+||.. هذيان بعد منتصف الليل ..||+
عندما يداهمكَ الإحساس .. تستعد لـ تخوض معركة مع الحزن والفرح في آنٍ واحد ..
هكذا أنا ..
عندما يأتي الليل تبدأ الأحاسيس بـ الرقص على جراحي ..
وابدأ أنا بصياغتها على الورق ..!
:
[ 1 ]
عندما نشعرُ بـ الامتنان تجاه شخصٍ ما ، فـ إن قلوبنا تصفحُ زلاته وإن كثرت أو تكررت ..!
موقفٌ واحدٌ فقط .. يجعلنا نفخر بـ أن هذا الشخص موجودٌ بيننا ، يُشعرنا بـ الأمان رغم أنه يفقده ..!
قد يجرحنا ، وينحت جرحه في أرواحنا ولكن رغم ذلك نغفر له جراحهُ وندثرها ..
إما
لـ أننا نحبه .. أو لـ أننا ممتنون له حقاً ..
بـ الرغم من أننا قد نُخطئ في تفسير إحساسنا تجاههُ إن كان حباً أم امتناناً ..
فـ تارةً نشعر بـ أننا قرّبناهُ منا لـ أننا نحبه ونخشى فقدانه ..
وتارةً أخرى شعورنا يخالطه الامتنان فـ لا نشعر تجاهه إلا بالود ..!
27/1
2:04 ص
[ ٢ ]
الحب
عندما يتلوث بألسنة البشر ، ويتدنس بأفكارهم المريضة ..
يُفترض أن نقرأ على أرواحنا
"الفاتحة" ..
فنحن نعيش في مجتمعٍ عقولُ أصحابهِ سوداء ..
دائما ما يَضمرون في نفوسهم ما يقتل الطهر في الآخرين !
ولذا :
فـ إن أحببتْ فـ اصمت .. وإلا قتلت حبك ومن تحب !
2/2
1:35 ص
[ ٣ ]
أرى المكان .. ملطّخ بالدماء ..
ما القضية !؟
وكأنه يومُ الدماء العالمي !
ورود
وشموع
وقلوب
أوووه ليست دماء .. نعم هو اللون الأحمر ..
لكن اليوم هو عيد الحب
عيد السخف بالأحرى ..
هناك
من يحتفل بحب خرافي وعشق ومجون ..
فيقدم الورد لمحبوبته هه
قد زادوا مجانين الهوى..!
وهناك
من يحتفي بموته وشهادته .. فيقدم روحه وروح أبناءه هدية وفدية لوطنه ..
وشتّآن مآ بين الإثنآن !!
14/2
12:50 ص
[ ٤ ]
" أنا من وين ما أجيبك تجيني يالحزن بهموم "
تتعدد قصص الوجع ، عندما يغزو الحزن حياتنا ..
وتنقسم الحياة في أعيننا
إما
لبياضٍ فاقع
أو
سوادٍ قاتم
فـ البعض يقوى بالحزن والآخر ينهار..!
إن لم تكن قادرا على الارتقاء ..
فـ احرص أن لا تنزل في القاع مهما اشتد الحزن
ومهما بلغت درجة الوجع..!
20/2
2:45 ص
[ ٥ ]
سقطتْ دمعة ..
جرّت معها أذيال الخيبة ..!
سأبكي بصوتٍ عالٍ .. عندما أرانا بكامل قوانا ..
ولا نفعل شيئا سوى التذمر على حظوظنا المنكسرة ..!
رأيتُهم هناك ..
ابتسامة تشع نوراً وقلوبٌ كساها الربيع بأبهى حلله
يمرحون ..
يضحكون ..
ويواصلون حياتهم بـ فرحٍ عارم
يجعل كل الأشياء من حولهم تفرح ..!
يفعلون كل ذلك ..
رغم أنهم فقدوا أغلى ما قد يحتاجون إليه
فقدوا الإحساس بالجمال المنثور حولهم
فقدوا الشعور بكيانهم المستقل
فقدوا البصر ..!
ومع ذلك هم أقدر منا على العطاء
هم أفضل منا إبداع
هم مبدعون حقا !
19/4
12:30 ص
[ ٦ ]
المرأة ..
عندما تقع في شِباك الحب
يصبح العالم أكثر جمالا وإشراقا في عينيها ..!
وعندما تنكسر ..
تسعى جاهدة لإظهار شموخها أمام الآخرين فترفع رأسها بكل ثقة وكبرياء حتى أمام من كَسَرَها ..!
وعندما تنجرج ..
تفضل الصمت ، فـ تسكت رغم أن كل ما في داخلها يصرخ ويئن ..!
وعندما تبكي ..
تدثر وجهها في الوسادة وتداري دموعها وتخفي ملامح وجهها عمن حولها .. !
27/6
12:38 ص
[ ٧ ]
لعنة الفقر ..
جعلتهم يشحذون الإحساس ..
لعنة الفقر .. رمتهم في بحرِ الجوع ليالٍ عدة ..
رأيتهم هناك .. في تلك السيّارة التي أطلقت عليها ابنتهم لفظ " الخرابة" ..
متراصون تراص جماعةٍ مسلمة عند صلاتها ..!
يكادُ أخاهم الصغير يختنق ..
وتكادُ عجلاتِ السيارة تذبل .. ذبول وردةٍ حرمت من الماء ..
ياااااااااااااااااه ..
حقاً ..
لو كان الفقر رجلاً .. لقتلناه ..!
1/7
12:45 ص
[ 8 ]
ضحية الطريق ..
أحياناً .. نشمُ رائحة الموت على بعدِ أميال ..
وكثيراً ما يشعر الإنسان بـ غيابهِ .. فـ يودع كل الأشياء الجميلة التي تحيط به ..
أفنان .. كانت غريبة جداً في ذلك اليوم ..
شعرت بـ أنها إن خرجت من منزلها .. لن تعود .. هذا ما حدثت بهِ أمها .. قبل أن تخرج مع إخوتها لـ اللعب ..!
كانت زهرة في الخامسة من العمر .. تستعد للعام الدراسي ولفرحةِ العيد البهيج .. تنتظر المدرسة بفارغ الصبر .. ولم تدرك أن الموت كان الأسبق .. فهو أيضاً ينتظر وبفارغ الصبر ..!
تلك الـ ......... لا أعلم ماذا أطلق عليها .. كانت مسرعة .. وكأن هنالك من يركض خلفها .. وكأنها تسابق الزمن .. وإن لم تسرع .. فـ لن تصل ...!
أفنان تتجاوز الشارع راكضة .. فـ صدمتها ..!
طارت .. ثم سقطت على الشارع .. وتلك المرأة اصطدمت بعمودِ الكهرباء .. وفقط ..!
لم تجد أفنان من ينقذها .. حتى إخوتها الصغار .. هرعوا إليها يركضون .. أمسك أخاها الصغير بقطعةِ ردائها الممزقة وغطاها .. وهرعت ابنة عمها إلى المنزل .. لتنقل إليهم الخبر الفاجعة ..
" ماما .. أفنان دعمتها سيارة " ...!
الأم .. تظن أن أبناءها يلعبون .. لم تعرهم اهتماماً .. الأطفال دائماً ما يحبون هذه الألعاب .. قتل .. حوادث .. وموت ..!
رجلٌ من العامة .. أخذ أفنان وذهب بها إلى المستشفى .. ثم تم نقلها من هناك إلى العاصمة ..!
ماذا سـ يبقى منها ..؟!!
كبدٌ مفتتة .. رئة ممزقة .. نزيفٌ في المخ .. كسور .. وغيبوبة ..!
والأطباء مكتوفي الأيادي .. ووضعها لا يسمح لـ نقلها إلى الخارج ..
" لا أمل .. إلا الأمل بالله "
حقيقة صارح الأطباء بها .. أهلها ..!
أفنان تعيش على الأجهزة .. ولا يملكون لها سوى الدعاء ..!
5/8/2009 .. كان الحادث ..
يومٌ مشئوم .. الحزن غطى ملامحه بـ الألم ..
أسبوعٌ مر .. والدواء لم يجلب لها نفعاً .. حاول الأطباء إنعاش مخها عن طريق التمارين .. لكنها لم تستجب ..!
إلى أن ..
ماتت .. ومات الفرح معها .. ! وبقيت حواديت إخوانها تسرد .. كيف ارتطمت بالسيارة .. وكيف طارت .. وكيف كان مشهد الدماء هناك ..!
تلك الفتاة الجميلة رحلت .. كانت الوحيدة بين أخوين .. كانت بهجة المنزل بعفويتها وطيبتها .. وسوالفها
كانت " عيوز" الدار ..
وشمعتهُ ..
ولكن الشمعة انطفأت ..
ولم يبقى منها سوى الذكرى ..!
راحت أفنان ..
ضحية الطريق .. ضحية التهور والسرعة ..
راحت كما راح من سبقها ولذات السبب ..
أتساءل ..
إلى متى سـ يظل أولئك المهملون يلعبون بـ أروح الناس ..؟!
لماذا أصبحت أرواح الناس على كفةِ يد ..؟!!
لماذا أصبحنا لا نبالي .. لا نتعظ ..
لا نفكر ..
الفقد ألم .. وجع .. لا يشعر بهِ إلا من جرّبه ..
وما أقسـى أن تكون السبب .. في وفاةِ إنسان ..!
ما أقسى أن تكون السبب في تعاسةِ أهله ..!
ما أقسى أن تكون بلا ضمير يؤنب ..
ولا نفسٍ تذكّر ...!!!!
14/8
2:45 ص
،
نبضي ~
التعديل الأخير: