رحآيل
¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فصل في ذكـــر أقســــام الذهـــاب في الأرض
قال القرطبي – رحمه الله : قال ابن العربي : قسم العلماء رحمهم الله الذهاب إلى الأرض قسمين : هربا وطلبا :
v القسم الأول : الهرب : قال : فالأول ينقسم إلى ستة أقسام :
o الاول : الهجرة : وهي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام ، وكانت فرضا في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الهجرة باقية مفروضة إلى يوم القيامة ، والتي انقطعت بالفتح هي القصد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان فإن بقي في دار الحرب عصي ويُختلف في حاله .
o الثاني : الخروج من أرض البدعة: قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسبّ فيها السلف . قال ابن العربي : وهذا صحيح فإن المنكر إذا لم تقدر أن تغيّره فَزُل عنه ، قال الله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} إلى قوله : { الظَّالِمِينَ } الأنعام68 .
o الثالث : الخروج من أرض غلب عليها الحرام : فإن طلب الحلال فرض على كل مسلم.
o الرابع : الفرار من الأذية في البدن : وذلك فضل من الله أرخص فيه ، فإذا خشي على نفسه فقد أذن الله في الخروج عنه والفرار بنفسه ليخلصها من ذلك المحذور . وأوّل من فعله إبراهيم عليه السلام فإنه لما خاف من قومه قال : { إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} العنكبوت26 ، وقال : { إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ }الصافات99 ، وقال مخبرا عن موسى : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ }القصص21 .
o الخامس : خوف المرض في البلاد الوَخَمة والخروج منها إلى أرض النزهة : وقد أذن صلى الله عليه وسلم للرّعاة حين استوْخَموا المدينة أن يخرجوا إلى المسرح فيكونوا فيه حتى يصحّوا . وقد استـُثني من ذلك الخروج من الطاعون فمنع الله سبحانه بالحديث الصحيح عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد تقدم بيانه في البقرة . بيْدَ أن علماءنا قالوا : هو مكروه .
o السادس : الفِرار خوف الأذية في المال : فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه ، والأهل مثله وأوكد .
v القسم الثاني : قسم الطلب : وأما قسم الطلب فينقسم إلى قسمين : طلب دين وطلب دنيا :
* طلب دين : فأما طلب الدين فيتعدّد بتعدّد أنواعه إلى تسعة أقسام :
o الاول : سفر العِبرة : قال الله تعالى : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الروم9 ، وهو كثير . ويقال : إن ذا القرنين إنما طاف الأرض ليرى عجائبها . وفيل : لينفذ الحق فيها .
o الثاني : سفر الحج : والأول وإن كان ندبا فهذا فرض .
o الثالث : سفر الجهاد : وله أحكامه .
o الرابع : سفر المعاش : فقد يتعذر على الرجل معاشه مع الإقامة فيخرج في طلبه لا يزيد عليه ، من صيد أو احتطاب أو احتشاش فهو فرض عليه.
o الخامس : سفر التجارة والكسب الزائد على القوت : وذلك جائز بفضل الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ }البقرة198، يعني التجارة .
o السادس : في طلب العلم : وهو مشهور .
o السابع : قصد البقاع : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تشدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) .
o الثامن : الثغور للرباط بها وتكثير سوادها للذب عنها .
o التاسع : زيارة الإخوان في الله تعالى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( زار رجل أخاً له في قريةٍ فأرصد الله له ملكا على مَدْرَجَتِه فقال أين تريد فقال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك من نعمةٍ ترُبّها عليه قال لا غير إني أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) . رواه مسلم وغيره .
* طلب دنيا .