الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر نشاط
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
مركز البُريمِي للأخبَار المَحَلية و العَالميةّ
الاخبار اليومية العالمية
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ANGELOO" data-source="post: 749585" data-attributes="member: 4918"><p><span style="color: red">سلطات بن علي صادرت مشروعاً زراعياً للأسرة</span></p><p><span style="color: red">شقيقة البوعزيزي: انتفاضتنا اندلعت بسبب رفضنا الإهانة</span></p><p><span style="color: red">المصدر: جهاد مصطفى - تونس التاريخ: 24 يناير 2011</span></p><p><span style="color: red"></span></p><p></p><p></p><p>أجمعت أسرة مفجر الانتفاضة التونسية الجارية، محمد البوعزيزي، على أنه كان راضياً بحياته ورزقه القليل، ولم يفكر قبل في الانتحار، وأن إقدامه على إشعال نفسه تم رداً على ما تعرض له من السلطات، وقالت ليلى البوعزيزي، إن مبدأ «رفض الإهانة» هو المشعل الحقيقي للانتفاضة التونسية. فقد تمكنت «الإمارات اليوم»، بعد صعوبات، من الوصول لأسرة البوعزيزي، والالتقاء بأسرته في مدينة سيدي بوزيد، لتروي الأخيرة مسيرة حياة الرجل البسيطة، والأبعد ما تكون عن تعاريج السياسة.</p><p></p><p>اسمه المعروف به في مدينة سيدي بوزيد، هو محمد، واسمه الحقيقي في الأوراق الرسمية هو «طارق ولد محمد الطيب بن محمد بن عمر البوعزيزي»، ولد في يوم 29 مارس عام ،1984 في حي النور الغربي، أحد أحياء مدينة سيدي بوزيد، والده كان يعمل في ليبيا عامل بناء.</p><p></p><p>تشكل وعي محمد على الواقع البائس لأسرته، فقد توفي والده وهو لم يكمل من عمره السنوات الأربع، وبعد بلوغه ست سنوات، دخل البوعزيزي أولى سنوات دراسته الابتدائية في مدرسة الشيحاوي في مدينة سيدي بوزيد، ونظراً للوضع المالي الصعب للأسرة، اضطر البوعزيزي مع شقيقه الأكبر «سالم»، الذي يكبره بأربع سنوات، للعمل بعد المدرسة في سوق الخضراوات، ويتجولان في أحياء المدينة لبيعها من أجل المساعدة على تحمل أعباء الأسرة المكونة من أربعة أفراد.</p><p></p><p>وبعد ذلك، تزوج عمه عمار والدته وتدعى «منوبية»، وأنجب المزيد من الأبناء، ليصبح عدد أفراد الأسرة تسعة أفراد، ما يعني المزيد من الأعباء المالية، وعندما وصل وضع الأسرة المالي إلى هذه النقطة الحرجة، كان لزاماً على البوعزيزي أن يترك الدراسة قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة، ليساعد شقيقه سالم وعمه عمار على توفير المصاريف المنزلية.</p><p></p><p>بائع خضراوات</p><p></p><p>وعندما بلغ البوعزيزي 15 عاماً، أنشأ خاله «رضى البوعزيزي» بمساعدة بعض العاطلين عن العمل، مشروعاً زراعياً في بلدة الرقاب، وتمت زراعة 3500 شجرة زيتون، و1500 شجرة لوز، و بدأت الأسرة تعمل في المشروع لمدة عامين، إلى أن جاء أحد رجال الأعمال المقربين من الرئيس بن علي المخلوع، فانتزع منهم الأرض، وألقى بهم مجدداً في غياهب التشرد في شوارع وأزقة المدينة.</p><p></p><p>عند ذلك لم يجد الشاب البوعزيزي عيباً في العودة إلى بيع الخضار من جديد، فاستدان مبلغاً من المال، واشترى بعض الأخشاب ليصنع عربته التاريخية بيديه ليبيع عليها الخضار في ساحة البلدية، وبذلك أصبح البوعزيزي من أصحاب الأملاك، وعلى الرغم من قلة ما يملكه، وهو مجرد عربة خضار صغيرة، إلا أنه كان راضياً ومقتنعاً بها، لأنها تدرّ عليه من المال ما يمكنه من توفير بعض حاجات أسرته.</p><p></p><p>في 17 ديسمبر الجاري، قام أحد موظفي البلدية بمنع البوعزيزي من بيع الخضراوات في ساحة البلدية، وتمت مصادرة عربة الخضراوات، وهي ليست المرة الأولى التي يصادر رجال البلدية العربة، إذ عمد موظفو البلدية بين الحين والآخر إلى الاستيلاء على العربة، ما يضطر البوعزيزي إلى دفع مخالفة مالية لاستعادتها.</p><p></p><p>وبعد رفض أعوان البلدية إرجاع العربة، ذهب البوعزيزي إلى مقر الولاية ليقدم شكوى، فقامت الموظفة «فادية حمدي»، بصفعه على خده، وانهال عليه اثنان من موظفي البلدية بالضرب، فما كان من محمد إلا أن أحضر صفيحة وقود وسكبها على جسده، وأشعل النار بنفسه أمام مبنى البلدية، لأنه شعر بظلم ويأس كبيرين، لم يستطع تحملهما أو ردهما، وبذلك أشعل من نار غضبه مشعل الحرية في أرجاء هذا الوطن الراكد، وما هي إلا أيام قضاها محمد البوعزيزي في مستشفى الحروق البليغة في العاصمة، وبعدها بأسبوع توفي في المستشفى.</p><p></p><p>وبعد إعلان وفاة البوعزيزي نزلت أعداد كبيرة من قوات الأمن إلى شوارع مدينة سيدي بوزيد لتمنع، باستعمال الضرب، مشيعي الجنازة من المرور أمام مقر المحافظة، بعد أن كان سالم، شقيق محمد البوعزيزي، قد أعلن أن الجنازة ستمر أمام الولاية.</p><p></p><p>وقال شهود إن «نحو 5000 شخص، ومئات السيارات، شاركوا في الجنازة، مكونين موكباً طوله ثلاثة كيلومترات»، وقد دفن البوعزيزي في مقبرة «قرعة بن نور» المجاورة لمدينة سيدي بوزيد.</p><p></p><p>بداية الثورة</p><p></p><p>وبعد تشييع الجنازة، اشتعلت المواجهات بين الشرطة وأهالي مدينة سيدي بوزيد، وسرعان ما امتدت إلى بقية محافظات تونس، وبلغت الاحتجاجات ذروتها يوم 24 ديسمبر الماضي، عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين في مدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، ما أدى إلى سقوط قتيلين، وهكذا تفجرت الثورة، وامتدت نارها لتحصد الأخضر واليابس تحت أقدام النظام السابق.</p><p></p><p>البوعزيزي في عيون أسرته</p><p></p><p>أمه «منوبية» خنقتها العبرة، ولم نسمع منها إلا صوت بكاء مكتوم، وقالت «حسبي الله ونعم الوكيل فيهم». وقال خاله «رضى»، الذي عمل معه فترة من الزمن، إن محمد كان صاحب أخلاق عالية، وكريماً جداً مع كل من يعرفهم ومن لا يعرفهم، رغم أنه كان فقيراً جداً، وبالكاد يؤمّن لقمة عيشه. فيما قالت ليلى البوعزيزي، شقيقة المتوفى الذي فجر إحراقه نفسه الثورة في تونس، «ان انتفاضتنا جاءت ضد الإهانة»، وتابعت «عندما اعتدي على شقيقي وأهين في مقر البلدية، لم تتحمل الأسرة الإهانة، وهاجمت مقر ولاية سيدي بوزيد».