دانة غزر
صاحبة الروح الطيّبة
أثر العقيدة في قلوب رجالاتها
الشيخ ( عمر سعود العيد )
إن لهذه العقيدة آثاراً على الناس، إن أمة العقيدة التي كثير من المسلمين في البلاد الإسلامية يدّعون أنهم على العقيدة، أمة العقيدة أمة يجب أن نعلم أنها تحافظ على أوامر الله وتجتنب النواهي؛ لأن ضميرها يؤنبها متى عصت الله تعالى، متى تأخرت عن الله في أوامره أنبها الضمير. أين نحن من أناس يدعوننا إلى نبذ الحجاب، والانطلاق بالنساء في الطرقات لتصبح كنساء الغرب، أهذه هي أمة العقيدة؟!!
أولاً: أمة العقيدة تتمسك بدينها
تتمسك بأوامر ربها، تفتخر بعزتها وتمكنها بالتزامها بشرع الله تعالى، فهي بعيدة عن الربا؛ خوفاً من حرب الله ورسوله، بعيدة عن نبذ الحجاب؛ لمخالفة الدين، بعيدة عن المعاصي؛ لأنها تعلم بأن ربها سوف يراقبها في كل صغير وكبير.
ثانياً: أمة العقيدة أمة العزة
لأنها تشعر أن الله معها: إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ [آل عمران:160] .. إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128] وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة:194] من كان الله معه فهل يخاف أو يهاب الناس؟ والله ما يخاف ولا يهاب؛ لأن الله معه، ومن كان الله معه فلن يهزم ولن يغلب.
ثالثاً: أمة العقيدة أمة تتحاكم إلى شرع الله تعالى، ولا تستبدله بغيره
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65] .. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً [المائدة:50]. إذاً: أمة الإسلام تتحاكم إلى شرع الله في كل صغير وكبير، لسنا كحال بعض الأمم تتحاكم لشرع الله في قضايا الأحوال الشخصية، أما بقية شرع الله فيعطل وما ندري متى تقوم قائمته ليحكم؟ أمة العقيدة تحكم شرع الله في كل جزئية من جزئيات حياتها.
رابعاً: أمة العقيدة أمة نشيطة
عاملة لا تعرف الكسل، ولا النوم، ولا تعرف اللهو والزمر والطرب، وضياع الوقت باللعب وغيره؛ لأنها أمة تعلم بأن الله سيسألها عن كل صغير وكبير، سيسألها عن أوقاتها: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه ..).
خامساً: أمة العقيدة أمة ذات تضحية وإيثار وبذل
لا تخاف عند بذل الأرواح شيئاً، بل تستشرف للمعارك وللقتال وللجهاد، إذا نادى النذير للجهاد انطلقت بكل ما فيها، هكذا كانت أمتنا أمة العقيدة، ولو قيل لكثير من المسلمين: قوموا إلى جنة، الآن جاء نادي الجهاد في سبيل الله بإعلاء كلمة الله، جاء الأب قال: ابحثوا عن غيرنا، ثم بدءوا يعللون النفس، إنه والله لهو الشرف للمسلم أن يقتل ابن الإنسان في الجهاد في سبيل الله، كم للآباء من أبناء استشهدوا في ساحات القتال في جهاد الأفغان، والله إنه العز لوالديه، والشرف للقبيلة التي ينتسب إليها ذلك الشاب؛ لأنه قتل لإعلاء كلمة الله. كم من الآباء يريدون أبناءهم أن يموتوا على فرشهم، أو أن يموتوا عندهم في البيت، وما يريدون رفع راية الإسلام، ولا رفع رءوسهم؟ لأن هؤلاء الأبناء قتلوا تحت راية التوحيد، جاء أحد الصحابة يقول: (يا رسول الله! الرجل يقاتل للمغنم، يقاتل شجاعة، يقاتل شهرة، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وهكذا هي أمة الإسلام؛ لأنها تعلم أنه: فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34] ولئن آثرت الأمة بمالها وأنفقته في الجهاد في سبيل الله، فهي تعلم بأن الله يقول: مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ [البقرة:261] إلى آخر الآية.
سادساً: أمة العقيدة أمة مراقبة لله تعالى في كل صغير وكبير
ليست أمة ترتبط بعقيدتها في بلدنا وإذا خرجت نسيت العقيدة، كم هم شباب الإسلام الذين ينطلقون يمنة ويسرة إلى بلاد الكفر، ينسلخون من عقيدتهم ودينهم، فلا يصلون، ولا يصومون، ولا يحرصون على طاعة ولا غيرها، وإذا بهم يتأثرون بما يحيط بهم من بلاد الكفر؛ وهذا من الجهل والخطأ. إن ربنا معنا في كل مكان سبحانه وتعالى، ربي الذي أعبده وأراقبه معي في أمريكا وفي غيرها من أصقاع الدنيا، لسنا نقول إذا خرجنا من هذا البلد:
خـلا لكِ الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري
بل ربنا نراقبه في كل مكان سبحانه وتعالى.
سابعاً: أمة العقيدة أمة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر
أمة خيِّرة: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110] ليست أمة متخاذلة متكاسلة، متى رأيت العاصي كلمته بكلمة لطيفة، نصحته إشفاقاً عليه، خوفاً من عقوبة الله، علَّ الله أن ينجيه بسببي من عقوبة الله تعالى.
ثامناً: أمة العقيدة أمة تلتغي فيها الروابط الأرضية
فروابط الأرض عندنا الجنس، واللون، واللغة، والأرض، والمصالح، تلك داسها الإسلام ووضعها تحت أقدام المسلمين، أصبحت رابطة العقيدة تربطنا من الشرق إلى الغرب، دخل بلال فيها وسلمان وعمر بن الخطاب فأصبحوا بنعمة الله إخواناً، لسنا نفرق المجتمع أحزاباً وطوائف لانتسابهم إلى أوطان، بل نقول: نحن أمة أخونا الذي تمسك بعقيدتنا في السند والهند وفي كل مكان من هذه الدنيا، هذه أمة العقيدة أمة ترتبط برابطة هذه العقيدة دون الروابط الأرضية.
تاسعاً: أمة العقيدة أمة يستوي فيها الحاكم والمحكوم
ويستطيع الفرد العادي فيها أن يناصح مسئوليها وحكامها، بدون هيبة من سلطان ولا غيره؛ لأنه يعلم أن الحاكم منفذ لشرع الله، حارس لهذه الشريعة، ليس هو حاكماً على الشرع، ولذلك نتناصح فيما بيننا؛ لأنه يعلم كذلك بأنها أمة ليس فيها إذا سرق الشريف لم نقطع يده، وإذا سرق الضعيف أقمنا عليه الحد، بل أمة سواسية أرساها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: (لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها، أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة !) إلى غير ذلك.
عاشراً: أمة العقيدة تقيم الحرب والسلم على أساس العقيدة
لا نقيم الحرب والسلم على أشياء دنيوية، بل متى تعرض أحد لعقيدتنا ولديننا وقفنا كلنا في وجهه عداءً له، ولهذا يجب أن نعلم أننا لا تثور ثائرتنا من أجل أمور دنيوية، بل متى انتهكت حرمات الله تمعرنا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر وجهه، وتنتفخ أوداجه، ويغضب أشد الغضب صلى الله عليه وسلم