دبلوماسي المحافظه
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
«البويات»، أو غير ذلك من المسميات التي تطلق على تلك الفئة من الفتيات اللاتي يعشقن نظيراتهن عشق الشاب لفتاة أحلامه، يدخلن معهن في علاقات عاطفية جارفة، ضاربات بذلك عرض الحائط ما نصت عليه النواميس البشرية، وما هدى إليه ديننا الحنيف.
ويرجع عدد من المختصين هذه الحالة إلى علل تربوية تكون نتاجا لأمراض نفسية أصيبت بها بعض من فتياتنا، وهن خلف أسوار المدارس والجامعات في مجتمع الطالبات، تحكيها بألم وندم فتيات أصابهن حب الإعجاب ببعضهن البعض فدخلن في علاقات مشبوهة في ظاهرها، وفي باطنها نتاج لأمراض نفسية، سببها الرغبة في الهروب من الواقع، والعيش في أوهام وأحلام يرسمها خيال مريض، أدمن الابتعاد عن الواقع، ليميل بعضهن إلى بعض، ويقنعن أنفسهن أن كلا منهن تعشق الأخرى بجنون حد أن يصل العشق مرحلة الشذوذ، فلا يمكن لإحداهن ترك الأخرى، فتكون النهايات المحزنة: العنوسة بامتياز، الانهيار العصبي والعاطفي، والجنون أحيانا.
تستغرب (أ. س) هذا التصرف من بعض الفتيات، وتقول «هن يتصرفن كالشباب تماما، يعاكسننا ويسمعننا كلمات الغزل التي قد لا نسمعها في الخارج من الشباب أنفسهم، ولكننا لا نسمح لهن بتاتا بالمساس بنا بأي شكل أو طريقة كانت، وإذا تمادين فإننا نضطر إلى التبليغ عنهن»
وتصف (ز. ح) حالة أخرى «شاهدت ذات مرة حسابا عسيرا بين «بوية» وحبيبتها، حيث كانت تصرخ وتشتم والأخرى تبكي، وكان السبب أن فتاتها صاحبت «بوية» أخرى»، فيما تروي لنا (م) حكاية صديقتها «البوية» «كانت لي صديقة مسترجلة وكانت لها معجبة وتعشقها بجنون ولا تطيق بعدها، إذ تحاول إرضاءها بكل الطرق، بينما كانت الأخرى مستمتعة بهذه المشاعر، وبعد فترة تزوجت الصديقة مخلفة وراءها ألما وحسرة في قلب «البوية» ما أدى إلى إصابتها بإحباط شديد وصدمة عصبية ألزمتها السرير الأبيض عدة أيام».
وتصف الشابة (ب) أوضاع «البويات» «ألعابهن الرياضية مقتصرة على كرة القدم والألعاب الشبابية ويطلقن على أنفسهن أسماء شباب مثل معتز وأبو الشباب، ويحاولن تخشين أصواتهن لتصبح شبيهة بأصوات الشباب، كما يحاولن طوال الوقت جذب انتباه الفتيات، وعندما يقع نظر «البوية» على فتاة جميلة تعجبها تبدأ محاولات التقرب منها بشتى الطرق وتعطيها كل ما تريده من هدايا وصولا إلى الورود ورسائل الحب والغزل وغيرها من الأساليب التي تعمل على اتباعها من أجل إقناع الفتاة بإعجابها»، وحكاية أخرى ترويها أيضا، أن «إحداهن عقدت قرانا صوريا مع حبيبتها واشترت لها الخاتم وغرفة النوم من مكافأتها الجامعية، ونصبتها في بيت أهل الفتاة على أنها هدية بمناسبة ميلادها وأصبحت تزورها يوميا وتقضي معها ساعات دون أن يراود أسرة الفتاة أية شكوك»، وحكاية طالبة ثالثة سكبت على وجه فتاة ماء الأسيد لمجرد أنها أعجبت «بالبوية» خاصتها وكانت المتضررة زوجة وأما.
قال الدكتور ثائر الغباري أستاذ علم النفس التربوي في وصف هذه الحالات «هؤلاء الفتيات تكون لهن سمات نفسية معينة تختلف عن الفتيات السويات، لأنهن يتشبهن بالأولاد في كل شيء بدءا من الشكل الخارجي وصولا إلى طريقة تعاملهن مع زميلاتهن في المدرسة أو الجامعة، ومع المجتمع بشكل عام، وتتميز البوية أحيانا بلطفها وحنانها أكثر من الولد، حسب ما أكدته الدراسات التي أجريت عليهن»، ويضيف دكتور ثائر: تم الالتقاء بمجموعة من «البويات» من خلال مركز لرعاية حالات العنف الأسري وثبت أنهن لا يعانين من أي خلل أو اضطراب عضوي أو هرموني بل من اضطرابات نفسية فقط، كما أن بعضهن تحولن إلى فتيات مسترجلات تماشيا مع الموضة، أو ليصبحن محط أنظار وحديث جميع البنات في المدرسة»، مرجعا سبب انتشار هذه الظاهرة إلى الانفتاح على العالم الخارجي من خلال الفضائيات والإنترنت، وضعف العلاقة بين الطالبات والهيئة التعليمية ما يعكس عدم تواصل هذه الفئة من الفتيات المسترجلات مع مجتمع المدرسة ومجتمع الأسرة، بالإضافة إلى عدم قيام الإرشاد الاجتماعي بدوره الصحيح في المدارس لعلاج هذه الظاهرة، وحاولت بعض المصادر الاعلامية الكشف عن المآسي التي تحدث خلف أسوار بعض المؤسسات التعليمية، لكن هذه المؤسسات كانت دائما ما تنفي هذه الحالات بشكل قاطع على الرغم من أن طالبات يؤكدن انهن يلاحظن هذه الظاهرة بشكل يومي