بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات ،
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وعلى وكل من اهتدى
بهديه واستن وبسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد فيا أيها الإخوة الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدثنا في الجلسة الماضية عن اهمية العلم لكل مسلم أياً كان عمره ، وعرفنا كيف
ان الله تعالى اثنى في كتابه العزيز على اولئك الذين يحملون قبسا من هذا العلم .
وفي هذه الجلسة نتمم بإذن الله الموضوع فنقول و بالله التوفيق :
كل واحد منا يسعى في هذه الحياة ويخطط لنفسه الخطط ويرسم لنفسه اهدافا يصبوا
لتحقيقها ويحاول جاهدا تحقيق ما يرسمه لنفسه ظانا أنه يستطيع ذلك بحوله وقوته ،
ولكن في النهاية لا يقع إلا ما يريده الله تعالى ، سواء تحقق ما خططنا له ام لم يتحقق
وفقا لإرادة الله تعالى .
ولذلك من رحمة الله تعالى بنا أن حدد لنا الأهداف واضحة جلية لا لبس فيها ولا غموض
واقعية الطرح ممكنة التحقيق ، ورسم لنا خططا كي نحقق هذه الأهداف وأهم هذه الأهداف
على الإطلاق :
قوله تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن
يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )
هذه هي الغاية من الخلق وهذا هو الهدف الذي رسم لهم
وحتى يتم تحقيق هذا الهدف لم يجعل الله عز وجل الامر مبهما او معقدا بل جعله واضحا
مبثوثا في ثنايا كتابه العزيز وجعل خططا من تتبعها وسار وفق هداها وصل إلى الغاية وفاز بالرضوان
أيها الإخوة سوف أتكلم عن خطة واحدة فقط في هذه الجلسة تخص ما يتعلق باهتمام
المسلم بأبنائه وأهله ، لأنني قد تكلمت في الجلسة الماضية عن أهمية اهتمام المسلم
بنفسه عندما تكلمت عن أول خطة أمر الله تعالى بها في قوله :" إقرأ باسم ربك الذي خلق
خلق الإنسان من علق إقرا وربك الأكرم الذي علم بالقلم:"
فلو سار الآباء وأولياء الأمور على وفق هذه الخطة ( الاهتمام بالأبناء ) يتحقق الوعد الإلهي
المتضمن فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
– وفي رواية إلا من اربع _ علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية "
أيها الإخوة الأكارم :
إن كثيرا من الناس وللاسف ينتابهم الشك في موعود الله عز وجل شكا بلسان الحال لا بلسان
المقال كيف ذلك ؟
كثير منا يعلم أنه سوف يموت وأنه بعد موته سوف يبعث و يعلم ايضا انه بموته تنقطع عنه أسباب
الدنيا وتنقطع أعماله ويعلم أنه لا يجري له بعد الموت من أجر إلا ما ورد في الحديث السابق
ولكن من هو ذلك الشخص الذي يسعى لتحصيل هذا الموعود؟!!!!
أيها الإخوة لاحظوا معي أن الولد الصالح الذي يدعو لوالديه لا بد أن يحمل صفات الصلاح واي صلاح
يرجى من شخص لا يحمل قرآنا بين جوانبه ، وأي شخص يرجى منه صلاح وهو خلو من العلم
الشرعي ، واي صلاح يرجى من شخص قد فرط في الصلاة
أيها الإخوة الكرام
إن الله عز وجل يذكر نبيا من أنبيائه عليهم السلام ويذكره بميزة فريدة من هو هذا النبي؟
وما هي هذه الميزة ؟
يقول الحق جل في علاه :" واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ،
وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا "
سؤال : هل كان نبي الله اسماعيل عليه السلام حيا وقت نزول الآية ؟
قد يستغرب البعض مني هذا السؤال ، ولكن طرحته لأبين ان الآية الكريمة لم تكن تخاطب
إسماعيل عليه السلام لأنه قد كان ميتا عند نزولها ، ولكن تخاطبني أنا وأنت و بنفس الشأن يأمر
الله تعالى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول:" واأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى "
إذا هذا تنبيه من الله عز وجل على وجوب أمر الأهل بالصلاة
بل إن الله عز وجل يخاطبنا خطابا صريحا حينما قال :" يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا
وقودها الناس والحجارة .."
