•¦{ آلبُريْمِے دَآرِيْ }¦•
¬°•| فَخْرِ الْبُريْمِي |•°¬
قرية «وكـان» حيث الطبيعة البكر وأشجار الجبال والطقس المعتدل صيفا
تزخرُ السلطنةُ بمقومات سياحية جمة؛ حيث التنوع البيئي والطبيعة البكر كالتضاريس المختلفة من الجبال والسهول والصحاري والبحار والأودية والمزارع الغنّاء. ونظرا لما تشكله السياحة الداخلية من مقومات اقتصادية واجتماعية ونفسية كثيرة وبناء على المساحات الشاسعة للسلطنة وتعدد الأماكن السياحية عكفت الحكومة على تطوير قطاع السياحة في ربوع السلطنة، وبذلك تبذل وزارة السياحة جهودا جبارة في جعل القطاع السياحي نشطا ومزدهرا يتمتع بكافة معايير الجودة العالمية وفي شتى المجالات. من ذلك ما نراه جليا في قرية (وكان) المتاخمة لجبال ولاية نخل بجنوب الباطنة حيث الطقس اللطيف والأشجار الجبلية المتنوعة والأحياء البيئية المتعددة الأصناف؛ فقد كانت لنا هذه الوقفة في زيارة خاطفة للقرية التي ترتفع مئات الأمتار عن سطح البحر لنرصد فرحة السياح بزيارتها وننقل للقارئ بين سطورنا رؤية واضحة عن مكان قد يقصده بدلا من السفر للسياحة خارجا.
موقع القرية
إن الزائر لولاية نخل بجنوب الباطنة لا بد وأن يُعرّج على عين الثوارة الساخنة والتي تنبع من جبالها على مدار العام كما يعد جريانها منظرا بديعا أبدعه الخالق، ثم قد يزور قلعتها التاريخية الموغلة في القدم كل ذلك بين جنبات النخيل والأشجار على جانبي الطريق الداخلي للولاية. بعدها يتوجه القاصد لقرية (وكان) بوادي مستل غربا من ولاية نخل لمسافة لا تتعدى عشرين كيلومترا لينعطف يسارا باتجاه الجنوب ليمر بقرى وادي مستل على ضفاف الجبال كقرية الغبرة والجيلة ووجمة ومياقع وإمطي والظاهر وصولا إلى قرية الهجار، وقد يرغب بزيارة وادي بني حرّاص غربا ليتمتع بالقرى الريفية والجبلية أيضا ثم يعود أدراجه ليكمل المشوار باتجاه الجنوب الشرقي إلى قرية (وكان) - علما بأن طريق وادي مستل في مرحلة الرصف والتأهيل الجديد حاليا ليتسنى دخول السيارات الصغيرة في الطرقات المعبدة لاحقا -، كما يوجد بهذا الوادي مستشفى حكومي ومدرسة للتعليم الأساسي. بعدها يبدأ الصعودَ للجبل بسيارة الدفع الرباعي. بعدها تنتهي بك الطريق إلى قرية (وكان) الجبلية بعد صعود عشرات الأمتار لتركن سيارتك وتبدأ بالسير في المدرجات إلى أعلى والتي أعدتها وزارة السياحة وذلك بين أشجار العنب والبوت والمشمش والرمان والتين والزيتون وغيرها الكثير، كما يمكن زيارة الجارتين قرية القورة وحدش. كذلك يمكن الوصول إلى الجبل الأخضر سيرا على الأقدام من هذه القرية.
الطقس المعتدل
عندما تصل الحرارة في كثير من قرى السلطنة إلى مستويات عالية وقياسية يمكنك أن تلجأ إلى قرية (وكان) الجبلية ذلك ما بدأ به سعود بن خلف بن حمود العذالي حديثه حيث أكد: هواؤها عليل وطقسها معتدل صيفا وبارد شتاء؛ ففي نهاية شهر مايو وبمنتصف اليوم حيث الشمس الحارقة يمكنك السير على الأقدام وطلوع مئات الدرجات بين أشجار الجبال وثمارها في تلك القرية وقد تنسى بأنك في أشهر الصيف الحارق بالسلطنة، فقد زرت هذه القرية عدة مرات لأستمتع بجمالها ودلالها وأقول لمن لم تسنح له الفرصة لزيارتها سابقا لا تدع فرصة هذا الصيف تمر دون الوقوف على جنبات ينابيعها وثمارها، كما أن أمطارها الصيفية تكسوها جمالا وتزيدها بهاء.
ثمارها اليانعة
عند الحديث عن أشجار جبال السلطنة يتبادر إلى الأذهان تلك الأشجار المعروفة والمشهورة والتي تصل ثمارها إلى الأسواق المحلية المجاورة لها ولا تتعداها غالبا بل وتنفد من السوق في ساعات الصباح الأولى مباشرة! ولعل السبب في ذلك الطلب الكثير عليها لأنها معروفة بجودتها، كما قد يكون قلة الإنتاج سببا في ذلك أيضا، كما أن كثيرا من الزوار والسياح يعمدون على شرائها من مصادرها مباشرة. وهناك الكثير من النباتات والأشجار الجبلية المفيدة بحق ومنها العلاجية ولكن قلة من الناس يعرفون عنها ربما لبعد الكثيرين عن العلاج بالنباتات والأعشاب الطبيعية، ولن نتطرق لها الآن في حديثنا حتى لا نحيد عن موضوعنا. أما عن المزروعات الشهيرة في قرية (وكان) الجبلية يقول إسحاق بن إبراهيم بن سيف المعولي : في زيارتي الأخيرة لهذه القرية الجميلة لاحظتُ أشجارا تُزرع وأشجارا تَنبتُ طبيعيا ولا دخل ليد بشرية فيها لا بالزراعة ولا بالري أو غيره! فسبحان مقسم الأرزاق، ومن أهم تلك الأشجار المستقلة هي شجرة (البوت) الشهيرة حيث يؤكد جميع سكان القرى الجبلية بأن هذه الشجرة المعطاء وجدتْ هكذا وترتوي بمياه الأمطار فقط وهي ملك لسكان تلك المناطق، ويتم جني ثمارها اللذيذة في بداية شهر مايو. ويشاركه الرأي سليمان بن سالم بن خلفان البحري حيث يقول : كما تشتهر الجبال بأشجار العلعلان والعتم وغيرها، وقد مررنا بكثير من أشجار المشمش والرمان والخوخ والجوز وأشجار الورد والعنب والتين والزيتون، وقد أبدعت يد العماني منذ قديم الزمان في طريقة استصلاح تلك الأراضي الصلبة وتحويلها إلى مدرجات زراعية بنظام دقيق تمخرها مياه الأفلاج المنبثقة من أعالي العيون الجبلية لترويها بتقسيمات محددة سلفا. ويضيف سليمان البحري: أقول وبحق ان من يزور هذا المكان سيرغب حتما بزيارته مرات عديدة.
سكانها طيبون
إن الزائر للقرى الجبلية بالسلطنة مع كثرتها يرى سمات الجود والكرم لدى أهلها؛ حيث يرى الابتسامة تعلوها محياهم ويلمس الحب الظاهر على وجوههم، يستقبلون الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم دونما تمييز، ولا يضجرون من الزوار مطلقا، ذلك ما أكد عليها سكانهم عند لقائنا بهم فقد قال الشايب سعيد بن سالمين العرفاتي من سكان قرية (وكان) وهو من كبار السن: منذا سنوات مضت وأنا ألتقي بمجموعات كثيرة من الزوار والسياح لهذه القرية العريقة التي أعشقها منذ كنت طفلا، يأتون في جماعات وفرادى ومصطحبين عائلاتهم في كثير من الأحيان، وبالطبع يعاملهم كل من في القرية من صغير وكبير بالطيب والاحترام والتقدير سواء كانوا عمانيين أم سياحا من خارج السلطنة عربا أو أجانب على حد سواء. ويضيف العرفاتي: يترك السياح بعد رحيلهم أثرا طيبا في نفوسنا حيث إنهم يحترمون العادات والتقاليد ويثمنون تعاملنا معهم، ويتعهدون بتكرار الزيارة وتلك إشادة نعتز بها. كما يؤكد سعيد العرفاتي: جميع مزروعاتنا بدون حواجز ولا سياج أو غيره فهي في متناول الجميع صغارا وكبارا ولكنهم أناس يحترمون الأمانة والأملاك الخاصة ولا نخشى على ثمارنا من العبث ولا القطع أو القلع أو التكسير وتلك حقيقة لا بد من الوقوف عندها فلهم جميعا كل الشكر والتقدير، كما أن وزارة السياحة مشكورة وضعت لافتات تنبيه وتعليمات ليتقيد الزوار بها كاللباس المحتشم وعدم إصدار الضجيج أو اصطحاب الآلات الموسيقية ومكبرات الصوت، كذلك وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والثمار، وعدم تصوير الأشخاص دون استئذانهم. ويختم سعيد بن سالمين العرفاتي حديثه قائلا: ندعو الجميع لزيارة قريتنا الجميلة والاستمتاع بمناظرها الخلابة وطقسها اللطيف، ونرحب بالجميع ونقدم يد العون لمن يحتاجه.
متنفس للعائلات
مع وجود الحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ الساحرة والمجمعات التجارية المنتشرة في ربوع السلطنة فإنك ترى عند زيارتك لقرية (وكان) مجموعات من العائلات وقد افترشت الأرض تحت تلك الأشجار والثمار منهم من يلتقط الصور التذكارية ومنهم من يقف متمتعا بذلك الجمال الذي قد لا يراه إلا في الجبال، تجد الأطفال وهم يتمتعون بخرير المياه العذبة الباردة ويلهون بمرح. وفي ذلك يؤكد حمد بن حمود بن حمد البحري: هذه زيارتي الأولى لهذه القرية الخلابة فقد أتينا مع مجموعة من الشباب وعند رؤيتي لجماليات القرية واعتدال حرارتها عزمت على اصطحاب أسرتي في زيارة قادمة. ويضيف حمد البحري: وقد التقطت بعض الصور التذكارية، كما قمت بشراء ثمار (البوت) عندما وجدت أطفالا يجنونه ويبيعونه طازجا، هذا وقد رأيت بعض الأشجار التي جادت بثمارها سابقا كالمشمش ومنها لا يزال نضجه حتى الشهر القادم كالرمان مثلا.
خدمة الاتصالات
كثير من السياح يسألون عن طبيعة المكان قبل زيارته وتكوين فكرة حوله وموقعه وما يتميز به ويستعدون سلفا لما قد ينقصهم ولا يجدونه هناك – وتلك من الضروريات – ومما لاشك فيه بأن خدمة الاتصالات هي من الأمور المهمة في كل مكان لاسيما وأنت خارج بلدتك نظرا لظروف طارئة قد تطرأ فجأة. ومما يميز هذه القرية وجود شبكة الاتصالات اللاسلكية بها حيث يعد أغلب هذا الوادي داخلا في التغطية ويمكنك استخدام الهاتف الجوال بكل يسر وسهولة.
ملاحظات بسيطة
تهتم وزارة السياحة بالمواقع السياحية اهتماما بالغ الأهمية، وتسند الكثير من المناقصات والمشروعات لتطوير هذا القطاع الحيوي ؛ ونظرا لتعدد المواقع السياحية بالسلطنة وكثرتها وانتشارها على ربوع عماننا الحبيبة من شمالها إلى جنوبها فإن هذا الاهتمام يكون مضاعفا وموزعا على هذه المواقع في جميع الولايات. وقرية (وكان) أحد هذه المواقع التي حظيت باهتمام وزارة السياحة ؛ فقد قامت الوزارة بتطوير القرية والاهتمام بجمالياتها، فقد أنشأت المدرجات لمسافات طويلة تتوسط المزروعات ليتمتع الزائر برؤية واضحة للمناظر البديعة، واستحدثت دورات مياه ومقهى ولكنها غير فعالة حتى الآن ! من ذلك ما أكد عليه بدر بن حمود الرواحي لدى لقائنا به على ربوع هذه القرية : بداية أقول لماذا السفر خارج البلاد للسياحة وفي عمان مكان مثل هذه القرية البكر؟! حيث الطبيعة الخلابة والجمال الأخاذ والهواء البارد صيفا وتعدد المزروعات والثمار. ولكن عند حديثنا عن هذا المكان فنلاحظ نقص بعض الخدمات كدورات المياه مثلا نعم موجودة ولكنها غير مستغلة وغير فعالة إلى الآن فهي بدون مياه و بها الكثير من الأتربة والحجارة ولا نعرف السبب ! كما أن القرية تخلو من المحلات التجارية ولو البسيطة منها فقد يحتاج الزائر لبعض الكماليات في رحلته إن نسيها سابقا ولم يأخذها ! ويشاركه الرأي سعود بن خلف بن حمود العذالي حيث قال: أبدعت الجهات المختصة مشكورة في عمل تلك المدرجات الجميلة والسهلة والتي تتماشى والطبيعة ولكن لا نرى إنارة لهذه المدرجات فالزائر لا يستطيع التأخر ليلا في أعلى القرية لأن النزول يصبح صعبا بدون إضاءة في تلك المدرجات. كما يضيف إسحاق بن إبراهيم المعولي: إن الطريق الترابي المؤدي إلى القرية يحتاج مزيدا من التطوير ونقترح التوسعة والرصف والإنارة، وزيادة عدد مواقف السيارات. ويؤيدهم في الآراء والمقترحات سعيد بن سالمين العرفاتي وهو من سكان القرية
تزخرُ السلطنةُ بمقومات سياحية جمة؛ حيث التنوع البيئي والطبيعة البكر كالتضاريس المختلفة من الجبال والسهول والصحاري والبحار والأودية والمزارع الغنّاء. ونظرا لما تشكله السياحة الداخلية من مقومات اقتصادية واجتماعية ونفسية كثيرة وبناء على المساحات الشاسعة للسلطنة وتعدد الأماكن السياحية عكفت الحكومة على تطوير قطاع السياحة في ربوع السلطنة، وبذلك تبذل وزارة السياحة جهودا جبارة في جعل القطاع السياحي نشطا ومزدهرا يتمتع بكافة معايير الجودة العالمية وفي شتى المجالات. من ذلك ما نراه جليا في قرية (وكان) المتاخمة لجبال ولاية نخل بجنوب الباطنة حيث الطقس اللطيف والأشجار الجبلية المتنوعة والأحياء البيئية المتعددة الأصناف؛ فقد كانت لنا هذه الوقفة في زيارة خاطفة للقرية التي ترتفع مئات الأمتار عن سطح البحر لنرصد فرحة السياح بزيارتها وننقل للقارئ بين سطورنا رؤية واضحة عن مكان قد يقصده بدلا من السفر للسياحة خارجا.
موقع القرية
إن الزائر لولاية نخل بجنوب الباطنة لا بد وأن يُعرّج على عين الثوارة الساخنة والتي تنبع من جبالها على مدار العام كما يعد جريانها منظرا بديعا أبدعه الخالق، ثم قد يزور قلعتها التاريخية الموغلة في القدم كل ذلك بين جنبات النخيل والأشجار على جانبي الطريق الداخلي للولاية. بعدها يتوجه القاصد لقرية (وكان) بوادي مستل غربا من ولاية نخل لمسافة لا تتعدى عشرين كيلومترا لينعطف يسارا باتجاه الجنوب ليمر بقرى وادي مستل على ضفاف الجبال كقرية الغبرة والجيلة ووجمة ومياقع وإمطي والظاهر وصولا إلى قرية الهجار، وقد يرغب بزيارة وادي بني حرّاص غربا ليتمتع بالقرى الريفية والجبلية أيضا ثم يعود أدراجه ليكمل المشوار باتجاه الجنوب الشرقي إلى قرية (وكان) - علما بأن طريق وادي مستل في مرحلة الرصف والتأهيل الجديد حاليا ليتسنى دخول السيارات الصغيرة في الطرقات المعبدة لاحقا -، كما يوجد بهذا الوادي مستشفى حكومي ومدرسة للتعليم الأساسي. بعدها يبدأ الصعودَ للجبل بسيارة الدفع الرباعي. بعدها تنتهي بك الطريق إلى قرية (وكان) الجبلية بعد صعود عشرات الأمتار لتركن سيارتك وتبدأ بالسير في المدرجات إلى أعلى والتي أعدتها وزارة السياحة وذلك بين أشجار العنب والبوت والمشمش والرمان والتين والزيتون وغيرها الكثير، كما يمكن زيارة الجارتين قرية القورة وحدش. كذلك يمكن الوصول إلى الجبل الأخضر سيرا على الأقدام من هذه القرية.
الطقس المعتدل
عندما تصل الحرارة في كثير من قرى السلطنة إلى مستويات عالية وقياسية يمكنك أن تلجأ إلى قرية (وكان) الجبلية ذلك ما بدأ به سعود بن خلف بن حمود العذالي حديثه حيث أكد: هواؤها عليل وطقسها معتدل صيفا وبارد شتاء؛ ففي نهاية شهر مايو وبمنتصف اليوم حيث الشمس الحارقة يمكنك السير على الأقدام وطلوع مئات الدرجات بين أشجار الجبال وثمارها في تلك القرية وقد تنسى بأنك في أشهر الصيف الحارق بالسلطنة، فقد زرت هذه القرية عدة مرات لأستمتع بجمالها ودلالها وأقول لمن لم تسنح له الفرصة لزيارتها سابقا لا تدع فرصة هذا الصيف تمر دون الوقوف على جنبات ينابيعها وثمارها، كما أن أمطارها الصيفية تكسوها جمالا وتزيدها بهاء.
ثمارها اليانعة
عند الحديث عن أشجار جبال السلطنة يتبادر إلى الأذهان تلك الأشجار المعروفة والمشهورة والتي تصل ثمارها إلى الأسواق المحلية المجاورة لها ولا تتعداها غالبا بل وتنفد من السوق في ساعات الصباح الأولى مباشرة! ولعل السبب في ذلك الطلب الكثير عليها لأنها معروفة بجودتها، كما قد يكون قلة الإنتاج سببا في ذلك أيضا، كما أن كثيرا من الزوار والسياح يعمدون على شرائها من مصادرها مباشرة. وهناك الكثير من النباتات والأشجار الجبلية المفيدة بحق ومنها العلاجية ولكن قلة من الناس يعرفون عنها ربما لبعد الكثيرين عن العلاج بالنباتات والأعشاب الطبيعية، ولن نتطرق لها الآن في حديثنا حتى لا نحيد عن موضوعنا. أما عن المزروعات الشهيرة في قرية (وكان) الجبلية يقول إسحاق بن إبراهيم بن سيف المعولي : في زيارتي الأخيرة لهذه القرية الجميلة لاحظتُ أشجارا تُزرع وأشجارا تَنبتُ طبيعيا ولا دخل ليد بشرية فيها لا بالزراعة ولا بالري أو غيره! فسبحان مقسم الأرزاق، ومن أهم تلك الأشجار المستقلة هي شجرة (البوت) الشهيرة حيث يؤكد جميع سكان القرى الجبلية بأن هذه الشجرة المعطاء وجدتْ هكذا وترتوي بمياه الأمطار فقط وهي ملك لسكان تلك المناطق، ويتم جني ثمارها اللذيذة في بداية شهر مايو. ويشاركه الرأي سليمان بن سالم بن خلفان البحري حيث يقول : كما تشتهر الجبال بأشجار العلعلان والعتم وغيرها، وقد مررنا بكثير من أشجار المشمش والرمان والخوخ والجوز وأشجار الورد والعنب والتين والزيتون، وقد أبدعت يد العماني منذ قديم الزمان في طريقة استصلاح تلك الأراضي الصلبة وتحويلها إلى مدرجات زراعية بنظام دقيق تمخرها مياه الأفلاج المنبثقة من أعالي العيون الجبلية لترويها بتقسيمات محددة سلفا. ويضيف سليمان البحري: أقول وبحق ان من يزور هذا المكان سيرغب حتما بزيارته مرات عديدة.
سكانها طيبون
إن الزائر للقرى الجبلية بالسلطنة مع كثرتها يرى سمات الجود والكرم لدى أهلها؛ حيث يرى الابتسامة تعلوها محياهم ويلمس الحب الظاهر على وجوههم، يستقبلون الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم دونما تمييز، ولا يضجرون من الزوار مطلقا، ذلك ما أكد عليها سكانهم عند لقائنا بهم فقد قال الشايب سعيد بن سالمين العرفاتي من سكان قرية (وكان) وهو من كبار السن: منذا سنوات مضت وأنا ألتقي بمجموعات كثيرة من الزوار والسياح لهذه القرية العريقة التي أعشقها منذ كنت طفلا، يأتون في جماعات وفرادى ومصطحبين عائلاتهم في كثير من الأحيان، وبالطبع يعاملهم كل من في القرية من صغير وكبير بالطيب والاحترام والتقدير سواء كانوا عمانيين أم سياحا من خارج السلطنة عربا أو أجانب على حد سواء. ويضيف العرفاتي: يترك السياح بعد رحيلهم أثرا طيبا في نفوسنا حيث إنهم يحترمون العادات والتقاليد ويثمنون تعاملنا معهم، ويتعهدون بتكرار الزيارة وتلك إشادة نعتز بها. كما يؤكد سعيد العرفاتي: جميع مزروعاتنا بدون حواجز ولا سياج أو غيره فهي في متناول الجميع صغارا وكبارا ولكنهم أناس يحترمون الأمانة والأملاك الخاصة ولا نخشى على ثمارنا من العبث ولا القطع أو القلع أو التكسير وتلك حقيقة لا بد من الوقوف عندها فلهم جميعا كل الشكر والتقدير، كما أن وزارة السياحة مشكورة وضعت لافتات تنبيه وتعليمات ليتقيد الزوار بها كاللباس المحتشم وعدم إصدار الضجيج أو اصطحاب الآلات الموسيقية ومكبرات الصوت، كذلك وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والثمار، وعدم تصوير الأشخاص دون استئذانهم. ويختم سعيد بن سالمين العرفاتي حديثه قائلا: ندعو الجميع لزيارة قريتنا الجميلة والاستمتاع بمناظرها الخلابة وطقسها اللطيف، ونرحب بالجميع ونقدم يد العون لمن يحتاجه.
متنفس للعائلات
مع وجود الحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ الساحرة والمجمعات التجارية المنتشرة في ربوع السلطنة فإنك ترى عند زيارتك لقرية (وكان) مجموعات من العائلات وقد افترشت الأرض تحت تلك الأشجار والثمار منهم من يلتقط الصور التذكارية ومنهم من يقف متمتعا بذلك الجمال الذي قد لا يراه إلا في الجبال، تجد الأطفال وهم يتمتعون بخرير المياه العذبة الباردة ويلهون بمرح. وفي ذلك يؤكد حمد بن حمود بن حمد البحري: هذه زيارتي الأولى لهذه القرية الخلابة فقد أتينا مع مجموعة من الشباب وعند رؤيتي لجماليات القرية واعتدال حرارتها عزمت على اصطحاب أسرتي في زيارة قادمة. ويضيف حمد البحري: وقد التقطت بعض الصور التذكارية، كما قمت بشراء ثمار (البوت) عندما وجدت أطفالا يجنونه ويبيعونه طازجا، هذا وقد رأيت بعض الأشجار التي جادت بثمارها سابقا كالمشمش ومنها لا يزال نضجه حتى الشهر القادم كالرمان مثلا.
خدمة الاتصالات
كثير من السياح يسألون عن طبيعة المكان قبل زيارته وتكوين فكرة حوله وموقعه وما يتميز به ويستعدون سلفا لما قد ينقصهم ولا يجدونه هناك – وتلك من الضروريات – ومما لاشك فيه بأن خدمة الاتصالات هي من الأمور المهمة في كل مكان لاسيما وأنت خارج بلدتك نظرا لظروف طارئة قد تطرأ فجأة. ومما يميز هذه القرية وجود شبكة الاتصالات اللاسلكية بها حيث يعد أغلب هذا الوادي داخلا في التغطية ويمكنك استخدام الهاتف الجوال بكل يسر وسهولة.
ملاحظات بسيطة
تهتم وزارة السياحة بالمواقع السياحية اهتماما بالغ الأهمية، وتسند الكثير من المناقصات والمشروعات لتطوير هذا القطاع الحيوي ؛ ونظرا لتعدد المواقع السياحية بالسلطنة وكثرتها وانتشارها على ربوع عماننا الحبيبة من شمالها إلى جنوبها فإن هذا الاهتمام يكون مضاعفا وموزعا على هذه المواقع في جميع الولايات. وقرية (وكان) أحد هذه المواقع التي حظيت باهتمام وزارة السياحة ؛ فقد قامت الوزارة بتطوير القرية والاهتمام بجمالياتها، فقد أنشأت المدرجات لمسافات طويلة تتوسط المزروعات ليتمتع الزائر برؤية واضحة للمناظر البديعة، واستحدثت دورات مياه ومقهى ولكنها غير فعالة حتى الآن ! من ذلك ما أكد عليه بدر بن حمود الرواحي لدى لقائنا به على ربوع هذه القرية : بداية أقول لماذا السفر خارج البلاد للسياحة وفي عمان مكان مثل هذه القرية البكر؟! حيث الطبيعة الخلابة والجمال الأخاذ والهواء البارد صيفا وتعدد المزروعات والثمار. ولكن عند حديثنا عن هذا المكان فنلاحظ نقص بعض الخدمات كدورات المياه مثلا نعم موجودة ولكنها غير مستغلة وغير فعالة إلى الآن فهي بدون مياه و بها الكثير من الأتربة والحجارة ولا نعرف السبب ! كما أن القرية تخلو من المحلات التجارية ولو البسيطة منها فقد يحتاج الزائر لبعض الكماليات في رحلته إن نسيها سابقا ولم يأخذها ! ويشاركه الرأي سعود بن خلف بن حمود العذالي حيث قال: أبدعت الجهات المختصة مشكورة في عمل تلك المدرجات الجميلة والسهلة والتي تتماشى والطبيعة ولكن لا نرى إنارة لهذه المدرجات فالزائر لا يستطيع التأخر ليلا في أعلى القرية لأن النزول يصبح صعبا بدون إضاءة في تلك المدرجات. كما يضيف إسحاق بن إبراهيم المعولي: إن الطريق الترابي المؤدي إلى القرية يحتاج مزيدا من التطوير ونقترح التوسعة والرصف والإنارة، وزيادة عدد مواقف السيارات. ويؤيدهم في الآراء والمقترحات سعيد بن سالمين العرفاتي وهو من سكان القرية
التعديل الأخير: