مفكرة الإسلام: كشف سامي الحاج، مصور قناة "الجزيرة" المفرج عنه قريبًا من معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا، أنّ الضغوط النفسية والبدنية القاسية التي يتعرض لها المعتقلون الإسلاميون في جوانتانامو تسببت في أن فقد كثيرون منهم عقولهم وأصبحوا تائهين بلا دليل.
ودعا سامي الحاج الذي بدأ زيارة له إلى سويسرا استجابة لدعوة من "مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان"، المؤسسات الحقوقية إلى التدخل "لإنقاذ من تبقى في معتقل جوانتانامو.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "الشرق" القطرية، فقد التقى الحاج في مستهل برنامج زيارته مع مسئولين كبار من المنظمات الدولية، مثل المنظمة العالمية ضد التعذيب، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان، واللجنة الدولية للحقوقيين.
وكشف الحاج لهؤلاء المسئولين الظروف المأساوية التي يعيشها المعتقلون في جوانتانامو، و"حاجتهم العاجلة والماسة إلى تدخل هذه المنظمات لإنقاذهم من المعاملة القاسية وغير الإنسانية التي ظلت ترتكبها أمريكا في حق المعتقلين في معتقل جوانتانامو وبعيدًا عن أعين الناس ورقابة القانون".
من جانبها، أوضحت "مؤسسة الكرامة" في بيان لها أن "زيارة سامي الحاج إلى جنيف تأتي للإدلاء بشهاداته عن السنوات الطويلة من الاعتقال التعسفي والتعذيب الذي تعرَّض له في القاعدة العسكرية الأمريكية".
يشار إلى أن مصور قناة "الجزيرة" ظل معتقلاً في جوانتانامو لما يقرب من 7 سنوات بدون تهمة أو إجراءات قانونية، وقد خاض العديد من الإضرابات عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله وغياب أي إجراءات قانونية.
إحدى زنزانات جوانتانامو قرب البيت الأبيض:
من جانب آخر، وفي إطار محاولاتها ومساعيها لإغلاق معتقل جوانتانامو، قامت منظمة العفو الدولية بتثبيت زنزانة شبيهة بزنزانات السجن الخاضع لمراقبة أمنية مشددة على مقربة من البيت الأبيض.
وقال "غوين فيتزجيرالد"، المتحدث باسم المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في واشنطن: إن هذه الزنزانة الانفرادية البالغة مساحتها ثلاثة أمتار بمترين والمماثلة تمامًا للزنزانات التي يُحتجز فيها ثلثا معتقلي جوانتانامو في كوبا "هي طريقة للفت انتباه الأمريكيين إلى الظلم بحجمه الحقيقي".
وأشار إلى أن هذه الزنزانة التي أقيمت قرب البيت الأبيض عند أسفل نصب واشنطن موجهة إلى الإدارة والناخبين.
وفي السياق ذاته، قال لاري كوكس المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة إنه يمكن للزوار أن يختبروا بأنفسهم "الإحساس الناتج عن الاحتجاز 22 ساعة في اليوم في علبة بدون أن تتم محاكمتهم وبدون أن يعرفوا متى سيتم الإفراج عنهم". وثبتت كاميرا داخل الزنزانة لتسجيل أي رسالة فيديو يرغب الزائر في توجيهها إلى الرئيس جورج بوش وتبثها المنظمة فيما بعد على موقعها الإلكتروني.
وأعرب لاري كوكس عن أمله في تعبئة "رأي عام قوي ودائم" يضع حدًا "لهذا الفصل الفظيع من التاريخ الأمريكي".
وارتدى معظم الناشطين العاملين على هذه التظاهرة البدلات البرتقالية لمعتقلي جوانتانامو.
وهذا المعرض المتجول هو من التظاهرات الكثيرة التي تقيمها منظمة العفو في العالم بمناسبة اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب وسيبقى في واشنطن أسبوعًا قبل أن يواصل جولته في الولايات المتحدة طوال الصيف.
