رفعت هيئة ابوظبي للثقافة والتراث عدد وقيمة جوائز مسابقة برنامج ''شاعر المليون'' في موسمها الحالي، الى 22 مليون درهم تتوزع على أول خمسة من الفائزين و43 آخرين من المشاركين بالتصفيات، استنادا إلى توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ووفق قيمة الجائزة الجديدة التي وصلت في الموسمين السابقين الى مليون و800 ألف درهم فقط، فإن الحائزين على المراكز الخمسة الأولى يحصلون على 15 مليون درهم، تتوزع على الأول ''شاعر المليون'' بواقع 5 ملايين، الثاني 4 ملايين، الثالث 3 ملايين، الرابع مليونين، والخامس مليون درهم، فيما توزع السبعة ملايين الأخرى على المشاركين بالتصفيات النهائية.
وكان في الموسم السابق يكتفى بالمراكز الثلاثة الاولى، شاعر المليون ويحصل على مليون والثاني نصف مليون والثالث 300 ألف درهم.
وقال محمد خلف المزروعي مدير عام الهيئة في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس للإعلان عن بدء الاستعدادت لانطلاق الدورة الثالثة لبرنامج المسابقات الكبير شاعر المليون لعام ،2009 عن إضافة جوائز مادية قيمة لجميع الشعراء الـ 48 الذين سوف يشاركون في الدورة الثالثة، بحيث يصبح إجمالي قيمة الجوائز 22 مليون درهم.
وأضاف أن رفع قيمة الجوائز جاء تنفيذاً لتوجيهات سمو ولي عهد أبوظبي بدعم هذه النخبة المختارة من الشعراء الذين سوف يشاركون في الدورة الجديدة من بين الآلاف الذين ترشحوا للمسابقة، وبما يعمل على مساعدتهم في طباعة دواوينهم ومتابعة مسيرتهم الشعرية الإبداعية.
وقال المزروعي إن أبوظبي تشهد اليوم، ''قصة بناء ونمو حافلة بالبذل والعطاء، أبهرت العالم من خلال حضارة متنامية متشبثة بأصالتها وتراثها العريق، بفضل عزيمة أبنائها التي تقهر الصعاب وتحقق التميز والتألق''.
ونجحت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، في حمل لواء التنمية الثقافية، والتأكيد على التواجد الفاعل لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات في المشهد الثقافي العالمي، وأن تعنى بالإبداع في الشعر العربي بصورة علمية ومنهجية في إطار استراتيجيتها لتعزيز الهوية الوطنية والحفاظ عليها.
وقال إن إطلاق برنامج ''شاعر المليون'' جاء كمشروع رائد يهدف إلى تعزيز الثقافة التراثية والأدبية في مدينة أبوظبي، وانعكاساً لأهمية الشعر وارتباطه بالذاكرة والتاريخ والأصالة في المنطقة. وأكد أن الدورتين الماضيتين شهدتا نجاحاً منقطع النظير للمسابقة، وتابعها مشاهدون من مختلف أنحاء العالم.
وأعاد المزروعي نجاح البرنامج إلى تضافر عدة عوامل من أبرزها قرب البرنامج من حياة الناس الاجتماعية في المنطقة، والاهتمام بالجانب الإعلامي والترويجي، فضلا عن الحرفية العالية التي تم بها تنفيذ البرنامج وإخراج بصورة تلفزيونية رائعــــة. كما أن الاعتماد على لجنة تحكيم خبيرة كان من أهم العوامل التي ساعدت على الرقي بمسابقة ''شاعر المليون''.
وقبل كل ذلك، فإن هذا النجاح الذي أبهر العالم إنما يعود إلى الدعم اللامحدود للبرنامج ولمسيرة الأدب والثقافة، من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يحرص على متابعة جميع الشعراء، ويوجهنا بشكل دائم لتقديم كل وسائل الدعم للبرنامج والشعراء المشاركين، في إطار استراتيجية إمارة أبوظبي لصون هويتها الوطنية، واحتضان المبُدعين وتحفيزهم على العطاء الأدبي.
وأشار المزروعي أن الاستعدادات تجري منذ اليوم لبدء الجولة الجديدة للجنة التحكيم في عدد من الدول الخليجية والعربية، حيث تشمل الجولة، وإضافة لمدينة أبوظبي، كلا من المنامة، الدوحة، الكويت، جدة، الرياض، وكذلك العاصمة الأردنية عمّان، في خطوة أولى للتوسع في مقابلة شعراء النبط وجهاً لوجه في مناطق تواجدهم، على أن تشمل الجولات مستقبلاً في الدورات القادمة دولاً عربية أخرى، وذلك في إطار التأكيد على حقيقة أن برنامج شاعر المليون ليس برنامجاً إقليمياً، بل هو مفتوح للمشاركة من قبل جميع أبناء الدول العربية الذين يمتلكون موهبة نظم الشعر النبطي، أينما كانوا.
وأوضح المزروعي أن تحديد جولة لجنة التحكيم في دولة ما يعتمد على إجازة اللجنة لـ 50 قصيدة على الأقل من تلك الدولة، وإلا فإنه سوف تتم دعوة الشعراء المترشحين من الدول التي يقل عدد القصائد المجازة فيها عن 50 قصيدة إلى جولة أبوظبي المحطة الأخيرة بعد شهر رمضان المبارك، وبحيث تتحمل الهيئة كافة تكاليف السفر والإقامة للشعراء المشاركين.
وكشف في إجابته على أسئلة الإعلاميين أن إجمالي تكلفة البرنامج، هي 72 مليون درهم بما في ذلك قيمة الجوائز المادية.
كما أعلن المزروعي عن قرب إصدار ديواني مسابقة ''شاعر المليون'' للدورتين السابقتين، واللذين يضمان جميع القصائد التي ألقيت في كل دورة، ويضم ديوان الدورة الأولى 2006- 2007 (174) قصيدة، أما ديوان الدورة الثانية 2007- 2008 فيضم 164 قصيدة، هذا بالإضافة إلى العمل على طباعة الدواوين الشعرية للفائزين الخمسة الأوائل.
وقال: نعمل كذلك على إصدار جميع حلقات ''شاعر المليون'' في أشرطة صوتية وعلى شكل ض، وذلك بناءً على رغبة الملايين من متابعي البرنامج.
وشارك في المؤتمر الصحفي السيد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والسيدة نشوة الرويني المدير التنفيذي لشركة بيراميديا، كما حضر أعضاء لجنة التحكيم كل من د.غسان الحسن، تركي المريخي، وبدر صفوق.
وتجري الاستعدادات منذ اللحظة من قبل فريق عمل ''شاعر المليون''، لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من المسابقة التي تتمثل في جولة لجنة التحكيم التليفزيونية في الدول العربية، حيث ستقوم لجنة التحكيم بإجراء مقابلات شخصية مع الشعراء المتقدمين للمسابقة لاختيار أفضلهم في مرحلة تمهيدية أولى، تليها مراحل أخرى من التقييم والفرز، وصولاً إلى الإعلان عن قائمة الـ (48) شاعراً لدورة العام 2008-.2009 وسوف يرافق لجنة التحكيم وفريق البرنامج خلال الجولة، ديكور متنقل يعبر الحدود.
وتتمثل شروط الاشتراك في مسابقة شاعر المليون بأن لا يقل عمر المتقدم عن 18 سنة ولا يتجاوز 45 سنة، وأن لا تتعدى القصيدة 20 بيتاً وفقاً لقواعد الشعر النبطي، والمشاركة متاحة للجنسين، كما يجب على المتسابق ملء بطاقة الاشتراك المرفقة بمجلة شاعر المليون أو بتحميلها من الموقع الإلكتروني للمهرجان www.nabati.ae كي يتمكن من مقابلة لجنة التحكيم.
أما تقييم الشعراء فيعتمد على العديد من المعايير والأسس الفنية والنقدية، وخاصة الشروط الصارمة للالتزام بالوزن والقافية وقوة الإلقاء والحضور، فضلاً عن اللغة الشعرية المستخدمة من حيث التعبير وكيفية وطريقة تناول الغرض الشعري والبناء الفني للقصائد، والصور والتراكيب المستخدمة فيها.
الاتحاد