الهاجس
¬°•| حكاية تميز |•°¬
- إنضم
- 7 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 11,079
السُّبحة في الإسلام
إن السبحة هي وسيلة من وسائل العبادة ، وهي من المنشّطات عليها ، والمشجّعة على التفاني فيها والاستغراق في بحورها ، إنها المذكرة التي تطرد النسيان عن حاملها ، وتدفعه إلى العمل بها وتساعده عل بناء سد بينه وبين الغفلة والركون للدعة ، هي التي وصل بها رجال إلى حضرات أسرار الجمال ، فسهروا بها الليالي وقطعوا بها مفازات البعد عن الله ، هي الوسيلة التي بها تدرك المقاصد وتنال الدرجات العليا ، هي مفتاح من مفاتيح النور الذي به تتبدد ظلمات القلب ويكشف الغطاء عن الفرد .
ولهذا فقد اهتم المسلمون بها وكرموها وأظهروا حبهم لها وإنشأوا في مدحها القصائد .
لقد كانت السبحة وما زالت عند صفوة الخلق رمزاً للمعاني السامية التي من أجلها
خلق الإنسان ولأجلها ارتفعت مكانته وسما قدره على سائر المخلوقات ،
فحب الصالحين للسبحة هو حب للمعاني السامية التي ترمز إليها والغاية القصوى
التي إليها تقود . وإن نعجب ، فعجب قولهم أَنها بدعة ، والعمل على تنفير الناس منها .
فلكل ما تقدم رأينا أن نذكر هذا البحث الموجز ، والله ولي التوفيق .
تعريف السبحة
السبحة أو المسبحة : خرزات منظومة في سلك للصلاة والتسبيح (1)، ويبدو أن العرب لم تكن تعرفها قبل الصدر الأول من الإسلام وهي إعانة للذاكر ، وتذكير له ، وتنشيط كما قال صاحب التعليقات على هامش القاموس المحيط (2)
السبحة المسبحة في الشعر
يالمسبحه صوت الخرز ليه منتك
صوت الحزن مابين تكه وتكـه
لايالخرز والله ماهـي بعادتـك
قلي من اللي صاب حسك بضكه
ان كانه الدنيا على الحزن حدتك
فاعلم ترى غيرك همومه تصكه
مانت الوحيد اللي ظروفك تحدتك
ولا انت الوحيد اللي زمانه يدكه
وهذه قصيده جميلة لبديوي الوقداني رحمه الله
من روائع بديوي الوقداني
انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع
وبغيت ألمه يا سليمـان وازريـت
صار الذهب قصدير والورد نعناع
أنكرت ريحه مختلف يوم شميـت
الباب طايـح والمساميـر خـلاّع
والحَبّ فيه السوس والفار في البيت
أمسيت أكيل الراى بالمد والصـاع
قست الأمور وعفتها ما توريـت
لا فاقد الحيلة ولا قاصـر البـاع
ويا الله يامولاي فيـك استغريـت
الذيب رزقه في مباديـن الأرواع
وانا برزقي في زمانـي تعنيـت
وانا مربّى من زمانـي ومطـواع
ربتنـي الأيـام حتـى تربـيـت
سبحة سعودية في موسوعة غينيس
تمكن المواطن محمد يحيى علي العسيري من دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية وذلك بعد عناء كبير, حيث يعتبر العسيري من أبرز المحترفين في حرفة "شك السبح" أي تجميعها وعمل ربطات السبح بخيوط ديكورية ترتبط بالخرز في الرأس الطويل للمسبحة والمعروف في المهنة بـ"المئذنة".
محمد, موظف في أرامكو السعودية وهو مشرف على تشغيل آبار البترول, وحبه لفن ربط خرزات المسبحة هواية بدأت منذ الطفولة حيث بدأت هوايته من صنع الكرباج (السوط).
ومن ثم التحق بالكشافة وتعلم فن الربطات ومن ثم عمل في شركة أرامكو في المواقع البحرية حيث تعلم هذا الفن من الوافدين من دول أخرى.
يقول عسيري لـ"الوطن": أنا أحب هذه الهواية منذ طفولتي ودفعتني للاهتمام بها إلى درجة أنني أسافر لدول معينة لآخذ خبرة عن بعض الأحجار الكريمة التي تستخدم في صناعة السبح بالإضافة إلى تعلم فن تصنيعها وتطعيمها بالفضة والفيروز والكهرمان والعاج والمرجان.
وأضاف: لدي الكثير من أنواع الخرز مثل اليسر والكوك والعاج والصندل والأبنوس والعقيق والمرجان واللؤلؤ والزمرد والياقوت.
وعن موسوعة جينيس يقول العسيري إنه وقع العقد مع جينيس لتحقيقه رقمين قياسيين الأول في أكثر عدد سبح شخصية في العالم (3220 مسبحة) والثاني في أكثر عدد للوحات السيارات القديمة ( 80 لوحة).
وعن أنواع الأوتار والخيوط التي يستخدمها يقول العسيري إنه يفضل استخدام الخيوط الكورية والفرنسية على باقي الخيوط الأخرى. ويختار الخيط على حسب فتحات حبة المسبحة بحيث تكون مناسبة للخرز المستخدم. وأضاف أن هناك مشكلة يتعرض لها الكثيرون من محبي السبح وهي انقطاع خيط المسبحة على الرغم من تكلفتها الباهظة, وأن الحل في ذلك يكون في استخدام الخيط الجيد من حيث القوة وأيضا تجنب شراء بعض السبح المصنوعة من الأحجار الكريمة والكريستال لأنها تملك فتحات للخرز تكون حادة فيتعرض الخيط للانقطاع أثناء استخدامها.
ويختار العسيري ألوان الخرز من حيث رغبة الناس فيها وخراطة الخرز نفسه والخامة الجيدة والنادرة وأنه يصمم سبحاً خاصة به مصنوعة من الكهرمان والمستكا والفوتوران. وذكر العسيري أنه يبحث حاليا عن سبب صناعة الكهرمان والمستكا على شكل عصي من قبل الألمان وذلك بعد الحرب العالمية الثانية, واعتبر أن هذا البحث هو من البحوث الفنية الخاصة بصناعة السبح ومن الأمور التي تهم الناس في المعارض المحلية والدولية.
ويقدم العسيري عدة أنواع من السبح من حيث عدد حبات المسبحة فهناك المسبحة التي تتكون من 33 حبة وشاهدين ومئذنة (جامعة) و45 حبة و 51 حبة لم يصنع منها إلا 13 مسبحة.
وشارك العسيري في عدة مهرجانات محلية ودولية مثل مهرجان "رود شو" في الكويت ومهرجان السفر للبحر المتوسط في القاهرة 2004 و 2005. كما شارك في مهرجان "أيام سعودية" في لندن وأيضا في "أيام سعودية" في مدينة مانشستر وشارك في مهرجان الجبيل التراثي الثاني والثالث والرابع والخامس. وأيضا مهرجان سوق السفر العربي في دبي 2006 -2007.
كما شارك في مهرجان الجنادرية عام 1418 و 1422.
ولدى محمد ابن و3 بنات وكلهم يجيدون شك السبح وأضاف أن ابنته الصغيرة منار ( 8 سنوات) وهي محترفة في هذا الفن تمكنت من صناعة مسبحة صغيرة يبلغ طولها 3 سم وتضم 99 حبة من خرز يطلقون عليها "الظفر".
كما يملك العسيري متحفا في مدينة الدمام يضم سبح أحجار كريمة نادرة توجد على بعضها رسومات طبيعية بعضها يكون على شكل إنسان أو امرأة تدعو الله. ويضع في أحد أصابعه خاتما عليه خريطة فلسطين, مشيرا إلى أن خريطة فلسطين موجودة في الفص بشكل طبيعي.
وينوي العسيري افتتاح متحف آخر في قرية آل يزيد في عسير وهو عبارة عن بيت تراثي قديم وهو ينوي صيانته قريبا حتى يضع فيه نماذج من تراث منطقة عسير ويصبح معلما من معالم السياحة في عسير.
وبالنسبة لدخل العسيري من السبح التي يصنعها يقول العسيري إنه ما زال هاويا لهذه الحرفة ولم يدخل مرحلة جني الأرباح من ورائها.
ولكنه يبيع ويشتري فيها حاليا مشيرا إلى أن التكلفة تكون عالية عليه إذ يتوجب عليه البحث عن النوادر في كل مكان.
وأضاف: أحاول أن أفصل حاليا أكبر مسبحة عاج وأطعمها بالفضة وأيضا أكبر مسبحة "يسر" 29 ملم وأكبر مسبحة "صندل" وأكبر سبحة من شجر الزيتون ويوجد لدي سبحة كهرمان وزنها 1.75 جرام, كما لدى سبحة من خشب الأبانوس الأفريقي تزن 55 كيلوجراما, وأنا حاولت أن أدخل موسوعة جينيس بمسبحة يبلغ طولها 9 أمتار وتزن 75 كيلوجراما من خشب الماهوجني الأفريقي وملبسة بالصدف الأصلي وكلفتني حوالي 55 ألف ريال سعودي إلا أنني لم أستطع ذلك لأن هناك مسبحة أخرى بلغ طولها 58 مترا في أمريكا تفوقت على مسبحتي على الرغم من أن مسبحتي كانت مزخرفة وتعبر عن فن إسلامي عريق.
محمد العسيري في المتحف في منزله بالدمام