طموح فاق الخيال
¬°•| عضو فعّال |•°¬
- إنضم
- 25 يناير 2011
- المشاركات
- 122
القصة بدأت منذ ساعة ولادة هذا الطفل ... ففي يوم ولادته توفيت أمه وتركته وحيداً .....إحتار والده في تربيته ......فأخذه لخالته ليعيش بين أبناءها ....فهو مشغول في أعماله صباح مساء ..... تزوج الأب بعد سبعة أشهر من وفاة زوجته !!! وأتى بولده ليعيش معه .... وبعد مضي ثلاث سنوات وأشهر ...أنجبت له الزوجة الجديدة طفلين ،،بنت وولد،، كانت زوجة الأب لا تهتم بالصغير الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره .....فكانت توكل أمره الى الخادمة لتهتم به ...إضافة الى أعمالها في البيت
من غسل ونظافة وكنس وكوي .....
وفي يوم شديد البرودة .. ..دعت الزوجة أهلها للعشاء .....واهتمت بهم وبأبنائها .. ..وأهملت الصغير الذي لم يكن له غير الله .. !!! حتى الخادمة انشغلت بالمأدبة ونسيت الصغير .. .. إلتم شمل أهلها عندها ودخلوا في أحاديثهم !!!
حتى جاء موعد العشاء .. ..فأخذ ينظر إلي الأطعمة المنوعة ....وكله شوق أن تمتد يداه إلي الحلوى أو المعجنات ليأكل منها ويســــد جوعه !!! فما كان من زوجة أبيه إلا أن أعطته بعض الأرز في صحن وقالت له صارخة: أذهب وكل عشاءك في الساحة (ساحة البيت) ... أخذ صحنه مكسور القلب حزين النفس ... ...وخـــــــــرج بصحنه إلى ساحة البيت .. .. وهم انهمكوا بالعشاء ونسوا أن هذا طفل صغير محتاج لحبهم ورحمتهم !!! !!!
جلس الطفل في البرد القارس ياكل الأرز ..ومن شدة البرد انكمش خلف أحد الأبواب يأكل ما قدم له ... ولم يسأل عنه أحد أين ذهب ..ونسوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم باليتيم: (انا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنه واشار باصبعيه السبابه والوسطى)...
الخادمة انشغلت في الأعمال المنزلية ...ونام الطفل في مكانه في ذاك الجو البارد.... خرج أهل الزوجة بعد ان استأنسوا وأكلوا ...وأمرت زوجة الأب الخادمة أن تنظف البيت... ..وآوت الى فراشها ولم تكلف نفسها حتى السؤال عن الصغير! ...عاد زوجها من عمله سألها عن ولده فقالت: مع الخادمة "وهي لا تدري هل هو معها أم لا " ....فنام الأب وفي نومه حلم بزوجته الأولى تقول له انتبه للولد !!! فاستيقظ مذعوراً وسأل زوجته عن الولد ...فطمأنته أنه مع الخادمة ولم تكلف نفسها أن تتأكد ... نام مرة أخرى وحلم بزوجته تقول له انتبه للولد !!! فاستيقظ مذعوراً مرة أخرى وسأل زوجته عن الولد ....فقالت له أنت تكبر الأمور وهذا حلم والولد بخير !!! وأكتفى بكلامها ... !!! فعاد إلي النوم وحلم بزوجته الأولى تقول له : ""خلاص الولد جاني""
فاستيقظ مرعوبا وأخذ يبحث عن الولد عند الخادمة ..فلم يجده عندها جن جنونه وصار يركض في البيت هنا وهناك حتى وجد الصغير ....ولكنه كان قد فارق الحياة ....لقد تكوم على نفسه وأزرق جسمه وقد فارق الحياة من شدة البرد ...!!! وبجانبه صحن الأرز وقد أكل بعضه....
قصة مؤلمة جداً...وأردت بها .. تنبيه الأهالي لعدم إهمال أبنائهم إلى هذا الحد ...صحيح أن الأعمال قد تشغل كثيراً من وقتنا... لكن يجب ألا نشغل وقتنا كله على حساب أبنائنا وفلذات أكبادنا...وهذه تعتبر صورة من آلاف الصور التي يتعايشها أبناء الزوج مع زوجة الأب
لقد انتزعت الرحمة من قلبها ونسيت أن هذا الطفل اليتيم في أشد الحاجة
اليها.
بسم الله الرحمن الرحيم
{كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}
(الفجر، 17)
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}
(الضحى، 9)
منقول للعبر