دبلوماسي المحافظه
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
لا تحتاج الحكمة العمانية في إدارة قضاياها مع دول الجوار إلى شهادات من أحد، أو إلى دفاع مهما كان هدفه ومهما كان وقته. لكني أستطيع أن أتذكر الآن عبارة سمعتها من أحد سفراء دول مجلس التعاون عندما عين سفيرا في السلطنة، وأراد حاكم بلده أن يودعه قال له عبارة انتبه فأنت ذاهب إلى دولة سلطانها هو حكيم العرب»، وأخبرني ذلك السفير بتلك العبارة وكان صادقا لأنه ليس بحاجة إلى أن يجاملني أنا على الأقل.
تلك الحكمة وتلك الرؤية استطاعت بها عمان أن ترسم حدودها مع جميع الدول التي ترتبط معها بحدود برية أو بحرية، في وقت كانت فيه مسألة الحدود تنذر بخلافات خليجية لا نهاية لها. ونعرف جميعا أن السلطنة قدمت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات في سبيل أن يسود الأمن والأمان والود والإخاء بين الأشقاء.
ويعرف الإخوة في دولة الإمارات بشكل خاص حكمة جلالة السلطان المعظم والجهود التي بذلها من أجل إتمام اتحاد الإمارات السبعه في كيان واحد، التي كان قيامها مرهونا بإرادة الجانب العماني، بعد أن كان الأمر معلقا قبل السبعين، وما كان أكثر المتشائمين للمشهد في منطقة الخليج بعد خروج البريطانيين من المنطقة ليصدق أن تتحول إمارات ساحل عمان إلى كيان مستقل له مقومات الدولة العصرية، لكن عندما كان هناك توافق بين تلك الإمارات، لم تقف عُمان بكل ما تحمله من تاريخ عتيق وعتيد في شبه الجزيرة العربية في وجه تلك الوحدة ما دامت خيارا ارتضاه أصحابها، رغم أن الشعور الشعبي لدى طبقة المثقفين كان يتنامى مع مجيء جلالة السلطان ليلتئم الفرع مع أصله التاريخي.
ويعرف الجميع كيف سارت السفينة في ظل قيادة جلالة السلطان وأخيه المرحوم الشيخ زايد بن سلطان، في وئام وتوافق، بل كيف كانت عمان مجلسا لحل الكثير من القضايا والخلافات التي كانت تظهر لدى الجار/ الأخ بين حين وآخر، فالإخوة دائما يرجعون إلى كبيرهم عندما تشتد الخطوب والنوائب، ولا بأس أن يعطي هذا الكبير من أرضه وبيته لإخوته في سياق أن البلد واحد.
رحم الله الشيخ زايد وأسكنه الجنان، لقد تحول ذلك الإرث الأخوي في القيادة إلى حسابات ومراهنات ابتعدت عن منبتها الطيب، بل إلى تفكير أشبه برجل» يفكر أن يحمل على ظهرها جبلا بحجم الجبل الأخضر!! دون أن يدري إلى أي قعر سيهوي.
إن أمر الشبكة التجسسية التابعة لجهاز أمن الدولة في دولة الإمارات، يعيدنا إلى مراجعة الكثير من الأمور التي هدفت إلى خلخلة العلاقة الأخوية بين الشعب العماني والشعب الإماراتي، التي هي أكبر من علاقة جوار، إلى امتداد أسري واجتماعي متداخل بين الشعبين، وكلنا يعرف السياج الذي أقامته دولة الإمارات لتقطع بأشواكه تلك العلاقة الاجتماعية وذلك التداخل التاريخي، ومن يعبر من منافذ الحدود بين البلدين يعرف الإجراءات التي تترجم ذلك التوجه السياسي، ولا أعرف رغم كل تلك الإرهاصات كيف يأتي البيان الإماراتي ليقول إنه تلقى خبر شبكة التجسس بالصدمة والذهول، رغم أنه كان مطروحا، ومتداولا منذ أشهر!!.
ولأن الحكمة العمانية متراكمة عبر ملايين السنوات كانت لا تستفزها تلك التصرفات اللامسؤولة والاستشارات التي بات الجميع يعرف مصدرها.
نعرف جميعا أن شبكة التجسس كشفتها الأجهزة الأمنية العمانية ـ وحدها لا كما يريد البعض أن يروج ويصطاد في الماء العكر ـ قبل أشهر لكن الحكمة العمانية أخذت من الوقت ما يكفي للتحقق والتأكد، قبل أن تتهم دولة بينها وبينها امتدادات تاريخية بالتجسس عليها بهدف المساس بنظام الحكم، وقبل أن تتهم تسعة من مواطنيها ـ للأسف ـ بالخيانة العظمى، والتاريخ يعرف أن السياسة العمانية هادئة وبعيدة عن الإثارة، أو حتى عن الضجيج الإعلامي وإعطاء الأمور أكبر من حجمها.
إن البلدين ـ وهكذا شاء التاريخ ـ هما في أمس الحاجة في هذه المرحلة المفصلية إلى صوت العقل الحكيم الذي يتصف به الرجال العاقلون الذين لا تزعزعهم المتغيرات السياسية أو المالية، وكما تجاوز جيراننا بالحكمة العمانية الكثير من الصعاب فإن نفس الحكمة ونفس الصوت الذي يحمل تراكمات الأزمنة كفيل أن يعالج هذه القضية، لكن نفس الصوت أكاد أسمعه يقول إن عمان ستظل ثابتة وراسخة وشامخة كشموخ جبال مسندم والجبل الأخضر، وجبل سمحان، الجبال التي لن تحركها الريح، ولن تذروها كما تذروا الرمال
جريده عمان : http://main.omandaily.om/node/43042
تلك الحكمة وتلك الرؤية استطاعت بها عمان أن ترسم حدودها مع جميع الدول التي ترتبط معها بحدود برية أو بحرية، في وقت كانت فيه مسألة الحدود تنذر بخلافات خليجية لا نهاية لها. ونعرف جميعا أن السلطنة قدمت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات في سبيل أن يسود الأمن والأمان والود والإخاء بين الأشقاء.
ويعرف الإخوة في دولة الإمارات بشكل خاص حكمة جلالة السلطان المعظم والجهود التي بذلها من أجل إتمام اتحاد الإمارات السبعه في كيان واحد، التي كان قيامها مرهونا بإرادة الجانب العماني، بعد أن كان الأمر معلقا قبل السبعين، وما كان أكثر المتشائمين للمشهد في منطقة الخليج بعد خروج البريطانيين من المنطقة ليصدق أن تتحول إمارات ساحل عمان إلى كيان مستقل له مقومات الدولة العصرية، لكن عندما كان هناك توافق بين تلك الإمارات، لم تقف عُمان بكل ما تحمله من تاريخ عتيق وعتيد في شبه الجزيرة العربية في وجه تلك الوحدة ما دامت خيارا ارتضاه أصحابها، رغم أن الشعور الشعبي لدى طبقة المثقفين كان يتنامى مع مجيء جلالة السلطان ليلتئم الفرع مع أصله التاريخي.
ويعرف الجميع كيف سارت السفينة في ظل قيادة جلالة السلطان وأخيه المرحوم الشيخ زايد بن سلطان، في وئام وتوافق، بل كيف كانت عمان مجلسا لحل الكثير من القضايا والخلافات التي كانت تظهر لدى الجار/ الأخ بين حين وآخر، فالإخوة دائما يرجعون إلى كبيرهم عندما تشتد الخطوب والنوائب، ولا بأس أن يعطي هذا الكبير من أرضه وبيته لإخوته في سياق أن البلد واحد.
رحم الله الشيخ زايد وأسكنه الجنان، لقد تحول ذلك الإرث الأخوي في القيادة إلى حسابات ومراهنات ابتعدت عن منبتها الطيب، بل إلى تفكير أشبه برجل» يفكر أن يحمل على ظهرها جبلا بحجم الجبل الأخضر!! دون أن يدري إلى أي قعر سيهوي.
إن أمر الشبكة التجسسية التابعة لجهاز أمن الدولة في دولة الإمارات، يعيدنا إلى مراجعة الكثير من الأمور التي هدفت إلى خلخلة العلاقة الأخوية بين الشعب العماني والشعب الإماراتي، التي هي أكبر من علاقة جوار، إلى امتداد أسري واجتماعي متداخل بين الشعبين، وكلنا يعرف السياج الذي أقامته دولة الإمارات لتقطع بأشواكه تلك العلاقة الاجتماعية وذلك التداخل التاريخي، ومن يعبر من منافذ الحدود بين البلدين يعرف الإجراءات التي تترجم ذلك التوجه السياسي، ولا أعرف رغم كل تلك الإرهاصات كيف يأتي البيان الإماراتي ليقول إنه تلقى خبر شبكة التجسس بالصدمة والذهول، رغم أنه كان مطروحا، ومتداولا منذ أشهر!!.
ولأن الحكمة العمانية متراكمة عبر ملايين السنوات كانت لا تستفزها تلك التصرفات اللامسؤولة والاستشارات التي بات الجميع يعرف مصدرها.
نعرف جميعا أن شبكة التجسس كشفتها الأجهزة الأمنية العمانية ـ وحدها لا كما يريد البعض أن يروج ويصطاد في الماء العكر ـ قبل أشهر لكن الحكمة العمانية أخذت من الوقت ما يكفي للتحقق والتأكد، قبل أن تتهم دولة بينها وبينها امتدادات تاريخية بالتجسس عليها بهدف المساس بنظام الحكم، وقبل أن تتهم تسعة من مواطنيها ـ للأسف ـ بالخيانة العظمى، والتاريخ يعرف أن السياسة العمانية هادئة وبعيدة عن الإثارة، أو حتى عن الضجيج الإعلامي وإعطاء الأمور أكبر من حجمها.
إن البلدين ـ وهكذا شاء التاريخ ـ هما في أمس الحاجة في هذه المرحلة المفصلية إلى صوت العقل الحكيم الذي يتصف به الرجال العاقلون الذين لا تزعزعهم المتغيرات السياسية أو المالية، وكما تجاوز جيراننا بالحكمة العمانية الكثير من الصعاب فإن نفس الحكمة ونفس الصوت الذي يحمل تراكمات الأزمنة كفيل أن يعالج هذه القضية، لكن نفس الصوت أكاد أسمعه يقول إن عمان ستظل ثابتة وراسخة وشامخة كشموخ جبال مسندم والجبل الأخضر، وجبل سمحان، الجبال التي لن تحركها الريح، ولن تذروها كما تذروا الرمال
جريده عمان : http://main.omandaily.om/node/43042