شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
الإعراض عن ذكر الله وعن أوامره ونواهيه وإتباع الشيطان وهوى النفس,من الأمور الموجبة للعقاب من الله لمن ارتكبها ،
فإن المعرض عن الله وعن كتابه,فسيناله العقاب في الدنيا وفي الآخرة ، كما جاء في سورة الفرقان في قوله تعالى( فإما يأتينّكم
مني هدى فمن إتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض
عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيامة أعمى ،
قال ربي لما حشرتتني أعمى وقد كنت بصيرا ، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)فمن هذه حاله في الدنيا
فسيناله وعيد الله جل وعلا,وسيعاقبه الله بعقوبتين,عقوبة في الدنيا,وعقوبة في الآخرة فعقوبة الدنيا هي,أنه سيعيش في
الدنيا عيشة كدر وضيق وهم وعيشة سيئة مليئة بالمخاطر والمشاق وهذا جزاءٌ له على إعراضه عن الله,أما عقوبة في
الآخرة فهي,فإنه يحشر يوم القيامة أعمى,وهذا جزاء من جنس العمل فبما أنه كان في الدنيا معرض عن كتاب الله وعن ذكر الله
فهو كالأعمى عن ذلك فجازاه الله جل وعلا بأن حشره أعمى, وقد جاء في آية أخرى قوله تعالى(ومن يعشُ عن ذكر الرحمن
نقيّض له شيطاناً ، فهو له قرين)والمقصود بذلك ان من يعرض عن ذكر الله ولم يخش عقابه ولم يرجُ ثوابه فإن الله يسلّط عليه
شيطان لا يفارقه أبداً فهو معه أينما ذهب,بل إنه يزيّن له القبيح فيراه حسن ، وهذا والعياذ بالله من تسلط الشيطان عليه بسبب
إعراضه عن الله,وعيد شديد من رب العباد لمن أعرض عن الله ، فتراه دائما حاله سيئة ,وغير مرتاح وليس في ماله ولا في
عياله بركة ، بل إنه حتى اولاده,وأهله تجد بينهم المشاكل,وعدم الراحه,فما اكثر المعرضين عن ذكر الله في هذا الزمن ، فنرى
مدمني المخدرات والمسكرات والعاق والديه,ونرى من انهكتهم الديون بسبب عدم البركة في ماعنده,ولاحول ولاقوة إلا
بالله,لكن في الجانب الآخر نرى من يتبع القرآن ويتمسك بالدين ويحافظ على الصلوات ولسانه رطباً بذكر الله جل وعلا ويتصف
بحسن الخلق فهؤلاء قد تكفل الله جل وعلا لهم بأن لايضلوا في الدنيا ولايشقوا,في الآخرة ،وقد فسر اهل العلم المعيشة الضنك
بأنها ,عذاب القبر ,وقد يراد بها المعيشة في الدنيا والعذاب في القبر،وقد وردت آيات في كتاب الله تصف حال الظالم يوم القيامة
، وكيف انه يندم اشد الندم ,كما جاء في قوله تعالى( ياحسرتا على مافرطت في جنب الله)وقد جاء عن حال الظالم يوم القيامة
قوله تعالى(ويوم يعضّ الظالم على يديه ، يقول ياليتني إتخذت مع الرسول سبيلا، ياويلتا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا ، لقد أضلني
عن الذّكر بعد إذ جائني،وكان الشيطان للإنسان خذولا)هذا هو حال الظالم يوم القيامة,أعاذنا الله من الظلم ، يندم,
يتخسر,يعض يديه,لماذا,يعض يديه لأنه لم يكن له طريق مع ماجاء به
الرسول صلى الله عليه وسلم ، فمن شدة الندم يعض يديه لكن
لن تفيده بشي,ويدعو على نفسه بالويل,لأنه قد اتخذ في الدنيا خليل أي صاحب أغواه عن طريق الحق واليوم قد عرف
أنه ليس على حق,يقول ليتني لم اتخذ,فلاناً,خليلا وهو ذلك الشخص شيطان وانه أضله عن ذكر الله,وزيّن له
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان ينجينا جميعاً من عذاب القبر.