكهف على أنه وادي متطور أو منظر جانبي لنهر جاف ، تنحدر منحدراته باتجاه مجرى النهر من الشمال للجنوب
حيث تصب الأودية في الشمال في المجرى وتدخل المياة عبر مدخل الهوته وتنحدر بتدرج لمسافة قبل أن تسقط بانغماس في منحدر آخر
مكونة عدة بحيرات مائية على مستويات مختلفة الإرتفاع ، لتصل لغرفة الكهف الأساسية المفتوحة أمام الزوار مع فروع وغرف صغيرة آخرى
مزينة بأعمدة كربونات الكالسيوم الصاعدة والنازلة والمتدلية ، حتى يصل إنحدار الكهف مكون مخرج له من خلال فتحة مدخل الفلاح .
درجة الحرارة في الكهف
ودرجة الحرارة في الكهف مريحة والهواء في الكهف يتغير ومتصل بالهواء الخارجي من خلال مدخل الهوتة مروراً بالبحيرات
تعتبر الصواعد والهوابط الخصائص الطاغية على نظام هذا الكهف والأكثر جذباً للأنظار هي الأعمدة الصاعدة
كما تدل ألوان الصخور المتد لية المختلفة على أجيال عديدة وربما تعكس تأثرها بظروف مناخية مختلفة
وتصل الأعمدة لحوالي 5 أمتار قطرياً كما أن هناك أعمدة منتظمة على شكل أعمدة مخروطية
أما الأعمدة النازلة فهي شاهد على وجود تشققات في القواعد حيث ترتبط مع سقف الكهف
هف الهوته أو كما يسميه البعض كهف الفلاح هو عبارة عن منطقة ترسيب عظيمة ، جلاميدها الصخرية التي تغطي القنوات هي أكثر صفة وشداً للانتباه عند المدخل
وهذا الدليل عند كل قاعات الدخول لنظام الكهف ، بعض هذه الجلاميد عملاقة وتصل حوالي 10 متر ، وبعض الترسبات متنقلة من وادي الهوته نزولا لقناة الكهف
وهناك بعض الحطام الذي استقر عند مقدمة البحيرة مكوناً تلة صغيرة مدللة على ذوبانها بعد فيضان عظيم
وفي بحيرة الكهف يوجد الماء على مدار العام ، وتعيش فيها أسماك عمياء شأنها في ذلك شأن معظم الأسماك التي تعيش في الكهوف
فبعضها تظهر بدون أعين ولكنها تملك شعيرات طويلة لتلتمس الطعام ، وبعضها يملك عيون صغيرة جداً وتكون شاحبة وأجسادها تفتقد للألوان
وذلك نتيجة لعيشها في بيئة مظلمة أو بها إضاءة خفيفة ، لكنها تملك نشاطا قويا في الحواس الأخرى وفي بعض الحالات أعضاء إضافية
كما يوجد في الكهف أنواع من العناكب لا توجد إلا بكهف الهوته ، وكذلك خفافيش صغيرة سوداء اللون تمتع الزوار بطيرانها
تم إفتتاح الكهف في ديسمبر عام 2006 م ، وخلال عام 2007 م تعرض الكهف كما هو حال السلطنة لكارثة الإعصار المشهور
مما جعل الكهف يمتلئ بالمياة بالكامل ، وتتحطم بعض الجسور والممرات ، الذي تسبب في إغلاق الكهف عدة شهور للصيانة
وعاد الكهف بعدها لإستقبال زواره في أبهى وأجمل حله ، وتم عمل تصريف للمياة إذا إرتفع منسوب المياة في البحيرة عن المعدل العادي
اليكم بعض صور الكهف من الداخل
التعديل الأخير: