الخريطة المثيرة للجدل
مفكرة الإسلام: كشفت خريطة للكيان الصهيوني تنشر لأول مرة بالولايات المتحدة الأمريكية عن تصور بعض القيادات بالإدارة الأمريكية لمستقبل المنطقة العربية, حيث تقسم الخريطة العراق إلى ثلاث دول, فيما تدخل فلسطين بالكامل ضمن الدولة اليهودية.
فيما ضمت الخريطة المناطق الخاضعة للمفاوضات ـ مثل مرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة ـ إلى الحدود النهائية للدولة العبرية.
وقد نشرت الخريطة ضمن كتاب لأحد أبزر قيادات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة, وهو "دوجلاس فايث" الرجل الثالث في وزارة الدفاع الأمريكية تحت وزارة دونالد رامسفيلد, ويشرح فيه تصور التيار المتشدد في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لمستقبل عملية التسوية بين العرب والكيان الصهيوني. بحسب وكالة أمريكا إن آرابيك.
يذكر أن لفايث دورًا بارزًا في مراكز ومعاهد مؤثرة مرتبطة بالكيان الصهيوني في أمريكا مثل مركز سياسات الدفاع, والمعهد اليهودي لشئون الأمن القومي أو "جينسا"، وهو معهد للمحافظين الجدد والصهاينة يدافع عن الكيان، ويعمل على تقوية العلاقات العسكرية بين الجيش الصهيوني والبنتاجون, علاوة على التعاون بين المقاولين والشركات في الكيان وفي أمريكا في مجال التقنيات العسكرية.
يعلن فايث نفسه على الملأ دائمًا على أنه صهيوني، وليس فقط صهيونيًا يساريًا، ولكنه صهيوني يميني قريب من دوائر الليكود "الإسرائيلي" وقريب جدًا من المنظمة الصهيونية في أمريكا أو "زوا" التي كرمته في أكثر من مناسبة.
خريطة بألف كلمة:
ويقول المحلل الأمريكي البارز جيم لوب: إن الخريطة ربما تساوي ألف كلمة أو ربما 674 صفحة، وهو طول كتاب فايث الأخير "الحرب والقرار" الصادر هنا في أمريكا.
ويضيف "لوب": لا توجد مساحة كبيرة لدولة فلسطينية، أليس كذلك؟! وثمة عمق إستراتيجي جيد حول القدس، كما يبدو أن الجولان ليس من المفترض أن تعود إلى سوريا، ولا توجد إشارة للاحتلال، فكل شيء "إسرائيلي"!!
واعتبر لوب أن الخريطة تقدم رؤية عميقة في آراء فايث العامة لمركز "إسرائيل" المستحق, أو بشكل أدق حجمها داخل الخريطة.
وتتشابه الخريطة إلى حد كبير مع ما تشيعه الدولة العبرية وتسميه خريطة "إسرائيل الكبرى", وهي الخريطة التي تكشف زيف ادعاءات الدولة العبرية بسعيها نحو السلام مع الدول العربية والإسلامية, تلك الخريطة التي تحوي الدول الواقعة من نهر النيل بمصر وحتى نهر الفرات بالعراق.
وقد أثار توزيع خريطة زائفة لـ"إسرائيل" في فبراير الماضي جدلاً حادًا في إحدى الجامعات الأمريكية, بسبب قيام مركز تابع للجامعة بالاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة وتوزيعه خريطة زائفة لـ"إسرائيل".
وتضم الخريطة الزائفة الضفة الغربية ومرتفعات الجولان والقدس وباقي الأراضي العربية المحتلة على أنها جزء معترف به من "إسرائيل".
فقد أرسل "مركز جرينبرج للدراسات اليهودية" التابع لجامعة هارتفورد بولاية كنيتيكت جدول الأحداث الخاص به لدراسات فصل ربيع 2008 بعنوان "الاحتفال بالذكرى الـ60 لدولة إسرائيل".
وتضمنت الصفحة 5 من النشرة الإعلانية للمركز واسمها "فصل دراسي صيفي عن إسرائيل" خريطة لإسرائيل تدمج الضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان والقدس المحتلة.
سقوط صدام بداية المكاسب الصهيونية:
ويؤكد فايث في كتابه أنه بإسقاط صدام حسين ودخول الدبابات الأمريكية للعراق دار مفتاح تحول التوازنات الإقليمية بالمنطقة لصالح إسرائيل بشكل حاسم.
بالإضافة إلى أن غزو العراق سمح لـ"إسرائيل" ـ بقيادة الليكود ـ بالتملص من "عملية السلام" في أوسلو وتأمين الضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان إضافة إلى حدود "إسرائيل" فيما قبل 1967 ضمن ما وصفته الدوائر الصهيونية بـ"المملكة النظيفة".