ابن البريمي
¬°•| تطوير ثقافة الشباب |•°¬
- إنضم
- 31 أغسطس 2008
- المشاركات
- 91
إن المراسيم "السامية" التي أصدرها السلطان بُعيد بدء النهضة الشعبية المباركة تبشر بالخير و تبعث بالسعادة ، الآن تركزت في مخيلة شباب عُمان صورة السلطان الأب الحكيم القائد، قبس النور الآتي من ظلام الرجعية و التخلف، محطم الأصفاد، نور عُمان، تركزت تلك الصورة التي كان الإعلام العُماني الحكومي يسعى لترسيخها خلال الأربعين سنة الماضية أكثر و أكثر. في اليوم التالي لتلك الحزمة من الإصلاحات كان طعم الحياة أفضل لكثير من الناس و على رأسهم الشباب فقد صار لديهم أمل بغد أفضل، فوداعاً للمحسوبية و الوساطة على حساب الأكفاء من أبناء عُمان و بناتها، وداعاً لطوابير الباحثين عن عمل، وداعاً للإفتقار لحرية التعبير و الإبداع و اتخاذ القرار، وداعاً لنهب ثروات الوطن، و الأهم من ذلك كله وداعاً لحكومة ترى الشعب خادماً لديها و لا ترى أنها مسؤولة عن خدمة الشعب و رفعة الوطن. كل ذلك الوداع يبعث بالسعادة الغامرة التي تزيد من رغبة العيش لفترة أطول من أجل خدمة الوطن و المواطن، حتى الصلاة تزداد حلاوتها و نحن أقرب من ذي قبل إلى عمارة الأرض بالطريقة العلمية الصحيحة التي هي هدف من أهداف الإسلام. و لكن سؤال واحد يهز هذه الصورة الجميلة و يبعثر أطرافها: لماذا لم تأتي هذه الإصلاحات المتواضعة جداً من قبل، لماذا احتاج الشعب لثورة من أجلها؟ توقيت الإصلاحات المتواضعة أصلاً ليس من قبيل المصادفة و لكنه يفشي عن سر خطير من أسرار الدولة! هناك خلل عظيم و مهلك في تركيبة النظام و توجهه.
إن الظانين بأن مشكلة عُمان تتلخص في زيادة الرواتب و محاكمة وزراء الفساد و خلق فرص عمل للمواطنين، واهمون. فما يدرينا أن الفساد لا يجد له باباً آخر في المستقبل يدخل منه، هذا إذا افترضنا أن الإصلاحات الأخيرة في تشكيلة حكومة صاحب الجلالة قد أبادت الفساد من أصله، الوطن محتاج لنظام عملي و شفاف يراقب سير الحكومة المكلفة بخدمة الوطن و المواطن. حينها ستنحل المشكلات الأخرى بالتدريج سواً كانت اقتصادية أو حتى إجتماعية. فمنطقياً و نظرياً إذا حكمت حكومة وزراؤها مهتمون بتمنية عُمان من كافة النواحي الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية و مخلصون في عملهم فلن يقف أماهم عائقٌ للوصول إلى هدفهم المنشود. يبقى الموضوع الأهم هو شكل هذا النظام الرقابي الشفاف. هذه المقالة لا تزعم أنها ستقدم النظام المبتغى فهذا عمل أهل الإختصاص من قانونيين و سياسيين، و لكن هذه المقالة ستورد بعض العناوين العامة لهذا النظام. قبل الغوص أكثر لابد أن نتفق على الصراحة التامة فإن من يداري الحقيقة خوفاً من العقاب أو تجاوز الخطوط الحمراء المزعومة فهو بذلك يظلم الوطن و لا يستحق الحرية و قد قيل أن من لا يطلب الحرية خوفاً على حياته فإنه لا يستحق أياً منهما.
بادئ ذي بدئ، إن حكومة يرأسها صاحب الجلالة نفسه ليس نواةً لنظام عملي يمكن محاسبته بسهولة. فحسب النظام الأساسي للدولة السلطان ذاته مصونة لا تمس، و بالمقابل فإن عمل الحكومة قد يتعرقل بسبب طريقة رئيسها في الإدارة و القيادة (يبقى هذا عائقاً قد يواجه أي حكومة) و لكن لا النظام الأساسي و لا ثقافة أهل عُمان الداعية لإحترام قائدهم و سلطانهم يسمحان بإنتقاد رئيس الحكومة إذا كان هو السلطان نفسه. و الحل هنا أن يسمو السلطان بنفسه و يكون مرجعية يرجع إليها الشعب و الحكومة معاً. أما عن اختيار رئيس الحكومة فأولاً ينبغي أن يكون مجلس الشورى سلطة تشريعية و رقابية بكل ما تملك الكلمة من معنى و لا يكون كما هو اليوم سلطة استشارية لا يؤخذ حتى برأيها. فمثلاً يحق لمجلس الشورى سن القوانين و استجواب الوزراء و حتى رئيسهم إذا دعت الحاجة، و كل هذا طبعاً ينظم في قانون خاص بشأن مجل الشورى الجديد. ثانياً يسمح لمرشحي مجلس الشورى أن ينظموا أنفسهم في تكتلات على نمط التجربة الكويتية و يكون لكل كتلة برنامج انتخابي على اثره يختار الشعب لمن يمنح صوته، وطبعاً يسمح بالحملات الانتخابية المعلن عنها بكافة الطرق و الوسائل من إعلام و مخيمات إلخ. بعد انتخاب مجلس الشورى يختار صاحب الجلالة الشخص الأصلح و الأكفأ لترؤس الحكومة من أعضاء مجلس الشورى مراعياً قدرة هذا الشخص على تسيير الحكومة و حصولها على رضا المجلس كي يسود الوئام بين السلطتين، التشريعية ممثلة بمجلس الشورى و التنفيذية ممثلة بالحكومة، و تجنباً للخلاف الذي قد يعلق التنمية في البلد.
قد يجادل البعض بأن الشعب العُماني غير مستعد للديمقراطية و لهذا فوجب تهيئته قبل الشروع في أي شئ و هذه العبارات حقٌ يراد بها باطل. هنا يحق التسأل عن إستعداد أجداد العُمانيون الحاليون لإدارة إمبراطورية مترامية الأطراف حين ما توجهوا على متن سفنهم إلى ساحل شرق أفريقيا و حين ما طردوا البرتغاليين و حدوا من نفوذهم في منطقة الخليج العربي؟ الديمقراطية لا تأتي بالتدريب و لكن بالممارسة فيروى أن نواب البرلمان الإنجليزي- أقدم أمثلة الديمقراطية الحديثة – كانوا يتشاجرون و يضربون بعضهم البعض بمقاعد القاعة مما حذا بالسلطات لتثبيت المقاعد على الأرض. لهذا فإن الممارسة الحقيقية هي أفضل وسيلة للتدريب مادام الإخلاص لعُمان في قلب كل عُماني. إن استحداث اتحادات للطلبة في الجامعات و الكليات العمانية و حثهم على انتخاب قيادتهم هو تدريب للشبيبة على تولي مسؤولياتهم السياسية في المستقبل.
إن السلطان قابوس له منجزات عظيمة في رفعة عُمان و استقرارها تتجسد بأحلى صورها في الحفاظ على وحدة البلاد و وضعها على مسار التقدم و النمو. و إنّ شباب عُمان يدعوك يا سيدَ عُمان لأن تكتب اسمك بأحرف من نور بأن تقودهم لطريق الحرية و الإبداع و قيادة أنفسهم بأنفسهم فإن الديقراطية قد أثبتت أكلها و مثلك حريٌ بمعرفة ذلك. و إنّ على المدى البعيد، يا سيدي، تفنى الأشخاص و تبقى ذكرى الإنجازات و يبقى الشعب.
إن الظانين بأن مشكلة عُمان تتلخص في زيادة الرواتب و محاكمة وزراء الفساد و خلق فرص عمل للمواطنين، واهمون. فما يدرينا أن الفساد لا يجد له باباً آخر في المستقبل يدخل منه، هذا إذا افترضنا أن الإصلاحات الأخيرة في تشكيلة حكومة صاحب الجلالة قد أبادت الفساد من أصله، الوطن محتاج لنظام عملي و شفاف يراقب سير الحكومة المكلفة بخدمة الوطن و المواطن. حينها ستنحل المشكلات الأخرى بالتدريج سواً كانت اقتصادية أو حتى إجتماعية. فمنطقياً و نظرياً إذا حكمت حكومة وزراؤها مهتمون بتمنية عُمان من كافة النواحي الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية و مخلصون في عملهم فلن يقف أماهم عائقٌ للوصول إلى هدفهم المنشود. يبقى الموضوع الأهم هو شكل هذا النظام الرقابي الشفاف. هذه المقالة لا تزعم أنها ستقدم النظام المبتغى فهذا عمل أهل الإختصاص من قانونيين و سياسيين، و لكن هذه المقالة ستورد بعض العناوين العامة لهذا النظام. قبل الغوص أكثر لابد أن نتفق على الصراحة التامة فإن من يداري الحقيقة خوفاً من العقاب أو تجاوز الخطوط الحمراء المزعومة فهو بذلك يظلم الوطن و لا يستحق الحرية و قد قيل أن من لا يطلب الحرية خوفاً على حياته فإنه لا يستحق أياً منهما.
