قد تبدو هذه خطوة مفاجئة للكثير منا.. ولكن هذا ما فعلته جوجل بالضبط إذ قامت بعزل مديرها التنفيذي إيريك شميدت من منصبه بعد عشر سنوات من العطاء، بل وتعيين لاري بيدج “Larry Page” مكانه ؟
أعلنت جوجل يوم الخميس -أمس- أن إيريك شميدت سيغادر منصبه كمدير تنفيذي لجوجل ليحل لاري بيدج -أحد مؤسسَيْ جوجل- مكانه في أبريل. لاري الذي سيواصل مهامه طبعا كمدير للعمليات سيتولى الإدارة التنفيذية لجوجل، بينما سيتم تحويل إيريك شميدت إلى المعاملات الخارجية بما يشمل العلاقات مع المستخدمين والعلاقة مع الحكومة -الأميركية طبعا- والمفاوضات مع المستثمرين والشركاء.. المؤسس الآخر لجوجل سيرجي برين “Sergey Brin” سيهتم بالمشاريع الإستراتيجية لجوجل، وخاصة المشاريع الجديدة (على الأرجح سيتضمن ذلك نظام جوجل السحابي الجديد).
وفي مؤتمر صحفي هاتفي قال الثلاثي -إيريك، لاري وسيرجي- إن الهدف الأساسي من الخطوة هو تسهيل عملية اتخاذ القرار داخل جوجل. كم أكدوا على أن بيدج جاهز تماما ومعد لتولي منصبه الجديد وأن الجميع سعداء بمناصبهم الجديدة. كما أشاروا إلى أن الخطوة ستزيد من القوة المالية لجوجل -الذي هو في الأصل قوي على رأيهم- وستحسن من آدائها وابتكاراتها التقنية ونمو أعمالها.
حين تولى شمدت منصبه منذ عقد كامل، كانت جوجل شركة واعدة بلا شك، ولكنها كانت شركة صغيرة أمام عمالقة احتلوا السوق بالفعل مثل مايكروسوفت وياهوو ولم يكن لجوجل نصيب في سوق غير محرك بحثها المتواضع.. وقد قاد شميدت الشركة إلى القمة بمساعدة الشابين الصغيرين الواعدين بيدج وبرين الذين كانا مهندسي كمبيوتر لامعين مع خبرة صغيرة في عالم المال والأعمال. وقد نجح شميدت في جعل الشركة التي نشأت سنة 1998 تصبح الشركة الأقوى وذات النفوذ الأوسع (لاحظوا الفرق بينها وبين مايكروسوفت التي تأسست منذ 3 عقود كاملة) وبل والمهيمنة بلا منازع على عالم الأنترنت.
يقول راي فالديز “إن شميدت ساهم بما لا يدع مجالا للشك بالنصيب الأوفر في ما وصلت إليه جوجل اليوم.. شميدت بهدوئه ورصانته وقوة شخصيته أدار أكثر من شركة مثل نوفل “Novell” ولفترة طويلة كان وجه جوجل الذي عرفها من خلاله العالم.” وهكذا سنرى إبتداء من شهر أبريل القادم جوجل صغيرة السن مرحة ضاحكة طول الوقت وترتدي فانلة بيضاء.
خطوة قد تكون أقرب للمخاطرة من جوجل، فخبرة شميدت لا يرقى لها شك، ومهندسو الكمبيوتر ليسوا بالبراعة اللازمة عادة في ما يخص المعاملات المالية، وحتى لو امتلكوا خبرة مناسبة، فإنها لن تبلغ خبرة شميدت أبدا. طبعا العديدون لا يرون لشميدت علاقة بنجاح جوجل -ويبدو أن المؤسسين يريان ذلك أيضا- فنجاح جوجل راجع إلى إعلاناتها ووجودها في كل مكان، وهو أمر تقني وتسويقي قبل أن يكون إداريا -_-” فمن الواضح أن شميدت لا يتمتع بكاريزما ستيف جوبز التي جعلته بلا منازع سببا رئيسيا في نجاح آبل. لذا من غير المرجح أن تتأثر جوجل كثيرا بتغيير منصبه، هذا ما يقولونه.