من أسرار عالم النوم
الحمد لله مقلب الليل والنهار، جعل الليل سكنا والنهار مبصرا، نحمدك اللهم على ذلك ونشكرك، وصلي اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، رغم أننا نقضي ثلث عمرنا في النوم، إلا أننا لا نعلم إلا القليل عن النوم، والفكرة السائدة بين العلماء هي أن للنوم وظيفة مرممة وشافية للدماغ، إذ أن كل شيء في هذه لحياة جعل لهدف معين، فالله تعالى لم يأمرنا بشيء إلا وله منفعة لنا ولأجسامنا، والشيء كلما يزيد عن حده فكما هو معروف ينقلب إلى ضده.
وليس الدماغ هو المستفيد الوحيد من النوم، بل إن في النوم سكنا وراحة للجسم كله، قال تعالى: (( ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيها والنهار مبصرا )) ولكن بعض الناس - وللأسف الشديد - يقلبون ليلهم نهارا، ونهارهم ليلا وهذه العادة تنتشر خاصة في شهر رمضان المبارك.
والحقيقة أن في الدماغ ما يسمى بالساعة البيولوجية التي تجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل صباح، وتشعرنا بالنعاس في الوقت ذاته من كل مساء إذا ما اعتدنا على ذلك، ولا ينفرد الإنسان بوجود هذه الساعة بل هي موجودة عند الحيوانات أيضا، فمن المعروف أن الصراصير والبوم والخفافيش والجرذان تنشط ليلا وتهجع في النهار أي أنها تكون عكس الإنسان، بينما الحيوانات الأخرى يكون نشاطها الأعظم أثناء النهار مثل الإنسان.
وقد تم نقل نحلات من منطقة باريس إلى نيويورك فلوحظ أنها تنطلق للحقول لجمع الرحيق في نيويورك عندما يحين موعد جمع الرحيق في باريس وليس موعد الجمع في نيويورك، إذ أن ساعتها البيولوجية ما زالت مبرمجة على توقيت باريس بعد. ويعتقد الباحثون أن الغدة الصنوبرية التي تفرز الميلاتونين هي التي تمثل الساعة البيولوجية عنده، وعندما ينتقل أحدنا غربا إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، حيث يتأخر الوقت نحو 12 ساعة تقريبا، نلاحظ أنه ينشط عندما يحين منتصف الليل، فجسمنا مبرمج لأن نكون نشيطين في الساعة 12 ظهرا حسب توقيت بلادنا، أي عندما ينتصف الليل في نصف الكرة الآخر، والعكس صحيح. من أجل ذلك تضطرب حياة من يضطر بحكم عمله إلى الانتقال باستمرار شرقا وغربا، كما هو الحال مع أطقم الطائرات أيضا، وكذلك حياة من يضطرون للقيام بمناوبات ليلية ونهارية كالممرضين والأطباء، وينطبق على ذلك من يحولون ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى ليل.
فإذا عمل شخص مثلا أثناء الليل أو سافر لمسافة بعيدة بالطائرة، فربما تتكيف ساعة الجسم مع التوقيت الجديد للنوم، ولكن قد يحتاج ذلك إلى بضعة أيام، وقد يشكو هؤلاء خلال ذلك من بعض الأعراض التي تشمل الأرق والإعياء والصداع وضعف التركيز، ومثل هذه الأمور تحدث كثيرا.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن استخدام حبوب الميلاتونين يمكن أن يفيد في التخفيف من أعراض السفر الطويل، وهذه فائدة للجسم لكي لا يبقى كسلان دائما.
وقد أكد الأطباء أن أهنأ نوم هو ما كان في أوائل الليل، وأن ساعة نوم قبل منتصف الليل تعدل ساعات من النوم المتأخر، ويقول الدكتور شابيرو: إن الذهاب إلى النوم في وقت محدد كل مساء والاستيقاظ في وقت معين كل صباح لا يحسن نشاط المرء في النهار فحسب، بل يهيئ الشخص لنوم جيد في الليلة التالية أيضا.
ويقول البروفسور أوزولد: "إذا كنت تريد أن تنام بسرعة حين تخلد إلى النوم فانهض باكرا في الصباح، وافعل ذلك بانتظام، فبذلك تحصل على أفضل أنواع النوم، وتكون أكثر سعادة وأعظم نشاطا طوال النهار". أليس هذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام! ألم يقل عليه الصلاة والسلام: ((إياك والسمر بعد هدأة الرجل، فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه))، فلم يكن الصحابة يسهرون الليالي الطوال يتحادثون ويتسامرون، بل كانوا ينامون بعد فترة قصيرة من العشاء.
عباد الله: إن النوم الذي ننامه نحن، هو عبادة، ولكن متى وكيف يكون عبادة؟؟ يكون عبادة عندما ينام العبد ليريح جسمه ويذهب التعب والأرق عنه، لا أن يجعل كل حياته نوما ويقول بأن النوم عبادة، هذا مما لا ينبغي أن يقال، وأما كيف يكون النوم عبادة؟ على العبد بأن يتوضأ قبل أن ينام وأن يأتي بأذكار النوم، وأن ينام على جنبه الأيمن كما كان ينام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الإنسان عندما يكون نائما يكون كالميت فهو مرفوع عنه القلم، لا يدري ما يحدث له في نومه، فعليه أن يكون مستعدا هو لا يعلم هل سيصحى من نومه أم أن ريب المنون سيأتيه في منامه، فلذلك كان على كل واحد أن ينام على طهارة ويأتي بأذكار النوم (آية الكرسي، الإخلاص والمعوذتين،.....)، أما من ناحية النوم على الجنب الأيمن فقد أكتشف حديثا بأنها تكون هي النومة الصحية، لأنه كما هو معلوم بأن القلب موجود في الجانب الأيسر من الصدر فإذا نام شخص مثلا على ظهره سوف يكون قلبه متعلقا وهذا خطر على القلب، وإذا نام على بطنه مثلا سيكون القلب في الأسفل وتضغط عليه بقية العظام، وإذا نام على جنبه الأيسر سوف تكون الكبد فوق القلب لأن مكان الكبد يمين القلب من الجسم، أما إذا نام الشخص على جنبه الأيمن فإن القلب سوف يكون على وضعيته الصحيحة، وهكذا كان ينام عليه الصلاة والسلام ولنا فيه قدوة حسنة.
الحمد لله مقلب الليل والنهار، جعل الليل سكنا والنهار مبصرا، نحمدك اللهم على ذلك ونشكرك، وصلي اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، رغم أننا نقضي ثلث عمرنا في النوم، إلا أننا لا نعلم إلا القليل عن النوم، والفكرة السائدة بين العلماء هي أن للنوم وظيفة مرممة وشافية للدماغ، إذ أن كل شيء في هذه لحياة جعل لهدف معين، فالله تعالى لم يأمرنا بشيء إلا وله منفعة لنا ولأجسامنا، والشيء كلما يزيد عن حده فكما هو معروف ينقلب إلى ضده.
وليس الدماغ هو المستفيد الوحيد من النوم، بل إن في النوم سكنا وراحة للجسم كله، قال تعالى: (( ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيها والنهار مبصرا )) ولكن بعض الناس - وللأسف الشديد - يقلبون ليلهم نهارا، ونهارهم ليلا وهذه العادة تنتشر خاصة في شهر رمضان المبارك.
والحقيقة أن في الدماغ ما يسمى بالساعة البيولوجية التي تجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل صباح، وتشعرنا بالنعاس في الوقت ذاته من كل مساء إذا ما اعتدنا على ذلك، ولا ينفرد الإنسان بوجود هذه الساعة بل هي موجودة عند الحيوانات أيضا، فمن المعروف أن الصراصير والبوم والخفافيش والجرذان تنشط ليلا وتهجع في النهار أي أنها تكون عكس الإنسان، بينما الحيوانات الأخرى يكون نشاطها الأعظم أثناء النهار مثل الإنسان.
وقد تم نقل نحلات من منطقة باريس إلى نيويورك فلوحظ أنها تنطلق للحقول لجمع الرحيق في نيويورك عندما يحين موعد جمع الرحيق في باريس وليس موعد الجمع في نيويورك، إذ أن ساعتها البيولوجية ما زالت مبرمجة على توقيت باريس بعد. ويعتقد الباحثون أن الغدة الصنوبرية التي تفرز الميلاتونين هي التي تمثل الساعة البيولوجية عنده، وعندما ينتقل أحدنا غربا إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، حيث يتأخر الوقت نحو 12 ساعة تقريبا، نلاحظ أنه ينشط عندما يحين منتصف الليل، فجسمنا مبرمج لأن نكون نشيطين في الساعة 12 ظهرا حسب توقيت بلادنا، أي عندما ينتصف الليل في نصف الكرة الآخر، والعكس صحيح. من أجل ذلك تضطرب حياة من يضطر بحكم عمله إلى الانتقال باستمرار شرقا وغربا، كما هو الحال مع أطقم الطائرات أيضا، وكذلك حياة من يضطرون للقيام بمناوبات ليلية ونهارية كالممرضين والأطباء، وينطبق على ذلك من يحولون ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى ليل.
فإذا عمل شخص مثلا أثناء الليل أو سافر لمسافة بعيدة بالطائرة، فربما تتكيف ساعة الجسم مع التوقيت الجديد للنوم، ولكن قد يحتاج ذلك إلى بضعة أيام، وقد يشكو هؤلاء خلال ذلك من بعض الأعراض التي تشمل الأرق والإعياء والصداع وضعف التركيز، ومثل هذه الأمور تحدث كثيرا.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن استخدام حبوب الميلاتونين يمكن أن يفيد في التخفيف من أعراض السفر الطويل، وهذه فائدة للجسم لكي لا يبقى كسلان دائما.
وقد أكد الأطباء أن أهنأ نوم هو ما كان في أوائل الليل، وأن ساعة نوم قبل منتصف الليل تعدل ساعات من النوم المتأخر، ويقول الدكتور شابيرو: إن الذهاب إلى النوم في وقت محدد كل مساء والاستيقاظ في وقت معين كل صباح لا يحسن نشاط المرء في النهار فحسب، بل يهيئ الشخص لنوم جيد في الليلة التالية أيضا.
ويقول البروفسور أوزولد: "إذا كنت تريد أن تنام بسرعة حين تخلد إلى النوم فانهض باكرا في الصباح، وافعل ذلك بانتظام، فبذلك تحصل على أفضل أنواع النوم، وتكون أكثر سعادة وأعظم نشاطا طوال النهار". أليس هذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام! ألم يقل عليه الصلاة والسلام: ((إياك والسمر بعد هدأة الرجل، فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه))، فلم يكن الصحابة يسهرون الليالي الطوال يتحادثون ويتسامرون، بل كانوا ينامون بعد فترة قصيرة من العشاء.
عباد الله: إن النوم الذي ننامه نحن، هو عبادة، ولكن متى وكيف يكون عبادة؟؟ يكون عبادة عندما ينام العبد ليريح جسمه ويذهب التعب والأرق عنه، لا أن يجعل كل حياته نوما ويقول بأن النوم عبادة، هذا مما لا ينبغي أن يقال، وأما كيف يكون النوم عبادة؟ على العبد بأن يتوضأ قبل أن ينام وأن يأتي بأذكار النوم، وأن ينام على جنبه الأيمن كما كان ينام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الإنسان عندما يكون نائما يكون كالميت فهو مرفوع عنه القلم، لا يدري ما يحدث له في نومه، فعليه أن يكون مستعدا هو لا يعلم هل سيصحى من نومه أم أن ريب المنون سيأتيه في منامه، فلذلك كان على كل واحد أن ينام على طهارة ويأتي بأذكار النوم (آية الكرسي، الإخلاص والمعوذتين،.....)، أما من ناحية النوم على الجنب الأيمن فقد أكتشف حديثا بأنها تكون هي النومة الصحية، لأنه كما هو معلوم بأن القلب موجود في الجانب الأيسر من الصدر فإذا نام شخص مثلا على ظهره سوف يكون قلبه متعلقا وهذا خطر على القلب، وإذا نام على بطنه مثلا سيكون القلب في الأسفل وتضغط عليه بقية العظام، وإذا نام على جنبه الأيسر سوف تكون الكبد فوق القلب لأن مكان الكبد يمين القلب من الجسم، أما إذا نام الشخص على جنبه الأيمن فإن القلب سوف يكون على وضعيته الصحيحة، وهكذا كان ينام عليه الصلاة والسلام ولنا فيه قدوة حسنة.