وانتهت قصّتي قبل أن تبدأ
لم يكُن هناك أدنى شكّ بأنّ تلك العينين التي رأيُتها هي عينا من أعشق،
صافيه ، جميلة ، جذّابة، بريقُها كبريق اللوْلؤ الماليزي، عيون بقت كما
عهدّتُها سابقا ً، ِسهامُها تصل إلى القلب مُباشرة ، بالرغم من أنها غابت
عن ناظري أيام ، ربُماأشهُر، لا بل سنوات، ولكنّي عندما رأيتُها
بالصُدفة ، أو تعّمدّت أن تكون صُدفة أيا كان، تسّمّرتُ في
مكاني ولم استطع الحِراك
تلعثمت الكلِماتُ في فمي، ،و تطايرت الحروفُ ِمن خاِرطة عقلي
، اكتفيتُ بالصمت ، مشيتُ أجُّرُ خُطاي كالتائهة ورجعتُ من
حيثُ أتيت أسألُ نفسي ، هل عرفني أم لا ، هل تذّكرني
أم لا، تارةً أجاوب نفسي بنعم وتارةً أقول لا ، قطعتُ
مسيري وقرّرت الرجوع ،وتذكيره بنفسي
ولم يوقظني من ذلك
الإحساس ،وأفكاري المتراكضة يمنةً ويسرة
وتلك الحّمى المُزعِجة التي
أُصِبتُ بها في ذات اللحظة ،
غير خاتم الزواج الذي
رأيُته يطّوق
أصبعه.