</p><p></p><p>وأعربت ليلى عن شعورها بالألم لفقدان شقيقها، وقالت «محمد في القلب، محمد لم يمت، فهو مازال حياً، وبفضله نتنسم الآن رائحة الديمقراطية في تونس»، وأكدت أنها فاجعة كبرى، فقد كان أخي ينفق على الأسرة وسنطالب بحقوقنا، ونحن مستعدون لآخر لحظة للتضحية من أجل حقوقنا. وقالت شقيقته سامية، «كان محمد يحب الدراسة منذ صغره، إلى جانب أنه كان يعمل في بيع الخضار، وفي سن الـ،18 قطع الدراسة، لأن الظروف المعيشية لم تسمح له بذلك، فقد كان عليه أن يعمل لينفق على أشقائه، إذ إن الوالد متوفى منذ طفولته».</p><p></p><p>وأكدت أن ما دفع شقيقها لإشعال النار في نفسه، هو القهر والظلم والاستبداد، المواطن الذي دخله متوسط أو ضعيف لا يعيش، فالأمن يسلب رزقه ويضربه.</p><p></p><p>واستبعدت أن يفكر شقيقها في الانتحار، وقالت «لم يكن لديه هذه الأفكار، فقد كان راضياً بحياته، وإن كانت الدنيا قد ضاقت عليه، فقد ذهب ليعمل، فتلقى من أعوان الأمن، ومنهم امرأة، الإهانة، لقد تطاولوا عليه واعتدوا عليه».</p><p></p><p>أما أخوه الكبير سالم فقال « كان أخي محمد محبوباً من قبل الجميع، لاسيما أصدقاؤه في السوق، إذ كان مبتسماً على الدوام، وكان يؤثر الآخرين على نفسه، حتى إنه كان يساعد الجميع في أعمالهم وفي الأخير يلتفت إلى عمله».</p><p>طلق شاب تونسي، هو محمد البوعزيزي، شرارة الاحتجاجات الأخيرة في تونس، التي أدت إلى سقوط النظام، من خلال إضرام النار في جسده، ويذكرنا ذلك بما فعله الرهبان المحتجون في فيتنام، في ،1996 أو الطالب التشيكي جان بالاتش الذي أشعل نفسه خلال الاحتجاجات العارمة التي شهدتها تشيكوسلوفاكيا، في ،1969 ولم نشاهد أو نسمع خلال تظاهرات تونس نداءات دينية وشعارات توحي بذلك، كما لم نرَ لافتات تندد بالإمبريالية الأميركية.</p><p></p><p>في المقابل، كان المتظاهرون يطالبون بالحرية والديمقراطية وانتخابات يشارك فيها مختلف الأطياف السياسية، وأهم من ذلك، كانوا يريدون الخلاص من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وعندما يعود«الإسلاميون»، من منفاهم في الغرب، من أمثال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، فإنهم يطالبون باحترام الحريات والتعددية الحزبية.</p><p></p><p>والواقع أن الإسلاميين في شمال إفريقيا لم يختفوا، وأصبح أغلبهم ديمقراطيون، أما بالنسبة لأولئك القلائل الذين اتخذوا من الصحراء الكبرى ساحة معارك يبحثون فيها عن رهائن، فلا يلقون دعماً حقيقياً من السكان، لذا فضلوا الذهاب إلى الصحراء النائية، ولعل أغلب الناشطين توصلوا إلى نتيجة، مثل التي توصل إليها الجيل الذي أسس حزب العدالة والتنمية في تركيا، وهي أنه لا توجد منطقة وسطى بين الديمقراطية والدكتاتورية.</p><p></p><p>يركز الجيل الجديد في العالم العربي على التغيير السلمي للسلطة، وتولي حكومات «عادية» وديمقراطية الحكم، وهم يريدون فقط أن يكون مثل بقية دول العالم المتقدم.</p><p></p><p>وتكشف الثورة الأخيرة في تونس حقيقة حول العالم العربي، هي أن الفكر الراديكالي الذي عرفناه في العقدين الماضيين، لم يعد متمكناً في هذه المنطقة، وفي المقابل بدأنا نرى التعصب الديني يتنامى في الغرب أكثر منه في الشرق.</p><p></p><p>ويختلف الوضع من بلد إلى آخر، فتمكن رؤية الجيل ما بعد «الإسلاميين» بشكل أوضح في شمال إفريقيا، عنه في مصر أو اليمن، دون الحديث عن باكستان التي تتدحرج نحو السقوط. وفي أي مكان من العالم العربي، يتزعم الشباب - ممن ليس له اي علاقة بحركات إسلامية، تظاهرات الاحتجاج والمطالبة بالتغيير، وهذا لا ينفي وجود تحديات كبيرة مستقبلاً، ويكمن أولها في إيجاد نخبة سياسية بديلة في مستوى الطموحات الشعبية، وكيفية تفادي الفوضى أثناء التحول إلى الديمقراطية، إضافة إلى آلية بناء العلاقات السياسية والاجتماعية التي دمرتها الأنظمة الدكتاتورية، ثم إعادة بناء مجتمعات مدنية.</p><p></p><p>يتساءل البعض حول جدوى دعم الغرب الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، في الوقت الذي تجتاح فيه الاحتجاجات التي تطالب بالديمقراطية، وكان الجواب في الماضي، هو ان الغرب كان يعتبر هذه الأنظمة أفضل «حصن» ضد التشدد، وكان هذا هو المنطق وراء دعم الدول الديمقراطية النظام الجزائري، في ،1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامي، كما كان وراء السكوت على تزوير الانتخابات في مصر، وتجاهل اختيار الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي ظل التجربة التونسية الأخيرة، يتعين على الغرب إعادة النظر في هذا الطرح.</p><p></p><p>لم تصبح هذه الأنظمة تؤدي دور الحصن الذي يعتمد عليه، فقد تسقط في أي وقت، ولم تعد حجة الغرب قائمة، حيث إن الجيل الجديد، في العالم العربي، لم يتشبع بفكر التيارات الدينية، وبات أكثر ميلاً إلى الديمقراطية، وكما كانت أحداث تونس نقطة تحول في العالم العربي، يجب أن تكون نقطة تحول، أيضاً، بالنسبة لسياسة بلدان الغرب في المنطقة، و«السياسة الحقيقة» اليوم، تعني دعم تحول الشرق الأوسط إلى الديمقراطيـة.</p><p></p><p>المصدر جريدة الامارات اليوم</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ANGELOO, post: 749585, member: 4918"] [COLOR="red"]سلطات بن علي صادرت مشروعاً زراعياً للأسرة شقيقة البوعزيزي: انتفاضتنا اندلعت بسبب رفضنا الإهانة المصدر: جهاد مصطفى - تونس التاريخ: 24 يناير 2011 [/COLOR] أجمعت أسرة مفجر الانتفاضة التونسية الجارية، محمد البوعزيزي، على أنه كان راضياً بحياته ورزقه القليل، ولم يفكر قبل في الانتحار، وأن إقدامه على إشعال نفسه تم رداً على ما تعرض له من السلطات، وقالت ليلى البوعزيزي، إن مبدأ «رفض الإهانة» هو المشعل الحقيقي للانتفاضة التونسية. فقد تمكنت «الإمارات اليوم»، بعد صعوبات، من الوصول لأسرة البوعزيزي، والالتقاء بأسرته في مدينة سيدي بوزيد، لتروي الأخيرة مسيرة حياة الرجل البسيطة، والأبعد ما تكون عن تعاريج السياسة. اسمه المعروف به في مدينة سيدي بوزيد، هو محمد، واسمه الحقيقي في الأوراق الرسمية هو «طارق ولد محمد الطيب بن محمد بن عمر البوعزيزي»، ولد في يوم 29 مارس عام ،1984 في حي النور الغربي، أحد أحياء مدينة سيدي بوزيد، والده كان يعمل في ليبيا عامل بناء. تشكل وعي محمد على الواقع البائس لأسرته، فقد توفي والده وهو لم يكمل من عمره السنوات الأربع، وبعد بلوغه ست سنوات، دخل البوعزيزي أولى سنوات دراسته الابتدائية في مدرسة الشيحاوي في مدينة سيدي بوزيد، ونظراً للوضع المالي الصعب للأسرة، اضطر البوعزيزي مع شقيقه الأكبر «سالم»، الذي يكبره بأربع سنوات، للعمل بعد المدرسة في سوق الخضراوات، ويتجولان في أحياء المدينة لبيعها من أجل المساعدة على تحمل أعباء الأسرة المكونة من أربعة أفراد. وبعد ذلك، تزوج عمه عمار والدته وتدعى «منوبية»، وأنجب المزيد من الأبناء، ليصبح عدد أفراد الأسرة تسعة أفراد، ما يعني المزيد من الأعباء المالية، وعندما وصل وضع الأسرة المالي إلى هذه النقطة الحرجة، كان لزاماً على البوعزيزي أن يترك الدراسة قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة، ليساعد شقيقه سالم وعمه عمار على توفير المصاريف المنزلية. بائع خضراوات وعندما بلغ البوعزيزي 15 عاماً، أنشأ خاله «رضى البوعزيزي» بمساعدة بعض العاطلين عن العمل، مشروعاً زراعياً في بلدة الرقاب، وتمت زراعة 3500 شجرة زيتون، و1500 شجرة لوز، و بدأت الأسرة تعمل في المشروع لمدة عامين، إلى أن جاء أحد رجال الأعمال المقربين من الرئيس بن علي المخلوع، فانتزع منهم الأرض، وألقى بهم مجدداً في غياهب التشرد في شوارع وأزقة المدينة. عند ذلك لم يجد الشاب البوعزيزي عيباً في العودة إلى بيع الخضار من جديد، فاستدان مبلغاً من المال، واشترى بعض الأخشاب ليصنع عربته التاريخية بيديه ليبيع عليها الخضار في ساحة البلدية، وبذلك أصبح البوعزيزي من أصحاب الأملاك، وعلى الرغم من قلة ما يملكه، وهو مجرد عربة خضار صغيرة، إلا أنه كان راضياً ومقتنعاً بها، لأنها تدرّ عليه من المال ما يمكنه من توفير بعض حاجات أسرته. في 17 ديسمبر الجاري، قام أحد موظفي البلدية بمنع البوعزيزي من بيع الخضراوات في ساحة البلدية، وتمت مصادرة عربة الخضراوات، وهي ليست المرة الأولى التي يصادر رجال البلدية العربة، إذ عمد موظفو البلدية بين الحين والآخر إلى الاستيلاء على العربة، ما يضطر البوعزيزي إلى دفع مخالفة مالية لاستعادتها. وبعد رفض أعوان البلدية إرجاع العربة، ذهب البوعزيزي إلى مقر الولاية ليقدم شكوى، فقامت الموظفة «فادية حمدي»، بصفعه على خده، وانهال عليه اثنان من موظفي البلدية بالضرب، فما كان من محمد إلا أن أحضر صفيحة وقود وسكبها على جسده، وأشعل النار بنفسه أمام مبنى البلدية، لأنه شعر بظلم ويأس كبيرين، لم يستطع تحملهما أو ردهما، وبذلك أشعل من نار غضبه مشعل الحرية في أرجاء هذا الوطن الراكد، وما هي إلا أيام قضاها محمد البوعزيزي في مستشفى الحروق البليغة في العاصمة، وبعدها بأسبوع توفي في المستشفى. وبعد إعلان وفاة البوعزيزي نزلت أعداد كبيرة من قوات الأمن إلى شوارع مدينة سيدي بوزيد لتمنع، باستعمال الضرب، مشيعي الجنازة من المرور أمام مقر المحافظة، بعد أن كان سالم، شقيق محمد البوعزيزي، قد أعلن أن الجنازة ستمر أمام الولاية. وقال شهود إن «نحو 5000 شخص، ومئات السيارات، شاركوا في الجنازة، مكونين موكباً طوله ثلاثة كيلومترات»، وقد دفن البوعزيزي في مقبرة «قرعة بن نور» المجاورة لمدينة سيدي بوزيد. بداية الثورة وبعد تشييع الجنازة، اشتعلت المواجهات بين الشرطة وأهالي مدينة سيدي بوزيد، وسرعان ما امتدت إلى بقية محافظات تونس، وبلغت الاحتجاجات ذروتها يوم 24 ديسمبر الماضي، عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين في مدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، ما أدى إلى سقوط قتيلين، وهكذا تفجرت الثورة، وامتدت نارها لتحصد الأخضر واليابس تحت أقدام النظام السابق. البوعزيزي في عيون أسرته أمه «منوبية» خنقتها العبرة، ولم نسمع منها إلا صوت بكاء مكتوم، وقالت «حسبي الله ونعم الوكيل فيهم». وقال خاله «رضى»، الذي عمل معه فترة من الزمن، إن محمد كان صاحب أخلاق عالية، وكريماً جداً مع كل من يعرفهم ومن لا يعرفهم، رغم أنه كان فقيراً جداً، وبالكاد يؤمّن لقمة عيشه. فيما قالت ليلى البوعزيزي، شقيقة المتوفى الذي فجر إحراقه نفسه الثورة في تونس، «ان انتفاضتنا جاءت ضد الإهانة»، وتابعت «عندما اعتدي على شقيقي وأهين في مقر البلدية، لم تتحمل الأسرة الإهانة، وهاجمت مقر ولاية سيدي بوزيد». وأعربت ليلى عن شعورها بالألم لفقدان شقيقها، وقالت «محمد في القلب، محمد لم يمت، فهو مازال حياً، وبفضله نتنسم الآن رائحة الديمقراطية في تونس»، وأكدت أنها فاجعة كبرى، فقد كان أخي ينفق على الأسرة وسنطالب بحقوقنا، ونحن مستعدون لآخر لحظة للتضحية من أجل حقوقنا. وقالت شقيقته سامية، «كان محمد يحب الدراسة منذ صغره، إلى جانب أنه كان يعمل في بيع الخضار، وفي سن الـ،18 قطع الدراسة، لأن الظروف المعيشية لم تسمح له بذلك، فقد كان عليه أن يعمل لينفق على أشقائه، إذ إن الوالد متوفى منذ طفولته». وأكدت أن ما دفع شقيقها لإشعال النار في نفسه، هو القهر والظلم والاستبداد، المواطن الذي دخله متوسط أو ضعيف لا يعيش، فالأمن يسلب رزقه ويضربه. واستبعدت أن يفكر شقيقها في الانتحار، وقالت «لم يكن لديه هذه الأفكار، فقد كان راضياً بحياته، وإن كانت الدنيا قد ضاقت عليه، فقد ذهب ليعمل، فتلقى من أعوان الأمن، ومنهم امرأة، الإهانة، لقد تطاولوا عليه واعتدوا عليه». أما أخوه الكبير سالم فقال « كان أخي محمد محبوباً من قبل الجميع، لاسيما أصدقاؤه في السوق، إذ كان مبتسماً على الدوام، وكان يؤثر الآخرين على نفسه، حتى إنه كان يساعد الجميع في أعمالهم وفي الأخير يلتفت إلى عمله». طلق شاب تونسي، هو محمد البوعزيزي، شرارة الاحتجاجات الأخيرة في تونس، التي أدت إلى سقوط النظام، من خلال إضرام النار في جسده، ويذكرنا ذلك بما فعله الرهبان المحتجون في فيتنام، في ،1996 أو الطالب التشيكي جان بالاتش الذي أشعل نفسه خلال الاحتجاجات العارمة التي شهدتها تشيكوسلوفاكيا، في ،1969 ولم نشاهد أو نسمع خلال تظاهرات تونس نداءات دينية وشعارات توحي بذلك، كما لم نرَ لافتات تندد بالإمبريالية الأميركية. في المقابل، كان المتظاهرون يطالبون بالحرية والديمقراطية وانتخابات يشارك فيها مختلف الأطياف السياسية، وأهم من ذلك، كانوا يريدون الخلاص من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وعندما يعود«الإسلاميون»، من منفاهم في الغرب، من أمثال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، فإنهم يطالبون باحترام الحريات والتعددية الحزبية. والواقع أن الإسلاميين في شمال إفريقيا لم يختفوا، وأصبح أغلبهم ديمقراطيون، أما بالنسبة لأولئك القلائل الذين اتخذوا من الصحراء الكبرى ساحة معارك يبحثون فيها عن رهائن، فلا يلقون دعماً حقيقياً من السكان، لذا فضلوا الذهاب إلى الصحراء النائية، ولعل أغلب الناشطين توصلوا إلى نتيجة، مثل التي توصل إليها الجيل الذي أسس حزب العدالة والتنمية في تركيا، وهي أنه لا توجد منطقة وسطى بين الديمقراطية والدكتاتورية. يركز الجيل الجديد في العالم العربي على التغيير السلمي للسلطة، وتولي حكومات «عادية» وديمقراطية الحكم، وهم يريدون فقط أن يكون مثل بقية دول العالم المتقدم. وتكشف الثورة الأخيرة في تونس حقيقة حول العالم العربي، هي أن الفكر الراديكالي الذي عرفناه في العقدين الماضيين، لم يعد متمكناً في هذه المنطقة، وفي المقابل بدأنا نرى التعصب الديني يتنامى في الغرب أكثر منه في الشرق. ويختلف الوضع من بلد إلى آخر، فتمكن رؤية الجيل ما بعد «الإسلاميين» بشكل أوضح في شمال إفريقيا، عنه في مصر أو اليمن، دون الحديث عن باكستان التي تتدحرج نحو السقوط. وفي أي مكان من العالم العربي، يتزعم الشباب - ممن ليس له اي علاقة بحركات إسلامية، تظاهرات الاحتجاج والمطالبة بالتغيير، وهذا لا ينفي وجود تحديات كبيرة مستقبلاً، ويكمن أولها في إيجاد نخبة سياسية بديلة في مستوى الطموحات الشعبية، وكيفية تفادي الفوضى أثناء التحول إلى الديمقراطية، إضافة إلى آلية بناء العلاقات السياسية والاجتماعية التي دمرتها الأنظمة الدكتاتورية، ثم إعادة بناء مجتمعات مدنية. يتساءل البعض حول جدوى دعم الغرب الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، في الوقت الذي تجتاح فيه الاحتجاجات التي تطالب بالديمقراطية، وكان الجواب في الماضي، هو ان الغرب كان يعتبر هذه الأنظمة أفضل «حصن» ضد التشدد، وكان هذا هو المنطق وراء دعم الدول الديمقراطية النظام الجزائري، في ،1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامي، كما كان وراء السكوت على تزوير الانتخابات في مصر، وتجاهل اختيار الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي ظل التجربة التونسية الأخيرة، يتعين على الغرب إعادة النظر في هذا الطرح. لم تصبح هذه الأنظمة تؤدي دور الحصن الذي يعتمد عليه، فقد تسقط في أي وقت، ولم تعد حجة الغرب قائمة، حيث إن الجيل الجديد، في العالم العربي، لم يتشبع بفكر التيارات الدينية، وبات أكثر ميلاً إلى الديمقراطية، وكما كانت أحداث تونس نقطة تحول في العالم العربي، يجب أن تكون نقطة تحول، أيضاً، بالنسبة لسياسة بلدان الغرب في المنطقة، و«السياسة الحقيقة» اليوم، تعني دعم تحول الشرق الأوسط إلى الديمقراطيـة. المصدر جريدة الامارات اليوم [/QUOTE]
الإسم
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
.| البُرِيِمِي العَـامِـهْ|.
مركز البُريمِي للأخبَار المَحَلية و العَالميةّ
الاخبار اليومية العالمية
أعلى