ألا تلاحظون معي أيها الكرام بان الله عز وجل يؤكد على ضرورة الاهتمام بالأهل كاهتمامنا بانفسنا
عندما عطف الأهل على النفس بالواو ، بل إن الله عز وجل عندما انزل القرآن الكريم كان من بين أو
ما نزل منه :" وأنذر عشيرتك الأقربين "
ومن هنا يأتي الفهم النبوي لهذه الآية الكريمة على صاحبه افضل الصلاة والسلام عندما يقول حبيبنا
صلوات الله وسلامه عليه :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، وقد جاء عنه صلى الله عليه
وسلم انه قال :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، و حتى يحقق النبي صلى الله عليه وسلم هذه
الخيرية كان نعم المعلم لأهله ولأمته من هنا
نقول إن واجبنا تجاه ابنائنا تعليمهم كتاب الله وما اتصل به ، وهو الفرض المتحتم على كل واحد من امة
محمد ، فإذا سرنا وفق هذه الخطة تحقق الوعد الإلهي الذي ذكرناه بل إن الامر أبعد من ذلك وكرم الله
تعالى أوسع فغنه يجمع جل في علاه بين المرء واهله الذين ساروا وفق نهج الله في مستقر رحمته
حيث يقول جل في علاه :"والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بغيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم
من شيئ كل امرئ بما كسب رهين "
و أما ما عدا القرآن الكريم و ما و الاه من علوم تطبيقية كالهندسة و الرياضيات والفيزياء واللغات .. فهو نفل
و لا يقوم النفل مقام الفرض ومن أهمل الفرض ضيع الفرض والنفل ، لا يعني هذا الا نلتفت إلى هذه العلوم
حاشا ، ولكن أولا كتاب الله وما والاه ثم الامثل فالامثل مما تحتاج إليه الامة هداني الله وإياكم إلى ما فيه
الهدى والصواب .
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات ،
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وعلى وكل من اهتدى
بهديه واستن وبسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد فيا أيها الإخوة الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدثنا في الجلسة الماضية عن اهمية العلم لكل مسلم أياً كان عمره ، وعرفنا كيف
ان الله تعالى اثنى في كتابه العزيز على اولئك الذين يحملون قبسا من هذا العلم .
وفي هذه الجلسة نتمم بإذن الله الموضوع فنقول و بالله التوفيق :
كل واحد منا يسعى في هذه الحياة ويخطط لنفسه الخطط ويرسم لنفسه اهدافا يصبوا
لتحقيقها ويحاول جاهدا تحقيق ما يرسمه لنفسه ظانا أنه يستطيع ذلك بحوله وقوته ،
ولكن في النهاية لا يقع إلا ما يريده الله تعالى ، سواء تحقق ما خططنا له ام لم يتحقق
وفقا لإرادة الله تعالى .
ولذلك من رحمة الله تعالى بنا أن حدد لنا الأهداف واضحة جلية لا لبس فيها ولا غموض
واقعية الطرح ممكنة التحقيق ، ورسم لنا خططا كي نحقق هذه الأهداف وأهم هذه الأهداف
على الإطلاق :
قوله تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن
يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )
هذه هي الغاية من الخلق وهذا هو الهدف الذي رسم لهم
وحتى يتم تحقيق هذا الهدف لم يجعل الله عز وجل الامر مبهما او معقدا بل جعله واضحا
مبثوثا في ثنايا كتابه العزيز وجعل خططا من تتبعها وسار وفق هداها وصل إلى الغاية وفاز بالرضوان
أيها الإخوة سوف أتكلم عن خطة واحدة فقط في هذه الجلسة تخص ما يتعلق باهتمام
المسلم بأبنائه وأهله ، لأنني قد تكلمت في الجلسة الماضية عن أهمية اهتمام المسلم
بنفسه عندما تكلمت عن أول خطة أمر الله تعالى بها في قوله :" إقرأ باسم ربك الذي خلق
خلق الإنسان من علق إقرا وربك الأكرم الذي علم بالقلم:"
فلو سار الآباء وأولياء الأمور على وفق هذه الخطة ( الاهتمام بالأبناء ) يتحقق الوعد الإلهي
المتضمن فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
– وفي رواية إلا من اربع _ علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية "
أيها الإخوة الأكارم :
إن كثيرا من الناس وللاسف ينتابهم الشك في موعود الله عز وجل شكا بلسان الحال لا بلسان
المقال كيف ذلك ؟
كثير منا يعلم أنه سوف يموت وأنه بعد موته سوف يبعث و يعلم ايضا انه بموته تنقطع عنه أسباب
الدنيا وتنقطع أعماله ويعلم أنه لا يجري له بعد الموت من أجر إلا ما ورد في الحديث السابق
ولكن من هو ذلك الشخص الذي يسعى لتحصيل هذا الموعود؟!!!!
