مع بدء إنتاج (فالي عمان).. السلطنة تدخل مرحلة جديدة في صناعة الحديد

جعلاني ولي الفخر

✗ ┋ جًعًلٌأَنٌيِ وَلِيَ أُلّفّخِرَ أُلٌمًسًرًۇۈۉرً
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
6,236
العمر
34
الإقامة
جعلان بني بو حسن
استثمارات الشركة ستصل بنهاية العام إلى ملياري دولار أميركي
مع بدء إنتاج (فالي عمان).. السلطنة تدخل مرحلة جديدة في صناعة الحديد

المصنع سيسهم في توفير احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند من منتجات خام الحديد
مدير عام الصناعة: مشروع فالي عمان خطوة مهمة في منظومة صناعة الحديد المتتالية
جمال عزيز: وجود الحديد وصناعات الحديد الخام يعطي ميناء صحار فرصة المشاركة في التنمية الصناعية
نهاية العام الجاري الاحتفال رسميا بافتتاح الوحدتين الأولى والثانية للإنتاج بطاقة إنتاجية 9 ملايين طن من كريات الحديد
365 مواطنا يعملون بالشركة وبنسبة تعمين قدرها 60 بالمائة

مسقط ـ العمانية: منذ إعلان شركة (فالي عمان لتكوير خام الحديد) بدء إنتاج كريات الحديد في مصنعها بميناء صحار الصناعي تكون السلطنة بذلك قد دخلت مرحلة جديدة في صناعة الحديد تتضمن تحويل خام الحديد إلى كتل حديد خام عبر الميناء الذي سيعمل كمركز للتوزيع ومحور لتلبية الطلب المتزايد على منتجات خام الحديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند.
وستستفيد هذه الصناعة من الموقع الجغرافي المميز للسلطنة ولميناء صحار الصناعي نظرا لموقع صحار الاستراتيجي خارج مضيق هرمز وعلى مفترق طرق تجارية بحرية مهمة تتميز بعمق مياهها، الأمر الذي يتيح للمشروع الفرصة لاستجلاب مدخلات الإنتاج من الخارج وتصدير منتجات المصنع من كريات الحديد الخام للمنطقة، هذا فضلا عن توفر مختلف مقومات البُنى الأساسية الضرورية في ميناء صحار الصناعي حيث سيسهم المصنع في توفير احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند.
وقال الدكتور عبدالله بن علي الهنائي مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة ان قيام مشروع شركة فالي عمان لتكوير خام الحديد في السلطنة يعد من المشاريع العملاقة في مجال صناعة الحديد إلا انه لا يعتبر أول عهد للسلطنة في مجال الصناعات الحديدية بل سبقته خطوات كثيرة وملموسة منذ بداية النهضة المباركة في السلطنة.
وأضاف أن مشروع فالي هو خطوة مهمة في منظومة صناعة الحديد المتتالية التي تتكون من عدة مراحل تبدأ الأولى منها بصناعات تجهيز وتركيز الخامات لتكون مناسبة لصناعة الحديد الأساسية، وهذا ما يمثله هذا المشروع الذي يقوم بتجهيز الخام وتحويله إلى كريات صغيرة جاهزة التصنيع في مصانع الحديد التي تقوم بدورها بتحويله إلى كتل من الحديد الخام وهذه هي المرحلة الثانية من منظومة صناعة الحديد وهي المرحلة الوحيدة التي لم يتم البدء فيها في السلطنة في الوقت الراهن ولكن توجد مصانع لتحويل الحديد الخردة إلى كتل حديدية وهي تمثل خطوة أولية في مجال صناعات المرحلة الثانية.
وأشار إلى أن بدء تشغيل الوحدة الانتاجية الاولى لشركة فالي بالسلطنة يعد الخطوة الاولى وهي خطوة هامة جدا لصناعات الحديد حيث من المقرر ان يبدأ مصنع شركة جندال شديد الهندية العمانية للحديد بالاستفادة من منتجات شركة فالي في صب الحديد اما في شكل قوالب عمودية من اجل استخدامها في الاعمال الانشائية او في شكل قوالب سطحية لاستخدامها في صناعة السيارات والطائرات والسفن.
وأوضح مدير عام الصناعة ان المرحلة الرابعة وهي التي يتم فيها تشكيل المنتجات الحديدية القياسية من مقاطع وقضبان وألواح وغيرها إلى منتجات نهائية يحتاج إليها المستهلك مثل الصهاريج والخزانات الحديدية والأبراج الحديدية والهياكل الحديدية الإنشائية للمباني والحاويات والأبواب والنوافذ الحديدية وغيرها من منتجات الحديد الكثيرة مشيرا الى ان السلطنة قطعت شوطاً كبيراً في مجال هذه الصناعات الحديدية والهندسية منذ بداية النهضة الصناعية للبلاد ومع بداية عصر
النهضة، بل أن بعض هذه الصناعات تقوم بتصدير منتجاتها إلى جميع أنحاء العالم حتى وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
وأكد ان مشروع فالي بصفة خاصة يتوجه بإنتاجه بصورة أساسية إلى أسواق التصدير وصناعات الحديد الأساسية في الدول المجاورة والدول الإقليمية والعالمية مما يوجد للسلطنة اسما مرموقا ومميزا في هذه الأسواق.
وقال الدكتور عبدالله الهنائي انه وعلى الرغم من عدم وجود خامات الحديد الأساسية في السلطنة إلا أن هذا المشروع يقوم باستيراد خامات الحديد الأساسية من البرازيل بالإضافة إلى انه يتم استخدام خامات الحجر الجيري والغاز الطبيعي المحليين وباستخدام التقنيات الحديثة والخبرة الطويلة لشركة فالي العالمية يتم إنتاج خامات الحديد ومركزاتها في شكل كريات.
وأكد أن صناعة كتل الحديد من الصناعات كثيفة رأس المال وكثيفة الطاقة أي إنها تتطلب استثمارات رأس مال كبيرة وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة على شكل غاز طبيعي الأمر الذي يتطلب دراسة جدواها وفرص نجاحها وربحيتها بصورة متعمقة وتفصيلية قبل الدخول في هذه المرحلة.
وسوف تحتفل شركة فالي عمان لتكوير خام الحديد في نهاية هذا العام رسميا بافتتاح الوحدتين الاولى والثانية للانتاج اللتين ستصل طاقتهما الانتاجية الى 9 ملايين طن من كريات الحديد مما سيشكل حافزا لقيام صناعات اخرى للحديد والصلب في السلطنة وسدّ احتياجات الطلب المتزايد للصلب والحديد في كل من السلطنة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند.
من جهتها قالت نجلاء بنت زُهير الجمالية مديرة الشؤون التجارية والاستراتيجية بشركة "فالي عمان لتكوير خام الحديد" ان مصنع شركة فالي عمان لتكوير خام الحديد مهيأ لطاقة انتاجية تصل الى 18 مليون طن الا ان ذلك مرتبط بمدى توفير الغاز للمصنع من قبل الحكومة موضحة ان ذلك سيشجع على ظهور صناعة الصلب والحديد بالسلطنة.
وأوضحت ان استثمارات الشركة ستصل بنهاية العام الحالي الى ملياري دولار اميركي وهي تشتمل على انشاء مرفأ خاص بالشركة الى جانب شراء اربع سفن عملاقة من قبل الشركة العمانية للنقل البحري وذلك بهدف نقل خام الحديد من البرازيل إلى المصنع حيث من المتوقع استلامها في نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل. وتعتزم الشركة مضاعفة الانتاج من كريات الحديد.
وأشارت الى انه تم تخصيص نسبة من انتاج الشركة من كريات الحديد الى شركة جندال شديد الهندية العمانية للحديد فيما يذهب باقي الانتاج الى عملاء الشركة القدامى في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والمحيط الهندي.
وأوضحت نجلاء الجمالية ان فكرة قيام فالي بإنشاء مصنعها في ولاية صحار يهدف إلى التسهيل على العملاء القدامى في الحصول على خام الحديد في اقرب مدة ممكنة وبمختلف الكميات التي يرغبون فيها وذلك من خلال الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لميناء صحار وما يوفره من ميزات وتسهيلات.
وفيما يتعلق بتوظيف العمانيين أشارت إلى أن الشركة تعمل منذ بداية اعمالها الانشائية على توظيف العمانيين حيث تم توظيف 365 مواطنا بالشركة حتى الآن بنسبة تعمين قدرها 60 بالمائة مشيرة الى ان الشركة لديها خطة لتوظيف العمانيين حيث ستصل نسبة التعمين في عام 2015 الى 80 بالمائة من خلال طرح 720 وظيفة مباشرة و1800 وظيفة غير مباشرة.
وأكدت مديرة الشؤون التجارية والاستراتيجية بشركة "فالي عمان لتكوير خام الحديد) انه تم ايضا إلزام المقاولين القائمين على تنفيذ المشروع بتطبيق نسبة التعمين نفسها موضحة انه تم ابتعاث 100 مواطن إلى البرازيل واليابان للتدريب والتأهيل حيث تم صرف اكثر من 11 مليون دولار اميركي في هذا المجال مشيرة إلى أن هذا يأتي ضمن اولويات الشركة واهتمامها وهناك خطة طموحة في هذا الجانب من اجل تأهيل وتدريب الكادر العماني كون هذا المجال جديدا بالسلطنة.
واشارت الى ان مشروع فالي يعد اول مركز توزيع ومناولة لخام الحديد البرازيلي في المنطقة حيث إنه مؤهل لتوزيع 40 ألف طن من خام الحديد.
وأكدت ان المشروع سيساهم في سياسة التنويع الاقتصادي التي وضعتها الحكومة لبناء قاعدة تنافسية متينة لإنتاج الصلب والتي ستقوم بدورها في تقليص الهوّة الراهنة بين العرض والطلب في المنطقة المقدر حجمها بـ30 مليون طن متري. كما سيعزز مشروع فالي من استيعاب احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند عبر إنشاء إطار تشغيلي مباشر وبذلك سوف تحافظ شركة فالي على صعودها في السوق لتكون المستثمر الأكبر في مجال التعدين على مستوى العالم.
وقالت إن شركة فالي عمدت منذ بداياتها إلى تبنّي استراتيجية ترمي لإنشاء بنية اساسية صناعية قادرة على الإسهام في دفع عجلة التقدّم الاقتصادي الوطني بشكل فاعل. ومن هذا المنطلق، قامت الشركة بإرساء عقد مع ميناء صُحار الصناعي لبناء مرسى صناعي خصيصاً لفالي بطول 1.5 كيلومتر.
مشيرة إلى ان مشروعها بميناء صحار الصناعي له الكثير من الفوائد الاقتصادية حيث سيعمل على تحقيق الاهداف الرامية الى تنويع مصادر الدخل بالاقتصاد واتاحة فرص التوظيف للشباب العماني الى جانب انه سيشجع على قيام صناعات الحديد والصلب وغيرها من الصناعات الاخرى المرتبطة بخام الحديد.
وفيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية، اوضحت نجلاء الجمالية ان الشركة تعمل على تنمية المجتمع المجاور للمصنع بشكل خاص وولايات السلطنة بشكل عام حيث حرصت منذ انطلاق اعمالها بميناء صحار الى اعداد دراسة حول كيفية خدمة المجتمع مؤكدة ان الدراسة التي اكتملت قبل شهرين ستوضع من خلالها خطة شاملة تخدم مختلف فئات المجتمع ومن ضمنهم الصيادون، والمزارعون الى جانب مساعدة المجتمع النسوي بالقرى القريبة.
وأشارت الى انه تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة السلطان قابوس وجامعة فيسوسا الاتحادية بالبرازيل من اجل اعداد البحوث الخاصة بالآفات التي تصيب اشجار المانجو والليمون والنخيل بالسلطنة.
من جانبه أشار جمال بن توفيق عزيز نائب الرئيس التنفيذي لشركة ميناء صحار إلى أنه وحسب الدراسات الخاصة بالمشاريع في المنطقة فإن الطلب على الحديد في تزايد مستمر بحكم المشاريع الانشائية التي سيتم تنفيذها خلال الاعوام العشرة المقبلة في المنطقة.
وقال ان وجود الحديد وصناعات الحديد الخام يعطي ميناء صحار الفرصة في أن يشارك في التنمية الصناعية التي تعتمد على الحديد في المنطقة وفي الصناعات التحويلية الاخرى التي هي بحاجة الى توفير الخدمات والطاقة اللازمة والموارد البشرية وتوفير وسائل النقل لها.
واضاف ان التخطيط الجاري في ميناء صحار بشكل خاص والسلطنة بشكل عام يتماشى مع سياسة تطوير صناعات الحديد في السلطنة سواء من حيث توفير الطاقة والموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها وتوفير وسائل النقل معربا عن امله في ان تسعى الحكومة الى بناء سكك حديد باعتبارها وسيلة فعالة واقتصادية لتصدير الحديد.
وأشار الى ان بدء تشغيل الوحدة الانتاجية الاولى لشركة فالي بالسلطنة يعد الخطوة الاولى وهي خطوة مهمة جدا لصناعات الحديد حيث بدأ مصنع شركة جندال شديد الهندية العمانية للحديد في الاستفادة من منتجات شركة فالي في صب الحديد اما في شكل قوالب عمودية من اجل استخدامها في الاعمال الانشائية او في شكل قوالب سطحية لاستخدامها في صناعة السيارات والطائرات والسفن.
واكد ان صحار ستكون مستقبلا مركزا لدرفلة الحديد وتطبيقات الدرفلة اما في مجال الانشاءات او في الاستخدامات الاخرى كما انه مع وجود ميناء الدقم والحوض الجاف يمكن ان تكون صحار ايضا مركزا لتزويد الدقم بصفائح الحديد المطلوبة لاصلاح السفن موضحا ان العائد الاقتصادي من صناعات الحديد عالٍ جدا نظرا لعدد الفرص الوظيفية التي توفرها هذه الصناعة مقارنة بالصناعات الاخرى.
يذكر ان المجمع الصناعي لشركة فالي عمان لتكوير الحديد والمقدر قيمته بـ1.356 مليار دولار أميركي يشتمل على مصنع ذي وحدتين لتكوير خام الحديد عبر الاختزال المباشر بطاقة استيعابية سنوية تصل إلى 4.5 مليون طن متري لكل منهما، ومركز توزيع بطاقة استيعابية سنوية تصل إلى 40 مليون طن متري بالإضافة الى محطة التخزين والمناولة.
وقد اعلنت شركة فالي في مايو 2010م، عن شراكتها الاستراتيجية مع الحكومة العمانية ببيع 30 بالمائة من أسهمها في مصنع تكوير خام الحديد لشركة النفط العمانية.
 
أعلى