بادئ ذي بدئ، إن حكومة يرأسها صاحب الجلالة نفسه ليس نواةً لنظام عملي يمكن محاسبته بسهولة. فحسب النظام الأساسي للدولة السلطان ذاته مصونة لا تمس، و بالمقابل فإن عمل الحكومة قد يتعرقل بسبب طريقة رئيسها في الإدارة و القيادة (يبقى هذا عائقاً قد يواجه أي حكومة) و لكن لا النظام الأساسي و لا ثقافة أهل عُمان الداعية لإحترام قائدهم و سلطانهم يسمحان بإنتقاد رئيس الحكومة إذا كان هو السلطان نفسه. و الحل هنا أن يسمو السلطان بنفسه و يكون مرجعية يرجع إليها الشعب و الحكومة معاً. أما عن اختيار رئيس الحكومة فأولاً ينبغي أن يكون مجلس الشورى سلطة تشريعية و رقابية بكل ما تملك الكلمة من معنى و لا يكون كما هو اليوم سلطة استشارية لا يؤخذ حتى برأيها. فمثلاً يحق لمجلس الشورى سن القوانين و استجواب الوزراء و حتى رئيسهم إذا دعت الحاجة، و كل هذا طبعاً ينظم في قانون خاص بشأن مجل الشورى الجديد. ثانياً يسمح لمرشحي مجلس الشورى أن ينظموا أنفسهم في تكتلات على نمط التجربة الكويتية و يكون لكل كتلة برنامج انتخابي على اثره يختار الشعب لمن يمنح صوته، وطبعاً يسمح بالحملات الانتخابية المعلن عنها بكافة الطرق و الوسائل من إعلام و مخيمات إلخ. بعد انتخاب مجلس الشورى يختار صاحب الجلالة الشخص الأصلح و الأكفأ لترؤس الحكومة من أعضاء مجلس الشورى مراعياً قدرة هذا الشخص على تسيير الحكومة و حصولها على رضا المجلس كي يسود الوئام بين السلطتين، التشريعية ممثلة بمجلس الشورى و التنفيذية ممثلة بالحكومة، و تجنباً للخلاف الذي قد يعلق التنمية في البلد.
قد يجادل البعض بأن الشعب العُماني غير مستعد للديمقراطية و لهذا فوجب تهيئته قبل الشروع في أي شئ و هذه العبارات حقٌ يراد بها باطل. هنا يحق التسأل عن إستعداد أجداد العُمانيون الحاليون لإدارة إمبراطورية مترامية الأطراف حين ما توجهوا على متن سفنهم إلى ساحل شرق أفريقيا و حين ما طردوا البرتغاليين و حدوا من نفوذهم في منطقة الخليج العربي؟ الديمقراطية لا تأتي بالتدريب و لكن بالممارسة فيروى أن نواب البرلمان الإنجليزي- أقدم أمثلة الديمقراطية الحديثة – كانوا يتشاجرون و يضربون بعضهم البعض بمقاعد القاعة مما حذا بالسلطات لتثبيت المقاعد على الأرض. لهذا فإن الممارسة الحقيقية هي أفضل وسيلة للتدريب مادام الإخلاص لعُمان في قلب كل عُماني. إن استحداث اتحادات للطلبة في الجامعات و الكليات العمانية و حثهم على انتخاب قيادتهم هو تدريب للشبيبة على تولي مسؤولياتهم السياسية في المستقبل.
إن السلطان قابوس له منجزات عظيمة في رفعة عُمان و استقرارها تتجسد بأحلى صورها في الحفاظ على وحدة البلاد و وضعها على مسار التقدم و النمو. و إنّ شباب عُمان يدعوك يا سيدَ عُمان لأن تكتب اسمك بأحرف من نور بأن تقودهم لطريق الحرية و الإبداع و قيادة أنفسهم بأنفسهم فإن الديقراطية قد أثبتت أكلها و مثلك حريٌ بمعرفة ذلك. و إنّ على المدى البعيد، يا سيدي، تفنى الأشخاص و تبقى ذكرى الإنجازات و يبقى الشعب.