أيها الإخوة لاحظوا معي أن الولد الصالح الذي يدعو لوالديه لا بد أن يحمل صفات الصلاح واي صلاح
يرجى من شخص لا يحمل قرآنا بين جوانبه ، وأي شخص يرجى منه صلاح وهو خلو من العلم
الشرعي ، واي صلاح يرجى من شخص قد فرط في الصلاة
أيها الإخوة الكرام
إن الله عز وجل يذكر نبيا من أنبيائه عليهم السلام ويذكره بميزة فريدة من هو هذا النبي؟
وما هي هذه الميزة ؟
يقول الحق جل في علاه :" واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ،
وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا "
سؤال : هل كان نبي الله اسماعيل عليه السلام حيا وقت نزول الآية ؟
قد يستغرب البعض مني هذا السؤال ، ولكن طرحته لأبين ان الآية الكريمة لم تكن تخاطب
إسماعيل عليه السلام لأنه قد كان ميتا عند نزولها ، ولكن تخاطبني أنا وأنت و بنفس الشأن يأمر
الله تعالى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول:" واأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى "
إذا هذا تنبيه من الله عز وجل على وجوب أمر الأهل بالصلاة
بل إن الله عز وجل يخاطبنا خطابا صريحا حينما قال :" يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا
وقودها الناس والحجارة .."
ألا تلاحظون معي أيها الكرام بان الله عز وجل يؤكد على ضرورة الاهتمام بالأهل كاهتمامنا بانفسنا
عندما عطف الأهل على النفس بالواو ، بل إن الله عز وجل عندما انزل القرآن الكريم كان من بين أو
ما نزل منه :" وأنذر عشيرتك الأقربين "
ومن هنا يأتي الفهم النبوي لهذه الآية الكريمة على صاحبه افضل الصلاة والسلام عندما يقول حبيبنا
صلوات الله وسلامه عليه :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، وقد جاء عنه صلى الله عليه
وسلم انه قال :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، و حتى يحقق النبي صلى الله عليه وسلم هذه
الخيرية كان نعم المعلم لأهله ولأمته من هنا
نقول إن واجبنا تجاه ابنائنا تعليمهم كتاب الله وما اتصل به ، وهو الفرض المتحتم على كل واحد من امة
محمد ، فإذا سرنا وفق هذه الخطة تحقق الوعد الإلهي الذي ذكرناه بل إن الامر أبعد من ذلك وكرم الله
تعالى أوسع فغنه يجمع جل في علاه بين المرء واهله الذين ساروا وفق نهج الله في مستقر رحمته
حيث يقول جل في علاه :"والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بغيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم
من شيئ كل امرئ بما كسب رهين "
و أما ما عدا القرآن الكريم و ما و الاه من علوم تطبيقية كالهندسة و الرياضيات والفيزياء واللغات .. فهو نفل
و لا يقوم النفل مقام الفرض ومن أهمل الفرض ضيع الفرض والنفل ، لا يعني هذا الا نلتفت إلى هذه العلوم
حاشا ، ولكن أولا كتاب الله وما والاه ثم الامثل فالامثل مما تحتاج إليه الامة هداني الله وإياكم إلى ما فيه
الهدى والصواب .
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: