الهاجس
¬°•| حكاية تميز |•°¬
- إنضم
- 7 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 11,079
قصرنا هنا لم يبنى من الحديد والاسمنت
ولا من الرخام والحجر
ولا من الزجاج والقبب العالية
ولكنه سيبنى بناء من طوب آخر بل من الماس نادر ؟؟!!
انه طوب من الدين وطوب من الأخلاق وطوب من الوعي لنستطيع إنشاء قصر كبير من الدين والأخلاق والرقي الإنساني
سيكون قصرا يلمع من بين القصور وسيشار له بالبنان لفخامته وإتقان بنائه
إنه قصر التربية الراقية واللامعة لأبناء أمتنا
إن الأساليب الصحيحة والواعية في تربية الأبناء منذ مراحلهم الأولى في بطون أمهاتهم إلى أن يكبروا ويصبحوا شبانا صالحين ومصلحين بإذن الله
حينما نمر على جميع المراحل العمرية للطفل متبعين الآيات والأحاديث وأقوال العلماء وتجارب السابقين بمنطلقات علمية
حينما ندفن كل الموروثات البالية والتي استوردناها من وَحْل العادات وحمم التقاليد
نكون حينها قد أنشأنا قصورا رائعة
لقد كنا في يوم من الأيام نحن ذلك الطفل واليوم هو طفلك أيها الأب وأيتها الأم
بل تلميذك أيها المعلم
طفل يبلغ من العمر 9 سنوات كان يقارن بين معلمه السابق ومعلمه الحالي
كان معلمه السابق يأخذهم لرحلة فيحدثهم ويعاملهم كالرجال ويشجعهم على قراءة كل ما يواجههم من اللوحات والكلمات
وبعد أن انتقل الطالب للصف الرابع كان المعلم الجديد يوبخهم ويطلب منهم السكوت فهو لا يطيق إزعاجهم
والغرابة أن الطفل كان واعيا وعي الرجال فكان يقول هل حنا غنم يعاملنا الأستاذ بهذه الطريقة ؟
إن الطفل منذ أن يبلغ أربع سنوات يبدأ لديه الإدراك والاكتشاف لكل ما يدور حوله
فيحاكي الطباع و يقلد والديه في سلبيتهم وايجابياتهم دون أن يفرق بين الصح والخط
بل ويُعجب بنفسه كلما رأى انه يستطيع التقليد
ولا يكاد يفوته أمر يمر عليه فيستكشف و يسأل لماذا وكيف وأين ومن ... الخ
وهنا تبدأ انطلاقة الإنسان فإن وجد بيئة صالحة وواعية ومتفهمة لحاجاته واستكشافاته بأسلوب راقي يعلق قلبه بربه وحبه لنبيه ويجيب على أسئلته بابتسامة شافية وضمة حانية
سنكون كمن وضع القاعدة المتينة لحسن بنائه
والعكس الصحيح حينما يجد أما أو أبا غضوبا مقطب الحاجبين ولا يعرف إلا اصمت وإلا ضربتك – أنا مشغول مو فاضيلك !
يكبر الطفل ويصبح مراهقا والأم والأب مشغولين والمعلم يحسن أسلوب التهكم والتجريح ثم يخرج لنا جيلا نلومهم على سوء أدبهم و خلل طباعهم ؟!
إن عقل الطفل يستطيع إدراك ثلاث لغات منذ أن يبلغ عمر الرابعة ! فهل ندرك نحن الحجم الهائل الذي يستطيع أن يتلقاه الطفل من العادات والأخلاق والطباع التي نستطيع تلقينها وتعليمها لأبنائنا
شاب يافع مدخن حينما سأل عن سبب تدخينه قال كان أبي يرسلني لأشتري له علبة السجائر فكنت اعتقد أن التدخين رجولة ؟!
هكذا كان تفسيره للأمر بكل بساطه
إن أبنائنا أمانة في أعناقنا
ليكن همنا في تربيتهم ليس لإصلاحهم فقط بل ليكونوا عناصر مصلحة في مجتمعاتهم
نسال الله لنا ولكم صلاح أبنائنا ليكونوا قصورا من ألماس نادر
منقول ل ( جوهرة ال عبدالله /مدربة في التنمية البشرية ومستشارة أسرية )